هبة السماء ،،،
شكرا للمتابعة الرائعة ،،،
توبة العابد
روي انه كان في جبل لبنان رجل من العبَاد منزويا عن الناس في غار في ذلك الجبل ، وكان يصوم النهار ويأتيه كل ليلة رغيف يفطر على نصفه ويتسحر بالنصف الاخر .
كان على ذلك الحال مدة طويلة لا ينزل من ذلك الجبل اصلا ، فنقطع عنه الرغيف ليلة من الليالي فاشتد جوعه وقل هجوعه ، فصلى العشائين وبات في انتظار شيء يدفع به الجوع فلم يتيسر له شيء .
وكان في اسفل ذلك الجبل قرية سكانها من النصارى . فعندما اصبح العابد نزل اليهم واستطعم شيخا منهم فاعطاءه رغيفين من خبز الشعير فاخذهما وتوجه الى الجبل وكان في دار ذلك الشيخ كلب اجرب مهزول ، فلحق العابد ونبح عليه وتعلق باذياله فألقى عليه العابد رغيفا من الرغيفين ليشتغل به عنه . فأكل الكلب الرغيف ولحق العابد مرة اخرى واخذ في النباح ، فألقى العابد اليه الرغيف الاخر فأكله ولحقه ايضا ، واشتد هريرة ونباحه وتشبث بذيل العابد ومزقه فقال العابد : سبحان الله ! اني لم ارى كلبا اقل حياءً منك ، ان صاحبك لم يعطيني الا رغيفين ، وقد اخذتهما مني . ماذا تطلب بهريرك وتمزيق ثيابي ؟؟؟ فأنطق الله الكلب فقال : لست انا قليل الحياء ، اعلم اني ربيت في دار ذلك النصراني احرس غنمه واحفظ داره واقنع بما يدفع لي من خبز او عظام ، وربما نسيني فأبقى اياما لا آكل شيئا . بل ربما تمضي ايام هو لا يجد لنفسه شيئا ولا لي . ومع ذلك لم افارق داره منذ عرفت نفسي ولا توجهت الى غيره . بل كان دأبي انه ان حصل شيء شكرت وإلا صبرت . واما انت بإنقطاع الرغيف عنك ليلة واحدة لم يكن عندك صبر ولا كان لك تحمل حتى توجهت من باب رازق العباد الى باب نصراني وطويت كشحك عن الحبيب وصالحت عدوه المريب . فقل من منا اقل حياء ؟؟؟ فلما سمع العابد ضرب بيديه على راسه وخر مغشيا عليه .
آحبتي لا تحرموني دعائكم
موفقين دائما ....
المفضلات