بعد قليل ، أوقف وليد التلفاز و أخذ الهاتف ، و طلب أحد الأرقام ...
أنا لم أكن أرسم بقدر ما كنت أراقب تحركاته ...
و هاهو يتحدّث إلى الطرف الآخر :
" مرحبا ، أنا وليد شاكر "
( ........................ )
( أهلا بك آنسة أروى ، كل عام و أنتم بخير ، كيف هي أموركم ؟؟ )
تركت القلم من يدي و أصغيت باهتمام ...
( ماذا ؟؟ متى حدث ذلك ؟؟ )
( ...................... )
" أوه ... أنا آسف ... و كيف حالتها الآن ؟؟ أهي أفضل ؟؟ "
( .................... )
" لا تقلقي ، بلغيها و العم سلامي ... و أخبريهما بأنني سأعود في أقرب فرصة إن شاء الله "
( .................. )
" شكرا لك ، وافوني بأخباركم أولا بأول ، تصبحين على خير "
و أنهى المكالمة ...
و عاد و شغّل التلفاز ، ألا أنه كان شاردا ...
من تكون أروى هذه ؟؟
تركت اللوحة جانبا ، و قلت بعد تردد قصير ضعيف غلبه الفضول الشديد :
" وليد "
" نعم ؟؟ "
" من كنت تحدّث ؟؟ "
بدا عليه الاستغراب ، ثم قال :
" لم السؤال ؟؟ "
" لاحظت ... استيائك من خبر وصلك من الطرف الآخر ... خيرا ؟؟ "
قال :
" زوجة صديقي رحمه الله تعرضت لنوبة قلبية و ترقد في المستشفى "
صمت ّ قليلا ثم سألته :
" و هي من كنت تتحدّث معها ؟؟ "
" كلا . هذه ابنتها "
ابنة صديقه ؟ إذن لابد أنها مجرد طفلة !
بعد قليل أوقف وليد التلفاز و نهض هاما بالمغادرة
قلت :
" إلى أين ؟؟ "
التفت إلي بانزعاج و قال :
" سأذهب للنوم ، إلا إذا كنت ِ تريدين من حارسك البقاء ساهرا لحين نومك ؟ "
لم أجب ، فأنا لم أجد الكلمات المناسبة ... و هو لا يدرك كم هي جارحة كلماته و قاسية معاملته ...
ليته يعرف !
استدار ليخرج فعدت أناديه :
" وليد "
تنهد و هو يلتفت نحوي قائلا :
" ماذا الآن ؟؟ "
تقدمت نحوه قليلا ، و فتشت في وجهه عن أي ملامح تشجعني على سؤالي ، لكنني لم أجد ... فبقيت صامتة ...
" نعم ؟؟ ماذا لديك ؟؟ "
توترت ، لكني بعدها جمعت غبار شجاعتي و قلت :
" هل أعجبَتـْـك ؟؟ "
" ما هي ؟؟ "
" الهدية ! "
وليد بعثر نظره هنا و هناك ، ثم قال :
" لا أذكر أين تركتها ... آسف ! "
هنا عند هذه اللحظة تمزّقت أوهامي ...






رد مع اقتباس
المفضلات