كم هي بريئة و بسيطة و عفوية !
يا لها من طفلة !
رفعت رأسها فوجدتني أنظر إليها فسألت مباشرة :
" كيف أكتب كلمة ( أتزوج ) ؟ "
فجأة ، أفقت من نشوة التأمل البريء ...
هناك كلمة غريبة دخيلة وصلت إلى أذني ّ في غير مكانها !
حدقت في رغد باهتمام ، و اندهاش ...
هل قالت ( أتزوج ) ؟؟
أتزوج !
ألا تلاحظون أنها كلمة ( كبيرة ) بعض الشيء ! بل كبيرة جدا !
سألتها لأتأكد :
" ماذا رغد ؟؟ "
قالت و بمنتهى البساطة :
" أتزوج ! كيف أكتبها ؟؟ "
أنا مندهش و متفاجيء ...
و هي تنظر إلي منتظرة أن أكتب الكلمة على لوحها الصغير ...
أمسكت بالقلم بتردد و شرود ... و كتبت الكلمة ( الكبيرة ) ببطء ، ثم عرضتها عليها فأخذت تكتبها حرفا حرفا ...
انتهت من الكتابة ، فوضعت اللوح على مكتبي ، في انتظار الكلمة التالية ...
__________________
انتظرت ...
و أنتظرت ...
لكنها لم تتكلم
لم تسألني عن أي شيء
رأيتها تطوي الورقة الصغيرة ، ثم تدخلها عبر الفتحة داخل صندوق الأماني !
( عندما أكبر سوف أتزوج ((.... )) ؟؟؟ )
الاسم الذي تلا كلمة أتزوج هو اسم تعرف رغد كيف تكتبه !
كأي اسم من أسماء أفراد عائلتنا أو صديقاتها ...
كـ وليد ، أو سامر ، أو أي رجل !
رغد الصغيرة !
ما الذي تفعلينه !؟؟
الآن ، هي قادمة نحوي ...
المفضلات