قلت مستاءا :
" لكنك صرفتها بقسوة يا أبي "
لم تعجب جملتي والدي فقال :
" أنت تدللها أكثر من اللازم يا وليد ... يجب أن تعلمها أن تحترمك لا أن ترفع يدها عليك هكذا ، تصرف سيئ "
" لكني لا أستاء من ذلك يا أبي ... إنها مجرد طفلة ، كما أنني أتضايق كثيرا إذا أساء أحد إليها ، والدي ... أرجوكم لا تقسوا عليها بعد غيابي ... "
من يدري ماذا يحدث ؟ بعد أن أغيب ...؟
هل سيسيء أحد إلى طفلتي ؟؟
إنني لا أقبل عليها كلمة واحدة ...
ليتني أستطيع أخذها معي !
انتظرت حتى انصرف والدي من المنزل ، ثم فتشت عن رغد ، فوجدها في غرفتها ... و كما توقعت ، كانت غارقة في الدموع ...
أقبلت إليها و ناديتها :
" رغد يا صغيرتي ... "
رفعت رأسها إلي ، فرأيت العالم المظلم من خلال عينيها البريئتين ...
اقتربت منها و طوّقتها بذراعي ، و قلت ...
" لا تبكي يا عزيزتي فدموعك غالية جدا ... "
قالت :
" لا تذهب ... وليد ... "
قلت :
" لا بد أن أذهب ... فسفري مهم جدا ... "
" و أنا مهمة جدا "
" طبعا أميرتي ! أهم من في الدنيا ! "
أمسكت بيدي في رجاء و قالت :
" إذا كنت تحبني مثلما أحبك فلا تسافر "
في لحظة جنون ، كنت مستعدا للتخلي عن أي شيء ، في سبيل هذه الفتاة ...
و بدأت أفكار التخلي عن حلم الدراسة تنمو في رأسي تلك اللحظة ...
ليتني ... أيا ليتني استمعت إليها ...
يا ليتني فقدت عقلي و جننت لحظتها بالفعل ...
لكنني للأسف ... بقيت متشبثا بحلمي الجميل ....
" عزيزتي ، سأكون قريبا ... اتصلي بي كل يوم و أخبريني عن كل أمورك ! و إذا تشاجرت معك دانة فأبلغيني
المفضلات