موضوع رائع خيتو دمعة ألم ... سوء الخلق مع الاهل له عواقب وخيمة خصوصا في القبر أذكر لك هنا قصة سعد بن معاذ ـ الذي أسلم على يد مصعب بن عمير رضوان الله تعالى عليه ـ من خيرة أصحاب مولانا رسول الله صلّى الله عليه وآله، وقد جاهد في سبيل نصرة الإسلام كثيراً، وأبلى بلاء حسناً، واستطاع أن يهدي قبيلته إلى نور الإسلام عدا فرد واحد. وقد ذكر التاريخ في أحواله أنه لما مات شارك رسول الله صلّى الله عليه وآله في تشييعه ودفنه كما في الرواية التالية عن مولانا الإمام الصادق سلام الله عليه حيث قال:
أتي رسول الله صلى الله عليه وآله فقيل له: إن سعد بن معاذ قد مات. فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وقام أصحابه معه، فأمر بغسل سعد وهو قائم على عضادة الباب. فلما أن حُنّط وكفّن وحمل على سريره تبعه رسول الله صلى الله عليه وآله بلا حذاء ولا رداء، ثم كان يأخذ يمنة السرير مرّة ويسرة السرير مرّة، حتى انتهى به إلى القبر، فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله حتى لحّده وسوّى اللبن عليه وجعل يقول: ناولوني حجراً، ناولوني تراباً رطباً يسدّ به ما بين اللبن. فلما أن فرغ وحثا التراب عليه وسوّى قبره قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
إني لأعلم أنه سيبلى ويصل البلى إليه، ولكن الله يحبّ عبداً إذا عمل عملاً أحكمه. فلما أن سوّى التربة عليه قالت أم سعد: يا سعد هنيئاً لك الجنة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أمّ سعد مه لا تجزمي على ربّك، فإن سعداً قد أصابته ضمة.
قال فرجع رسول الله صلى الله عليه وآله ورجع الناس فقالوا له: يا رسول الله لقد رأيناك صنعت على سعد ما لم تصنعه على أحد، إنك تبعت جنازته بلا رداء ولا حذاء؟
فقال صلى الله عليه وآله: إن الملائكة كانت بلا رداء ولا حذاء، فتأسّيت بها. قالوا: وكنت تأخذ يمنة السرير مرّة ويسرة السرير مرّة؟
قال: كانت يدي في يد جبرئيل آخذ حيث يأخذ. قالوا: أمرت بغسله وصلّيت على جنازته ولحدته في قبره، ثم قلت إن سعداً قد أصابته ضمة؟
قال: فقال صلى الله عليه وآله: نعم، إنه كان في خُلقه مع أهله سوء.
المفضلات