" قريبك هناك ! "
التفت نحو ما أشارت إليه ، السرير الثاني في الغرفة و شبه المحجوب بالستارة..
أنظر إليها، ثم أحاول النهوض و جسدي ترتجف..
تحاول هي مساعدتي فأصرخ :
" لا "
أهب واقفة قافزة نحو الستارة .. أمسك بها و أفتحها باندفاع.. فتقع عيناي على وليد نائما فوق السرير...
" وليد ! "
اقتربت منه أكثر و أكثر... و هتفت :
" وليد .. "
وليد لم يفق ، أمسكت بكتفه و هززته و أنا أناديه لأوقظه ...
وليد أحس أخيرا ، و فتح عينيه و نظر إلي...
الذعر كان محفورا على وجهي مما جعل وليد يجلس بسرعة متوترا و يقول باضطراب :
" صغيرتي ماذا جرى ؟ "
بجنون التصقت بذراعه و أنا أرتجف خوفا.. كنت خائفة حد الموت..
صرخت بوجهه :
" لماذا تركتني وحيدي ؟ "
و قفزت دموعي من عيني..
" لماذا وليد ؟ إنهم يريدون إيذائي .. لماذا تتركني وحدي ؟ "
وليد أمسك بيدي و حاول تهدئتي :
" بسم الله الرحمن الرحيم ، صغيرتي أنا هنا معك "
نظرت إليه وسط الدمع و صرخت :
" لماذا تركتني وحدي ؟ "
" أنا هنا رغد.. معك ! غلبني النعاس فنمت على هذا السرير.. لا تفزعي أرجوك "
قلت مجهشة باكية :
" أنا أخاف من البقاء وحيدة.. متى تدرك ذلك؟ لماذا تبتعد عني ؟ أتريد أن تقتلني ؟ "
وليد جعلني أجلس على السرير .. و وقف هو أمامي يردد عبارات الأسف و التهدئة و الطمأنة ...
كل هذا و الطبيب و الممرضة لا يزالان واقفين مندهشين في مكانيهما..
بعدما سكنت روحي من روعها و استرددت طمأنة نفسي .. سألني وليد :
" أتشعرين بتحسن ؟ "
" نعم "
وليد نظر إلى الساعة المعلقة على الحائط المقابل
و كانت تشير إلى الحادية عشرة و النصف ..
ثم وجه خطابه إلى الطبيب قائلا :
" أيمكننا الانصراف الآن ؟ "
قال الطبيب:
" نعم ، سأكتب للمريضة وصفة أدوية ، ألا أنني أفضل نقلها للمستشفى "
وليد نظر إلي.. ثم إلى الطبيب و قال :
" لا يمكننا ذلك"
" أحضرها لتطهير الجرح يوميا إذن "
ثم غادرنا المكان..
في الواقع ، لم يكن يفصل بين السريرين في تلك الغرفة سوى ستارة مشتركة ، و بضع أقدام ...
عدنا إلى منزل صديق وليد في نفس السيارة التي قدمنا فيها..
العجوز أوصلنا و غادر...
حين دخلنا إلى هناك ، و على نفس المقاعد التي كنا نجلس عليها البارحة رأيت دانة جالسة مع السيدة الصغرى
بينما الأخرى تستقبلنا و ترحب بعودتنا..
وقفت دانة و الفتاة لدى رؤيتنا..
دانة كانت ترتدي عباءة أشبه بالعباءة التي أجرها حول قدمي ّ !
قالت السيدة الكبرى :
" تفضلا رجاءا "
أقبلنا نحو المقاعد و تبادلنا التحيات، ثم تقدمت دانة مني و هي تقول بقلق :
" أأنت بخير ؟ "