الأزارقة فرقة من فرق الشراة [ر] (الخوارج)، سميت باسم زعيمها نافع بن الأزرق الحنفي [ر].
ظهرت هذه الفرقة بعد أن فارق الخوارج عبد الله بن الزبير الذين كانوا قدموا عليه مكة، فقاتلوا معه الحُصينَ بن نُمير السكوني قائد جيش الشام، فلما مات يزيد بن معاوية ووجد الخوارج أن عبد الله بن الزبير يختلف معهم في الرأي انفضوا عنه، فتوجه نافع بن الأزرق الحنفي، وعبد الله بن صَفَّار التميمي[ر]، وعبد الله بن إباض التميمي، وحنظلة بن بَيْهسَ وبنو الماحوز إلى البصرة وهم يجمعون على رأي أبي بلال مرداس بن أُدَيَّة التميمي، في حين انطلق أبو طالوت من بني بكر بن وائل، وعبد الله بن ثور (أبو فُدَيك) إلى اليمامة، فوثبا فيها، ثم اجتمع أمرهما بعد ذلك على نجدة بن عامر الحَنَفي سنة 66هـ.
افترقت كلمة الخوارج حين تجرَّد الناس في البصرة لحربهم، وخرج نافع من البصرة ولم يتبعه عبد الله بن صَفَّار وعبد الله بن إباض ورجال معهما، فرأى نافع أن ولاية من تخلَّف عنه لا تنبغي، ولا نجاة له، كذلك اختلف معه نجدة بن عامر حول التقية والقَعَد، ورأى كل منهما رأياً، وأيد أقواله بآيات قرآنية. وسمي الذين أخذوا برأي نافع منهم الأزارقة.
وقد بايع هؤلاء نافعاً على الإمارة، وكانت غالبيتهم من تميم، فاشتدت شوكته وكثرت جموعه، حتى لم تكن ثمة فرقة أكثر عدداً ولا أشد شوكة منهم، وأصبحت هذه الفرقة من أقسى فرق الخوارج وأكثرها تصلباً في مبادئها وأشدها تطرفاً. وقد جمع بينهم الإيمان العميق بالمبادئ التي قرروها وارتضوها، وانضم إلى نافع عدد من رؤوس الخوارج الآخرين.
المفضلات