الشيخ المهاجر: إيليا أبو ماضي حطبا لجهنم، و«لست أدري» تدل على جهله
لم يكن بمفاجأة بالنسبة لي أن ينال «الشيخ» عبد الحميد المهاجر ذي الصيت الواسع شيعيا من شاعر المهجر إيليا أبو ماضي صاحب القصيدة المدوية «الطلاسم» التي ضمنها فلسفة عالية تفرد بها في الشعر العربي كله.
تصريحات المهاجر المتطرفة أطلقها من دون محاسبة من أحد، إذ نقلتها قناة الأنوار مساء أمس «الاثنين» في بث مباشر لمحاضرة منبرية تناول فيها قضايا عدة، بيد أنه رأى فيها أن أبو ماضي في نار جهنم، وهو حطب لها لأنه لم يعرف من أين أتى وإلى أين ينتهي.
هذه الجزئية من المحاضرة، والتي لا تنفك عن إطار فكري كامل تسيء للحسين الذي طالما علمني التسامح والقيم الإنسانية العليا كحين انحنى لجنازة يهودي إكراما له.
لم يقل المهاجر، إلا ما في جعبته من تطرف فكري قبل أن يكون عقدي كما حاول أن يقنع به مستمعيه، إذ قال في محاضرته أن للإسلام فلسفة مختلفة عن ما جاء به مفكرون «غير إسلاميين» ككار ماركس والمفكرين الغرب التابعين لمدارس وضعية لم يحب أن يسميها ربما تعففا، ورأى أن مصادر المعرفة لدى المسلمين تختلف عن غيرهم، وهذا لا يختلف معه فيه أحد لحد ما، بيد أن التطرف خرج فجأة حين استدل على أطروحته تلك من خلال أبو ماضي «المثال السيئ».
وقال عنه بعد أن قرأ «جئت لا أعلم من أين و لكني أتيت/ ولقد أبصرت قدامي طريقا فمشيتُ/ وسأبقــى سائرا إن شئت هذا أو أبيتُ/ كيف جئت.. كيف أبصرت طريقي.. لست أدري» إن الشاعر في جهنم وأن ما قاله يدل عن جهله، وهو حطب لجهنم وبئس المصير مستشهدا ببعض الآيات التي جيرها لصالحه في هذا الشأن.
تلك عقلية لا تختلف كثيرا عن نظيرتها السلفية التي تصنِّف الناس بين أبيض وأسود، ولا تعترف بغيرهما، وتكمن المشكلة أن المهاجر حين يطلق مثل هذه الأقاويل ضد أي كائن بشري إنما ينطلق بحسب وجهة نظره الخاصة كفقيه، وعلى رغم اختلاف فقهاء آخرين مع ما يقوله في عدة قضايا ذات شأن إسلامي، إلا أنه يجزم بدخول أبو ماضي للنار لأنه فهم منه شيئا معينا في النص، وبالتالي لم يدع للمتلقي أي تفسير يحاول أن يبرئ المهاجر من التطرف الديني الذي يكرس سلفيته الخاصة.
وأخيرا ورغم تشاؤمي من إصلاح هذه العقليات المتطرفة سنية كانت أم شيعية، إلا أن الأمل دائما موجود بجعبتي، وآمل أن لا أفقده كليا، وإلا فإن الكارثة الفكرية تنتظرني قبل غيري، فلا حياة من دون أمل.
أظن هذا هو المقال إللي أشارت له الاخت...
المفضلات