يقول تاريخ الحروب فى العصر القديم والحديث أن جيوشاً عاتية وقادة عظماء سقطوا فى فخ الطبيعة رغم امتلاكهم لأقوى الجيوش فى العالم ولكن رغم قوة هذه الجيوش الكمى والكيفى إلا أنها لم تستطيع مواجهة الطبيعة وانهزمت دون أن تحارب بسبب عدو خفى هزم محاربين أشداء وخبراء محنكين كانابليون وهتلر كتبت نهايتهم على يد هذا العدو الخفى والذى أطلق عليه " جنرال شتاء" .
الجنرال شتاء
" الجنرال شتاء" درع روسيا الواقى الذي طالما مزق جيوش الغزاة وحمى روسيا بطريقة طبيعية وغير مكلفة، فحين قرر القائد الفرنسي نابليون غزو روسيا عام (1812) كان يملك أقوى وأفضل جيش في أوروبا ، وفي البداية اقتحم روسيا بسهولة كبيرة غير أن الروس استغلوا العمق الجغرافي لبلادهم فانسحبوا أمام الجيوش الفرنسية ولم يشتبكوا معها، وحين دخل نابليون موسكو لم يجد فيها إنساناً واحداً حيث انتقلت الحكومة والأهالي إلى سيبيريا الباردة فحبط وقرر العودة لفرنسا،غير أن الشتاء كان قد حل أثناء عودته وانخفضت درجة الحرارة إلى 40تحت الصفر فمات معظم جيشه من الجوع والبرد ، ومن أصل 600.000 رجل لم يخوضوا معركة حقيقية قضى زمهرير روسيا على 550.000منهم وهي خسارة لم يستطع نابليون تعويضها أبداً وكانت سبباً في نهايته.
وفي سبتمبر 1941كرر هتلر نفس الغلطة حين انقلب على روسيا وقرر غزوها واحتلال حقول النفط فيها فحتى ذلك التاريخ كانت ألمانيا تملك "أقوى جيش في العالم" نجح في احتلال روسيا بجيش قوامه ثلاثة ملايين رجل غير أن ستالين - الذي أدرك عجز روسيا عن مواجهة ألمانيا - قرر استغلال درع روسيا الواقى وانتظار فصل الشتاء، ورغم أن الألمان وصلوا إلى مشارف موسكو، ورغم أنهم حاصروا ستالينجراد لعشرة أشهر، إلا أن تشتتهم ومعاناتهم من الجوع والبرد حد من اندفاعهم نحو الشرق، وفي المقابل انتقل الروس المعتادون على البرد والزمهرير إلى خلف جبال الأورال الشرقية وحين حل فصل الشتاء القارس بدأ الروس هجوماً معاكساً مدعوماً بأسلحة حديثة وجنود من سيبيريا المثلجةوشيئاً فشيئاً بدأ الروس بتكبيد النازيين خسائر هائلة وقرروا مطاردتهم حتى برلين وكانت نهاية هتلر على يد الطبيعة وهزيمة الجيش النازى أقوى جيش فى العالم فى الحرب العالمية الثانية.
المفضلات