تنحصر أعراض الوسواس القهري في وساوس وأفعال قهرية
1- الوساوس : وهي عبارة عن افكار أو اندفاعات أوخيالات تأتي للمريض رغماً عنه ، ويعلم الشخص أن هذه افكاره ومن داخل عقله وليست مغروسة من الخارج ويعلم انها غير مقبولة وتسبب قلقاً وتوتراً شديداً بالنسبة له ويحاول أن يبعدها عن وعيه إلا أنها تعود مثل أن يخطر في باله فكرة أو صورة ذهنية له يحاول أن يبعد هذه الصورة ولكنها تعود.. وهكذا وقد تحصل حالة اجترار لمشكلة دينية أو فلسفية فتظل المشكلة تخطر على باله رغماً عنه ويحاول أن يبعدها عن وعيه ولكن سرعان ما تعود، مثلاً هل القرآن مخلوق؟ هل الأرض كروية؟ ويحصل لديه صراع داخلي لا ينتهي الى قرار. . ويحاول المريض جاهداً أن يهمل أو يكبت هذه الافكار والرغبات والخيالات أو يحاول أن يعادلها بافكار ورغبات أو احياناً أفعال مضادة.
الدافع الوسواسي: في هذه الحالة قد تكون الأفكار والصور الذهنية الوسواسية موجودة لكن الشيء البارز هو وجود دافع للقيام بعمل ما ولا ينفذ هذا الدافع مهما بلغ خوف المريض من أن يفعل الشيء مثلا: قد تتخيل أم نفسها أنها تطعن طفلها بسكين أو تقذف به من الشباك.
2- الافعال القهرية : وهي عبارة عن أفعال مكررة ( على سبيل المثال : غسيل اليدين ، التنظيم والترتيب ، التأكيد من الأشياء) أو أفعال عقلية مثل ( الدعوات ، العد ، إعادة الكلمات سراً ).ويجد الشخص نفسه مرغماً لفعل هذه الاشياء إستجابة لأفكار وساوسية وتبقى الحالة الوسواسية داخل نفس المريض ما دامت في نطاق الأفكار والصور والدوافع ولا يمكن لأي شخص آخر معرفة حدوثها عنده إلا إذا تكلم عنها ولكن المسألة تختلف عند حدوث سلوك قهري يصعب أو يستحيل إخفاؤه وعادة ما يقتصر السلوك القهري عندما يكون المريض وحده خشية الإحراج.
أمثله على المرضى الذين يعانون من الوسواس القهري:
الأعمال القهرية قد تكون بسيطة غريبة أو مضحكة تتعلق أحيانا بطريقة ترتيب صحون الطعام وملحقاتها عند الجلوس على مائدة الطعام أو طريقة اللبس عند النوم أو ترتيب الأمور التي يعملها عند الصحو من النوم أو عند الاستحمام أو دخول المرحاض.. إلخ.
مثال: امرأة في أواخر الثلاثينيات من عمرها تسيطر عليها فكرة أن فضلاتها قد تتسبب في إزعاج الآخرين أو إيذائهم لذلك بعد استعمالها للمرحاض تقوم بغسل نصف جسمها الأسفل وبعد ذلك تغسل مقعد المرحاض والحيطان المجاورة ثم تغسل يديها بكل شدة حتى تصبح حمراء من كثرة الغسل وتفعل ذلك في كل مرة تدخل المرحاض.
مثال: عامل عمره 32 عاما يعمل في مصنع للأجهزة الإلكترونية وعمله أن يوصل شيئا بشيء آخر لكنه قبل أن يبدأ العمل يشعر أن عليه أن يدق بيده اليمنى على الطاولة 3 مرات ثم باليد اليسرى 3 مرات وأن تتلوها 3 دقات على الأرض بالرجل اليمنى و 3 بالرجل اليسرى ومع الزمن صار يشك في انه أنجز هذه الدقات بالتتابع المطلوب فيعيد إجراء جميع الدقات مرة أخرى ثم يشك مرة أخرى وهكذا حتى أصبح يمضي معظم وقت عمله في هذه الطقوس مما استدعى إخراجه من العمل.
مثال: أن أحد المرضى كلما أطفأ النور خطر في باله أن والده سيموت فصار كلما ضغط على زر وأطفأه عاد إلى لمسه مرة أخرى ويردد "لا لا لن يحدث"
مثال آخر: شخص آخر خطر على باله أن والدته المريضة سوف تموت إلا إذا صعد على شجرة عالية ولمس أعلى غصن فيها.
الشخصية الوسواسية:
يتميز أصحاب هذه الشخصية بأنهم يهتمون جدا بالسيطرة على تصرفاتهم وعلى محيطهم، وتراهم حذرين، مفكرين، متعمدين وغير عفويين، جافين، وليست لديهم روح النكتة، ويهتمون بدقة الألفاظ أو اللغة وبخاصة في الحالات الشديدة، وهم يؤكدون اهتمامهم بمنطقية الاشياء على حساب العواطف والحدث ونتيجة لذلك تظهر عليهم الجدية والبرود العاطفي، ومن ناحية أخرى تتوافر لديهم الأمانة وحيوية الضمير والتشبث بالهدف والاعتمادية. وبالإضافة الى تقيدهم وسيطرتهم على أنفسهم، فإنهم يحبون أن يلزموا الآخرين والأشياء بهذا النظام والسيطرة ويكونون عنيدين إذا ما خالفهم أو تحداهم احد كما أنهم يلتزمون بالعدالة والأمانة ويحرصون على ما يملكون ويصرفون أموالهم بحرص واضح.
إن هذه الشخصية لا تعني أنهم أكثر استعدادا للإصابة بمرض الوسواس القهري ولا تسبب لهم أية معاناة شخصية إلا إذا وصلت درجة عالية من التطرف.
الأوجه الاجتماعية:
قد يسبب هذا المرض معاناة كبيرة للمريض ولأسرته وقد يفقده وظيفته وبالتالي دخله وحياته الاجتماعية وقد تكون الطقوس شديدة ومتكررة لدرجه لا يساعد فيها المصاب أو المصابة في إدارة شؤون المنزل والخوف من التلوث والقذارة المبالغ فيه قد يدفع الأسرة الى تغيير المنزل والتنقل بكثرة وفي بعض الحالات قد يؤدي الى العزلة عن المجتمع لان الزوار لا يشجعون على الزيارة خوفا من تلويثهم للمنزل وفي بعض الحالات الشديدة قد يجبر الاطفال على خلع ملابسهم لدى دخولهم باب المنزل خوفا من التلوث وقد يؤدي الجدال حول هذه الأعراض الى الشجار الأسري وربما الطلاق.
يتبــــع ...





رد مع اقتباس
المفضلات