تم عقد القران و انتهت الليلة بسلام أخيرا !
لقد بذلت جهودا مضاعفة في تنظيف المنزل بعد مغادرة الضيوف !
أما دانه فكان القلم مرفوعا عنها هذا اليوم !
طلبت من أمي أن تذهب للراحة و توليت أنا ، مع سامر تنظيف الأطباق ...
أما الرجل الناري فلا علم لي بأي أرض يحرق هذه الساعة !
كنت واقفة أمام صنبور الماء البارد أغسل الأطباق ، و سامر إلى جانبي ...
سألته :
" كيف بدا العريس ؟؟ "
أجاب :
" مهذبا و خلوقا و بشوشا ! "
قلت :
" لا يعجبني ! "
ابتسم سامر و قال :
" و لكن لم ؟؟ "
أجبت :
" لا أعرف ! لكنني أجده ثقيل الظل ! إنه مغرور و يتحدث عن نفسه بزهو و خيلاء أمام الكاميرات ! كيف تتحمل دانه زوجا كهذا ؟؟ "
سامر ضحك ، فضحكت معه ...
قال :
" ليس المهم رأيك أنت به ! المهم رأي العروس به ! "
ثم غير نبرة صوته حتى غدت أكثر لطفا و رقة ، و قال :
" و رأيك بي أنا ... "
ارتبكت .. و اضطربت تعبيرات وجهي ، و أخفيت نظراتي في حوض الغسيل !
وصلنا هذه اللحظة صوت حركة عند الباب ، فالتفتنا للخلف فإذا به وليد ...
و صدقوني ، شعرت بماء الصنبور يحرقني !
تبادلنا النظرات ...
قال وليد :
" هل لي بلحاف ؟ سأنام في غرفة الضيوف "
نظف سامر يده و استدار نحو وليد قائلا :
" أوه كلا يا أخي ، بل ستنام في غرفتي و على سريري ، سأنام أنا على الأرض أو في غرفة الضيوف أو أي مكان ! "
لم يظهر على وليد أنه يرحب بالفكرة أو حتى سمعها !
قال :
" أريد لحافا لو سمحت "
كان وجهه جامدا صارما ، و رغم أن سامر كان يبتسم ، ألا أن وليد كان عابسا ...
قال سامر :
" أرجوك استخدم غرفتي ! أنا سأسافر بعد الغد على أية حال "
قال وليد :
" و أنا كذلك . هل لا أحضرت لحافا الآن ؟؟ "
وليد شخص غريب ... نعم غريب !
نحن لا نعرفه ! و لا نعرف كيف هي طباعه و لا كيف كانت حياته في الخارج ... ربما كان صارما جدا ... قلما رأيته يبتسم مذ عودته !
انتهى الأمر بأن نام وليد في غرفة الضيوف ، على المقعد الكبير ، الذي نمت عليه ذلك اليوم ! أتذكرون ؟؟
توقعت أن أجد صعوبة في النوم ... طالما تفكيري مستعمر من قبل وليد ... ألا أنني نمت بسرعة مدهشة !
في اليوم التالي ، اجتمعت العائلة في غرفة الطعام لتناول الفطور الصباحي ، في ساعة متأخرة من الصباح !
أعددنا الأطباق في غرفة المائدة ، و جاء الجميع ليتخذوا مقاعدهم ...
كالعادة جلس والداي على طرفي المائدة ، و دانة إلى يمين أبي ، و سامر إلى يساره ، و هممت بالجلوس على مقعدي المعتاد يمين أمي ، لكنني انتظرت وليد ...
وليد حرك ذات المقعد و قال :
" مقعدك ... "
و تركه و ذهب للجهة المقابلة و جلس إلى يسار أمي ...
جلست أنا على مقعدي المعتاد ، و صار وليد مواجها لي ... وضع يسمح للأشعة المنبعثة من ناحيتة لاختراقي مباشرة !
فجأة ، وقف وليد ... و خاطب دانة قائلا :
" هل لا تبادلنا ؟؟ "






رد مع اقتباس
المفضلات