كان باب الغرفة مفتوحا و كانت هي تستعرض بعض لوحاتها ...
" أيمكنني أن أتفرج عليها ؟؟ "
" حسنا ... هذه الجديدة "
كانت الرسومات جميلة و متقنة ... و فيما أنا أتفرج عليها واحدة تلو الأخرى رأيت شيئا أذهلني !
أتذكرون صورتي التي رسمتها رغد في السابق ! كانت ضمن المجموعة ... ألا أن شيئا قد تغير !
كانت العينان حمراوين !
عندما وقعت يدي و عيني على هذه الصورة ، أسرعت رغد بسحبها مني !
قلت :
" دعيني أرى ! "
قالت بارتباك :
" هذه لا ! "
قلت :
" ماذا فعلت ِ بعيني ّ ؟؟ "
قالت :
" لا شيء ! "
" لكن لم طليتهما باللون الأحمر ؟ "
نظرت نحوي بحدة و قالت :
" هكذا هي عيون الكذابين "
اشتططت غضبا و رميت ببقية اللوحات على المكتب و خرجت من الغرفة ...
و نسيت أمر العشاء و كل أمور الدنيا عدا موقف رغد المزعج مني ...
و من حينها بدأت أعاملها بالمثل ... ببعض الجفاء .
توالت الأيام ، و الأجواء بيننا متنافرة ، أقوم بواجباتي بمصمت و لا أتبادل أحاديث تذكر معها ... حتى أقبل يوم الأربعاء ، و هو اليوم الذي يأتي سامر فيه لقضاء عطلة نهاية الأسبوع معنا ...
مع اقتراب موعد حضوره تعمدت ملازمة الغرفة فأنا لا أريد أن أشهد استقبالا حميما من النوع الذي يقرح المعدة ... بين الخطيبين ....
و أول حديث دار بينه و بيني :
" ألا يمكنك أخذ إجازة من الآن يا سامر ؟ "
" لا أستطيع ! و لكن ... هل واجهت أي مشاكل ؟؟ "
" لا ، غير أنني سئمت و أود المغادرة ! "
و انتهزت فرصة تواجد سامر و قضيت معظم الوقت خارج المنزل ...
ليس لأنني أرغب في الترويح عن نفسي بل لأنني لا أرغب في التواجد في مكان يجمعهما ...
و مهما توهمت أنها عادت لي ، في النهاية ... استيقظ على الواقع المر ... أنها أصبحت له .
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
أخبرني سامر بأن وليد أبلغه عن سأمه من رعايتنا أنا و أختي دانة !
الأمر أزعجني كثيرا ... رغم أنني أعرف أنه لا يهتم بنا .. أو على الأقل لا يهتم بي .
لم تكن بالفترة الهينة تلك التي قضيتها مع وليد تحت سقف واحد !
كنت أجبر نفسي على التظاهر بالاستياء و الانزعاج منه لأكتم حقيقة تصرخ في داخلي ... أنا سعيدة بوجوده و أكاد أطير فرحا ...
و فرحتي هذه تنتهي في الليل ببحر من الدموع و الآهات ، للمصير الذي ينتظرني
ليت أحدا يشعر بي !
ليت أحدا ينقذني !
سامر كانت يتحدث معي بلهفة و شوق ... و كلما رأيت منه هذه المشاعر كرهت نفسي و كرهت الدنيا أكثر فأكثر ...
لم يكن لدي سوى نهلة أبثها همومي ...
و سأدعوها الليلة لقضاء بعض الوقت معي بعد أن يغادر سامر
وليد كان قد خرج منذ الصباح و لم يعد حتى الآن !
إنها الرابعة عصرا و سامر يريد الذهاب ...
ألهذا الحد هو ـ أي وليد ـ متضايق من وجوده معنا و لم يصدق أن جاء سامر ليخرج دودة !
" تأخر وليد ! سأتصل به "
قال سامر ، فعقبت :






رد مع اقتباس
المفضلات