النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: مرض الآحادية ، والجرأة على مقام المراجع والعلماء

العرض المتطور

  1. #1
    عضو فيروزي الصورة الرمزية نور الهدى
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    البحرين
    المشاركات
    11,187
    شكراً
    103
    تم شكره 88 مرة في 63 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1418

    مرض الآحادية ، والجرأة على مقام المراجع والعلماء

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين







    مرض الآحادية:
    ندرس في الحوزة في أول دروسنا في قطر الندى وألفية ابن مالك: قال الكوفيون وقال البصريون ، فنعرف أنهم يختلفون في الرأي ، لكنهم لايتعادون ولا يتقاتلون ! ثم نقرأ في المنطق ، والمعاني والبيان ، وأصول الفقه ، والفقه ، والتفسير ، وفي كل علم ندرسه أو نقرأ فيه ، أنه توجد آراء مختلفة في المسائل ، فلا يتعادى أهلها ، ولا يكره بعضهم بعضاً ، ولا هم يحزنون !

    نتعلم بذلك أنه يوجد في المسائل العلمية موافق ومخالف ورأي ثالث ، وأن أصحابها يتعايشون لأنهم يؤمنون بالتعددية ، فيدافع كل منهم عن رأيه ، وينتقد رأي من خالفه ، لكنه يحترمه ويتعايش معه .

    ونقرأ عن حقوق المؤمن على المؤمن ، في الإخاء ، والمودة ، والمواساة ، وحفظه في الغيب ، وتحريم غيبته.. ونرى نماذج عالية من سلوك المؤمنين مع بعضهم ، من عصور أئمتنا عليهم السلام الى يومنا .

    ونولد في بيوت تحترم العلماء ، وتقدس المراجع ، ثم نقرأ عن مكانتهم ومقامهم وسيرتهم ، فنحبهم أكثر ونقلدهم ونتعلم منهم . ثم نتعرف على اختلاف آرائهم ، فنعذرهم لأن اجتهادهم مشروع ، ولأن الله تعالى يحاسب المرجع والعامي على قناعته هو بينه وبين ربه ، وليس على قناعتي أنا !

    وفي التاريخ والعقائد ، ننتقد الآحاديين الذين اضطهدوا أصحاب الرأي الآخر ، وسلبوا منهم حقهم الشرعي في التعبير عن رأيهم ، ومنعوهم من قول ما يعتقدون ، وانتقاد ما يخالفون ، وأجبروهم على بيعتهم بالسيف !
    ونقول إن أئمتنا عليهم السلام وشيعتهم ضحية فرض الرأي ومصادرة الحرية ! وإن أمير المؤمنين علياً عليه السلام هو الحاكم الوحيد بعد النبي صلى الله عليه وآله الذي احترم الإنسان المسلم ورد اليه حريته ، فلم يجبر أحداً على بيعته ، ولم يجبر أحداً من الذين بايعوه أن يقاتل معه الناكثين والقاسطين والمارقين !
    نقول ذلك ونقبله ، فإذا جاء دور العمل دخلنا في امتحان التطبيق الصعب !

    الفردية المفرطة عند الإلتقاطيين وجرأتهم على المراجع:

    إن مرض الآحادية وظلم أصحاب الرأي المخالف واضطهادهم، مرضٌ عامٌّ لايسلم منه إلا المعصومون عليهم السلام والقليل من الأولياء الذين قهروا شرَّ أنفسهم فاتسعت صدورهم لخصومهم، وبحثوا لهم عن المعاذير ، واتقوا الله فيهم حق تقاته ، فلم يقدموا على عمل ضدهم ، إلا مجبرين بحكم الشرع والتكليف!

    لكن نلاحظ أن مرض الآحادية في الإلتقاطيين أكثر من غيرهم ! وأنهم من أشد الناس على من خالفهم ! فكم وصموا مراجع النجف وعلماءها الذين خالفونهم الرأي ، بصفات يندى لها جبين المتدينين ، وأقلها الجمود والقعود عن الواجب ! لكنهم غير حاضرين لأن يسمعوا وجهة نظرهم ، والسبب الشرعي عندهم في مخالفتهم لمشروعهم السياسي ، وطريقتهم في العمل !
    والذي يقرر أن لايسمع رأي من خالفه ويفهمه، كيف ننتظر منه أن يحترمه ويحفظ حقه ، ويتعايش بالحسنى معه ؟!

    والذي يُسْكره الغرور فيفقد توازنه عندما يرى حوله عدداً من الأنصار المسلحين ، ويريد من المراجع أن يطيعوه.. ماذا تنتظر منه إذا حكم ؟!

    والوجه في الأمر واضح ، فإن الذي ينقص من مقام المعصوم عليهم السلام ويظلمه ، أحرى بأن ينقص من مقام غيره ويظلمه !

    العلاقة بين الجرأة على العلماء والجرأة على سفك الدماء:
    قال علي عليه السلام : (إذا كان في رجل خلة رائعة فانتظروا أخواتها). ( نهج البلاغة: 4/103) .
    ومعناه أنه إن كان فيه صفة سيئة فانتظروا أخواتها أيضاً ، لأن صفات الإنسان الرائعة والعائبة ، مجموعات أو عوائل مترابطة .
    ومن عائلة الجرأة على حرمة المراجع والعلماء ، الجرأة على حرمات بقية الناس ! ومن عائلة الإعتداء على حرمات الناس المعنوية ، إمكانية الإعتداء على حرمات وجودهم ، وارتكاب سفك دمائهم .

    إن من أصعب امتحانات الله تعالى للإنسان أن يمتحنه بخصم يخالفه الرأي ويعمل ضده ، ومع ذلك يوجب عليه أن يحفظ دمه وعرضه وغيبته ، إلا في موضوع ظلامته فيجيز له أن يجهر بها: (لايُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيعاً عَلِيماً) (النساء:148) هنا يمكننا أن نفهم حقيقة الشخص بأن ندرس تعامله مع خصمه ، خاصة في المسائل السياسية ، فنعرف أنه متدين ، أو فاسق ، أو مجرم !
    أما صاحب الدين فيقف عند حدود الله تعالى ولايتعداها ، وقليل ما هم !
    وأما الفاسق فيطلق العنان للسانه وعمله لكن الى مادون القتل وسفك الدم !
    وأما المجرم فلا يقف في خصومته عند حد ، بل هو مستعد لأن يسفك دم خصمه ، ودم من يتصل به !!
    وإذا وصل أمر الإنسان الى القتل بغير حق ، فقد خرج من الدين ومن الإنسانية ، وصار وحشاً مفترساً ، لكنه مع الأسف بصورة (إنسان متدين) !!



    منقول من كتاب ( الحق المبين في معرفة المعصومين ) للشيخ علي الكوراني



    تحياتي للجميع



    اختكم ام محمد
    مشكورة روح وريحان على التوقيع
    سلمت يمناك عزيزتي

  2. #2
    مشرفة منتدى الصحة والسلامه الصورة الرمزية أمل الظهور
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الدولة
    مملكة المشاعر
    المشاركات
    8,306
    شكراً
    20
    تم شكره 48 مرة في 33 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    2204

    رد: مرض الآحادية ، والجرأة على مقام المراجع والعلماء

    تشكرين خييه ام محمد على الطرح القيم


    تسلمين يالغلا


    جزاك الله الف خير

    يعطيك الف عافية

  3. #3
    عضو فيروزي الصورة الرمزية نور الهدى
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    البحرين
    المشاركات
    11,187
    شكراً
    103
    تم شكره 88 مرة في 63 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1418

    رد: مرض الآحادية ، والجرأة على مقام المراجع والعلماء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل الظهور مشاهدة المشاركة
    تشكرين خييه ام محمد على الطرح القيم


    تسلمين يالغلا


    جزاك الله الف خير

    يعطيك الف عافية

    مشكورة اختي اموله


    وتسلمين على مرورك


    ودووووووووم هالطله



    تحياتي لك


    اختك ام محمد
    مشكورة روح وريحان على التوقيع
    سلمت يمناك عزيزتي

  4. #4
    مشرفة منتدى الشعر والنثر الصورة الرمزية MOONY
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    في عيون محبوبي
    المشاركات
    6,068
    مقالات المدونة
    3
    شكراً
    18
    تم شكره 22 مرة في 19 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1028

    رد: مرض الآحادية ، والجرأة على مقام المراجع والعلماء

    مشكوره اختي ام محمد لعدمنا هالموضيع القيمه تحياتي لك
    موني






  5. #5
    عضو فيروزي الصورة الرمزية نور الهدى
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    البحرين
    المشاركات
    11,187
    شكراً
    103
    تم شكره 88 مرة في 63 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1418

    رد: مرض الآحادية ، والجرأة على مقام المراجع والعلماء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة MOONY مشاهدة المشاركة
    مشكوره اختي ام محمد لعدمنا هالموضيع القيمه تحياتي لك
    موني

    الشكر لك اختي موني على حضورك وردك الذي اسعدني


    تقبلي تحياتي لك اخية


    اختك ام محمد
    مشكورة روح وريحان على التوقيع
    سلمت يمناك عزيزتي

  6. #6
    عضو نشط
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    148
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    228

    رد: مرض الآحادية ، والجرأة على مقام المراجع والعلماء

    مشكورة اختي ام محمد على الموضوع الرائع الله يعطيك العافيه وعساك على القوه.
    أين هم الراقين في الفهم واحترام رأي الاخرين والتعايش بكل ود واحترام مع من يخالفني في الرأي!!!
    إذا كان حب علي بن أبي طالب ذنب اللهم لا تغفره لي

  7. #7
    عضو فيروزي الصورة الرمزية نور الهدى
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    البحرين
    المشاركات
    11,187
    شكراً
    103
    تم شكره 88 مرة في 63 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1418

    رد: مرض الآحادية ، والجرأة على مقام المراجع والعلماء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hiclas مشاهدة المشاركة
    مشكورة اختي ام محمد على الموضوع الرائع الله يعطيك العافيه وعساك على القوه.
    أين هم الراقين في الفهم واحترام رأي الاخرين والتعايش بكل ود واحترام مع من يخالفني في الرأي!!!



    شكرا لك اخي الكريم على حضورك وردك


    تحياتي لك


    اختك ام محمد
    مشكورة روح وريحان على التوقيع
    سلمت يمناك عزيزتي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مخصص لجمع حكايات الأولياء والعلماء؟؟ (3)
    بواسطة كميل الفضلي في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-04-2009, 04:17 PM
  2. مخصص لجمع حكايات الأولياء والعلماء( 2)؟؟
    بواسطة كميل الفضلي في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-25-2009, 04:15 PM
  3. أرقام هواتف ومواقع المراجع والعلماء حفظهم الله جميعاً
    بواسطة جنون الذكريات في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 11-01-2008, 05:00 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •