مشكوره على المتابعه

الحلقه الثامنه عشر
~ إلى حيث يجرفني التيّار ~

بين يوم و آخر ، يحضر نوار لزيارة دانه أو الخروج معها للعشاء في أحد المطاعم أو للتنزه ... أو شراء مستلزمات الزفاف و عش المستقبل !
" إلى أين ستذهبان اليوم ؟؟ "
سألتها ، و هي ترتدي عباءتها استعدادا للخروج ، قالت :
" إلى محلات التحف أولا ، ثم إلى الشاطئ ! سأعود ليلا ! "
قلت :
" الشاطئ ؟ رائع ! كم أشتاق الذهاب إليه ! "
قالت بمكر :
" تعالي معنا ! "
نظرت إليها باستهتار ثم أشحت بوجهي عنها ... قلت :
" كنت سأفعل لو أن خطيبك لم يكن ليرافقنا !"
قالت بخبث :
" نذهب وحدنا ؟ أنا و أنت ؟؟ "
" نأخذ أبي و أمي ! ما رأيك دانه ؟؟ اصرفيه و دعينا نذهب نحن الأربعة ! "
" لا تكوني سخيفة ! "
و انصرفت عني ترتب عباءتها أمام المرآة ...
قلت :
" في كل يوم تخرجين معه ! لم لا تتنازلين عن هذا اليوم لنخرج معا ؟؟ إنني أشعر بالملل "
قالت :
" غدا يعود سامر و اذهبي معه حيث تريدين ! "
و غدا هو موعد زيارة سامر ، الذي يأتي مرة أو مرتين من كل شهر ... ليقضي عطلة نهاية الأسبوع معنا ...
لكن ...
لكنني لا أشعر بالحماس للذهاب معه ...
حين أقارن بين وضعي و وضع دانه أشعر بفارق كبير ... إنها منذ لحظة ارتباطها تعيش سعادة و بهجة متواصلة ... و تستمتع بحياتها كل يوم
خطيبها رجل ثري و يغدق عليها الهدايا و الهبات !
كل يوم أذهب أنا للكلية ثم أعود و أقضي وقتا لا بأس به في الواجبات و في الرسم ، بينما تستمتع دانه بالنزهات و الرحلات مع خطيبها المغرور ...
و في أحيان أخرى تقضي ساعات طويلة في التحدث معه عبر الهاتف !
حين يتصل سامر فإن حديثنا لا يستغرق غير دقائق ...
فهل كل المخطوبين مثل دانه سواي أنا ؟؟
قلت أستفزها :
" و على كل ... فخطيبك شخص مغرور و بغيض ! لا أعرف كيف تحتملين البقاء معه كل هذه الساعات ! "
التفتت دانه نحوي و نظرت إلي بخيلاء و قالت :
" مغرور ؟ و حتى لو كان كذلك ! يحق له ... فهو أشهر و أغنى لاعب في المنطقة ! أما بغيض ... فلا تعني شيئا ! فهو رأيك في جميع الرجال ! "
و صمتت لحظة ثم قالت :
" و ربما حتى سامر ! أنت خالية من الرومانسية يا رغد ! و لا تعرفين كيف تحبين أو تدللين خطيبك ! "
و هنا سمعنا صوت جرس الباب ، فانطلقت دانه مسرعة تحثني على الخروج من غرفتها ، ثم تقلق الباب ... و تغادر ...
ربما نسيت دانه ما قالت حتى قبل أن تغادر ، لكن كلماتها ظلت تدق مسمارا مؤلما في قلبي لوقت طويل ...
أنا فعلا لا أشعر باللهفة للقاء سامر ! لكنه دائما يشتاق إلي ... و في الآونة الأخيرة ، بعد أن انتقل إلى مدينة أخرى ، صار يعاملني بطريقة أشد لطفا و حرارة كلما عاد