يارب رب الغسق الدجي * والقمر المنبلج المضي
بين لنا من حكمك المقضي* ماذا ترى لي في اسم ذا الصبي
فسمع هاتفا يقول
خصصتما بالولد الزكي * * والطاهر المطهر المرضي
بين اسمه من شامخ علي * * علي اشتق من العلي
فلما سمع هذا خرج من الكعبة وغاب عن قومه أربعين صباحا قال جابر فقلت يارسول الله (ص) عليك السلام أين غاب قال مضى الى المثرم ليبشره بمولد علب بن أبي طالب (ع) و كان المثرم قد مات في جبل لكام لأنه عهد اليه اذا ولد هذا المولود أن يقصد جبل لكام فان وجده حيا بشره وان وجده ميتا أنذره فقال جابر يا رسول الله (ص) فكيف يعرف قبره وكيف ينذره فقال يا جابر اكتم ما تسمع فانه من سرائر الله تعالى المكنونة وعلومه المخزونة ان المثرم كان قد وصف لأبي طالب كهفا في جبل لكام وقال له انك تجدني هناك حيا أو ميتا فلما أن مضى ابو طالب الى ذلك الكهف ودخله فاذا هو بالمثرم ميتا جسده ملفوف في مدرعتين مسجى بهما واذا بحيتين احداهما أشد بياضا من القمر والأخرى أشد سوادا من الليل المظلم وهما يدفعان عنه الأذى فلما أبصرنا أبا طالب غابتا في الكهف فدخل ابو طالب وقال السلام عليك ياولي الله ورحمة الله وبركاته لإاحيا الله تعالى المثرم فقام قائما وهو يمسح وجهه وهو يشهد أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله (ص) وأن عليا ولي الله (ع) وهو ألأمام من بعده ثم قال له المثرم بشرني يا ابا طالب فقد كان قلبي متعلقا حتى من الله تعالى علي بك وبقدومك فقال له ابو طالب أبشر فام عليا طلع الى الارض قال فما كان علامة الليلة التي ولد فيها حدثني بأتم ما رأيت في تلك الليلو قال ابو طالب نعم أخبرك بما شاهدته لمامر من الليل الثلث أخذ فاطمة بنت اسد (ع) ما يأخذ النساء عند ولادتها فقرأت عليها الأسماء التي قيها النجاة فسكن باذن الله تعالى فقلت لها أنا آتيك بنسوة من أحبائك ليعينوك على أمرك قالت الرأي لك فاجتمعن النسوة عندها فاذا بهاتف يهتف من وراء البيت أمسك عنهن يا ابا طالب فان ولي الله لا تمسه الا يد مطهرة فلم يتم الهاتف كلامه حتى أتى محمد بن عبدالله (ص) ابن اخي فطرد
تلك النسوة وأخرجهن من البيت واذا أنا بأربع نسوة قد دخلن عليها وعليهن ثياب من حرير بيض واذا روائحهن أطيب من المسك الأذفر فقلن السلام عليك يا ولية الله فأجابتهن بذلك فجلسن بين يديها ومعهن جونة من فضة فما كان الا قليلا حتى ولد أمير المؤمنين (ع) فلما أن ولد بينهن فأذا به طلع (ع) فسجد على الأرض وهو يقول أشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له واشهد أن محمدا رسول الله تختم به النبوة وتختم بي الوصية فأخذته احداهن من الأرض ووضعته في حجرها فلما حملته نظر الى وجهها ونادى بلسان طلق يقول السلام عليك يا اماه فقالت وعليك السلام يا ابني فقال كيف والدي قالت في نعم الله عز وجل فلما أن سمعت ذلك لم اتمالك أن قلت يا بني أولست أنا اباك فقال بلى ولكن أنا وأنت من صلب آدم (ع) فهذه أمي حواء فلما سمعت ذلك غضضت وجهي ورأسي وغطيته بردائي وألقيت نفسي حياء منها (ع) ثم دنت أخرى ومعها جونة مملوءة من المسك فأخذت عليا (ع) فلما نظر الى وجهها قال السلام عليك يا أختي فقالت وعليك السلام يا اخي فقال ما خبر عمي قالت بخير فهو يقرأ عليك السلام فقلت يابني من هذه ومن عمك فقال هذه مريم ابنة عمران (ع) وعمي عيسى (ع) فضمخته بطيب كان معها من الجنة ثم أخذته أخرى فأدرجته في ثوب كان معها فقال ابو طالب لو طهرناه كان أخف عليه وذلك أن العرب تطهر مواليدها في يوم ولادتهم فقلن انه ولد طاهرا مطهرا لأنه لا يذيقه الله حر الحديد الا على يدي رجل يبغضه الله تعالى وملائكته والسماوات والأرض والجبال وهو أشقى الأشقياء فقلت لهن من هو قلن هو عبدالله بن ملجم لعنه الله تعالى وهو قاتله بالكوفة سنة ثلاثون من وفاة محمد (ص) قال ابو طالب فأنا كنت أستمع قولهن ثم أخذه محمد بن عبدالله أخي من أيديهن ووضع يده في يده وتكلم معه وسأله عن كل شيئ فخاطب محمد (ص) عليا وخاطب علي (ع) محمدا (ص) بأسرار كانت بينهما ثم غابت النسوة فلم أرهن فقلت في نفسي ليتني كنت أعرف الامرأتين الأخرتين وكان علي (ع) أعلم بذلك فسألته عنهن فقال لي يا ابت أما الاولى
يتبع
المفضلات