هبة السماء ...
العفو خية ، تواجد كريم ، وبارك الله بكم ،،،
همسات وله ...
ويعطيش الف الف عافية ، وشكرا للمرور الرائع ...
قصتنا التالية /
شعوانة
كانت بالبصرة امراة تسمى ( شعوانة ) مشهورة بالتهتك والرقص والبغاء ، وما كان مجلس فساد يقام إلا وفيه شعوانة . كانت ذات يوم تسير هي وجواريها في احد الازقة وصادف ان مرت عند باب دار احد الزهاد في ذلك العصر ، وتناهى الى سمعها هناك صوت بكاء وعويل من داخل الدار .
أرسلت احدى جواريها لتأتيها بخبر ما يجري ، وامرتها ان تعود اليها سريعا، وقالت في نفسها : ان في البصرة عزاءً ونحن لا ندري عنه . دخلت الجارية الدار ولم تعد ، فأرسلت وراءها بجارية اخرى ، ولكن الثانية لم ترجع هي الاخرى ، وارسلت بعدها بسائر الجواري ولم تعد اليها اية واحدة منهن .
غضبت وقالت : ما الخبر؟؟؟ ارسلت جميع الجواري ولم تعد واحدة منهن . لابد وان هناك سر في هذه الدار !!! وما هذا العزاء بعزاء اموات ، بل عزاء احياء هذا عزاء المذنبين ، العاصين ، المجرمين ، واصحاب الصحائف السود. ثم قررت ان تدخل بنفسها الدار لتطلع على حقيقة الامر .
دخلت الدار فوجدت عبدا صالحا على المنبر وناسا كثيرين حول المنبر يبكون وكان الواعظ يفسر الاية الكريمة " واذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا" وانهم اذا لقوا فيها تربط اعناقهم بسلاسل من حديد : "واذا لقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا ". فيناديهم مالك :ويحكم سرعان ما تعالت اصواتكم!! لا زلتم في البداية ، وهل رأيتم حرها ؟؟ ان وراءكم عذابا وآلاما اكثر فكيف ستفعلون؟؟؟
ما ان سمعت شعوانة تفسير هذه الاية حتى استشعرتها في اعماقها وقلبها واخذت تبكي ونادت : وهل اذا تاب العبد تُقبل توبته مع كل هذه الذنوب ويجعل له مكانا في الجنة ؟؟؟ قال لها الشيخ : الله ارحم الراحمين توبي يتوب الله عليكِ وان كانت ذنوبكِ كذنوب شعوانة .
قالت ياشيخ : انا شعوانة ، تبت الى الله ، ولن اعاود ارتكاب الذنوب ، قال لها : مادمتِ قد تبتِ ، تاب الله عليكِ ، وغفر الله لكِ ذنوبكِ.
كانت توبة شعوانة صادقة ، فانفقت كل ثروة حصلت عليها من هذا العمل ، واعتقت كل غلمانها وجواريها ، واتخذت لنفسها صومعة في الصحراء وانهمكت بالعبادة والرياضة الى ان ذاب لحكها .
جاءت ذات يوم الى الحمام لتغتسل ونظرت الى بدنها فوجدت نفسها قد صارت ضعيفة وقد لصق جلدها بالعظم فتحسرت وقالت : آه يا شعوانة هكذا صار حالك في الدنيا ولا اعلم ماذا سيكون شأنكِ غدا في الاخرة .
فجأة سمعت صوتا ينادي: يا شعوانة لا تبعدي عنا والزمي بابنا لنرى ما سيكون عليه شأنكِ غدا في الاخرة . فكبر شأنها شيئا فشئا حتى غدت من الاولياء وصاروا يعقدون مجلسا تتحدث هي فيه وتهطل دموعها .
أجل ، كل من يتصالح مع ربه ويهجر الذنوب يبلغ هذه المنزلة .
موفقين دائما ...
دعائكم اقصى امنياتي ...
المفضلات