" بادروا أولادكم بالحديث قبل أن يسبقكم إليهم المرجئة "
سين جيم
في
اُصول الدِّين القَويم
حسين العبدالله
راجعه وقدّم له الدكتور عبدالهادي الفضلي
تقديم : الدكتور عبدالهادي الفضلي
تقع العقيدة الإسلامية وهي ما يعرف بأصول الدين موقع الأساس في بناء الفكر الإسلامي، وموقع النقطة الأولى في منطلقات السلوك الإرادي عند الإنسان المسلم.
وبتعبير أخصر وأدق: العقيدة الإسلامية هي القاعدة التي يقام عليها صرح الإسلام كمبدأ، وحياة المسلمين كأُمة.
ومن هنا أوجب العقل والنقل تعلمَها وفهمَها على كل إنسان مسلم بلغ مبلغ أهلية التكليف، ومن بعد ذلك حَمْلَها فكراً في مكنونات عقله، ومعتقداً في منطويات قلبه، يفيد منه في هذه الحياة بالإهتداء بهديه، والسير وفق موحياته ومعطياته، ويحاسب عليه في الحياة الأُخرى أمام الله تعالى يوم العرض الأكبر.
وله استخدم المسلمون مختلف الوسائل لتعليم العقيدة لكل إنسان مسلم قبل بلوغه سن التكليف، ليكون على أُهبة الاستعداد لتحمل مسؤوليته الشرعية.
ومن هذه الوسائل أن أُلِّفت الرسائل الميسّرة لذلك.
وهذه الرسالة التي بين يدي القارئ الكريم، والموسومة ب ( سين جيم في أصول الدين القويم ) من تلكم الوسائل المشار إليها.
وقد سلك فيها مؤلفها الفاضل طريقة السؤال والجواب لما لهذه الطريقة من دور مهم في مجالي التعليم والتربية كما اثبتت التجارب.
كما أنه حاول أن يستخدم في اسلوبه التعبير المألوف، الميَّسر في ألفاظه، المبَّسط في معانيه، ليسهل تناولها من قبل الجميع.
وكذلك حاول أن يلم بكل ما هو مهم من أطراف وأبعاد العقيدة الإسلامية وفق مذهبنا الإمامي مذهب أهل البيت (ع)، ليكون الواجبُ المطلوبُ بين يدي الكل.
ورأيي أنه وفّق في ذلك إلى حدٍ غير قليل، فاسأله تعالى أن ينفع برسالته هذه، ويثيبه عليها، إنه تعالى ولي التوفيق وهو الغاية.
عبدالهادي الفضلي - دارة الغريين الدمام - في 20/9/1414ه
المقدمة
بسمِ اللَّه الرَّحمنِ الرَّحيمِ
إنطلاقاً من توجيهات أهل البيت (ع) في حثِّ الآباء على تعليم أبناءهم العقيدة الإسلامية المستمدة من القرآن الكريم ومن كلامهم (ع) كما ورد في الحديث: " بادروا أولادكم بالحديث قبل أن يسبقكم إليهم المرجئة ". وفي حديث آخر:" أدِّبوا أولادكم على حبِّ نبيكم، وأهل بيته، وعلى قراءة القرآن" قمت بوضع هذا الكُّراس والموسوم ب" سين جيم في أصول الدين القويم " يتضمن أهم عقائد الإمامية بصيغة سؤال وجواب ليسهل على أبناءنا طلاب المدارس الإبتدائية والمتوسطة مراجعته.
ولقد أفردت له ملحقاً خاصاً يتضمن مقالتين، المقالة الأولى بعنوان "تمهيد الأرضية لخروج المهدي المنتظر"، والثانية بعنوان " المرجعية الدينية ".
أسأل المولى عزَّ وجلَّ أن ينفعني به يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.
والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل، وهو الغاية.
حسين العبدالله - 9 رمضان 1414ه
المدخل
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
عن الإمام أبي عبداللَّه الصادق (ع): " بادروا أولادكم أحداثكم بالحديث قبل أن يسبقكم إليهم المرجئة ". أي علموهم أمور دينهم وعقيدتهم بشكل صحيح قبل أن يسمعوا كلام المخالفين ويبادروهم بالباطل فيفسدوا فكرهم ومعتقدهم.
وعنه (ع): " إذا بلغ الغلام ثلاث سنين يقال له: قل لا إله إلا اللَّه (سبع مرات) ثم يترك حتى يتم له ثلاث سنين وسبعة أشهر و عشرون يوماً فيقال له قل: محمد رسول اللَّه (سبع مرات ) و يترك حتى يتم له أربع سنين ثم يقال له: قل سبع مرات صلى اللَّه على محمد وآله، ثم يترك حتى يتم له خمس سنين ثم يقال [له] أيهما يمينك؟ وأيهما شمالك؟ فإذا عرف ذلك حُوِّل وجهه إلى القبلة ويقال له: اسجد، ثم يترك حتى يتم له ست سنين فإذا تمَّ له ست سنين قيل له: صلِّ وعُلِّمَ الركوع والسجود حتى يتم له سبع سنين ، فإذا تمَّ له سبع سنين قيل له: اغسل وجهك وكفيك، فإذا غسلهما قيل له: صَلِّ .... ".
يتبع
المفضلات