ام محمد ...

شكرا للمتابعة ، والحضور الداعم ...


قصتنا الان هي /



أقبل جماعة من الأوباش ذات يوم على الحاج مؤمني ، وكان من أصحاب المرحوم الشيخ محمد تقي المجلسي رضوان الله عليه ، وقالوا له : سنأتي هذه الليلة إلى دارك . تحير الرجل في أمره ، لأنهم إن جاءوا إلى داره يأتون معهم بالات الطرب واللهو ، ويمارسون الفسق والفجور ، وإذا هو منعهم فسوف يناصبونه العداء ويجلبون له المتاعب على الدوام . فاضطر للاستجابة لطلبهم . وتوجه إلى المرحوم الشيخ المجلسي محتارا ، وذكر له المأزق الذي هو فيه .

فكر المرحوم المجلسي وقال : لا ضرر في مجيئهم فليأتوا ، وسوف آتي أنا أيضا . أعد الرجل المجلس وجاء الشيخ المجلسي قبل الأوباش .
ولما دخلوا وجدوا الشيخ المجلسي قد حضر ولن يتسنى لهم بوجوده أن يمارسوا الطرب واللهو كما يحلو لهم .

توَهم احدهم انه يجب أن يقول شيئا يغيظ به سماحة الشيخ المجلسي حتى يغضب ويغادر المجلس وتكون لهم الحرية في اللعب واللهو ، فبادر بالقول : أيها السيد ما العيب الذي يراه الناس في سلوكنا ويؤاخذنا عليه ؟؟؟ قال الشيح المجلسي : وما السلوك الحسن الذي يستحق المدح فيكم ؟؟؟ قال: حتى وان كان فينا ألف عيب فنحن معروفون بالوفاء ، إذا أكلنا الملح والطعام عند احد لا ننسى ذلك طوال حياتنا .

قال الشيخ المجلسي : هذه خصل حميدة لكني لا أرها فيكم . قال الشخص : اسأل عنا من شئت ، وانظر هل أكلنا الملح والطعام مع احد ثم أسأنا إليه ؟؟؟

قال الشيخ (رحمة الله عليه) : اشهد أنكم وان كنتم تراعون لأحد حرمة فأنكم لا تراعون لله أية حرمة ، تأكلون من نعمته وتعصونه .


أثرت كلمات الشيخ هذه في نفوسهم جميعا فأخذهم الخجل ولم يتحدثوا بكلمة واحدة ، ثم أنهم غادروا بعد برهة . وفي الصباح الباكر طرق الأوباش باب دار الشيخ المجلسي وقالوا : لقد نبهتَا البارحة من غفلتنا وجعلتنا نندم على أعمالنا ، فأتمم فضلك علينا وأرشدنا إلى ما فيه صلاحنا .

ودأب الشيخ على إرشادهم إلى طريق التوبة وعمل الخير .


لاتنسونا من فاضل دعائكم
موفقين دائما لكل خير