التفت للوراء ... إلى وليد ... استعيد ذكريات ظلت عالقة في ذاكرتي ...
كان وليد يلاعبني كثيرا حينما كنت صغيرة ! و في المرات التي نقوم فيها برحلة إلى الشاطئ ... كان يبقى حارسا لي و لدانة !
عدت بنظري للأطفال ... أتحسر !
يبدو أن أصواتهم قد أيقظت وليد من النوم ... سمعت صوته يتنحنح ثم يتحرك ، استدرت للخلف فوجدته يقف و ينظر إلى ما حوله ...
وليد تحرك مقتربا من البحر ... فنهضت بسرعة و قلت :
" إلى أين تذهب ؟؟ "
وليد توقف ، ثم ... قال :
" لأسبح ... "
قلت :
" انتظر ... سأعود لأمي ... "
في نفس اللحظة أقبل سامر يخرج من الماء نحو اليابسة ...
" وليد ... تعال يا رجل ! يكفيك نوما ! "
قال سامر ، فرد وليد :
" أنا قادم ... لكن ألا يجب أن نشعل الجمر الآن ؟؟ "
" لا يزال الوقت مبكرا ! "
و التفت سامر إلي و قال :
" رغد أخبري أمي بأننا سنقضي ساعات أكثر في السباحة ! "
قلت :
" حسنا ! "
بينما تصرخ معدتي : كلا !
سامر خرج من الماء ، و صار واقفا إلى جوار وليد ... و قام ببعض التمارين الخفيفة ...
التفت إلى ناحية البساط الذي نفترشه ، و خطوت متجهة إليه ...
مجموعة من الناس كانوا يلاحقون كرة قدم ... فيضربها هذا و يركلها ذاك ... يتحركون في طريقي ...
وقفت في منتصف الطريق لا أجرؤ على المضي قدما ...
التفت إلى الوراء فوجدت الاثنان يراقباني ...
و إلى حيث تجلس أمي و أختي ... فإذا بهما أيضا تراقباني ...
الآن ... تدحرجت الكرة نحوي و اقتربت من قدمي ... و أقبل اللاعبون يركضون نحوها ...
وصل إلي أحدهم و قال :
" معذرة يا آنسة "
أصبت بالذعر ... فجأة ...
خطوة للوراء ...
ثم خطوة أخرى ...
ثم أطلقت ساقي للريح راكضة باضطراب و فزع ...
إلى حيث جرفني التيار ...
نحو وليد !
------------------
نهــــايه الحلقه الـ 18






رد مع اقتباس
المفضلات