قلت بغضب :
" حمقاء ! أعني في أن نؤجل موضوع الزواج لوقت لاحق ... فربما تتغير الأوضاع ... "
" عليكم أن تقرروا بسرعة ! فموعد زواج دانه يقترب ! أين هي على فكرة ؟؟ "
" دانه ؟ خرجت كالعادة تتنزه مع خطيبها ! "
ابتسمت نهلة ... لكنني أزحت ابتسامتها جانبا بسؤالي :
" نهلة ...هل يشعر جميع المخطوبين بسعادة مميزة عندما يتنزهون مع بعضهم البعض ... أو يتبادلون الهدايا ... أو المكالمات الهاتفية ؟؟ "
طبعا نهلة اندهشت ، و قالت :
" أكيد ! طبعا ! "
صمت لثوان ، ثم قلت :
" لكنني لا أشعر بشيء كهذا ! إنني أتحدث معه كما أتحدث معك ! لا شيء مميز ... ليس كما تكون دانه حين تتحدث مع خطيبها أو تخرج معه ! غاية في السرور ! "
فوجئت نهلة بكلماتي هذه ... ة قالت :
" أنت ... لا تحبينه ؟؟ "
قلت بسرعة :
" بالطبع ... أحبه ! "
نظرت نهله نحو سارة البليدة ... ثم قالت :
" كما تحب دانه خطيبها ؟؟ "
" لا ! كما تحبين أنت حسام ! "
دانة عادت تسأل :
" ليس كما تحب امرأة رجلا ؟؟ "
توترت من سؤالها ... و بعثرت نظراتي فيما حولي ... و وقع سهم منها على سارة ، و التي كانت تنظر إلينا ببلادة و غباء مزعجين !
قلت بعصبية :
" و كيف يجب أن تحب امرأة رجلا ؟؟ "
قالت نهلة بأسى :
" أوه يا عزيزتي ! رغد ! إنك لا تزالين طفلة ! "
عادت دانه من سهرتها الخارجية عند العاشرة و النصف ...
كنت أشاهد الفيلم الذي أحضره والدي مؤخرا ، و حين دخلت غرفة المعيشة رمت بحقيبة يدها على المقعد و تهالكت عليه بتنهد ...
" لم لم تنامي بعد رغد ! عادة ما تنامين باكرا جدا ! "
لم ألتفت إليها ، و أجبت :
" سأتابع الفيلم حتى النهاية "
صمتت لحظة ، ثم قالت :
" سأريك شيئا "
و سحبت حقيبتها ، و منها أخرجت علبة مجوهرات صغيرة ، و فتحتها لتريني الخاتم الذهبي الرائع الذي بداخلها " رائع ! كم ثمنه ؟؟ "
رفعت رأسها و نظرت إلي من طرف عينيها و قالت :
" كم ثمنه ؟؟ لا أعرف طبعا ، و لكن بالتأكيد باهظ ... أهداني إياه خطيبي الليلة ! كم هو رائع ! "
قلت و أنا أتأمل هذه التحفة المبهرة :
" نعم ! رائع هنيئا لك ! "
قالت دانة :
" حقا ! هل غيرت رأيك فيه أخيرا ! "
قلت :
" الخاتم ؟؟ "
" بل خطيبي يا نبيهة ! "






رد مع اقتباس
المفضلات