(82)
عن أبي ليلى، عن أبيه قال: ( أعطى النبي ص الراية يوم خيبر إلى علي ففتح الله عليه. وفي يوم غدير خم أعلم الناس أنه مولى كل مؤمن ومؤمنة، وقال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، وأنت الذي أنزل الله فيك ( وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر) 1 وأنت الآخذ بسنتي والذاب عن ملتي. وأنا وأنت أول من تنشق الارض عنه، وأنت معي، تدخل الجنة والحسن والحسين وفاطمة معنا. إن الله أوحى إلي أن أبين فضلك، فقلت للناس وبلغتهم ما أمرني الله تبارك وتعالى بتبليغه، ثم قال له: اتق الضغائن التي كانت في صدور قوم لا تظهرها إلا بعد موتي. أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. وبكى ص ثم قال: أخبرني جبرائيل أنهم يظلمونك بعدي، وأن ذلك الظلم لا يزول بالكلية عن عترتنا، حتى إذا قام قائمهم، وعلت كلمتهم، واجتمعت الأمة على مودتهم، والشاني لهم قليلا، والكاره لهم ذليلا، والمادح لهم كثيرا، وذلك حين تغير البلاد وضعف العباد، حين اليأس من الفرج، فعند ذلك يظهر القائم مع أصحابه، فيهم يظهر الله الحق، ويخمد الباطل بأسيافهم، ويتبعهم الناس راغباً إليهم وخائفاً منهم. أبشروا بالفرج! فإن وعد الله حق لا يخلف، وقضاءه لا يرد، وهو الحكيم الخبير، وإن فتح الله قريب، اللهم إنهم أهلي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. اللهم اكلأهم وارعهم، وكن لهم وانصرهم، وأعزهم ولا تذلهم، واخلفني فيهم إنك على ما تشاء قدير)2
-------------------------------------
1- سورة التوبة 3.
2- ينابيع المودة صفحة 160- 161 باب 45






رد مع اقتباس
المفضلات