من الشعائر المؤكد عليها والتي وردت روايات كثيرة من أهل البيت عليهم السلام فيها الحث على زيارة المولى أبي عبد الله الحسين وقد وردت نصوص في ذلك بعضها تضمن الإشارة إلى استحباب زيارته في أوقات خاصة وبعضها تضمنت الإشارة إلى استحباب زيارته بشكل عام ولو تأملنا في النصوص الواردة في هذا المجال وجدنا أنها تعرضت إلى زيارة الإمام الحسين من دون تفريق بين كون الزيارة في حالة الخوف وعدم الأمن حتى على النفس فضلاً عن المال والأهل أم كانت في حالة الأمان والسعة والرخاء والراحة ومن الواضح أن هذا ليس من صغريات المعارضة بين الروايتين السابقتين ضرورة أنه ليس المقام مقام تنافٍ حتى يقال بأنه لابد من التوفيق بينهما بل هما مشيرتان إلى نحويين من أنحاء الزيارة فمرة كذا وأخرى بكيفية ثانية ومن تلك الروايات التي تعرضت لاستحباب الزيارة حتى في حالة الخوف هذه الرواية والتي تتضمن حث الإمام الصادق أصحابه عبد الله بن بكير على الزيارة حتى لو كان هناك خوف روى ابن بكير عن أبي عبد الله قال: قلت له: إني أنزل الأرجان وقلبي ينازعني إلى قبر أبيك فإذا خرجت فقلبي وجل مشفق حتى أرجع خوفاً من السلطان والسعاة وأصحاب المصالح فقال: يا ابن بكير أما تحب أن يراك الله فينا خائفاً أما تعلم أنه من خاف لخوفنا أظله الله في ظل عرشه وكان محدثه الحسينتحت العرش وآمنه الله من أفزاع يوم القيامة يفزع الناس ولا يفزع فإن فزع وقرته(قوته) الملائكة وسكنت قلبه بالبشارة وحتى أننا قرأنا الروايات التي تقول أنه في زمن من الأزمان كان يقتل من كل عشرة من زوار الإمام الحسين كان يقتل واحد بل وكانوا يتهافتون من الذي سوف يحظى بالشهادة ولما سؤل الإمام الصادق عن هذا لم يقل أنه قتل النفس وإنما قال فداء للحسين بل لم تقتصر الرواية على حثه على ذلك وإنما تضمنت أيضاً الإشارة إلى الأثر المترتب على زيارته إلى قبره في مثل تلك الحالة أعني حالة الخوف وبل تضمنت بعض النصوص أن ترك زيارة قبره بسبب الخوف وعدم الأمان سبب لأن يرى الإنسان في الدنيا الحسرة فعن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله قال: قال لي: يا معاوية لا تدع زيارة قبر الحسين لخوف فإن من ترك زيارته رأى من الحسرة ما يتمنى أن قبره كان عنده أما تحب أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله وعلي وفاطمة والأئمة كما أن جملة من النصوص تضمنت أن الثواب على قدر شدة الخوف فكل ما كان الخوف أشد كان الثواب أعظم وأكثر ففي حديث لمحمد بن مسلم قال: قال لي أبو جعفر محمد بن علي هل تأتي قبر الحسين قلت: نعم على خوف ووجل فقال: ما كان من هذا أشدّ فالثواب على قدر الخوف ومن خاف في إتيانه آمن الله روعته يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين وانصرف بالمغفرة وسلمت عليه الملائكة وزاره النبي ودعا له وانقلب بنعمة الله وفضل لم يمسسه سوء واتبع رضوان الله.
كتبت هذا الموضوع ردا على كل من قال لي أن زيارة الإمام الحسين تسقط حتى عن الاستحباب من باب قاعدة لا ضرر ولا ضرار في حال الخوف وأسأل الله أن يتقبلها منا بأحسن القبول