اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
.................................................. .


قال الإمام علي عليه السلام: "الجمال في اللسان ، والكمال في العقل ، ولا يزال العقل والحمق يتغالبان على الرجل إلى ثماني عشرة سنة ، فإذا بلغها غلب عليه أكثرهما"



زيارة الإمام الحسين بدعة !
( إن زيارة الحسين بدعة , وأنتم الشيعة مبتدعة , وكلكم في النار ) هذا ما قاله أحد الوهابية لأحد الشيعة مما جعل الأخير يستشيط غضباً ويقول له : هذا الكلام يحتاج إلى دليل قاطع فهلا حاورتني في هذه الفكرة , فرد عليه قائلاً : قد نهى السلف عن الجدال والحوار.

لقد أنتهج هذا الوهابي منهج شيخه الضال المُضل محمد بن عبدالوهاب في فكرة الزيارة , وتشبع عقله ضد الشيعة وملئ صدره حقداً عليهم , فاعتقد أن الشيعة يعبدون الأضرحة ويقدمون إليها القرابين وما إلى ذلك مما يخبرونهم عنا نحن الشيعة.

فضل زيارة الحسين
عن الإمام جعفر الصادق قال : من أحب الأعمال إلى الله زيارة قبر الحسين .(1) وعن الإمام الكاظم قال : من زار قبر الحسين عارفاً بحقه , غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.(2) وسُئل الإمام الصادق عن زيارة قبر الحسين فقال : أخبرني أبي قال : من زار قبر الحسين بن علي عليهما السلام عارفاً بحقه , كتبه الله في عليين , ثم قال : إن حول قبر الحسين سبعين ألف ملك شُعثاً غُبراً , يبكون عليه إلى أن تقوم الساعة.(3) وقال النبي (ص) لعائشة : يا عائشة من أراد الله به الخير قذف في قلبه محبة الحسين وحب زيارته , ومن زار الحسين عارفاً بحقه , كتبه الله في أعلى عليين مع الملائكة المقربين.(4)

لماذا نزور الإمام الحسين
يعتقد كل من أبغض الشيعة عموماً والوهابية خصوصاً بأن الشيعة يذهبون إلى كربلاء ليعبدوا تلك الأضرحة ويذبحون عندها ويقدمون إليها القرابين , وتلك تصورات خاطئة علينا وتهجمات كاذبة علينا وتحتاج إلى أدلة قاطعة صحيحة , فنحن الشيعة نزور الإمام الحسين حباً لرسول الله (ص) ولأمير المؤمنين ولسيدة فاطمة (ع) , نزوره لأنه أنقذ الإسلام من الجاهلية التي كادت ترجع في عهد يزيد , نزوره طاعة لقول تعالى : قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى .(5) نزوره لوقوفه في وجه الظلم والاستبداد الجاهلي الأموي , نزوره لأنه يعلمنا الإباء والغيره على العِرض , نزوره لأنه سبط الرسول المصطفى (ص) المقتول ظُلماً وعطشاً , نزوره لنيل الغفران من الله تعالى ودخول الجنة التي عرضها السماء والأرض .

قصة الذي قال إنها بدعة
عن سليمان الأعمش أنه قال : كنت نازلاً بالكوفة , وكان لي جار كنت أحضر عنده الليالي , وأجلس عنده وأحدثه ويحدثني . فأتيت إليه ليلة الجمعة , فقلت له : يا هذا , ما تقول في زيارة قبر الحسين ؟ فقال لي : هي بدعة , وكل بدعة ضلالة , وكل ضلالة في النار.
قال سليمان : فقمت من عنده , وقد امتلأت غيظاً عليه . فقلت في نفسي : إذا كان وقت السحر آتيه وأحدثه شيئاً من فضائل الحسين وزيارته , فإن أصر على العناد أقتله.
قال سليمان : فلما كان وقت السحر أتيته وقرعت عليه الباب , ودعوته باسمه , وإذا بزوجته تقول لي : إنه قصد كربلاء لزيارة الحسين في أول الليل !.. قال سليمان : فسرتُ في أثره إلى زيارة الحسين . فلما وصلت إلى الغاضرية إذا بالشيخ ساجد لله تبارك وتعالى , وهو يدعو ويبكي عند قبر الحسين ويسأل الله التوبة والمغفرة . ثم رفع رأسه بعد زمان طويل , فرآني قريباً منه , فقلت: يا شيخ بالأمس كنت تقول : زيارة الحسين بدعة , وكل بدعة ضلالة , وكل ذي ضلالة في النار ! واليوم أتيت تزوره ؟!
فقال : يا سليمان لا تلمني , فإني كنت أثبت لأهل هذا البيت الإمامة حتى كانت ليلتي تلك , فرأيت رؤيا هالتني وروعتني . فقلت له : وما رأيت أيها الشيخ ؟ قال : رأيت رجلاً جليل القدر , لا بالطويل الشاهق ولا بالقصير اللاصق , لا أقدر على وصفه , من عِظم جلاله وجماله وبهائه وكماله , وهو مع أقوام يحفون به حفيفاً ويزفونه زفيفاً , وبين يديه فارس ... فقلت لبعض خدامه : من هذا ؟ فقال : هذا هو محمد المصطفى (ص) . قلت : ومن هذا الآخر ؟ فقال : علي المرتضى وصي رسول الله (ص) . ثم مددت نظري فإذا أنا بناقة من نور , عليها هودج من نور , وفيه امرأتان , والناقة تطير بين السماء والأرض . فقلت : لمن هذه الناقة ؟ فقال : لخديجة الكبرى وفاطمة الزهراء . فقلت : ومن هذا الغلام ؟ فقال : هذا الحسن بن علي (ع) . فقلت : وإلى أين يريدون بأجمعهم ؟ فقال : لزيارة المقتول ظلماً , شهيد كربلا الحسين بن علي المرتضى.
ثم إني قصدت نحو الهودج الذي فيه فاطمة الزهراء (ع) , وإذا أنا برقاع مكتوبة تتساقط من السماء , فسألت : ما هذه الرقاع ؟ فقال : هذه رقاع فيها أمان من النار لزوار الحسين في ليلة الجمعة . فطلبت منه رقعة , فقال لي : إنك تقول : زيارته بدعة , فإنك لا تنالها حتى تزور الحسين وتعتقد فضله وشرفه.
فانتبهت من نومي فزعاً مرعوباً , وقصدت من وقتي وساعتي إلى زيارة سيدي ومولاي الحسين وأنا تائب إلى الله تعالى . فوالله يا سليمان لا أفارق قبر الحسين حتى تفارق روحي جسدي.(6)

هذه القصة تُبين لنا عظم زيارة الإمام الحسين , فهل بعد كل ما ذكرناه من الأحاديث النبوية وروايات أهل البيت (ع) في فضل زيارة الإمام الحسين والقصة السابقة التي أوردناها , سيبقى النواصب والوهابية على قولهم واعتقادهم في زيارتنا ؟

فإن تمسكوا بذلك فهم مصداق قوله تعالى : أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً .(7)

وأختم مقالي بتهنئة جميع زوار الإمام الحسين الشهيد المعتقدين بفضله وشرفه وحشرهم الله تعالى مع النبي محمد (ص) وأهل بيته الأطهار , ورزقهم شفاعتهم أجمعين.