نومتي لم تكن بالنومة الطبيعية على الإطلاق.. رأيت كوابيس مزعجة جدا و استيقظت عدّة مرات فزعة..
أرى نفسي في العراء.. و الناس تركض... و النار تحيط بنا ..
أسمع صراخ الناس.. و دوي الانفجارات.. و أرى جنودا يركضون نحوي..
أحاول الوقوف لأهرب، لكن قدمي المصابة تعيقني...
أصرخ و أصرخ ... و أرى وليد يركض مع دانة مبتعدين .. فأمد يدي طالبة العون.. و ما من معين..
ثم تقترب النيران مني و تلسعني ألسنتها... فأصرخ بأعلى صوتي..
ثم يظهر سامر لا أعلم من أي مكان.. و وجهه يحترق.. و يقول :
" لماذا فعلت ِ هذا بي ؟؟ "
استيقظ من النوم فزعة مرعوبة ، أتلفت إلى ما حولي ، فأجد نفسي في غرفة صغيرة مظلمة ...
مضطجعة على سرير .. و أرى وليد و دانة نائمين على مقربة مني...
أنهض عن سريري و اقترب منهما لأتأكد .. أهما وليد و دانة ؟؟ أأنا في حلم ؟؟
فأرى وجه دانة الغارق في النوم .. و شعرها المبعثر على الوسادة... نعم هي دانة..
و هي حية .. و تتنفس..
ثم التفت ناحية وليد.. المغطى باللحاف كليا ، فلا أجد ما يثبت أنه وليد..
و أنه حي .. و يتنفس !
أبقى أراقبه بتركيز حتى ألحظ حركة طفيفة يصدرها صدره .. فيطمئن قلبي إلى أنه حي .. و يتنفس .. لكن .. هل هذا وليد ؟؟
أمد يدي بحذر و بطء.. و جنون.. نحو طرف اللحاف فأزيحه قليلا عن قدمه..
كبيرة كالسفينة !
لا شيء يدعو للشك !
إنه وليد حتما !
يطمئن قلبي و أعود أدراجي إلى سريري الدافىء... نعم أنا بخير.. نعم لقد نجونا.. نعم كان كابوسا.. نعم أنا متعبة.. و بالتأكيد سأنام ...
في المرة الأخيرة التي نهضت فيها..كانت حالتي سيئة جدا ...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
كنت غارق في النوم لأبعد الحدود ، بعد العناء الذي مررنا به .. توقعت ألا أنهض قبل مضي 20 ساعة على الأقل !
ألا أنني نهضت على صوت ما ...
فتحت عيني و بقيت لحظة في سكون ، إلى أن أفاقت جميع خلايا الوعي النائمة في دماغي
ثم بدأت حواسي تعمل بشكل جيد ، و تميز الصوت و معناه ...
كان صوت رغد.. و كانت تناديني ..
التفت ناحية السرير الذي كانت رغد تنام فوقه فرأيتها تجلس على حافته في إعياء شديد ، بالكاد تسند جدعها
كانت عيناها شديدتي الاحمرار .. و وجهها شديد الشحوب .. تعبيراتها تنم عن التألم و الإرهاق
اجتاحني القلق بغتة ، وقفت بسرعة و قلت :
" رغد .. ما بك ؟؟ "
نبست شفتاها عن أنة .. تلتها تنهيدة وجع ... ثم قالت بوهن :
" متعبة.. دوار.. "
ثم رأيت القشعريرة تسري في جسدها ...
اقتربت منها قلقا .. و أبصرت زخات من العرق تبلل وجهها
قلت :
" سلامتك "
قالت :
" أظن أنني محمومة .. أريد مسكنا "
ثم ارتمت على السرير بضعف ...
رغد تبدو مريضة جدا..
قلت :
" أ نذهب إلى الطبيب ؟ "
رغد أنت.. أنين مريض مرهق.
قلت :
" استعدي للذهاب . سأعود في الحال "






رد مع اقتباس
المفضلات