بسم الله الرحمن الرحيم
الدين رصيد الأخلاق والقانون
لقد ادعى البعض انه بالامكان ان يتحقق المجتمع معتمدا على الاخلاق والقانون، ويكونان البديل عن الدين في كل شيء .
الا ان هذا البعض خفي عليه انه لا يمكن لمجتمع بشري ان يقوم دون ان يعتمد على ركيزته الاساس وهي الدين ،وحتى القانون والاخلاق لا بد لهما من رصيد ومخزون داخلي يعتمدا عليه ، فالدين رصيد الاخلاق والقانون كما ان الذهب رصيد العملة الورقية.
ولولا وجود الدين لكان القانون والاخلاق كلائحة حقوق البشر التي اقترحتها فرنسا وروّجت لها بكل امكانيتها ،فهي من جهة دعت اليها ومن جهة اخرى اول من سحقها وخالفها ،فقد كان اقتراح بعض القادة الفرنسين امثال جورج بومبيدو هو اباد الشعب الجزائري وعدم اعطائه الاستقلال.
ان جميع المقدسات والقيم والقوانين امثال،الحرية والعدالة والمساواة زالانسانية والشعور بالمسؤولية لا بد ان تعتمد على الدين في تحققها ولولاه لا ضامن لتطبيقها ابدا.
يقول الكسيس كاريل: لقد تقدمت وتطورت العقول كثيرا ولكن مع الاسف لم تزل ضعيفة ،والايمان فحسب هو الذي يبعث القوة في هذه القلوب، وانحرافات البشر كلها ناشئة من هذه الحالة وهي قوة العقول وضعف القلوب .
فلماذا فعلت الحضارة والمدينة الحديثة؟ انها تخرج يوميا الى الاسواق الكثير من البضائع والمنتجات الجديدة ؟؟
لكن ماذا فعلت للانسان حتى توصله الى اهدافه المقدسة السامية؟
نعم ليس هناك غير الدين وهو الذي يقود البشرية لتحقيق اهدافها ولولا الدين لا وجود للاخلاق ولا للقانون ولا للانسانية.
عوامل الانحراف عن الدين
س: اذا كان الدين رغبة فطرية فلماذا الناس ينحرفون عن الدين ولا يتمسكون بتعاليمه؟ وما هي العوامل التي ادت للبعد عن الدين؟
ج: ذكر وولنز اوسكار لندبرج عاملين للانحراف:
1- سياسة الالحاد ،حيث تتبع بعض الجماعات او المنظمات الالحادية او الدولة سياسة معينة تحارب فيها الايمان بالله لانه يتعارض مع مصالحها ، و تدعو الى شيوع اللالحاد بين الناس.
2- التعصب والتلقين في الصغر، فان المنضمات الدينية المسيحة تحاول جاهدة لكي يعتقد الناس في سن الطفولة بأِله على صورة الانسان.
ولكن عندما تنمو العقول وتحسن التفكير فسوف تتعارض افكارهم مع ما تعلموه في الصغر، فتحاول الجمع والتوفيق بين التفكير الصحيح وما لقنوه وهم صغار وحيث انه لا يمكن التوفيق بين التفكير العلمي والافكار الدينية القديمة وبعد صراع داخلي ينبذ المفكرون فكرة الله بالكلية ، ولا يحاولون البحث في اي موضوع يمّت بالدين بصلة خوفا من النتائج النفسية التي اصابتهم اثر اعتقادهم القديمة التي جاهدوا للتخاص منها.
نعم هذان عاملان اساسيان للانحراف عن الدين، والكثير من المثقفين انحرفوا لتعرفهم على المفاهيم الدينية الخاطئة ابان طفولتهم ، فهم بعد النضج الذي وصلوا اليه لا يمكنهم تقبل مثل هذه المفاهيم المشوهة والتصورات اللامعقولة فينكرون كل ما يتعلق بالدين.
عوامل اضافية
ويمكن ان نضيف يعض العوامل التي ساعدت او ادت الى انتشار الالحاد منها :
3-تلوث المحيط ، فان تلوث المحيط بالاوحال الشيطانية والغرق في عبادة اللذة والشهوة واتباع الهوى يؤثر ذلك على بقية الافراد الموجودين في المحيط ،ويؤجج لهيب الشهوة ويحرك الغرائز الحيوانية، مما يجعل المجتمع بعيدا عن القيم الاخلاقية السامية والتعاليم الدينية الرفيعة،لان الذي يتبع هواه لا تعني له كل القيم من شرف وعزة واباء ورجولة شيئا ولا يعتني بشيء من التعاليم والقوانين.
وقد استخدم اعداء الاسلام هذا الاسلوب للسيطرة على الاندلس واخراج المسلمين منه ونجحوا في اماتة روح الدين في المجتمع واخرجوا المسلمين منها بكل سهولة.
والاساوب ذاته يستخدم اليوم في البلاد الاسلامية وبعد ان يسود الفسق والفجور في المجتمع ولا يبقى منفذ لنور الايمان يدخل منه فتحق عليه كلمة الله بانهم فاسقون...
< ... ان الله لا يهدي القوم الفاسقين >
4- الدعوة الخاطئة، وقد يتضاهر بعض الناس بالدين ويدعون للدين لكن باسلوبهم الخاطىء مما ينفّر الناس من الدين ويجعلهم ملحدين؛ فيقولون مثلا لو اردت ان تصبح مؤمنا عليك ان تقتل في نفسك كل الميول والغرائز فتقتل غريزة الثروة والجنس والمعرفة والجاه،والزهد عندهم عبارة عن عزلة وانفراد وترك كل العادات والغرائز المذكورة،وكذلك لو عرّف الدين للناس بانه عدو العلم ويؤدي الى قتل واحراق العلماء وافكارهم سيجعلهم يمقتون الدين والمتدينين.
بينما نجد من مميزات الاسلام انه يعترف بجميع الميول الفطرية الانسانية ويعطي كلا منها حقها، ونجد التلاحم المنسجم بين التعاليم الاسلامية وكل الغرائز البشرية،ويدعو لتوجيه هذه الغرائز بالشكل الصحيح ولاروائها بالطريق المناسب لا الى الغائها والقضاء عليها، فالله لم يخلق هذه الغرائز عبثا كما لم يخلق اعضاء الانسان عبثا.
دعوة الى الدعاة الى الدين
ومن هنا ينبغي ان يهتم دعاة الدين بامور:
1- التعرف على التعاليم الدينية الاصلية حتى يصبحوا من المحققين فيها ، وبالتالي نتخلص من الالقاءات الخاطئة باسم الدين في النفوس الانسانية الضعيفة ،لان ذلك يساعد على الانحراف عن الدين
-2 تطهير البيئة الاجتماعية من كل التلوثات الشهوانية والحيوانية واتباع الاهواء
3الاطلااع الدقيق على الغرائز البشرية الفطرية، وان يكون لهم رؤية شاملة لها فلا يحاربوها باسم الدين ومن حيث لا يقصدون ، وعندها سوف نرى الناس...
< ... يدخلون في دين الله افواجا >
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد
منقول
نبيل
المفضلات