الله يعطيك العافية اخي الكريم
وعساك على القوة
وتسلم الايادي
تقبل مروري
اختك ام محمد
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤل الكاظم (ع) : أيجوز أن يكون نبي الله عزّ وجلّ بخيلا ؟.. فقال : لا ، فقلت له : فقول سليمان :
{ رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي } ، ما وجهه ومعناه ؟.. فقال : المُلك مُلكان : ملكٌ مأخوذٌ بالغلبة والجور وإجبار الناس ، وملكٌ مأخوذٌ من قِبَل الله تعالى ذكره ، كملك آل إبراهيم ، وملك طالوت ، وملك ذي القرنين ، فقال سليمان (ع) :
{ هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي } أن يقول : إنه مأخوذٌ بالغلبة والجور وإجبار الناس ، فسخّر الله عزّ وجلّ له الريح تجري بأمره رخاءً حيث أصاب وجعل غدوها شهرا ورواحها شهرا ، وسخّر الله عزّ وجلّ له الشياطين كلّ بنّاء وغوّاص ، وعُلّم منطق الطير ، ومُكّن في الأرض ، فعلم الناس في وقته وبعده أنّ ملكه لا يشبه ملك الملوك المختارين من قِبَل الناس والمالكين بالغلبة والجور ......
ثم قال (ع) : قد والله أُوتينا ما أُوتي سليمان ، وما لم يؤت سليمان ، وما لم يؤت أحدٌ من الأنبياء ، قال الله عزّ وجلّ في قصة سليمان : { هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب } ، وقال عزّ وجلّ في قصة محمد (ص) :
{ ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا } . ص86
المصدر: معاني الأخبار ص100 ، العلل ص35
بيــان: قال الطبرسي قدس الله روحه : يُسأل عن هذا فيقال : إنّ هذا القول من سليمان يقتضي الضنّة والمنافسة ، لأنه لم يرضَ بأن يسأل المُلك حتى أضاف إلى ذلك أن يمنع غيره منه ، وأجيب عنه بأجوبة :
أحدها : أنّ الأنبياء لا يسألون إلا ما يؤذن لهم في مسألته ، وجائز أن يكون الله أعلم سليمان أنه إن سأل مُلكاً لا يكون لغيره ، كان أصلح له في الدين ، وأعلمه أنه لا صلاح لغيره في ذلك ، ولو أنّ أحدنا صرّح في دعائه بهذا الشرط حتى يقول :
اللهم !.. اجعلني أكثر أهل زماني مالاً ، إذا علمت أنّ ذلك أصلح لي، لكان ذلك منه حسنا جائزا ، اختاره الجبائي .
وثانيها : أنه يجوز أن يكون (ع) التمس من الله آيةً لنبوته يبين بها من غيره ، وأراد لا ينبغي لأحد غيري ممن أنا مبعوثٌ إليه ، ولم يرد من بعده إلى يوم القيامة من النبيين ،كما يقال :
أنا لا أطيع أحداً بعدك أي لا أطيع أحداً سواك .
وثالثها : ما قاله المرتضى قدّس الله سرّه : إنه يجوز أن يكون إنما سأل ملك الآخرة وثواب الجنة ، ويكون معنى قوله :
{ لا ينبغي لأحد من بعدي } لا يستحقه بعد وصولي إليه أحد ، من حيث لا يصلح أن يعمل ما يستحقّ به ذلك لانقطاع التكليف .
ورابعها : أنه التمس معجزةً تختص به ، كما أنّ موسى (ع) اختص بالعصا و اليد ، واختص صالح بالناقة ، ومحمد (ص) بالقرآن والمعراج ، ويدلّ عليه ما روي مرفوعا عن النبي (ص) أنه صلّى صلاة فقال :
إنّ الشيطان عرض لي ليفسد عليّ الصلاة ، فأمكنني الله منه فودعته ( أي تركته ) ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا وتنظروا إليه أجمعين ، فذكرت قول سليمان :
{ رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي } فردّه الله خاسئا خائبا ، أورده البخاري ومسلم في الصحيحين . ص89
بعد ثبوت عصمة الأنبياء وجلالتهم ، لابدّ من حمل ما صدر عنهم على محمل صحيح مجملا ، وإن لم يتعين في نظرنا ، وما ذُكر من الوجوه محتملة وإن كان بعضها لا يخلو من بُعد ، وما ذكره الطبرسي أولا أظهر الوجوه .
ويمكن أن يقال : المنع عن غيره لم يكن على وجه الضنّة ، بل على وجه الشفقة ، لأن مُلك الدنيا في نظرهم خسيسٌ دنيّ لا يليق بالمقرّبين قربه ، ولما رأى صلاح زمانه في ذلك سأله اضطرارا ، ومنعه عن غيره إشفاقا عليهم ، أو يقال : إنّ كلامه مخصوصٌ بمن عدا الأنبياء والأوصياء ، وهو قريبٌ من الثاني ، ويحتمل وجوها أخر تركناها مخافة الإطناب . ص90
جواهر البحار..العلامة المجلسي رحمه الله
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بومحمد ; 03-19-2007 الساعة 09:56 AM
تعلمت من الحسين كيف أكون مظلومآ فأنتصر
شكراً اختي ام محمد على المرور
تعلمت من الحسين كيف أكون مظلومآ فأنتصر
الله يعطيك العافيه اخي العزيز
وعساك عالقوة دوم
تحياتي لك
اختك همسات وله
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات