" إنه يشعر بالحرج و الخجل ! تعرفين كيف هو الأمر ! هذا من حسن الأدب ! "
قلت :
" لكنني كنت معكم العام الماضي "
قالت :
" ربما لم يكن قد اعتاد فكرة أنك ... كبرت ! "
ليتني لم أكبر !
تركت أطباقي غير ملموسة و خرجت من المطبخ متوجهة إلى غرفتي ،
و دانة تشيعني بنظراتها ...
في الغرفة ... تأملت صورة وليد التي رسمتها قبل شهور ... و انحدرت دموعي ...
أخذت أتخيله ... و هو واقف إلى جوار سامر ... يفوقه في كل شيء يعجبني ...
ثم ...
ثم ...
أتزوج سامر !
لماذا أقارن بينهما هكذا ؟؟
وفي العصر ، أتتني دانة ..
" الم تستعدي بعد ؟ سننطلق الآن ! "
" إلى أين ؟؟ "
" أوه رغد هل نسيت ! إلى الشاطئ كما اتفقنا ! "
بالفعل كنت قد نسيت الفكرة ... و بالرغم من أنني كنت مسرورة جدا بها مسبقا ألا أنها الآن ... لا تعجبني !
" لا أريد الذهاب "
حملقت دانة بي و قالت :
" عفوا ! ألم تكوني أنت المشجعة الأولى ! هل ستبقين في البيت وحدك ؟؟ "
قلت :
" هل سيذهب الجميع ؟؟ "
" بالطبع ! إنهم في انتظارنا فهيا أسرعي ! "
و ذهبت إلى غرفتها تستبدل ملابسها ...
أن أبقى وحدي في البيت هي فكرة غير واردة ... لم يكن أمامي إلا الذهاب معهم ...
توزعنا على سيارتي أبي و سامر ...
جلس وليد على المقعد المجاور لسامر ، و أنا خلفه ، و دانه إلى جانبي ، و تركنا والدي ّ معا في السيارة الأخرى وليد و سامر كانا يتبادلان الأحاديث المختلفة تشاركهما دانة ، أما أنا فبقيت صامتة ... أراقب و استمع ... و أشعر بالألم ...
لم تفتني أي كلمة تفوه بها وليد ... او أي ضحكة أطلقها
كنت أضغي إليه باهتمام بالغ ! حتى كدت أحفظ و أردد ما يقول !
عندما وصلنا ، فرشنا بساطا كبيرا و وضعنا أشياءنا و جلسنا عليه ، ألا أن وليد ظل واقفا ... ثم ابتعد ... و سار نحو البحر ...
إنه لا يرد الجلوس حيث أجلس ...
لماذا يا وليد ؟؟
هل تعرفون كم دقيقة في الساعة ؟؟
ستون طبعا !
و هل تعرفون كم مرة في الساعة فكرت به ؟
ستون أيضا !
و هل تعرفون كم ساعة بقينا هناك ؟؟
ست ساعات !
هل أحصيتم كم وليد جال برأسي خلال الرحلة ؟؟
الثلاثة ، أبي و وليد و سامر ذهبوا للسباحة ، أمي تصف قطع اللحم في الأسياخ و دانة تساعدها ...
و أنا ، معدتي تئن !