إذن ، فهي معترضة على حملي للصغيرة هكذا ...؟
" و لكن ... إنها مجرد طفلة صغيرة و خفيفة ! و هي تحب ذلك ... "
" إنها في التاسعة من العمر يا وليد ... "
جملة والدتي هذه ، جعلت شريط الذكريات يعرض فجأة في مخيلتي ...
تذكرت كيف حضرت إلى منزلنا قبل ست أو سبع سنين ... !
آه ... ( المخلوقة البكاءة ) !
يا للأيام ...
من كان ليصدق أنني ( ربيت ) رغد في جحري و أطعمتها بيدي و سرحت شعرها و نظفت أذنيها !
من جرّب أن يكون أما و أبا ليتيمة ، و هو طفل أو حتى مراهق لم يبلغ العشرين !
يا للذكريات !
في غرفتي لاحقا ، أخذت أقلب ألبوم الصور الذي يشمل أفراد عائلتي ...
صحيح ... لقد كبرت الصغيرة !
مر الوقت سريعا ...
و ها أنا مقدم على الجامعة ، و حين أسافر ... ... ...
توقفت عند هذا الحد ...
فأنا لا أستطيع التفكير فيما بعد ذلك
كيف لي أن أبتعد عن أهلي و وطني ...؟
كيف لي أن أتحمل الغربة و الوحدة ؟
كيف لصباح أن يطلع علي ، دون أن أحتسي شاي والدتي العطر ، و كيف لشمس أن تغرب
دون أن أقرأ أخبار الصحف لوالدي ؟
كيف لعيني أن تغمضا دون أن أتمنى لأخوتي نوما هانئا ...
كيف لقلبي أن ينبض ... دون أن أحمل رغد على ذراعي ؟؟؟
إنني سأذهب لإجراء الامتحان بعد الغد و إذا ما اجتزته ، فسأغادر البلد خلال أسبوع أو أكثر بقليل
إنها أفكار تجعلني أشعر بخوف و توجّس ...
هل أقوى على ذلك ؟؟
لابد لي من ذلك ... فأحوالنا في تدهور و شهادتي الجامعية ستعني الكثير ...
المرشحون لهذا الامتحان قليلون ، و كانت فرصة ذهبية أن أضيف اسمي إليهم
و أنا واثق من قدرتي على اجتيازه ، بإذن الله ...
قلبت الألبوم و أنا في حيرة ... أي صورة آخذها معي ؟؟
ثم وقع اختياري على صورة تضمنا جميعا ، تظهر فيها رغد متشبثة برجلي !
فيما ترتسم ابتسامة رائعة على وجهها الجميل ...
المفضلات