* الجزء الثامن عشر *
كانت أنفاس رائد تتصاعد من خارج أنفه .. !
رائد : رهف !!!!!!!
رهف : رائد ما بك تكلم !!
رائد : عمي يا رهف !!
رهف : مابه تــــــــــــــــــــــــــكلــــــــــــم !!!!!!!!!
رائد : لقد توفــــــــــي ظهر اليوم !
جلست فوق المقعد الذي بجانبي .... من هول الصدمة !
عمي مهند ... توفي .....!!!
كيف .. و متى ... و أين ؟؟؟؟؟؟؟؟
إجابات لم أتلقى جوابا لها !
أسرعت نحو أبي و أنا أركض خارج غرفتي ... لأجده جالسا ً في المقعد و قد أخفى وجهه بكلتى يديه !
رهف و الدموع اغروقت عينيها : أبــــــــــــــي !
لم تكاد تتقدم أكثر ,, حتى جاء رويد ليخبرنا بما هو أشــــــــــد من ذلك !
رويد : رهــــــــــــــف لقد انسكب الماء الساخن على وجه خالتي أمل !!!!!
و هي في حالة يرثى لها !
لم أتمالك نفسي ... فهاأنا أتلقى نبأ وفاة عمي ... و من ثم حرق وجه أمل !!
و في أسرع من البرق هرع أبي إلى داخل شقتها .. قام بحملها .. و هو ينادي بأعلى صوته علي ّ أنا .. إلا أنني أشك بأنني كنت أسمع صوتــــــــــــــــــــه !!
سبقني رائد إلى السيارة و معه رويد بينما أنا بقيت وحيده ..... في مكاني لم أبرحه سنتيمترا ً واحدا ً ..و اكتفيت بطلق دموعي !
حل المساء و لم يتصل أبي أو حتى رائد .. أو رويد !
و هذا ما زاد شكوكي ...
رفعت سماعة الهاتف ... لا أدري كيف فعلت ذلك !! أو من أين جاءتني القوة لفعلها !
ضغت على الأرقام ...
لأستمع لصوت رائد ... ,,,, رهف : رائد .... كيف خالتي ؟؟
بعد صمت لمدة دقيقتين !!
رائد و قد خيم الحزن على صوته : رهــــــــــــف للأســـــــــــــــف ,,,, لقد اصيبت السيده بحروق من الدرجة الثالثة و هي في حالة خطرة !!!!!!!!!!!!!!!
تشنجت أعصابي و لم أقوى على حمل سماعة الهاتف ... لتهوي أرضا ً ....... و تصدر صوتا ً .. توحي لمن يسمعه بأن الحياة ما زالت تنبض داخل المنزل !!!!!!!!!!!!!
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وصلت للمشفى بعدما جاء رائد و أخذني معه ,,, نظرا ً لأنني أستطيع الدخول و أرى خالتي أمل !
خرج الطبيب من الغرفة !
الكل يلتف حوله منتظرا ً ما سيقوله !!
الطبيب : لقد أصيبت بحروق شديدة .......... ادعوا لها بالشفاء و تجاوز مرحلة الخطر ..
و أرجوا عدم زيارتها الآن ... و لكن يمكن لواحد منكم أن يراها .... بشرط عدم الحديث معها !
كل تلك الكلمات كانت كافية لزيادة ضربات قلبي ... و تشتيت تفكيري !
دخلت إليها ................
كان الضماد يلف وجهها و جزءا ً من رقبتها ...
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ذهبت إلى غرفة الطبيب .. حيث أمرني بذلك ...
الطبيب : أنت زوجها ؟؟
سامي : لا ........
الطبيب : ماهي صلة القرابة إذن ؟؟
سامي : تجمعني بها قرابة عن بعد !
الطبيب : سأكون واضحا ً معك يا سيد سامي ... السيدة تعاني من حروق من الدرجة الثالثة .. و قد تشوه وجهها بالكامل ........... و أنها بحاجة للخضوع إلى الكثير من عمليات التجميل ... لمحاولة إعادة وجهها كما كان سابقا ً !
تنهد سامي : سأفعل كل ما يمكن إنقاذها و إعادتها كما كانت !!
كم هو مؤسف ما حدث هذا اليوم ............
موت عمي و من ثم حرق خالتي ...
يا له من يوم ..........
ترى ماذا حل بوالدي !!!! و أين هو الآن ؟؟
خرجت من الغرفة .. في الوقت المحدد كما أخبرتني الممرضة بذاك .........
حضر الطبيب و نادى على الطبيبه التي كانت موجوده في ذلك الوقت في غرفة الطوارئ .......... و أظن أن اسمها كان ............. هنــــــــــــــادي !!!!!
أعطى أبي للطبيب المبلغ المطلوب نظرا ً لإقامتها في المشفى !!
و من ثم استدرنا عائدين إلى المنزل !!!!
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
تلك الفتاه مازالت صورتها أمامي !!
شعرها الأشقر الحريري ,,, عيناها الخضراوان ,,,, رأيتها ......... و ياليتني لم أفعل !!
تعلقت بها أكثر من ذي قبل .. كنت أراها دوما ً بحجابها .. و لكني عندما ذهبت مع رهف .. كانت تظن بأن رهف آتيه بمفردها ....
آآآآآآآه يا ريم ... كم أنا بحاجة إليك الآن ...
لتخففي عني آلامي .... ملامحك الهادئة و ابتسامتك العذبة ... و صوتك الدافئ !! كم أنا بحاجه إليهم ...
لو تعلمين يا ريم .. كم أنا أحبك ................ أحبـــــــــــــــــــــــــك !!
كلمة أرددها داخلي ... أسمع صداها وحدي .... ليتك تسمعينها أو تشعرين بها ...........
لا أريد سوالك .......... ,, لم يقتحم حياتي أحدا ً إلا أنت ,, أرجوك بأن تحسي بي ... ألم تشعري بتيارات العشق التي أنشرها و أنا أقترب منك ؟؟
ريـــــــــــــــــــم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
انطلقت مني تلك الكلمة دون قصد ,, أو حتى شعور جعلت رهف تدخل إلى غرفتي ..
رهف : رائد أ أنت بخير ؟؟
رائد : أوه ......... أنا نعم ..
رهف و ألقت نظرة على رائد : ما سر تردد كلمة ريم على لسانك دائما ً ... ألم تشعر بذالك ؟؟؟
رائد بتلعثم : أوه ...... أتدرين لقد كنت منهمكا ً في قراءة هذه الروايه و أظن أنني انسجمت مع بطلة القصة
هذا كل شئ !
رهف : حقا ً ............ و أين هذه القصة ؟؟؟
رائد : لا أدري .......... ربما سقطت مني ....
و لحسن الحظ أنني وجدت رواية ملقاة ً بجانبي .... هاهو ...
و انطلقت تالك اليد لتخطف ذال الكتاب : أرني ما فيه ........... هل يوجد اسم ريم حقا ً في الروايه !!
توترت و كنت أشعر بأن الدماء تتصاعد نحو رأسي ........
و لحسن الحظ أن تلك الروايه كانت تحمل إسم ريـــــــــــــــــــــــــــم !!!
كم كنت سعيدا ً بتلك المعجزة !!
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
جلس أبي في غرفة التلفاز ......... كان يتحدث عبر الهاتف .... و كما يبدوا عليه أنه حزين و فرح ٌ في نفس الوقت ,, علامات غامضة أراهن أن أحدا ً منكم لن يفهمها !
أغلق أبي سماعة الهاتف و نظر إلى ...
ذهبت نحوه ... و قدمت واجب العزاء إلى أبي ... و نفس الشئ فعله رائد و رويد ...
طلب أبي منا الجلوس .... جلسنا و كانت ضربات قلبي تتسارع ...
سامي ( الأب ) : أعرف أنكم لم تستشعروا بعد نبأ وفاة عمكم ,, و صدمة السيدة أمل !!
لقد توفي عمكم مهند في مدينة باريس ... و نظرا ً لذلك ....... فقد ترك عمكم لنا ثروة تقدر بالملايين
و بما أنني الأخ الوحيد لعمكم ........ و أن زوجته توفيت منذ زمن ,,, و لسوء حظه لم يحظى بالأبناء
فقد تقرر شرعا ً أنني الوريث الوحيد لعمكم !!!!!!!!!
تعلقت أنظار أبنائي حولي ..... و أكاد أجزم أنهم لم يصدقوا الأمر !!
سامي : رائد : ستذهب اليوم معي إلى المحكمة لعمل الإجراءات المناسبة !
و اقتربت من ابنتي رهف ................... الأب : و بالمناسبة أنا موافق على على زواجي من السيده أمل !!
تهلل وجهنا فرحنا ........................ بهذا النبأ السار .... فكم تمنيت أن أستمع إلى تلك الكلمة منذ زمن !!
و لم تقل فرحة رائد و رويد عن فرحتي أنا !
سامي : و لذا عليكم أن تخبروا السيدة أمل بهذا القرار بعد إجراءها لعملية التجميل ,, و أنا سأنتظر ردها بفارغ الصبر !!
بالفعل ذهبنا في العصر إلى المشفى حيث خالتي ... و حملنا معنا باقة ورد .. لها ...
دخلنا إلى الغرفة ..............
رهف : مرحبا ً خالتي ...
نظرت نحو السرير .......... سقطت الباقة من يدي ... و فُتح فمي ... !!!!!!!!!!!!!
لا أحد فوق السرير !!!!
أين خالتي ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!
بدأت أبحث عنها كالمجنونة ... أسرعت إلى الخارج لأرتطم بالممرضة ... أنت رهف !






رد مع اقتباس
المفضلات