الوثيقة/
لقد أراد الكاردينال بيا من وثيقته التمهيدية تبرئة العنصر اليهودي من صلب المسيح. ولكن الوثيقة النهائية الرسمية أقرت بدور اليهود وبرأت الأجيال اليهودية اللاحقة من تولي وزر هذه الجريمة، كما أنها حاولت حصر الجريمة في أقل عدد ممكن من الكهنة ورؤساء الشعب اليهودي، "فإن ما ارتكب أثناء آلامه، لا يمكن أن يعزى إلى جميع اليهود الذين كانوا عائشين إذ ذاك، ولا إلى يهود أيامنا".
وتعود الوثيقة للحديث عن آلام المسيح المصلوب، فتقول: "ما حصل للمسيح من عذابه لا يمكن أن يعزى لجميع الشعب اليهودي .. فإن الكنيسة كانت ولا تزال تعتقد بأن المسيح قد مر بعذابه وقتله بحربة بسبب ذنوب جميع البشر، ونتيجة حُبٍ لا حدَّ له.


أن الحدث الأخطر كان بعد دعوة البابا يوحنا الثالث والعشرين لعقد المجمع المسكوني الثاني خلال الفترة من 1962 ـ 1965م تحت عنوان "العلاقات بين الكنيسة وغير النصارى "، حيث تمكن أحد الكرادلة ـ وهو ألماني ـ من وضع فصل خاص باليهود جدول الأعمال يتعلق بالمطالبة بإعفاء اليهود وتبرئتهم من مسؤولية صلب المسيح التي يعتقدها النصارى.

وبعد الكثير من الضغوط والمناورات نجح اليهود في 28 نوفمبر 1965م في استصدار وثيقة التبرئة من الفاتيكان في ختام دورات المجمع، وأعلن قرار التبرئة البابا بولس السادس.