{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}

في هذه الصفحة نتكلم قليلا عن دور إسعاد الزوج لزوجته وهو لا يقل أهمية عن دور الزوجة في إسعاد زوجها هذا إن صح القول بالفصل بين الدورين وذلك لأن للرجل الدور الأكبر والأساس في إسعاد الأسرة بمقتضى كونه القائم على شؤونها والمدبر لأمورها فعليه تقع المسؤولية الكبرى والتي رسمها الإسلام ومن أهمها استقامة الأسرة وسعادتها ففي بداية الأمر عليه اختيار الزوجة والشريك وكما في الروايات الواردة في هذا المجال { اختاروا لنطفكم ...... } ثم يأتي دور المعاملة للزوجة فهي التي تركت كل حياتها ورائها وأحبت وضحت للزوج بكل شيء فعليه أن يكافئها ولو بالشيء البسيط وهو الكلمة الطيبة والمعاملة الطيبة والحقيقة أن نجاح الزوج في أداء حق زوجته وإسعادها دليل على سلامة شخصيته وانسجامه مع دوره وقدرته على استكمال دوره ففي الرواية { خيركم خيركم لأله } فالبعض يكون خلقه خارج بيته وأما في داخله فهو إنسان آخر والبعض الآخر لا يعرف أن الزواج هو مرحلة ثانية في حياته فيبقى كما هو لا يتغير سوا أن يكون زوجا أو أبا ولعل البعض يعتقد أن المعاملة الخشنة مع الزوجة هي من أساسيات العقل فكما يقول أحد المفكرين الذين لا يفكرون يقول إذا أردت أن تطيعك الزوجة فعليك أن تخالفها وتفرض عليها شروطك ويستشهد برواية مغلوطة هي { شاوروهن وخالفوهن } ورواية { النساء ناقصات دين وعقل } وغيرهما من الروايات بغض النظر عن سند الروايات وهل هي صحية أو غير صحيحة وهل هي مكذوبة أو غير مكذوبة في البداية نقول إذا كانت هذه الروايات صحيحة ما هو الفرق بين الإسلام وبين الجاهلية ففي الجاهلية كانت المرأة تقتل وتدفن وفي الإسلام تهان وتستحقر ؟؟؟ وجاء الغرب وأكمل ما كان ناقصا جعلها سلعة عرض .
أنا أقول أن هناك عدة أسباب وعوامل ساعدت على هذه الظاهرة وهي عدم احترام المرأة منها :
الفهم الخاطئ لكثير من النصوص التي أسيء فهمها وهي التي تحدثت عن طاعة الزوج ففهما البعض استعباد الزوجة .
وكذلك الفهم الخاطئ لفهم القيمومة الزوجية من قبل الزوج على زوجته .
وكذلك منها جملة من المفاهيم الخاطئة التي يعتقدها البعض وهي أن الزواج فقط هو لإشباع الرغبة الجنسية لدية فتراه يعتقد أن الزواج هو الوسيلة لإشباع هذه الرغبة وليس هناك هدف آخر للزواج غير هذا ولا أريد الإطالة في هذا الباب .
ومنها نزعة التسلط والتفرد وحرمانها من أبسط حقوقها الشخصية والعائلية ومن المؤسف هذه الحالة موجودة بين المؤمنين أكثر من غيرهم .


وللسعادة شروط منها :


الأول :
الحقوق الزوجية أي إعطاء كل ذي حق حقه وهي جميع الحقوق الإلزامية التي ضمنتها الشريعة للزوج والزوجة في إطار الزوجية وتبدأ من أو ل خطوة وهي المهر ومتعلقات الزواج التي إما أن تكون بوعدا من الزوج للزوجة ومرورا بالتصرف بالأموال الخاصة بها بدون رضاها أو أدنها .
الثاني :
الإنفاق على الزوجة وهو يتضمن تأمين المستوى اللائق لها من المعيشة التي كانت عليها في بيت أبيها سواء كان من اللباس أو السكن أو غير ذلك وأن يكون ملائما لوضعها الاجتماعي بل ويظهر من كلام الفقهاء في هذا الموضوع فمن يراجع كتاب تحرير الوسيلة يجد هذه العبارة { فأما الطعام فكميته بمقدار ما يكفيها لشبعها وفي جنسه يرجع إلى ما هو المتعارف لأمثالها ... إلى آخر العبارة } بمعنى أن لا يجعل المستوى الذي كانت تعيشه في بيت أبيها أقل مستوى من معيشتها في بيت زوجها وهذا يؤكد على اختيار التوافق المادي بين الزوجين .

الثالث :
المعاملة الحسنة ففي الرواية عن الرسول صلى الله عليه وآله { ارحموا الضعيفين قيل يا رسول الله وما الضعيفين قال المرأة والطفل } فلا يحق للزوج أن يعامل زوجته بالعصبية ففي الكتب الفقهية نجد أنه لا يحق للزوج أن يضرب زوجته إلا في مواطن منها النشوز ومنها الإتيان بالفاحشة ولكن الفقهاء حددوا الضب وسموه بضرب التأديب ولكن اختلفوا في كيفيته واتفقوا على أنه لا يدمي ولا حتى يحمر الموضوع ولا يحق له ضربها على وجهها ولو فعل وشكته للحاكم الشرعي وجب عليه الدية .

وفي الختام نسألكم الدعاء