اليووم با حاول اني أكمل القصة لآخرها
لأني مو شايفة تفااعل من أحد
فقلت أخلصها بدال ما تكوون معلقة جدي
* الجزء الثالث عشر *
ــ أنا تامر ....... و يصغرني سديم ... ،،،، أما بالنسبة للفتيات فهن .... حنان و أختها حلا ...
أسماء جملية !!
أخيرا ً ...... ذلك هو أمجد .... إنه أكبرنا نحن !!
أمجــــــــــــــــــــــــد !!
أجل و هو القابع هناك ....... أعني أنه هو من نال الضرب وحده !!
عندها قالت حلا ........ إنه رجل بشع !!
يحب ضرب الأولاد ... أنا أكرهه !
نظرت حنان إلى حلا ....... حلا لا تثرثري أكثر قد تكونين في وضع أمجد الآن إن سمعك !!
و ما ذنبي أنا ؟؟؟؟ ألأجل أنه ليس لدي أم ؟؟
ألهذا السبب يعاملنا هذا المرعب بقسوة ..؟؟؟!!!!!
حلا ....... توقفي !! فهذا الكلام لا يجوز !
وقتها قال تامر : حنان لا داعي للقسوة مع حلا .. أعتقد أنها لم تخطئ !
كل هذا حدث و أمام عيني دون أن أتفوه بكلمة !!
و أنت ألن تخبرينا من أنت ؟؟
ــ ( كان ذلك صوت تامر ) ..... أتقصدني !!
ــ أجل ....... بالطبع !
ــ إسمي .. ريم .. أعيش في القرية ... و أبلغ من العمر 16 سنة ....... لذا أضع حجابي فوق رأسي !
ــ و أين أواك ِ ؟؟؟
ــ توفي أبي ............... واختفت أمي و لا أعرف أين هي الآن !!
ــ أنا آسف لم أقصد إزعاجك !
ــ لا ......... لا بأس فمن حقك أن تعلم عني كل شئ !
ــ أما نحن ........ فأنا بعثت من قرية بعيدة .. لأعمل هنا فأبي لا يكاد يفي متطلبات العيش !
أما سديم فقد توفي أبواه و هو في سن صغيرة ........ لذا كان عليه أن يعمل !
أما حنان و حلا فقد قسى عليهما زوج أمهما و طردهما من المنزل ..... و الأم لا حول لها و لا قوة !
أما أمجد ........ فقد توفيا أبواه أيضا ً !
و نحن مع بعضنا البعض منذ فترة ...... نتقاصم أفراحنا و أتراحنا .....
على كلٍ ،،،،، انظري ماذا في هذا الكيس !!
ــ نظرت فيه .......... فوجدت بعضا ً من قطع الخبز ..
هذا جزء من طعامنا .... الكل هنا يضع بعضا ً منه ....... و نقدمه فيما بعد إلى أمجد !
ابتسمت .......... ما أعضم صداقتكم !
ـ خذ ... يمكنك ِ أخذ حصتي أيضا ً فأنا لا أشعر بالجوع الآن !
ــ حــــــــــــقا ً ..
ــ أجل و سأكون مسرورة بذلك !
ــ هذا لطف منك ِ ...............
أنتم ........... هيّا إلى العمل !!!
ــ توجهنا إلى حيث أتممنا قطف العنب .......
و عند غروب الشمس ........ اتجهنا لاستكمال العمل في صناعة الكبريت !!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ــ لقد بدأت تتحسن تلك السيدة ........
ــ أليس كذاك أبي ؟؟
ــ بلى ........ أرى تحسنا ً ملحوظا ً .. في صحتها ...... أصبحت تأكل .. و هذه إشارة جيدة !
ــ و لكن ألن تعود إلى منزلها ........ أو إلى أولادها !
ــ لا أعلم ............. فكما قال الطبيب .... لقد فقدت ذاكرتها .... و مستحيل أن تعود كالسابق !
ــ أنا حزينة من أجلها !
ــ لو كانت أمي موجودة لما تركتها ... بل حاولت مساعدتها !
نظر إلى أبي و بدا منزعجا ً من كلامي .........
ــ رهف ...... أتقصدين أنني لم أقم بواجبي كاملا ً .......
ــ لا ... لم أقصد ذلك ......
ها هو رائد .. قادما ً .......
مرحبا ً رهف ..... أهلا ً أبي .... كيف حال السيدة الآن ؟
أحمد الله أنك جئت في هذا الوقت ،،،،،، ( قلت ذلك في نفسي ) ،،، و من ثم أتلقت تنهيدة ...
عندها قال أبي :
إنها بخير ...... ماذا عن دراستك ؟؟
اطمئن ...... لا تقلق .... فسأكون الأول بإذن الله !!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بعد أن عدنا إلى المصنع .. بدأت تلك السيدة بإرسال الأوامر فوق رؤسنا .... الواحدة تلو الأخرى ...
بينما بقي أمجد ... ساكنا ً لا يتحرك ...
و لكن بالرغم من الألم و القسوة اللذان يلقاهما .... إلا أنه مازال صامدا ً .... بل و الأعجب أنه لا يرد إذا كان مظلوما ً ... أو حتى الدفاع عن نفسه ........
كل تلك العوامل دفعتني بأن أتقرب إليه أكثر .. و أحاول أن أعرف المزيد عن حياته ...
فأنا لا أنكر بأنني معجبة ً بشخصيتة !
ــ ريــــــــــــــــــــم !!!! لماذا تقفين هكذا ... هيّا إلى العمل !
ــ حسنا ً .. ها أنا ذا قادمة سيدتي !
بدأت بالعمل .. في تعبئة الكبريت ..... و من ثم ترتيبه في العلبة ... إستعدادا ً لبيعه في السوق .... و بعد ذلك بدأت بتنظيف المحل ..... و مسح الأرضيات .......
فعلت ذاك كله .... إلى أن تعبت .... بل لم أعد أستطيع السير إلى السكن حيث أنام !
و بما أنني الأكبر .... فإنني أقوم بجميع الأعمال ......
ــ ريــــــــــــــــــــــــــــــــم !!
ما ذا أيضا ً ألا يكفيها ما فعلته اليوم !
ــ عليك الآن بتنظيف الحديقة ...
ــ سيدتي .. ألا يمكنني فعل ذلك غدا ً ؟؟
ــ لا ........ اليوم .. يعني اليوم !
اتجهت إلى الحديقة و من ثم بدأت بجمع الأوراق المتساقطة .. و تنظيفها ...
ــ أتودين أن أساعدك ؟؟؟
ــ نظرت ... خلفي ... فإذا بي أرى أمجد ... واقفا ً ...
أمعقول ...!!!!!! أن يفعل ذلك ... فأنا على الأقل لم أسمعه يتفوه بكلمة واحدة منذ أن جئت إلى هنا !
ــ نظر إلى ... و بدا منتظرا ً مني إجابة !
ــ بكل سرور !
بدأنا العمل مع بعض .... و اتهينا من التنظيف !
ــ ريــــــــــــــــــــــم !!
أيتها الخائنة ....... ناديتي على أمجد ليساعدك !!!
يا لك من وقحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــة !!!!
اليووم با حاول اني أكمل القصة لآخرها
لأني مو شايفة تفااعل من أحد
فقلت أخلصها بدال ما تكوون معلقة جدي
* الجزء الرابع عشر *
و انطلقت يدها بقوة ... لتستقر على وجهي ...... و لأستقر أنا على الأرض !
ــ لا لم أفعل صدقيني ....
هو من أراد ذلك .... لقد عرض علي المساعدة و وافقت على ذلك !
ــ و أنت !!! لن تسلم مني اليوم !
لا أستطيع و صف ما حدث !!! فقد كان ضربها شرساً !!!!! و مـــــؤلمــــا ً !!!!
لذا ... لن تأخذي حصتك من الطعام اليوم يا ريـــــــــــــــــم !!!
ــ و لكني ..... جائعة !
ــ أرجـــــــــــــــــــــــــوك ِ !!!! فقط كسرة خبز !!
ــ رفستني !!! و من ثم قالت : ألك ِ الجرأة أيضا ً على الحديث !!!!
لا بد من تأديبك !!!!!
بدأت بضربي ..... إلى أن سكنت ........ و بقيت جثة أشبه بالهامدة !
حملني أمجد إلى غرفتي ...... و وضع بجانبي كأسا ً من الماء و ... ورقة بها فتات من الخبز !
استيقظت في الصباح على لا على تغريد العصافير ..... أو على صوت السيارات ... كما تتوقعون ..
لا ،،، بل على الألم .... و الورم الذي كان يغطي وجهي .......
و الكدمات المنتشره في أنحاء جسدي ....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
مرت الأيام و بدأت أتحسن .... و أعود كما كنت في السابق ... إلا أنني أصبحت هزيلة ...
و اعترى الشحوب وجهي .... و لم أعد كما كنت ... من ينظر إلي يظن بأنني في الثلاثين من العمر ... بدلا من السدسة عشر .......
و لذا قررت ..........
ها هو العام الدراسي يبدأ .... و من حقي إكمال دراستي الثانوية .. فلا أريد أن أعمل طيلة حياتي هنا
لم أتررد و ذهبت إلى الهاتف العام و .... اتصلت على هنادي .......
ــ مرحبا ً هنادي !
ــ أوه .... أهلا ً ريم !
ــ منذ زمن لم أسمع صوتك ؟ كيف أنت عزيزتي ؟؟؟
ــ كيف أنا !!!!! ماذا أقول أو ماذا أخفي .... لما لم تأتي لترينني ..... ألأنني يتيمة ؟؟؟!!! و لكني قلت : بخير ماهي أخبارك ؟؟
ــ الأمور تمشي على ما يرام !
ــ هنادي............ أنا .....
ــ ماذا ريم ...... هل حصل شئ مزعج !
ــ أنا ........ قررت أن أخرج من العمل !
ــ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ــ أرجوك فأنا أريد استكمال دراستي .......... هل من المعقول أن أحمل الشهاده المتوسطة !
ــ أرجوك ..........
ــ لا بأس ........
ــ و أنني سأعمل في مكان آخر ...... فترة ما بعد العصر ....... و أعود في الصباح للمدرسة !
ــ و أين ستعملين ؟؟؟؟
ــ لا أدري إلى الآن !!
ــ حسنا ً سأبحث لك عن عمل مناسب !
ــ و أنا سأبحث أيضا ً ............................ أشكرك هنادي !
ــ على الرحب و السعة .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بدأت رحلة البحث عن العمل ......... قد تتسائلون كيف لي بالبحث ...... و ما زلت أعمل عند تلك السيدة ...
إنني أؤدي عملي في الصباح و أقوم بالبحث في المساء ...........
بحثت .......... و بحثت ........... و لكن دون جدوى ...... فالجميع يرونني صغيرة ....
إلى أن وصلت لآخر محل في الشارع ....... و كان محلا ً لبيع الخبز و الكعك !
ــ مرحبا ً ......
ــ أهلا ً .......... هل يمكنني مساعدتك !
ــ في الحقيقة ........ سيدتي أيوجد لديك عمل مناسب !
ــ أتعنين أنك تبحثين عن عمل !
ــ أجل ...... و آمل ألا تخيبي أملي !
ــ يالصدفة الرائعة ! ،،،، فأنا أبحث عن فتاة لتعمل بدلا ً عني ....
ــ عادت الإبتسامة إلى وجهي الشاحب ... و بدت خيوط الأمل تتجدد ......... ،،، حقـــــا ً !!!!!!
ــ أجل .......
ــ و متى يمكنني أن أباشر العمل ؟
ــ تعالي غدا ً و سأقوم بتعليمك طبيعة عملك !
ــ بكل سرور سيدتي !
كم كنت مسرورة بالعمل الذي وجدته ....... فقد بدت تلك السيدة طيبة !
أشكرك يا رب !
اتجهت لأقرب هاتف و اتصلت على هنادي ......... و أخبرتها أنني وجدت العمل و أخيرا ً طلبت منها أن تأخذني غدا ً ........... إلى مقر عملي !
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أشرقت الشمس و بدأت في حزم الأمتعة .........
طق ..... طق ....... أيمكنني أن أدخل ؟؟
هذا صوت هنادي ............ أجل بالطبع تفضلي ..
احتتضنت هنادي ........ فأنا متشوقة لرؤيتها .....
خرجنا من الغرف و بيدي أمتعتي ....... سرت في الرولق المؤدي إلى الباب الخارجي للسكن !
إلا أن توقفت ...... إثر سماعي صوت ..... صوت أشبه بسلة و قعت محتوياتها !
التفت ..... فلم تكن سوى ...... حنان .... ،،،،،،،، حنااااااااااان !
ـ ريم هل ستغادرين ......... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!
ــ أجـ........ل !
ــ اندفعت تلك الصغيرة نحوي .... أرجوك لا تذهبي ...... ريم .. أرجوك !
ــ عزيزتي ....... لن أبتعد عنكم كثيرا ً ...... فأنا سأكون في المحل الذي يقع في الشارع المجاور ... و تحديدا ً المخبز !
ــ ريــــــــم .....
ــ حنان .... على استكمل دراستي ........ أرجوا أن تتفهمي وضعي !
سأئتي لزيارتكم كلما سنحت لي الفرصة ............................... أعــــــــــدك !
حنان أرجوك ِ تفهمي وضعي !
ــ ريم ........ أنا أفهم وضعك ........ و لكن عديني أنك ستأتي لزيارتي !
ــ أعدك ................. هذا وعد مني !
و الآن علي أن أذهب .......... أرجوا أن توجهي التحية إلى كل الأصدقاء !
إلى اللـــــــــــــــــــــــقاء !
إلى اللـــــــــــــــــقاء ريــــم و حظا ً طيــبا ً !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لكي أيضا ً عزيزتي !!!!
اتجهت إلى حيث عملي .......... و قد كنت سعيدة جدا ً .....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بدأت بالعمل لم تكاد الدنيا تسعني من الفرح ............ فقد كنت في غاية السعادة
لم أجد صعوبة في عملي الجديد ......... فقد كان سهلا .... و ممتعا ً ...
أقوم بالدراسة صباحا ً .... و من ثم أعود للعمل من العصر إلى الساعة الثامنة ... لتحل في ما بعد صديقتي سمر !!
إنها بديلتي ...... فأنا أعمل نصف المدة و هي النصف الآخر ....... إنها فتاة طيبة ..
لا أخفي عليكم ... أنه واجهتني بعض الصعوبات ... و لكني قررت أن أتفوق و أصبح طبيبة فهذا هو الذي أفكر فيه الآن ..!!
بدأت العمل في العصر ........ رتبت الكعك و الخبز ...... و ها أنا أنتظر و صول الزبائن ...
سمعت صوت الباب ينفتح ....
* الجزء الخامس عشر *
ــ مرحبا ..
ــ أهلا ... هل يمكنني مساعدتكما ؟؟
ــ أجل .. من فضلك أريد بعضا ً من الخبز و أربع قطع من الكعك .
ــ لحظات فقط و يكون طلبك جاهزا ً ..
رهف : رائد هل تريد شيئا ً آخر !
رائد : أظن أنني أحتاج إلى ............. الذهاب للمنزل !
رهف ( تضحك ) : هذا مرفوض ..
رائد : تبدوا صغيرة .
رهف : من تقصد ؟
رائد : العاملة التي ذهبت لتحضر ما طلبناه ..
رهف : نعم ....... صحيح .. ,,,, لولا الحاجة لما كانت تعمل ..
رائد : هذا ممكن ...
و من الباب الجانبي خرجت ريم و معها حافظة متوسطة الحجم ... هاهو ما طلبتماه .... تفضلي ..
رهف: أشكرك ...
ريم : على الرحب و السعة ..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,
استطاعت ريم برغم صغر سنها .. أن توفق بين الدراسة و العمل .... و لكنها .... لم تستطع أن تعثر على أمها ...
أمسكت ريم ... ما كان يلف عنقها ....تلك الصورة ... والدها و والدتها و جدتها ... و في المنتصف صورة فتاة صغيرة .. إنها هي بلا شك !!
بالطبع لم تنسى جدتها ........ و لكن مها صديقتها .. أخبرتها أن جدتها غادرت القرية منذ بضعة أشهر ..!!
يا للقدر ........ تشتت عائلتي ... و بقيت وحيدة .... رحمــــــــــــــــــــاك يا رب ..
اتفتح الباب من جديد ....... فها هي سمر ...
كانت ريم تجلس فوق الكرسي مغمضة عينيها ......... و من العجيب أنها لم تنتبه لدخول سمر ..
أدركت سمر أن ريم ........... بالتأكيد شاردة الذهن ..
سمر اتجهت نحو ريم ... : ريم .......
ريم ارتبكت بل أنها كادت أن تقع .... لولا لطف الله ثم وجود سمر ... : أوه ...... سمر ... لقد أفزعتني حقا ً .
سمر : من الذي استحوذ على عقلك ....... لدرجة أنك لم تلحظي وجودي ..
ريم : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ................... ليت ما أفكر فيه يصبح حقيقة ..
سمر : و هل يجوز .. أن أعرف ما هو ذالك الحــــــــــــــــــــــلم ...
ريم : ستعرفينه عما قريب ....
ريم : هل انتهى موعد عملي ......
سمر تقلد صوت ريم : هل انتهى موعد عملي .......... ألم تري الساعة ...
ريم تنظر إلى الساعة : أوه ......... إنها الثامنة .. لقد انتهى فعلا ً ..........
ريم : علي الذهاب الآن فلدي الكثير من الأعمال لم أنجزها بعد ........... حظا ً طيبا ً سمر ..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ذهبت ريم حيث منزلها .... لم يكن بعيدا ً بل يبعد عن المخبز ببضع دقائق ......
أدارت ريم المقبض ...... وارتمت على الأريكة ...... كم كان اليوم حافلا ً ..........
صنعت كوبا ً من القهوة .... و أحضرت الكتب و بدأت بالمذاكرة ............
انتصف الليل ........ و ريم قاربت على الإنتهاء ........ إنتهت أخيرا ً .... و رمت بجسدها فوق السرير ..
لتغط في سبات عميق ........
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
مرت الأيام و الشهور و ريم تجتهد أكثر ... نعم ... فلم يبقى سوى بضعة أيام و تعلن النتيجة ... نتيجة الإختبارات ..
هاهو اليوم الذي تنتظره ريم بفارغ الصبر ....
اتجهت نحو ... المدرسة .. و تحديدا ً .... عند ذلك الحائط الملصق عليه قائمة أسماء الطلاب .. و تقديراتهم ..
المكان مكتظ بالطلاب ... لم تستطع ريم رؤية شئ ...
اقتربت أكثر ... و أكثر .. لعلها تستطيع رؤية شئ .........
حدقت عيناها ... و فُتح فاهها .................................... نعم ......... ريم أحمد .. و التقدير إمتيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــاز ...
لم تصدق ما حدث .... بل إنها إحتلت المرتبة الأولى من بين الطالبات ..
الحمد لله .................. هذا من فضل ربي ...
ذهبت حيث صديقتها سمر ... و هنادي ... كانوا ينتظرونها قرب باب المدرسة .. و بدوا قلقين ..
ريم : الحمد لله ....................................... أصبت المركز الأول ...
سمر و هي تحضن ريم : الحمد لله ................... مبروك ريم ...............
ريم : أشكرك عزيزتي .........
هنادي : أرئيت لم يضع تعبك سدى ...................
ريم و دموع الفرح في عينيها : هذا بفضل الله ثم تشجيعك يا هنادي ...
صعدت ريم سيارة هنادي ..................... و اتجهوا إلى شقة ريم ... إستعداد ً للإحتفال ...
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كان اليوم رائعا ً ... فها هو رائد ... عائدا ً .. و حاملا ً معه الشهادة .. لم يخيب رائد ظن والده فقد إحتل هو الآخر ... المركز الأول .... أما رهف فقد احتلت المركز الثاني ... بينما لمحت اسم ريم في المركز الأول ..
في الواقع .. رهف لا تعلم شيئا ً عن هذه الفتاه .... بل إنني أكاد أجزم بأنها لم ترها ......... أبدا ً ..
فهي تقبع في مبنى يبعد كثيرا ً عن مبنى ريم .......... ,,,, و رويد كلعاده احتل المركز الرابع ...
الفرح عم أرجاء المنزل ....
رهف كانت تعد قطع من الكعك ..................... و رويد يعد العصائر ..........
كانت السيدة أيضا ً في قمة سعادتها .... مع أنها تجلس في الشقة المقابلة لشقة أبوا رائد ... إلا أن صرخة النجاح ... تسللت إليها ... و سرعان ما علمت ... من رهف .................
إتصلت هاتفيا ً بأبو رائد .. لتقدم له التهاني ............ و كذلك رائد ...
كانت سعادتها لا توصف ............ لنجاح رائد و رويد ... فبرغم أنهما إخوة إلا أن رغباتهم مختلفة ..
رائد يعشق القراءة ... بينما رويد مغرم بالحاسب ..
و لهذا قررت أن تهدي هديه لكل من رهف و رائد و رويد .................
و فعلا ً اتجهت لمركز الألعاب .... و اختارت لرويد بعضا ً من لعب الحاسب ..
أما رهف فقد اختارت لها علبة ً بها ... خيوط و أقمشة رائعة ...
و رائد ............ فبالتأكيد ..... اختارت له مجموعة من الكتب الشيقة ....
لم تخطئ لإختيار فقد نالت الهدايا إعجابهم ....... و هذا هو المطلوب ...
كانت في غاية السعادة .......... بنجاحهم .... و كأنهم أطفالها .....
و هذا ما دفع رهف ... إلى تلك الفكرة .......... زواج والدها من تلك السيدة ...
في الواقع لقد بدت تلك السيدة لطيفة جدا ً و حنونة ... و هي المقربة إلى رهف أكثر من غيرها ....
لم تطول الفكره في رأس رغد .... فقد أخبرت رائد و رويد بما يحتويه عقلها الصغير ...
اقتنع رائد بالفكره و خصوصا ً إن تلك السيدة تعاملهم مثل أطفالها .. لذا و افق على أن تحتل مكان والدتهم ..
أما بخصوص رويد ... فوفق هو الآخر ...
رائد : ها نحن جميعنا موافقين ....... و لكن الأهم من ذالك هو أن يوافق أبي ..!!
رهف : أعلم هذا لذا سأحاول أن أقنعه بذالك ....... فلا أظن أنه سيجد أطيب من هذا السيده ..
رويد : حسنا ً .. و إن رفض ؟؟
رهف : لا أظن ذلك ... فأنا أرى أنه مهتم بها ... ,, على كل سأفاتحه بالموضوع غدا ً إن شاء الله ..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أقيم احتفال ٌ بسيط في شقة ريم ... الكل كان سعيدا ً بهذا الإنجاز ... فعلى الرغم من الظروف التي تمر بها إلا أنها استطاعة أن تحقق جزءا ً من حلمها ...
هنادي و سمر و أمجد و تامر و سديم ,,,, و حنان و حلا ,,, و أيضا ً مها !!!
الكل حضر ليهنئ ريم ................
و لا أخفي عليكم .. أن ريم لم تحس بالوحده لأنهم هم عائلتها الآن ....
كانت تحس أنها وحيده في هذا العالم الواسع ... إلا أن الله عوضها بأصدقاء حقيقيين يعرفون معنى الإخوة ..
أُحضر الكعك و بدأت ريم بتقطيعه ...
و توسط الكعك ... كتابة ( ألف مبروك ....... ريم ) ......................
مضت الساعات و الدقائق ... و انتهى الحفل ... تعاون الجميع في ترتيب المنزل ...
و قدموا الهدايا لريم .... و كم كانت سعادتها لا توصف ,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
* الجزء السادس عشر *
هاهي العطلة بدأت ... و معظم الناس يلهون ... فهذه العطله التي لطالما انتظروها بفارغ الصبر ..
بينما ريم .. إختارت أن تقضي العطله في القراءة ... لتستعد للعام المقبل ...
و ها هي الآن تتوجه ... إلى المكتبة العامة ... لتختار ما تشاء من كتب ..
دخلت المكتبة فعلا ً .. و تناولت كتابا ً عن ( الأحياء الدقيقة في جسم الإنسان ) ....
فهي تحب علم ( الأحياء ) .........
جلست في إحدى المقاعد القابعة في إحدى الزوايا ... و ضعت الكتاب على الطاولة .. و بدأت في القراءة ..
كانت تستمتع بالتجول بين صفحات الكتاب ... تشاهد صور الخلايا ... و بعض أجهزة جسم الإنسان ..
حقا ً كان ذلك ممتعا ً ,,
ــ أهذا أنت ؟؟
رفعت ريم رأسها و نظرت ... فإذا بها تلك الفتاة التى أتت ذات يوم إلى المتجر ...
ــ أهلا ً ..
ــ تفضلي اجلسي ...
ــ هل يمكنني ذلك حقا ً ..
ــ أجل .. بالتأكيد .
رهف : رائد يمكننا الجلوس هنا ..
رائد : و لكن ......... حسنا ً ...
جلس رائد في آخر الطاولة ... بينما جلست رهف قبالة ً ريم ...
كانت رهف تضع حجابا ً مثل ريم ... و هذا ما دفعها للإطمئننان و دعوتهما للجلوس معها ...
رهف : أظن أنني رأيتك في المدرسة ؟؟
ريم : حقا ً ..... و لكن هذه المرة الأولى التي أراك فيها ... بعد المتجر ..
رهف : لقد احتلت المركزالأول في مدرستي ... فتاه تدعى ........... !! في الواقع لا أذكر اسمها !!
ريم : ما اسم المدرسة التي تنتمي إليها ؟؟
رهف : مدرسة ( .......... )
ريم و قد اعتلاها علامات التعجب : و أنا في نفس المدرسة !!
رهف : !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ,,,,, ما اسمك ؟؟
ريم : اسمي ... ريم ......... ريم أحمد !
رهف و رائد و قد حدقا عيناهما في ريم : غير معقــــــــــــــــــــــــــــــــــــول !!!!!!!!!!!
رهف : أنتــــــــــــــــــــــــي !!!! التي احتللتي المركز الأول !!!
ريم : أجـ....ل !
رهف : لم أتوقع ذلك أبدا ً !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ,,,, أنت تعملين أليس كذلك ؟؟
ريم : نعم ,,, أنا أعمل فترة ما بعد العصر ... و ينتهي عملي قرابة الثامنة !!
رهف : كان الله في عونك ............ إنه عمل متعب !!
ريم : لا بأس فقد استطعت أن أوفق بين الدراسة و العمل !!
رهف : آه .. نسيت ...... مبروك النجاح ....
ريم : شكرا ً جزيلا ً ...... بارك الله فيك .. ,,, و إذا لم أكن مخطئة .. فأنت التي احتللتي المركز الثاني ...
رهف : هذا صحيح ..
ريم : مبروك رهف ..
رهف : أشكرك عزيزتي ..........
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
رائد : لم أكن أتخيل ذلك أبدا ً ......... هي ذاتها التي تعمل في التجر ؟؟!!
رهف : أجل ... و لم أكن أتخيل أنا ذلك .... فقد كان ذلك آخر ما يخطر على البال !!
رائد : معك حق !! ,, و لكنها برغم الظروف التي تمر بها إلا أنها استطاعت أن تتفوق !
رهف : أجل !!!!!!
رائد : بالمناسبة ألم تفاتحي أبي بالموضوع ؟؟
رهف : أي موضوع ؟؟؟؟ ,,,,,,, آآآآآآه ... تقصد الزواج ؟؟؟ ,, لا ليس بعد سأفاتحه اليوم على كل حال !
وصلنا إلى المنزل ...... رأيت رويد و هو يلعب بالحديقة المجاورة لمنزلنا .. أما أبي فأنا لم أشاهده ... إلى الآن ......
اتجهت للحمام ... و غسلت وجهي ..... خلعت حجابي و ارتديت ملابسي ........
و ذهبت أبحث عن أبي ........
رهف : أبي ....... ءأنت هنا ؟؟
سامي : أجل ................ بنيتي .. هل تريدين شيئا ً ..
رأت رهف والدها ... و هو يحتسي القهوة ... فأدركت أنه الوقت المناسب للحديث معه !
رهف : أبي ..... كنت أريد الحديث معك ..
سامي و قد وضع القهموة على الطاولة : تفضلي و كلي آذان صاغية ..
جلست رهف في المقعد الذي أمام والدها ............
رهف : أنت تعلم أن أمي رحمها الله كانت طيبة و حنونة .... ,,,, و أنها أوصتك و هي في المشفى بأن تتزوج بعدها ............ لذا ...
قاطعها الأب قائلا ً : لا ..... لا يمكن أن يحدث ذلك أبدا ً ...... كيف لي بأن أتزوج غير والدتك ؟؟؟
أنا لم أحب أحدا ً سواها ........................ و لا أعتقد بأنني سأحب !
لذا لا تحاولي ............ يا رهف ... هذا أمر مفروغ منه !!!!
رهف : أبي أرجوك !! الجميع موافق .......... نحن في أمس الحاجة لمن يرعانا ... لمن يحنوا علينا .. أنت لم تقصر في شئ و لكنك أيضا ً لا تستطيع أن تلعب دور الأب و الأم في آن معا ً ... أرجوك أعد التفكير في الأمر !!! ,,,,,,,,, أرجـــــــــــــوك !!
الأب : لا أنا آسف رهف ......... لا أستطيع !! و إذا أردت يمكنني إحضار مربية لكل منكما !! أما الزواج فلا !!
رهف : نحن لسنا في حاجة ً إلى مربية ,, نحن في حاجة إلى أم حنون ... تعطف علينا و تحبنا مثل والدتنا !
الأب : هل جننت ؟؟؟ قلّما تجدين هذه المواصفات !!
رهف : بلا يوجد .................................................. .
الأب : ومن هي سعيده الحظ هذه ؟؟
رهف : أنت تعرفها جيدا ً ... بل إنك ساعدتها في يوم من الأيام ...
الأب : أعرفها ؟؟؟ و ساعدتها !!!!!
الأب : أتقصــــــــــــدين ........!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
رهف : أجل و من غيرها ؟؟؟؟ تلك السيده !!
الأب : و لكن .....
رهف : أنت موافق ؟؟ أليس كذلك !
الأب : في الواقع ... لا أرى ما يعيبيها ............ و لكن لا أستطيع ... رهف سامحيني !!
رهف : أبي ............ فكر في الأمر جيدا ً ........ إنها تحبنا كأبنائها تماما ً .... لا أرى مبررا ً واضحا ً للرفض !
أرجوك ............... عدني بأن تفكر في الأمر ....
الأب : حسنا ً ............. أعدك بالتفكير !
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
لم أستطع النوم في تلك الليلة ........... صورة تلك الفتاة مازالت عالقة ً بذهني !!
أتخيلها ... دائما ً .................
غير معقول ..... أ أحببتها ؟؟
بهذه السرعــــــه !!
لا ............. لا .......... أمسكت برأسي لعل تلك الأوهام تزول !! و لكن دون جدوى !
رهف : رائد ............ كنت أطرق الباب لنحو نصف ساعة !!! ظننت بأنك غير موجود !!
رائد : حقا ً ... ,,,, آنا آسف لم أنتبه لطرقك ...
بالمناسبة ما هي أخبارأبي ........... هل وافق ؟؟
رهف : لا أعلم إلى الآن .. و لكنه على الأقل وعدني بالتفكير ..
رائد : آمل أن يوافق ....
رهف : و أنا أيضا ً ...........................
رائد : رهف ...... لما لا تزوري ريم ..
رهف : ريـــــــــــم !! ,,,,,,,,,,,,,,,, و لما ؟؟
رائد : ٌ ..... ألم تقولي ... إنك بحاجة لنسخة من كتاب ( التاريخ ) فقد افتقدته في العام الماضي .. ربما يكون عندها نسخة منه ؟؟ .......... أشك بأنها تحتفظ بجميع المقررات الدراسية ..
رهف : ربما ؟؟! و لما لا ........ على كل ٍ سأذهب اليوم للمتجر ... و من ثم سأعرف أين تسكن ..
رائد : هذا جيد ... و سآتي معك .......
رهف : حسناً ... سنذهب بعد صلاة المغرب ........ فكما تعلم علي الذهاب لشراء بعض الحاجيات ..
رائد : حسنا ً لا بأس ...
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
رأسي يكاد ينفجر .... كلام رهف مازال يتأرجح في الداخل ....
* الجزء السابع عشر *
أحقا ً ماتقول رهف ؟!
بصراحة .. لا أجد ما يعيبها... و لكني في نفس الوقت ... لا أستطيع ...
رهف ... لا أنكر ما تكنه تلك المرأة لكم من حب ....
انتظر لحظة !!!!!!!!!!!!!!!!
لماذا ترفضها ؟؟؟؟
و ماذا يعني زوجتك ؟؟؟ هي توفيت و انتهى الأمر !!
أيعقل أن تقضي حياتك الباقية وحدك !! لا أنيس و لا ونيس !
غدا ً سيتزوج أبائك ... و تبقى وحيدا ً إلى الأبــــــــــــــــــــــد ..
دار هذا الحديث داخل عقل الأستاذ سامي .................
فكر سامي مليا ً ........... و رأى أن هذا هو القرار الصائب ...
الزواج منها !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
لقد تأخرت رهف كثيرا ً .... آمل ألا تكون قد نست موعد الذهاب اليوم ...
كنت أمشي قرب النافذه قلقا ً .. أنظر إلى الساعة الملتفه حول معصمي ......... رهف هيّا تعالي .......
كنت ألمح السيارت تأتي ذهابا ً و إيابا ً ... و لكن للأسف رهف لم تكن معهم ...
رهف ... هيّا تعالي ... !!!!
لمحت سيارة كستائية اللون ,,, دققت النظر جيدا ً ,, فإذا بها .. والدي .. و رهف ..
هاهي ........... بلا شعور نطقت باسمها ... لقد جاءت رهف !!
خرجت مسرعا ً .. خارج المنزل .. أخرجت سيارتي من القبو المخصص لموقف السيارة ...
قمت بتشغيل السيارة ......... و فتحت النافذه ... و لوحت بيدي إلى رهف ...
رهف : رائد ... انتظر ,, فعلي إدخال الحاجيات إلى المنزل !
رائد : هيّا .. يا رهف .. فلا وقت لدينا ... علينا الذهاب الآن .. قبل أن يقفل المحل ... للصلاة .
رهف : أووووووووووف رائد انتظر قليلا ً ..............
رائد : سأذهب وحدي إن لم تذهبي .......
وافقت رهف على مضض .. و صعدت إلى السيارة بجانب رائد : لما كل هذا الحماس أمن أجل الكتاب ؟؟!
رائد: أختي .. و حبيبتي .. و مهتم بها .. أليس من حقي فعل ذلك ؟؟
رهف بسخرية : منذ متى ؟؟
رائد : منذ الآن ... أحب أن أرافقك دوما ً .. و خاصة عندما تذهبين إلى محل الكعك !
رهف : و لماذا هذا تحديدا ً ؟!
رائد: أنا أرتاح في ذالك المكان ... إضافة ً إلى وجود الرائحة الزكية !
لم يمضي الكثير من الوقت حتى وصلا إلى الموقع المقصود ....
فتحا الباب ............ ليروا سمـــــر بدلا ً من ريم ...
سمر : مساء الخير .... هل يمكنني مساعدتكما !
رهف : نعم أريد بعضا ً من الخبز المحشو بالجبن !
سمر : سيكون جاهزا ً خلال لحظات !
رائد اقترب من رهف : لم لا تسأليها عن ريم ؟؟
رهف : سأسألها الآن ..
رهف و قد نظرة لرائد نظرة جعلته يتوتر : و لما كل هذا الإهتمام ؟
رائد : من أجل الكتاب طبعا ً ..
رهف تحاول تقليد صوت رائد : من أجل الكتاب طبعا ً ,,
من أجل الكتاب !! أم من أجل صاحبة الكتاب !!
زاد التوتر و الإضطراب في وجه رائد ............ و لم يكن باستطاعته النطق بكلمة !
سمر : ها هو ما طلبته !
رهف : أشكرك ..
بالمناسبة أعرف فتاة تدعى ريم ... و تعمل هنا أيضا ً .......... أين هي الآن ؟؟
سمر : تقصدين : ريم .......... أظن بأنها بالمنزل الأن ........ فقد اشترت الكثير من الكتب و و ستجدينها معتكفة ً الآن بالقراءة ........
إنها فتاة غريبة الأطوار !!! تقرأ في جميع المجالات ........ لا تمل أبدا ً ,,, هذا بالإضافة إلى ذهابها إلى المعارض و الندوات ............ لو فعلت ذلك أنا !! لمت من فوري ! و خصوصا ً أنها تعيش بمفردها !
رائد ذُهل !!
رهف : بفردها !!
سمر : أجل هذا ما أعرفه ... الحقيقة لا أعلم شيئا ً عن حياتها الخاصة !
رهف : و أين والداها !
سمر : لا أدري ......... يخيل إلى أنني سمعت أنهما توفيا في حادث سير ! في الواقع لست متأكدة تماما ً مما أقول !
رهف : حسنا ً سمر .... سأذهب الآن لمنزل ريم ........... هل يمكنك أن تعطينا العنوان ؟
سمر : أجل و بكل سرور ......... و كتبت سمر العنوان في ورقة صغيرة ......
هاهو العنوان .......
رهف : أشكرك ...
سمر : على الرحب و السعة .........
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
صعدنا إلى السيارة ............ كان رائد شارد الذهن صامتا ً ........ لم يتفوه بكلمة .....
رهف : رائـــــــــــد !!
رائد : آه ....... رهف ....... !!
رهف : يبدوا أن حدسي صدق هذه المرة ........... أنت شارد الذهن .... و أعرف تماما ً بما تفكر !!
تلعثم رائد و لم يدري بما سيجيب لكنه على الأقل ..... اكتفى بقول ...
أنت تعلمين أنني مشغول الآن بالنادي و المراكز التي التحقت بها ....... لذا .....
قاطعته رهف : لذا عليك أن تتعرف على ريم ........
تغير لون وجه رائد بدأ العرق يتصبب من على جبينه .........
أمعقول ذلك الضخم ........ ذو الشخصية القوية ... أن تتمكن فتاة مثل ريم باقتحام قلبه !!!
رهف : رائد لم تجب على سؤالي بعد !!!
رائد( يحاول تغيير الحديث ) : ها قد وصلنا !!
نزلنا من السيارة ....... شاهدت المبنى ذا الأربع طوابق .......... كان متواضعا ً جدا ً ........
صعدنا الدرج المؤدي للشقة ..
كان رائد يقف على جانب الباب ,, بينما أنا أقف أمامه تقريبا ً ........
رفعت يدي و تحديدا ً إصبعي و ظغت على الجرس ....
ــ نعم ها أنا قادمة ....
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كنت مستغرقة في القراءة ... و كتابة بعض الخواطر التي تجول في مخيلتي ...
إلى أن سمعت صوت الجرس ...
ذهبت نحو الباب نظرت عبر ( المنظار ) لأرى رهف واقفه !!
بطبيعتي في المنزل لم أكن مرتدية حجابي .........
فتحت الباب ...... فقد كانت رهف وحدها ..........
رهف : مرحبا ريم ..
ريم : أهلا رهف ... تفضلي ..
فتحت الباب لأسمح لرهف بالدخول .........
فوجئت !! برائد خلفها و كان عيناه مرتكزة ً نحو الأرض ..
تذكرت وقتها أنني لست مرتديتا ً حجابي .......
أسرعت و ارتديته ..... لقد كان نوعا ً ما مبعثرا ً فوق رأسي .....
ريم : آسفة تفضلوا .......
,,,,,,,,,,,,,,,,,,
دخلت إلى غرفة الجلوس ....... كان البيت متواضعا ً و صغيرا ً ....... لا يكاد يكفي للعيش فيه 3 أشخاص ..
جلست في الأريكة .. و جلس رائد في الأريكة التي تقبع في نهاية الغرفة ........
دخلت ريم الغرفة و كانت تحمل معها أكوابا ُ من العصير ....
تقدمت نحوي : تفضلي العصير ..
رهف : أشكرك ..
ثم اتجهت نحو الطاولة للممجاورة تقريبا ً للأريكة التي يجلس فيها رائد ,, و وضعت فيها العصير ..
و أخيرا ً استقرت ريم في المقعد التي يواجه رهف ..
ريم : أهلا بكما في منزلي .........
عذرا ً فإن المنزل متواضع .............. و كذالك الأثاث ...
رهف : لا ..... لا تقولي ذلك ريم ........ إنه منزل جميل !
ريم : أهلا رائد كيف حالك ؟؟
ريم ......... استمري في الحديث لكم أتشوق للحديث معك ....... و سماع صوتك الدافئ ...
بخير و الحمد لله .. ماذا عنك ؟؟
ريم : و أنا بخير ...
رائد : في أي صف أنتي ؟؟
ريم و هي تبسم : في نفس صف رهف !
رائد : أوه ..... هذا صحيح !! لقد نسيت !
و علت الضحكات أرجاء الغرفة ...
رهف : عذرا ً على زيارتي المفاجأه ......... في الحقيقة كنت أريد نسخة من كتاب التاريخ .. و آمل أن أجد عندك نسخة ً منه ......
ريم : كتاب التاريخ ؟؟؟؟!!
لحظة ... أعتقد أنه يوجد لدي نسخة ً منه !
سأذهب الآن و أحضره لك !
خرجت ريم ,,, واتجهت نحو تلك الغرفة المجاورة .........
رائد : لم أتخيل أبدا ً أن تعيش بمفردها ! ,,, رهف هلا ّ سألتها ماذا حل بوالديها !
رهف : بودي سؤالها ... و لكن .. لا أريد أن أعيد إليها ذكريات الماضي !!
رائد : و لكني متشوق لمعرفة أين والداها ؟؟ أو ماذا حدث لهما ؟؟
رهف : و أنا أيضا ً متحمسة ً لمعرفة ما حل بهما !! على كل سأحاول !
دخلت ريم و معها الكتاب المطلوب !
ريم : آسفة على التأخير .. ها هو الكتاب !
رهف : أشكرك ريم .......
آسف فقد أتعبناك !
ريم : لا .. أبدا ً ... لن تتصوري كم أنا سعيدة لتعرفي على صديقة مثلك !
ريم : هل بإمكاني معرفة من أين حصلتما على عنواني ؟
رهف : لقد اتجهنا للمحل للبحث عنك .. فأخبرتنا سمر بأنك في المنزل و كتبت لنا العنوان !
ريم ( تضحك ) : سمر يا لها من فتاة !
أخبرتها مرارا ً ألا تعطي عنواني لأحد !! و هاهي تخون وعدها لي !
رهف : آنا آسفه يبدوا أننا أزعجناك !
ريم : لا ... على العكس لن تتصورا مدى سعادتي بقدومكم !
و لكن كما تعلمين فإنني أعيش وحيدة ً في هذا المنزل .. و أخاف من عيون المتطفلين ! لذا قلت لسمر بألا تخبر أحدا ً بعنواني !
و لكنها الآن فعلت ذلك .. و حسنا ً صنعت !
رهف : و أين والداك ؟؟
ريم تنهدت قائلة ً : توفي أبي قبل ثلاث سنوات تقريبا ً ... و أمي لا أعلم للآن أين هي أو ماذا حل بها !
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
عدت للمنزل و علامات الدهشة التي اعترت وجهي لا تزال واضحة ... بينما رائد أصبح شارد الذهن كثير التفكير .. حتى أنه لم يعد كالسابق .. فلم يهتم يالقراءة رغم حبه لها أو أن يهتم بالنادي أو الندوات ...
فقط شغله الشاغل .. و حديثه عن ريـــــــــــــــم ...
لاشئ آخر يحتل عقله سواها !
مضى الآن ثلاثة أيام دون أن أحظى بإجابة ً شافيه من والدي بخصوص زواجه من تلك السيده ..
و بالمناسبة نسيت أن أخبركم بأننا اخترنا لها اسم ( أمل ) !!!
كنت مستغرقة في قراءة كتاب عن تعليم أصول الطهي .. و كيفية صنع الأطباق اللذيذة !
فجأة دخل رائد غرفتي .. و الدموع تسبق كلماته ليخبرني بنبأ اهتز له كياني !
* الجزء الثامن عشر *
كانت أنفاس رائد تتصاعد من خارج أنفه .. !
رائد : رهف !!!!!!!
رهف : رائد ما بك تكلم !!
رائد : عمي يا رهف !!
رهف : مابه تــــــــــــــــــــــــــكلــــــــــــم !!!!!!!!!
رائد : لقد توفــــــــــي ظهر اليوم !
جلست فوق المقعد الذي بجانبي .... من هول الصدمة !
عمي مهند ... توفي .....!!!
كيف .. و متى ... و أين ؟؟؟؟؟؟؟؟
إجابات لم أتلقى جوابا لها !
أسرعت نحو أبي و أنا أركض خارج غرفتي ... لأجده جالسا ً في المقعد و قد أخفى وجهه بكلتى يديه !
رهف و الدموع اغروقت عينيها : أبــــــــــــــي !
لم تكاد تتقدم أكثر ,, حتى جاء رويد ليخبرنا بما هو أشــــــــــد من ذلك !
رويد : رهــــــــــــــف لقد انسكب الماء الساخن على وجه خالتي أمل !!!!!
و هي في حالة يرثى لها !
لم أتمالك نفسي ... فهاأنا أتلقى نبأ وفاة عمي ... و من ثم حرق وجه أمل !!
و في أسرع من البرق هرع أبي إلى داخل شقتها .. قام بحملها .. و هو ينادي بأعلى صوته علي ّ أنا .. إلا أنني أشك بأنني كنت أسمع صوتــــــــــــــــــــه !!
سبقني رائد إلى السيارة و معه رويد بينما أنا بقيت وحيده ..... في مكاني لم أبرحه سنتيمترا ً واحدا ً ..و اكتفيت بطلق دموعي !
حل المساء و لم يتصل أبي أو حتى رائد .. أو رويد !
و هذا ما زاد شكوكي ...
رفعت سماعة الهاتف ... لا أدري كيف فعلت ذلك !! أو من أين جاءتني القوة لفعلها !
ضغت على الأرقام ...
لأستمع لصوت رائد ... ,,,, رهف : رائد .... كيف خالتي ؟؟
بعد صمت لمدة دقيقتين !!
رائد و قد خيم الحزن على صوته : رهــــــــــــف للأســـــــــــــــف ,,,, لقد اصيبت السيده بحروق من الدرجة الثالثة و هي في حالة خطرة !!!!!!!!!!!!!!!
تشنجت أعصابي و لم أقوى على حمل سماعة الهاتف ... لتهوي أرضا ً ....... و تصدر صوتا ً .. توحي لمن يسمعه بأن الحياة ما زالت تنبض داخل المنزل !!!!!!!!!!!!!
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وصلت للمشفى بعدما جاء رائد و أخذني معه ,,, نظرا ً لأنني أستطيع الدخول و أرى خالتي أمل !
خرج الطبيب من الغرفة !
الكل يلتف حوله منتظرا ً ما سيقوله !!
الطبيب : لقد أصيبت بحروق شديدة .......... ادعوا لها بالشفاء و تجاوز مرحلة الخطر ..
و أرجوا عدم زيارتها الآن ... و لكن يمكن لواحد منكم أن يراها .... بشرط عدم الحديث معها !
كل تلك الكلمات كانت كافية لزيادة ضربات قلبي ... و تشتيت تفكيري !
دخلت إليها ................
كان الضماد يلف وجهها و جزءا ً من رقبتها ...
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ذهبت إلى غرفة الطبيب .. حيث أمرني بذلك ...
الطبيب : أنت زوجها ؟؟
سامي : لا ........
الطبيب : ماهي صلة القرابة إذن ؟؟
سامي : تجمعني بها قرابة عن بعد !
الطبيب : سأكون واضحا ً معك يا سيد سامي ... السيدة تعاني من حروق من الدرجة الثالثة .. و قد تشوه وجهها بالكامل ........... و أنها بحاجة للخضوع إلى الكثير من عمليات التجميل ... لمحاولة إعادة وجهها كما كان سابقا ً !
تنهد سامي : سأفعل كل ما يمكن إنقاذها و إعادتها كما كانت !!
كم هو مؤسف ما حدث هذا اليوم ............
موت عمي و من ثم حرق خالتي ...
يا له من يوم ..........
ترى ماذا حل بوالدي !!!! و أين هو الآن ؟؟
خرجت من الغرفة .. في الوقت المحدد كما أخبرتني الممرضة بذاك .........
حضر الطبيب و نادى على الطبيبه التي كانت موجوده في ذلك الوقت في غرفة الطوارئ .......... و أظن أن اسمها كان ............. هنــــــــــــــادي !!!!!
أعطى أبي للطبيب المبلغ المطلوب نظرا ً لإقامتها في المشفى !!
و من ثم استدرنا عائدين إلى المنزل !!!!
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
تلك الفتاه مازالت صورتها أمامي !!
شعرها الأشقر الحريري ,,, عيناها الخضراوان ,,,, رأيتها ......... و ياليتني لم أفعل !!
تعلقت بها أكثر من ذي قبل .. كنت أراها دوما ً بحجابها .. و لكني عندما ذهبت مع رهف .. كانت تظن بأن رهف آتيه بمفردها ....
آآآآآآآه يا ريم ... كم أنا بحاجة إليك الآن ...
لتخففي عني آلامي .... ملامحك الهادئة و ابتسامتك العذبة ... و صوتك الدافئ !! كم أنا بحاجه إليهم ...
لو تعلمين يا ريم .. كم أنا أحبك ................ أحبـــــــــــــــــــــــــك !!
كلمة أرددها داخلي ... أسمع صداها وحدي .... ليتك تسمعينها أو تشعرين بها ...........
لا أريد سوالك .......... ,, لم يقتحم حياتي أحدا ً إلا أنت ,, أرجوك بأن تحسي بي ... ألم تشعري بتيارات العشق التي أنشرها و أنا أقترب منك ؟؟
ريـــــــــــــــــــم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
انطلقت مني تلك الكلمة دون قصد ,, أو حتى شعور جعلت رهف تدخل إلى غرفتي ..
رهف : رائد أ أنت بخير ؟؟
رائد : أوه ......... أنا نعم ..
رهف و ألقت نظرة على رائد : ما سر تردد كلمة ريم على لسانك دائما ً ... ألم تشعر بذالك ؟؟؟
رائد بتلعثم : أوه ...... أتدرين لقد كنت منهمكا ً في قراءة هذه الروايه و أظن أنني انسجمت مع بطلة القصة
هذا كل شئ !
رهف : حقا ً ............ و أين هذه القصة ؟؟؟
رائد : لا أدري .......... ربما سقطت مني ....
و لحسن الحظ أنني وجدت رواية ملقاة ً بجانبي .... هاهو ...
و انطلقت تالك اليد لتخطف ذال الكتاب : أرني ما فيه ........... هل يوجد اسم ريم حقا ً في الروايه !!
توترت و كنت أشعر بأن الدماء تتصاعد نحو رأسي ........
و لحسن الحظ أن تلك الروايه كانت تحمل إسم ريـــــــــــــــــــــــــــم !!!
كم كنت سعيدا ً بتلك المعجزة !!
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
جلس أبي في غرفة التلفاز ......... كان يتحدث عبر الهاتف .... و كما يبدوا عليه أنه حزين و فرح ٌ في نفس الوقت ,, علامات غامضة أراهن أن أحدا ً منكم لن يفهمها !
أغلق أبي سماعة الهاتف و نظر إلى ...
ذهبت نحوه ... و قدمت واجب العزاء إلى أبي ... و نفس الشئ فعله رائد و رويد ...
طلب أبي منا الجلوس .... جلسنا و كانت ضربات قلبي تتسارع ...
سامي ( الأب ) : أعرف أنكم لم تستشعروا بعد نبأ وفاة عمكم ,, و صدمة السيدة أمل !!
لقد توفي عمكم مهند في مدينة باريس ... و نظرا ً لذلك ....... فقد ترك عمكم لنا ثروة تقدر بالملايين
و بما أنني الأخ الوحيد لعمكم ........ و أن زوجته توفيت منذ زمن ,,, و لسوء حظه لم يحظى بالأبناء
فقد تقرر شرعا ً أنني الوريث الوحيد لعمكم !!!!!!!!!
تعلقت أنظار أبنائي حولي ..... و أكاد أجزم أنهم لم يصدقوا الأمر !!
سامي : رائد : ستذهب اليوم معي إلى المحكمة لعمل الإجراءات المناسبة !
و اقتربت من ابنتي رهف ................... الأب : و بالمناسبة أنا موافق على على زواجي من السيده أمل !!
تهلل وجهنا فرحنا ........................ بهذا النبأ السار .... فكم تمنيت أن أستمع إلى تلك الكلمة منذ زمن !!
و لم تقل فرحة رائد و رويد عن فرحتي أنا !
سامي : و لذا عليكم أن تخبروا السيدة أمل بهذا القرار بعد إجراءها لعملية التجميل ,, و أنا سأنتظر ردها بفارغ الصبر !!
بالفعل ذهبنا في العصر إلى المشفى حيث خالتي ... و حملنا معنا باقة ورد .. لها ...
دخلنا إلى الغرفة ..............
رهف : مرحبا ً خالتي ...
نظرت نحو السرير .......... سقطت الباقة من يدي ... و فُتح فمي ... !!!!!!!!!!!!!
لا أحد فوق السرير !!!!
أين خالتي ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!
بدأت أبحث عنها كالمجنونة ... أسرعت إلى الخارج لأرتطم بالممرضة ... أنت رهف !
رهف : آخ .... يا رأسي .... أنها ضربة مؤلمة !!
الممرضة : ههههههههههههههه أنا آسفة !!
رهف : لا أبدا ً .......
الممرضة : أنت رهف إن لم أكن مخطئة ؟؟
رهف : أجل !
الممرضة : لقد طلبت مني السيدة أمل إخبارك بأنها الآن في غرفة العمليات !
تنهدت رهف : غرفة العمليـــــــــــــــات !
خرجت من الغرفة متجهة ً إلى حيث يقبع والدي و أخواي ....
التفوا حولي ..........
سامي : أهي بخير ؟؟
رائد : هل حصل لها شئ ؟؟؟
رويد : أيمكنني أن أراها ؟؟
رهف : لقد ذهبت الآن إلى غرفة العمليات .............. ادعوا لها بالنجاح ,,,
جلس أبي في المقاعد المخصصة للرجال ,, بينما أنا ذهبت حيث المكان المخصص لجلوس النساء ..
الدقائق و الثواني تمر و كأنها الدهر ,,,
فها هو أبي يقرأ القرآن ,,, و لا يملك إلا الدعاء لخالتي أمــــــــــــــــــل !!!!!!
و رائد يكاد القلق يقضي عليه ,,, فهاهو يمشي قرب الغرفة قلقا ً .,,,, أما رائد فإنه قابع فوق المقعد و مغطي وجهه بكلتا يديه ,,,
أما أنا فلا أستطيع أن أصف لكم حالتي ,,,, لأنكم حتما ً ستتخيلون كيف هي حالتي ...
مضى الوقت ببطء .............. إلى أن لمحنا الطبيب يخرج من الغرفة ..
التففنا حوله ... ننتظر منه كلمة أو إشارة فقط لتوحي بأن خالتي على ما يرام ,,,
الطبيب : الحمد لله لقد نجحت العمليــــــــــــــة !!
تهلل وجهنا جميعا ً شكرا ً لله ,,,,,, و بدأنا نهنئ بعضنا البعض على نجاح العمليه ...
رهف : هل يمكنني أن أرها الآن ؟؟
الطبيب : لا ... ليس بعد ساعة من الآن ! ,, يمكنك الإنتظار هنا بينما ينتهي والدكما من بعض الإجراءات اللازمة !!!
جلسنا حيث كنا في مقاعدنا ...
مرت الساعة ببطء شديد ........... إلى أن خرجت الممرضة من الداخل و سمحت لنا بالدخول !!
بالتأكيد أنا من سيدخل و رويد ... دخلنا مع بعضنا ...
لم أرى سوى سرير واحد تقبع عليه سيده جمــــــــيله ,,, بل إنني لم أرفع عيني من عليها !!
رويد : يبدوا أننا دخلنا الغرفة الخطأ !!!!
أليس من الواجب أن تدلنا تلك الممرضة إلى االغرفة الصحيحة ؟؟؟!!!
هيّا رهف فلنذهب !!
استدرنا للخلف معلنين ذهابنا إلى الخارج !
ــ رهـــــــــــــــــف !! ,,,,,,,,, رويــــــــــــــــــد !!
لا يمكن أن أخطئ ذالك الصوت إنه صوت خالتي .............
التففت أبحث عن مصدر الصوت ,, لا كن لا وجود لخالتي أمل هنا ... لا يوجد سوى تلك الجميله التي تنظر نحونا و الإبتسامة على شفتيها !!
نظرت حولي و لا كن لا وجود لأمل هنا !
ــ ههههههههههههههههه لم تتعرفا علي ّ ألهذه الدرجة تغيّرت ؟؟
رهف و الدهشة ألجمت لسانها : خــ........ا لـتـ......ي !!!
أمل : هذا أنا حبيبتي !!
رهف و قد اغروقت عيناها .......... اشتقت لـــــــــــك ِ ...........
و اندفعت رهف إليها ........... لترتمي في أحضانها الدافئة ...
أمل : و أنا كذلك عزيزتي !! اشتقــــــــــــــت لك !!
نظرت رهف إلى خالتها أمل ..... لقد تغيّرت فعلا ً ....... بل لقد أصبحت جميلة جدا ً ,,,
أمل : ههههههههههههههههههههههههههه ,,, و نظرت نحو رويد ,,, أنا أمل رويد ...
ألن تصدقني ؟؟؟؟
ذهبت نحو رويد ......... و أطبقت عليه بكلتا ذراعي ّ ,,, اشتقت لك عزيزي ....
رويد : حقا ً أنت خالتي ؟؟؟ ,,,,,,,, أجل خالتي ............ اشتقت لك !!!
أمل : و أنا كذالك ,,, لن تتصوروا كم أنا سعيدة ً الآن !!
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ذهبنا إلى المنزل ,, بعد أن قام أبي بالإجراءات الازمة ...
جلست أنا و رويد مع خالتي ......... تحدثنا في أمور شتى من بينها إرث عمي مهند ... وماذ يمكننا أن نفعل به !!!
و قد لا أخفي عليكم .. حزنها الشديد على موت عمي ... و لكن الأعمار بيد الله !!
لم أتررد أبدا ً ... في الحديث معها عن موضوع أبي ......... فقد كان هو الآخر بنتظر ردها بفارغ الصبر !
رهف : خالتي .. أود إخبارك بشئ ما !!
أمل : حبيبتي .. يمكنك أن تتحدثي و كلي آذا صاغيه !!
رهف : لقد قرر أبي الزواج !!!!
تبدل وجهها إلى الحزن : حقــــــــــــــا ً ..
رهف : أجل ........ و اختار أيضا من سيتزوجها ... إنها طيبة القلب ...
أمل بنبرة حزن : أتمنى له التوفيق ... و لكن هل يمكنني معرفة من هي ؟؟
رهف : أجل .......................... بالتأكيد .........................
إنهــــــــــــــــــــــــــــــــا ,,,,,,,,,,, أنتـــــــــــــــــــــــــــــــــــي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أمل و الدهشة مرسومة على وجهها : أنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
رهف : أرجوك وافقي ,,,,,,,,,, نحن بحاجة إليك ,,, الجميع موافق !!!!
أمل : في الحقيقة لا أدري !!
رهف : أرجــــــــــــــوك ,,,,
و ابتسمت أمل و نظرت إلى رهف ,, و هل يمكنني الإستغناء عنكم .......................... أنا موافقة !
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
بدأنا جميعنا بالإستعداد فالخميس القادم هو موعد زواج أبي ....
الجميع كان سعيدا ً فهذا ما كنا نتمناه ....
ذهبت إلى شراءالحاجيات الازمة للحفلة ... و رافقني رائد ...
اشتريت ما يلزم .. كالعصير و الحلوى و نحوه ...................
رائد : ما رأيك أن نشتري بعضا ً من الكعك ... من المخبز الذي تعمل به ريم !
رهف : فكـــــــــــرة جيده ... و في نفس الوقت يمكننا أن ندعوا ريم و سمر !!!
رائد : حقا ً فكـــــــــــــــــــــــره رائـــــــــــعة !!!!
دخلنا للمخبز فشاهدنا ريم تعمل بجد كعادتها !!!
ريم : أهلا ... رهف !
رهف : مرحبا ً ........
كيف حالك ريم ؟؟
ريم : بخير و الحمد لله .. ما ذا عنكما .... ؟؟؟
رهف : بخير ...............
ريم : هل يمكنني مساعدتكما ؟؟
رهف : نعم أريد منك كمية لا بأس بها من الكعك .... تلزم لعمل حفلة متوسطة !!
ريم : سيكون طلبكما جاهزا ً الآن !
أحضرت ريم ... كمية كبيرة من الكعك .... داخل علبة كبيرة !
ريم : هل هذا يكفي ؟؟
رهف : أجل أشكرك ..
بالمناسبة أنت مدعوة إلى زواج أبي ......... الخميس القادم !!!! و آمل أن تخبري سمر بذلك !!
ريم : مبروك مقدما ً ........... يسرني أن ألبي الدعوة !!
سأحضر إن شاء الله ........
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
بدأت الحفلة وارتديت ثوب وردي عليه تطريز بالون الأحمر اللامع .....
رائد : رهف إنه ثوب جميل !!
رهف : أشكرك ...
هيّا الآن اذهب إلى غرفة الرجال فحتما ً قد جاء أصدقاء أبي الآن ...
رهف : هيا النساء سيأتين الآن ................... عليك أن تذهب ..
رائد : أوه .......... حسنا ً ... سأذهب الآن ,,, أراك لاحقا ً ...
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
لقد كنت قلقا ً جدا ً من أن لا تأتي ريم الحفلة .............
أصبحت مهووسا ً بها .... فقط شغلي الشاغل .... لا أحد سواها ........ و بما أنني أكبرها بثلاث سنوات و سأعمل في شركة عمي التي ستصبح شركة لوالدي ..
قررت أن أخبرها ..............
نعم ... سأخبرها أولا ً بأنني أحبــــــــــــــــــــــــها !!!
لأعرف رأئيها أولا ً ,, ثم أخبر أبي لنتقدم رسميا ً بخطبتها !!
انتظرت طويلا ً ... قرابة الباب الخارجي .... و معي صديقي عمار ...
عمار : هل تنتظر أحدا ً ؟؟
رائد : هاه ........ لا أبدا ً ..
لقد أتت ....... هذا ما أطلقه لساني ...
لدرجة أن عمار سمع ما تفوهة به .........
عمار : من هي ؟؟؟
رائد و هو يضع يده على فم عمار : هششششششش .......... ستعرف لا حقا ً ..
نزلت ريم من السيارة ... و معها سمر ...
ريم : مرحبا ً ..............
رائد : أهلا ً ريم ...
يسعدني أنك لبيت الدعوة .........
ريم و قد أنحت رأسها خجلا ً : أشكرك ...
رائد : ريــــــــم أنا ...................
* الجزء التاسع عشر *
ريم : ماذا ؟؟
عمار : لاشئ فقط رهف تنتظرك داخلا ً...
ريم ( مبتسمه ) : حسنا ً .....................
و اتجهت ريم و سمر إلى الداخل !
عمار : رائد هل جننت ؟؟؟
رائد : في ماذا !
عمار : هل تود حقا ً إخبارها بحبك لها ؟؟؟
رائد : و كيف عرفت ؟؟؟؟
عمار( بسخريه ) : أبدا ............. ً تمتم باسمها و عندما تحدثت إليها كان العرق يتصبب منك ...........
أبعد هذا تقول لي كيف عرفت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر رائد إلى عمار : يالك من رجل !!!!!
عمار : هههههههههههههههههههههههههههههههههه ......
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
دخلت ريم مع صديقتها سمر ,,
ريم : أوه ............ لقد نسيتها ؟؟؟؟ كيف ذلك ؟؟ !!
سمر : و ما هو ؟؟
ريم : قلادتي التي تحمل صور عائلتي !!
سمر : يالك من فتاه .. ظننت أن الأمر أكبر بكثير من ذلك !!
ريم : و لكني كنت أحملها
دائما ً .... فأشعر معها أن أمي و جدتي معي في كل خطوة أخطوها ,,
رهف ما إن كادت أن تلمح ريم ... حتى تركت العصير جانبا ً ... و اتجهت نحو ريم و سمر !
رهف : أهلا ً ... ريم ,,,, أهلا ً سمر !
ريم : مرحبا ً ......... سررت بتلبية الدعوة ...
رهف : أشكرك عزيزتي .......................
سمر : أين العروس ؟؟
لكم أتوق لرؤيتها ...............
رهف : هههههههههههههههه ستأتي بعد قليل لا عليك ِ
هيا تفضلوا إلى الداخل !!!
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
عمار : ها رائد ........... أما زلت تحـــــــــــلم بها ؟؟!!
رائد : و من تراه سيحتل قلبي سواها ............. عمار لو تعلم با أشعر به أو حتى تشعر به لما قلت عني هذا الكلام !
عمار : آآآآآآآآه .... يا ليتني أشعر بذلك !!!!!!!!!!
رائد : يجب أن أخبرها بذلك !
عمار : هل جننت ؟؟؟ كيف ستخبرها ؟
رائد : سأحاول بكل الوسائل ... أرجوك يجب أن أعرف رأيها !!
عمار : و هل تتوقع أن ترفض من رائد الثري !
لقد تغيرت يا رائد الآن لم تعد كالسابق ... جميع الفتيات لا حديث لهم سوى رائد !! حتى إنني سمعت أنهم يريدون أن يصادقوا أختك رهف !
الوضع تغير الآن ................... ليكن ذلك في معلومك !
رائد : هذا الكلام لا ينطبق عن ريم ..... فهي ليست غيرها من الفتيات .... فقط لو تعرف عنها أو عن حياتها ستعجب ! إنها تعيش حياة أكبر من عمرها .... لا هم لها سوى القراءة .... آآآآآآه لو تعلم بالظروف التي مرت بها ... لجلست تتأمل كيف لتلك الرقيقة أن تتحمل كل تلك الظروف ,, حتما ً ستقول ذالك !
عمار بسخرية : و ما تلك الظروف يا أستاذ رائد !
رائد : موت والديها و هي في سن صغيرة و عملها في محل الخبز .. و نتقلها للعيش من مكان لآخر ..أبعد كل هذا تقول لي ما هذه الظروف !
عمار : معقول ؟؟؟!!!!!!!
رائد : و أكثر ,,,,,, و مع كل ذلك استطاعت أن تتفوق في المدرسة و تحصد المركز الأول !
فعلا ً لم أقابل شخصا ً مثل ريــــــــــــــــــــم !!
أحبها .................... أحبـــــــــــــــــــــــــــها !! كلمة أرددها كل يوم داخلي و ياليتها تسمعها !
أمضيت وقتا ً ممتعا ً مع رهف ,,, تعرفت إلى صديقاتها و قريباتها ...........
و للأسف لم أعلم بوفاة عمها سوى اليوم ...........
ريم : رهف هل يمكنني التحدث إليك ؟؟
رهف : أجل بكل سرور ...
أمسكت رهف بيدي و أخذتني بعيدا ً عن أعين الناس .........
رهف : أجل عزيزتي ........
ريم : أنا .......................
رهف : أنت ماذا ؟؟
ريم : أنا آسفه رهف .. إذ لم أعلم بنبأ وفاة عمك سوى اليوم ...........
عظم الله أجرك .............
رهف : جزالك الله خيرا ً ...............
لا بأس ريم .......... يكفي أنك قلتيها لي الآن ..... و أعتقد بأن ذلك يسعدني جدا ً ,, و أسعدني أكثر قدومك للحفلة !!
و جاء رويد : لقد حضرت العروس ...........
رهف : عذرا ً ريم ... يمكنك الجلوس مع سمر ... علي الذهاب الآن !!
ريم : لا بأس ........... و كم أنا متشوقة لرؤيتها !
رهف : ستأتي الآن ..............
ذهبت حيث تقبع خالتي .... أووووه .......... تبدين جميلة جدا ً ....
أمل : حقا ً ...
رهف : أجل ,,, و كم نحن محظوظون بوجودك بيننا ..
أمل : و أنا سعيدة بذلك ,,
دخلت العروس إلى الداخل ,,,
الغرفة ملأت بالزغاريد ,,, و التبريكات ... و أجمل التهاني للعروس بحياة سعيدة ....
ريم كانت تنظر إليها .... و لم تتوقع أبدا ً بأن تلك المرأة لم تكن سوى .....
سوى .....
سوى ....
أمــــــــــــــــها !! في يوم من الأيام !
حضرت رهف إلى ريم ... هل رأيت العروس ؟؟ كيف هي ؟؟
ريم : أجل رأيتها ... إنها جميلة جدا ً,,,,و تبدوا طيبة القلب .. تهانيا الحاره للعروس ... و تمنياتي لها حياة سعيدة ,,,
رهف : انتظري ... لن تذهبي الآن ,, عليك بأن تسلّمي عليها ,,,,و هيّا الآن ,,
ذهبت مع رهف إلى العروس .... و ما إن أمسكت بيد السيدة أمل ,, حتى أحسست برعشة تسري في جسدي
تمنيت أن أبقى أمسك بيدها الدافئة ......... لأطول فترة ممكنة !
و لا أعرف كيف أتتني الجرأة ,,, لأعرفها على نفسي ..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
جلست مع رهف مدة لا بأس بها ,, و من ثم تناولت العشاء و ما لبثت غير بضع دقائق ,, حتى أعلنت رحيلي
ريم: رهف ,, تمنياتي للعروس بحياة سعيده ..
رهف : أشكرك ريم ..
ريم : عذرا ً رهف فعلي الذهاب الآن ,, فهناك الكثير من الأعمال علي إنجازها ..
رهف : ألا يمكنك البقاء معنا لمدة أطول ..
ريم : أنا آسفه ... و أعدك بأنني سآتي في يوم من الأيام ...
هههههههههههه كما أنني لم يسبق لي أن جلست إلى ما بعد منتصف الليل خارج المنزل ..
أشكرك على حسن الإستقبال ... و أتمنى أن أراك عما قريب ..
و ما أكاد أن أنهي كلامي ,,, حتى رأيت الآنسه أمل ,, قادمة نحوي ..
أمل : ريم ... هل ستذهبين الآن ؟؟
ريم: أجل ...
أمل : كنت أتمنى لو بقيت معنا لفترة أطول ..
ريم : و أنا كنت أتمنى ذلك ,, و لكن بعد الظروف تجبرك على فعل مالا تحبين !
تمنياتي لك بالتوفيق ,, في حياتك الجديدة ..
و لا أدري لماذا ,, أو كيف ... أو متى ؟؟
فقد أطبقت تلك الجميله ذراعيها .. حولي .. و ضمتني إلى حضنها الدافئ ,,, الذي كنت أتمنى بأن أظل فيه للأبــــــــــــــد !
أمل : ريم ..... لطالما سمعت عنك الكثير ,, آمل بأن تصبحي صديقة لرهف و ألا تنقطعي عن زيارتنا !
ريم: سأفعل ذالك ..
ارتديت حجابي ,, و قصدت الباب استعدادا ً للرحيل ,,, بينما بقيت سمر داخل المنزل , فهي على ما أظن تريد البقاء أكثر ,,
و مع دقات الساعه المعلنة ابتداء منتصف الليل بدأت أتجه نحو المنزل , ,,
ودعت رهف و السيده أمل ... على أمل بأن ألتقي بهم مرة أخرى !
ذهبت نحو الباب الخارجي ... لألمح رائد جالس على الكرسي القابع هناك ...
أظن أنه ينتظر أحدا ً ................ هذا ما دار بذهني وقتها ,,
مررت من أمامه ,, و كأنما حدث له شئ ...
هب و اقفا ً ....... ينظر إلي ... ,,, ابتسمت ,, و دون أن اعره أي اهتمام ,,
اقترب مني .. لدرجة أنه لم يعد بيننا سوى بضع أمتار قليلة ..
رائد : ريم ... هل يمكنني التحدث معك ؟
ريم : أجل ,, تفضل !
رائد : لا أدري قد لا يكون المكان مناسبا ً ... و بما أننا في منتصف الليل ... لذا هل بإمكاني ...
أن أراك غدا ً في مكان عام ؟!
ريم : مكان عام ؟؟
رائد : أجل .. فهناك موضوع أريد فيه التحدث معك !
ريم ( و هي مبتسمه ) : على الرحب و السعه ... لا أمانع ...
رائد : حسنا ً و أين تريدين أن أراك ؟؟
ريم : هممممممم أعتقد بأن الحديقه العامه مناسبه ,, ستجدني في إحدى الطاولات ..
و إن لم تجدني ,,, هذا هو رقم هاتفي ... آمل أن تتصل بي ريثما تذهب ,,
و سأكون هناك في نحو الرابعه و النصف عصرا ً ,,
هل هذا مناسب ؟؟
أخذ رائد يتمعن في تلك الورقة ,, و كأنه يراى بطاقة تعريف لأول مرة !
أجل هذا مناسب جدا ً ...
أشكرك ريم ,,
ريم ( مبتسمه ) : إلى اللقاء ,, أرك غدا ً ,, إن شاء الله ..
خرجت من تلك البوابة ,, و ما زالت عيناي مرتكزتان في الباب ,, أحاول أن أسترجع و لو بضعا ً من صورتها !
و لكني الآن لم أرى ريم ,, بل شاهدت كابوسا ً ... بل حلم مزعج تمنيت لو أفيق منه ,,
إنها تلك الفتاه شيماء ,, تلاحقني من مكان لآخر بعد أن أصبحت ابن المليونير ... تحدثني في مواضيع تافهه ,, تليق بفتاة مثلها ,,
جاءت إلى و شعرها المنسدل خلفها ,, و ملابسها الضيقة ,, و أختارت هذه المره وضع الكثير من المساحيق في وجهها !
عمار : ها قد أتت !
شيماء : أهلا ً رائد ..
رائد : أهلا ً ...
عمار : كيف حالك شيماء ؟؟
شيماء : بخير ... دام رائد على ما يرام ..
رائد : شيماء هل يمكنني التحدث معك على انفراد !
لم تستطيع شيماء أن تخفي علامات الفرح ,, و السرور بسماعها تلك الكلمه ..
بالطبع ...
ذهبت في مكان بعيد عن عمار قليللا ً ,,, و مازال هو الآخر يحاول أن يتعرف على ما يدور بيننا ..
رائد : شيماء كنت أود إخبارك بأن ...
شيماء : أجل أعرف ,, و أنا موافقه ,, يمكنك التقدم لخطبتي رسميا ً ...
رائد ( بسخريه ) : أخطب من ؟؟
كنت أود إخبارك بشأن ملابسك ... آمل أن تستري نفسك ... فلا يصح أن تلبسي هذه الملابس ,, فهي تظهر مفاتنك ...
و ظهر من ورائي عمار الماكر ..
عمار : أجل و إذا كنت بحاجه إلى أقمشه أكثر فيمكنني شراءها لك ... لتخيطيها فوق ملابسك ,, فأنا أكاد أجزم بأن جميع ملابسك قصيرة ... و لكن لا عليك , يمكنني مساعدتك !
كانت تلك الكلمات كافيه لتشعل الغضب في وجه شيماء ... و تتركنا بعد أن ألقت في مسامعنا بعضا ً من الكلمات البذيئة !
أما عمار فلم يكاد يمسك أعصابه .. كاد وقتها أن يلقنها درسا ً ,, ليتحول فرح أبي إلى معركة للشجار !
أمسكت بعمار محاولا ً تهدئته .,,,
عمار : أتركني يا رائد ,, ألم تستمع إلى تلك الحمقاء .. كيف تحدثنا ؟؟
أتركني لألقنها درسا ً ........... سأعلمها كيف تخاطب الناس !! أتركنــــــــــــــــــــــــــــــــي !
رائد : عمار توقف فهذا لن يجدي نفعا ً ,,, دعها تقول ما تقول فلنبقى نحن دائما ً الأفضل !
أجلست عمار في الكرسي القابع خلفنا ,,, أحضرت له كوبا ً من الماء البارد ,,, شربه دفعة واحده ! بل أظن بأن الحراره التي كانت تسري في عروقه قد انطلقت من جسده ,, لتخترق جزيئات الماء البارد !
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
مضت تلك الليله على ما يرام ,,
و كنت سعيدة بأن أمل انضمت إلى العائله ...
في اليوم التالي ,, و بينما كنا تناول الغداء ,,
سامي : بمناسبة زواجي من أمل ... اعددت لكم مفاجأه رائعه !
رهف : حقا ً .......... و ما هي ؟؟
سامي : لا لن أخبركم سنذهب إلى هنالك الآن !
رائد : الآن ؟؟؟!!
سامي : أجل ..... هيّا استعدوا للذهاب ,,
ونظر نحو زوجته أمل ... و أنت عزيزتي هيّا لنذهب ..
رائد: و هل ستطول مدة غيابنا ؟؟
سامي : لا ساعة و نكون هنا !
رائد : هذا جيد !
و استعدت العائله للذهاب ,, و كلها في شوق لمعرفة ما هي المفاجأه !!!!!!!!
مضى الوقت و كل منهم يحاول أن يحزر ما هي تلك المفاجأه ..
إلى أن بدأت ملامح ذالك القصر الفخم ... تكتمل ...
جاء الحارس إلى البوابة الكبيرة و قام بفتحها ...
دخلوا للقصر ... و اتجهوا للبوابه الرئيسيه ,,, مسبح كبير ,, و حديقة كبيرة ,, و ملعب تنس بالقرب منه !
فٌرش البساط .. و امتلأ المكان بالخدم ,,,,
جاء الرجل و فتح الباب لكل من السيده و السيد ,,, و رهف و رائد و رويد !
الجميع كان مندهشا ً !!! فلم يسبق لهم المجئ إلى هنا ,,, !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
دخل الأب إلى الصاله العامة ,, بينما تول الخدم أخذ الحجاب من السيدة ورهف ,,
الغرف تعدل غرف منزلهم بعشرات المرات ,, و حوض السمك الضخم ... و ذلك الزجاج الذي يفصل بينهم و بين الحديقة ,,,
و رؤية الشلال ... و السماء الزرقاء و أشعة الشمس الدافئه ,, كان منظرا ً لا يمكن نسيانه !
تجولو في أنحاء المنزل ,,, و لم يجرؤ أحدا ٌ منهم بأن يتفوه بكلمه واحده !!!!!!!!!
رهف : لمن هذا البيت يا أبي ؟؟
إنه منزل رائـــــــــــــع ,,
الأب : هههههههههههههه هذا منزلنا الجديد ...
رويد : منزل من ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رائد : منزلنــــــــــــــــــا !!!!
رهف : نحــــــــــن ؟؟؟
الأب : أجل ... لقد اشتراه عمكم قبيل وفاته ببضعة أشهر !! و قد تقرر بأنني المالك لها بعد وفاة أخي !
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
رجعنا للمنزل ,, و كم كنا سعداء بتلك المفاجأه الرائعه !
و قرر أبي بأن ننتقل فيه الأسبوع القادم ,, و بدأنا في حزم أمتعتنا !
و جاء العصر ................
رائد : علي الذهاب الآن !!
سامي : و هل ستتأخر ؟؟
رائد : لا أعتقد ... ربما ساعة على الأقل و أعود !
سامي : حسنا ً ..........
صعدت إلى السيارة ... و اتجهت للحديقة العامه ... كنت أتجول فيها إلى فموعدي مع ريم بعد نصف ساعة من الآن !
كنت أستمتع برؤية الأطفال يلهون في الحديقة ,, و أنعم برائحة الزهور العطره !
حقا ً إنه لمنظر جميل !
تجولت ,, إلى أن لمحت ريم جالسة في إحدى الطاولات !
أسرعت نوحها ............
رائد : أهلا ً ريم ...
ريم: مرحبا ً ... رائد ..
طلبنا عصير البرتقال و جلسنا نتحدث عن بعض الأمور المتعلقة بالدراسة ... إلى أن جاء وقت التحدث في موضوعي !!
كانت ضربات قلبي في تسارع مستمر .. و كأنني أخضع لاختبار صعب !
ريم لاحظت ذالك الإرتباك ... رائد ماذا بك ؟؟
رائد : كنت أود أن أخبرك ..........
ريم : ماذا ؟؟
أمسك رائد بيد ريم الموضوعه فوق الطاولة ,,,
ريم أنا معجب بك ,, و يشخصيتك القويه ,, بدت لا أفكر إلا بك ,, أرجوك بأن تقبليني زوجا ً لك ,, فأنا أحبــــــــــــــــــــــــك ريــــــــــــم !
سحبت تلك الرقيقة يدها من تحت يدي ,, و كأنها تعرضت لهزه كهربائيه !!
و لم تتفوه بكلمة واحده !
رائد : أرجوك ,,, لا تسيئ فهمي ,, كنت أود أخذ رأيك مسبقا ً صدقيني !
ريم : أنـ...ا ,,, لا أدري !
في الحقيقة لا أعرف ماذا أقول !!
رائد : لك أن تفكري في الموضوع جيدا ً ,,, و أخذ قرارك ,,, في الوقت الذي تحبين !
و آمل أنك تخبريني وقتها !
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أخبــــــــــــــــــــــــــــــــــــرتها !!!!!!!!!!!!!!!
قلــــــــــــــــت لهــــــــــــا !
كم أنــــــــــــــــــــا سعيــــــــــــــــــــد !!
رائد : عمار لقد أخبرتها أخيرا ً ............ لو نظرت إليها وقتها كاد الخجل أن يفتك بها !
عمار : ههههههههههههههههههه و أخيرا ً ,,,
رائد : الدنيا لا تكاد تسعني من الفرحة !
و قفز يحتضن عمار !!!!!!
عمار : رائد ,, ماذا عن شيماء !
رائد : ما بهـــــــــا هي الأخرى !
عمار : ألا تعلم أنها تحبك ؟؟!
رائد : و ماذا يعني ؟؟؟!
لقد بينت لها وجهة نظري ,, و أنني أنظر إليها كصديقة دراسة فقط !
و أعتقد بأن إجابتي مقنعه !
عمار : و هل ستترك تمضي حياتك مع ريم !
حتما ً ستفعل شيئا ً إنها تريدك أنت !! أنت فقط !
بدأت الشكوك تساور رائد ,,,
*** 20 ***
كنت في حيرة من أمري ,, هل أوافق ؟؟ أم لا ؟؟
القلق كاد أن يفتك بي ,, لولا أنني اتصلت بهنادي ,,
اتجهت للهاتف ,, و ضغطت على الأرقام ,,
ريم : مرحبا ً ..
هنادي : أهلا ريم ..
ريم : كيف حالك هنادي ؟؟
هنادي : بخير ,, ماذا عنك ؟
ريم : و أنا بخير ,,
هنادي : كيف هي شؤون عملك ... آمل أن تكون على ما يرام !
ريم : أجل ,,, لا تقلقي إنها على ما يرام ...
هنادي : لم يتبقى إلا شهر على بدأ العام الدراسي الجديد ,, لن أقبل بأقل من المركز الأول !
ريم : هههههههههههههه إن شاء الله ..
هنادي ,,,, هل يمكنك المجئ اليوم إلى منزلي .. فأنا أريد إخبارك بموضوع هام ,,
آمل ألا أكون قد أزعجتك ...
هنادي : أمممممممممم ,, حسنا ً سآتي لك قبيل الساعه العشره ..
ريم : إذن أنا في انتظارك ..
هنادي : و هو كذلك ..
جلست ريم من بعدها تحاول , أن تقرأ في إحدى الكتب العلميه ,, و لكن تذكر رائد و حديثه حال دون ذلك !
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كانت مها صديقة ريم في القريه ,, قد قررت المجئ للمدينة الكبيرة .. خلال هذا الأسبوع ... لتخبرها بشأن منزل ريم .. فقد ظهر مشتري جديد ,, يريد شراءه ...
ما زال منزل ريم كما هو .. لم يتغير البته .. عدا بعض الأتربه العالقه في أركانه ...
كانت أمل تجلس في هدوء تقرأ في بعض الكتب ..
إلى أن دخلت رهف إليها ..
رهف : خالتي ... هل يمكنك مساعدتي ؟؟
لا أستطيع حياكة هذه القطعه الصوفيه ,, بل إنني لم أجرب ذلك من قبل !
و ابتسمت أمل ... هذا سهل جدا ً ,, هيّا تعالي و انظري جيدا ً ..
جلست رهف بجانب خالتها أمل ,,
أخذت السيده أمل تعلم رهف كيفية حياكة القطعه الصوفيه ,, كانت رهف مستمتعه جدا ً بالعمل و خصوصا ً أنها برفقة أمل !
مضى الوقت ,, و جاء موعد وصول هنادي إلى منزل ريم ,,
ريم كانت مترقبة وصولها ,, تنظر من النافذه ... ترقب الماره لعل من بينهم هنادي !
اتكأت على الأركيه ,, و اطبقت الكتاب الذي كانت تحمله بين يديها ,,
رن جرس الباب ,, أسرعت ريم لتفتح الباب ,, كانت كما توقعت إنها هنادي !
ريم: مرحبا ً هنادي ..
هنادي : أهلا ريم ..
و دخلت هنادي إلى الغرفة ... جلست بينما ريم ذهبت إلى المطبخ لتعد فنجانا ً من القهوة ,,
أعدت ذلك بسرعه ,, و أحضرته إلى حيث كانت هنادي تجلس ,,
هنادي : ريم ... هل تودين البقاء هنا ... لما لا تأتين للعيش معي ؟؟ سأكون مسرورة لذلك !
ريم : لا هنادي ,, أنا مرتاحة هنا ,, و عندما أقرر الإنتقال سأخبرك بالتأكيد !
هنادي : حسنا ً .. كما تشائيين ,,,
و ما هو الموضوع الذي تريدين إخباري به ؟؟؟
تنهدت ريم .. و بدأت بسرد ما حدث بينها و بين رائد !
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
مضى وقت طويل و لم تأتي ريم لزيارتنا ,,, ما رأيكم بأن نذهب إليها في نهاية هذا الأسبوع ؟؟
حنان : فكرة جيده ... فأنا متلهفة لرؤيتها .. و سماع آخر أخبارها !
تامر : إذا ً سنذهب إليها .......
سديم : ما رأيكم لو أحضرنا معنا شئ تحبه ريم !
أمجد : هذا صعب جدا ً ........ فنحن نجهل ما تحبه ريم !
حلا : أنا أعرف ................. لنصنع لها بعضا ً من الخبز المحشو بالجبن !
فقد كانت تحب التهامه !
وافق الجميع على الفكره ... و قرروا أن يعدوها مفاجأه لها !
كان رائد .. يجلس وحيدا ً على الشاطئ يتأمل منظر المد و الجزر ........
ريم قد شلت تفكيره ........... فلم يهدأ له بال ... إلى أن يعرف رأيها !
كان يجلس في هدوء .. و الأمواج العاتيه ترتطم بالصخور .. لتحدث صوت في ذالك الوقت ..
في الجهة المقابله كانت شيماء تتجول في أحد المحلات التجاريه ... دون أن تشعر بأن رائد لا يبعد عنها سوى أمتار قليليه !
أمسك رائد بهاتفه المحمول ... اتصل على عمار ... فلم يطيق الجلوس وحيدا ً .. و خصوصا ً أنه لا يرغب في العودة للمنزل الآن !
رائد : مرحبا ً عمار !
عمار : أهلا ً رائد .................. كيف حالك .. لم أسمع صوتك منذ وقت طويل !
أهذا بسبب ريم أيضا ً ؟؟!!
رائد : ههههههههههههههههه و من تراه غيرها ؟؟!
على كل هل أنت في المنزل الآن ؟؟
عمار : أجل ,
رائد: إذا ً تعال إلى الشاطئ لا أريد أن أبقى وحديا ً هنا !!
عمار : اممممممممم الشاطئ ؟؟
حسنا ً سآتي إليك الآن ,,
أغلق الهاتف ,, و وضعه بجانبه ......
ــ رائد ام أتوقع أبدا ً بأن أجدك هنا ؟؟؟
إنها لصدفة رائعة !!
نظر رائد خلفه ,, فلم تكن سوى شيماء ...
ابتسم رائد : أهلا شيماء ,,
شيماء : آمل ألا أكون قد أزعجتك ,,, أتسمح لي بالجلوس ؟
رائد : لا بأس تفضلي ...
جلست شيماء في مقابل رائد ,,كانت تتحدث معه عن أمور شتى ...... لتقضي على الملل الذي كان يسود جلستهما !
في المقابل كان رائد مستمعا ً فقط !
فقد كان باله مشغول بتلك الرقيقة التي غيّرت حياته تماما ً !
لم تمضي أقل من ساعة ,, حتى وصل عمار ,,
نزل من السيارة .. و لم يكاد يصدق أن شيماء تتحدث مع رائد ,, بل و تجلس معه و كأن شيئا ً لم يكن !
عمار : يا للعجب شيماء و رائد معا ً !! لا بد أنني أحلم !
رائد : هههههههههههههههههههه و لم لا ؟؟
شيماء : أجل و ما المانع في ذلك ......... رائد صديقي في الدراسة !
عمار : هكذا إذن !
رائد :هيّا تعال واجلس معنا !
و جلس عمار مع رائد و شيماء ,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
هكذا إذن !
و ما هو رأيك ؟؟
ريم : أنا لا أدري !!
فأنا لا أفكر في الزواج الآن ,, إنني أسعى لتكوين نفسي أولا ً ... إنني أضع هذا الموضوع جانبا ً ...
و لكنه ينتظر مني الرد !!
هنادي : لم لا توافقين على الخطبة الآن ,, و بعد تخرجك من الثانويه , أي بعد سنة من الآن ! تكملون مراسم الزواج !
فحسبما سمعت منك بأن رائد لا يمكن أن يُرفض !
قلّما تجدين مثله الآن !
ريم : لا أدري ............. إنه طموح جدا ً .. و لا يمكن لفتاة أن ترفضه ,, و لكن .... أنا لا أفكر في هذا الأمر الآن ! ربما مستقبلا ً و ليس في هذا الوقت !
أعدك بالتفكير في الموضوع ,, و عندما أقرر ذلك سأخبر رائد !
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كنا نستعد للإنتقال إلى المنزل الآخر ,, أقصد القــصــــــــــر !!
الجميع متلهف للوصول إلى هناك ,, و جعلنا نتخيّل غرف كل واحد منا ,,
أمل : رهف هل يمكنك مساعدتي ؟؟؟
رهف : أجل ها أنا قادمه !
ذهبت حيث خالتي ,, كانت الغرفة تعمها الفوضى ,, الكثير من الصناديق المحشوة بالحاجيات ,, و بعضا ً من القدور ,, و مستلزمات المنزل !
رهف : يا الهي !!!!!
أمل : هيا رهف ...
رهف : أين أنتي ؟؟؟
أمل : انظري للأعلى !
نظرت للأعلى فإذا بي أرى خالتي في غرفة العليّه ,,
ماذا تفعلين ؟؟
أمل : هنالك بعض الحاجيات التي عليّ احضارها !!
صعدت للأعلى لأرى هناك مجموعة من الذكريات ,, صور أمي و ألعابي عند الطفوله ,, و صور رائد و رويد !!
لم يخطر ببالي أن أصعد إلى هنا !
كنت أتجنب رؤية صور أمي ,, فحتما ً إنه ليس وقتا ً لاسترجاع ذكريات الماضي !
سمعنا ضجة ً بالأسفل ..... إنه صوت أبي ,,
نظرت فإذا أبي يبحث عنا !
رهف : أبي ,,,,,,, نحن هنا بالعليّه !!
سامي : و ماذا تفعلون هناك ؟؟؟
رهف : أوظب بعض الحاجيات لزوم نقلنا للمنزل الآخر !
و صعد أبي للأعلى ,, حيث كنا أنا و خالتي نقبع !
سامي : ههههههههههههههههههههههههههه ... لم كل هذا التعب !
لن نأخذ شيئا ً معنا ... لقد أمرت بتحضير كل شيئ ..... لن نأخذ إلا الملابس !
أمل : و ماذا سنفعل بكل هذه الأغراض ؟؟
سامي : عزيزتي ... سيأتي الآن من يأخذها إلى الجمعيه الخيريه !
رهف : أبعد كل هذا العناء .. تأتي و تقول لن نأخذ شيئا ً ؟؟؟
سامي : هههههههههههههههه لم أطلب منكم فعل ذلك !
نزلنا متضجرين من فعل أبي ... لم يخبرنا منذ بادء الأمر .... بعد كل هذا العناء و التعب ,, يأتي بكل بساطة ليخبرنا أنه ليس علينا فعل ذلك !!
يـــــــــــــــــاله من أمـــــــــــــــــــر !!!
اتجهت لغرفتي لأعد ملابسي في الحقيبه ....
فتحت الخزانه وبدأت العمل ,,,
في ذلك الوقت كانت السيده تجلس قرب الهاتف الموجود في غرفتها ... و بد القلق في تصرفاتها ....
أمل : لم يعد رائد حتى الآن .. أنا قلقة عليه !
سامي : لا تقلقي عزيزتي ...... رائد شاب يٌعتمد عليه ,,, سيأتي بعد قليل ..
أمل : لم يتصل للآن ,, أخشى بأنه حصل له مكروه ....
أنا خائفه !
سامي : و لم لم تتصلي عليه ؟؟
أمل : فعلت ذلك .. و لكن هاتفه مغلق !
و هذا ما يزيد شكوكي !
أمل: إنها الثامنة و لم يعد بعد !
اقترب سامي و ربت على كتيفيها ... لا تقلقي عزيزتي .... إن لم يعد بعد ساعة من الآن فسوف أبحث عنه بطريقتي الخاصة !! هذا وعد !
كان كلام سامي .. كافيا ً لترتاح أمل قليلا ً ,,, و يبث فيها بريق أمل !
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كان الجو رائعا ً ,,,
و هذا ما دفع رائد للجلوس مع عمار و شيماء ,,
بالإضافة إلى ذلك فقد أشعلوا موقدا ً من النار أمامهم ... ليزيد المنظر جمالا ً ...
لم ينتبه إلى أن هاتفه مغلق ,, فقد وضعه جانبا ً دون أن يكترث إليه أو أن يعره اهتماما ً ...
عمار: رائد ............. أين ذهبت ؟؟؟
رائد : هاه ... لا شئ !
شيماء : كالعاده لابد أنه مازال يفكر في الدراسه فلم يبقى لها إلا القليل !
عمار : ربما !
شيماء : و ماذا قررت أن تفعل يا رائد هذه الأيام ؟؟
رائد : لا أدري أظن بأنه علي الذهاب للمكتبة العامه و قراءة المواضيع التي تتعلق بالسنة الدراسيه القادمة !
عمار : كالعاده لا شئ جديد !
رائد : و ماذا تريدني أن أفعل يا أستاذ عمار ؟؟!!
عمار : لا أبدا ً لا شئ !
قطع حديثهم صوت رنين هاتف عمار ,,
عمار : أوه ........ إنه والدك يا رائد !
مرحبا ً .... سيد سامي ,,
سامي : أهلا ً عمار ... كيف حالك ؟
عمار : بخير ... ماذا عنك ؟
سامي : أنا في أتم صحتي يابني ,,
أرائد معك ؟؟
عمار : نعم إنه هنا .
سامي : هل يمكنني التحدث إليه ؟
عمار : بالطبع تفضل .
عمار : رائد خذ هذا والدك .
رائد : أهلا أبي ,
سامي : رائد أين أنت ؟؟
رائد : أنا على الشاطئ الآن ,,
سامي : يا الهي كدنا أن نموت خوفا و قلقا ً عليك ... و بالأخص خالتك أمل ,,
رائد : و لم القلق ؟؟
سامي ( بسخريه ): لا أبدا ً .... يا سيد رائد ... فقط هاتفك مغلق ! ً
و تحسس رائد بجانبه و أمسك بهاتفه ,,,
رائد : يا الهي ,, إنه مغلق ...... لذلك لم يجد بديلا ً من أن يعتذر إلى والده ,,
أنا آسف أبي لم أقصد ,,, لقد كنت مشغولا ً بالحديث و لم أنتبه إليه ...
سامي : لا بأس ,,,, على كل ٍ هل ستطول مدة غيابك ؟؟
رائد : ربما .. لا تنتظروني على العشاء ,,, فأنا أظن أنني سأتناول عشائي مع عمار !
سامي : حسنا ً ,,,,,,,,,, إلى اللقاء ..
أوووووه ,,, كاد نفسي أن ينقطع ... و خصوصا ً أن هاتفي مغلق !
و أمسك هاتفه و فتحه ,,,
عمار : ههههههههههههههههههه من هي التي أنستك حتى تشغيل هاتفك ؟؟
أهي مجددا ً ؟؟
نظرت شيماء إلى رائد ..
تلعثم رائد : أووووه يا عمار ألن تتوقف عن ذلك ؟؟
عمار : سأتوقف ريثما أن تضع حدا ً لذلك !
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
خرجت هنادي من منزل ريم ...
و تركت ريم ,,, في حيرة من أمرها ,,
أتوافق ؟؟ أم ترفض ؟؟!!
فكّرت مليّلا ً ,,,
بأنها تعيش وحيدة في هذا المنزل ,,, و أن هذا المنزل ليس ملكا ً لها ,,, إنه ملكا ً لهنادي !
ستحتاج إليه في وقت ٍ ما !
لماذا أخفي هذا الأمر عن نفسي ؟؟
نظرات المتطفلين علي ّ ,,,و الأقوايل التي تقال عني ؟؟
و أنني من غير أهل أعيش وحيدة ً هنا ؟؟
لم أجد بدا ً من الموافقه على رائد ,,, و لا أخفي عليكم أنني (((( أحـــــــــــــــبه )))) !!!
وصل رائد للمنزل قرب الساعة العاشره و النصف ,,
كانت خالته أمل في انتظاره ,,,
أمل : رائد بني هل أنت بخير ؟؟
رائد : أجل ,,,, و آسف على إزعاجك ,, لم أقصد !
أمل : لا بأس ,,,
رائد : عن اذنك سأذهب إلى غرفتي الآن !
اتجه رائد إلى غرفته ,,, و رمى بجسده العملاق فوق السرير ... فقد كان هذا اليوم حافلا ً ,,
في ذلك الوقت بالذات لم تهنأ شيماء بالنوم ... بل لم تذوق طعم النوم ....
" من هي التي أنستك حتى تشغيل هاتفك ؟؟ "
كلمات عمار مازالت تررد في أذنها ,,, أيوجد واحدة ً أخرى في حياة رائد غيــــــــــــــري !
و من هي ؟؟؟ لن يهدأ لي بال حتى أعرف طريقها ؟؟
لن أدعها تهنأ و لو بلحظة مع رائد !! فرائد لي وحدي ,,,, لي أنـــــــــــــــــــــا !!
*** 21 ***
في ذلك اليوم ... استيقظ من نومه ,, كان ينام في أفخم المراتب ,, إذ أن له جناح خاص به ,, طلب من الخادمه تجهيز الحمام بالماء الساخن ... لينتعش في صباح مشرق كهذا ,,
دخلت الخادمه إلى غرفته ,, فتحت الستائر ليتسلل أشعة الشمس الدافئه إلى غرفته ,, فتحت النافذه ليستمتع بنشوة الصباح ,,
و لكن ذلك العملاق مازال نائما ً ,, رغم الصوت الذي أحدثته تلك الخادمة ,,
ــ صباح الخير سيدي !
كلمة لا زال صداها يجوب أركان الغرفة الكبيرة ,,
و أشك بأن صداها ما زال داخل أذنه !
بدأت تلمح بعضا ً من الحركات داخل ذلك اللحاف الضخم ..
ــ إنها الساعة الثامنة !!!!!
لا أدري أهذه الكلمة أفزعته حقا ً !
قام كلمفزوع ,, من فوق السرير .. اتجه للحمام ,, غسل وجهه بسرعه .. و طلب من الخادمه تجهيز الإفطار ..
ــ إنه جاهز بالأسفل !
و خرجت الخادمة من الغرفة ,, بناء ً على طلبه !
أسرع في تغيير ملابسه .. و لبس جواربه على باب الغرفة .. حمل كتبه و سرّح شعره على عجل .. و نزل يركض من على الدرج ..
ــ يا الهي لقد تأخرت !
لم تكن ملابسه العاديه توحي بمن يراه بأنه ابن صاحب أكبرشركة في المدينه !! أو على الأصح ابن المليونير !
كانت خالته أمل تنتظره بالأسفل ...
أمل : صباح الخير رائد !
رائد : صباح الخير خالتي ..
برغم ما هم فيه من الثراء إلا أنهم مازالوا كما هم ... لم يتغيّروا البته ... إذ لم يسمحوا بالغرور أن يتسلل داخلهم!
رائد : أين اخوتي ؟؟
أمل : ذهبوا قبل ساعة إلى المدرسة !
رائد : أنا آسف لقد تأخرت كثيرا ً ...
أخذ العصير و الخبز ... و أكله في الطريق ..
كان يركب سيارته العاديه الذي كان يذهب بها دائما ً ....
أما رويد و رهف فقد كانوا يذهبون بالسيارة الجديدة التي خصصها لهم والدهم لقضاء حاجياتهم !
أي أنهم لم يغتروا بما عندهم مقارنة ً بغيرهم ,,,,
كان اليوم حافلا ً ... إذ إنه انتهى لتوه من المحاضره ... شعر بالملل ... فقرر أن يخرج مع عمار لتناول الغداء في إحدى المطاعم ,,,
اتصل بخالته أمل ليبلغها بألا تنتظره للغداء ,, فسيتناوله مع عمار ..
رائد : مرحبا ً خالتي ..
أمل : أهلا ً رائد ..
رائد : عذرا ً .. فأنا أشعر بالملل اليوم لذلك سأتناول الطعام في الخارج ...
لا تنتظريني .. سأتناوله مع عمار ..
أمل : لا بأس ,,, افعل ما يحلو لك ..
اغلقت جهازي ... و غدوت امشي مع عمار ...
كنت قلقا ً بشأن ريم ... فهي إلى الآن لم تتصل بي .. أو حتى تسمعني رأيها ,,
اقتربت من البوابه الرئيسية لمخرج الجامعه ,,,
فإذا بي أراها تقف هناك و قد التفت ذراعاها بالكتب المدرسيه ,, كانت تلف رأسها بالحجاب ملامحها الهادئه و الابتسامه التي ارتسمت على شفتيها ,, كانت كافيه لترد لي روحي التي ذهبت بعيدا ً ....
تسمرت في مكاني إذ إنني بعد لم أستوعب أنني أراها حقا ً ,,,
عمار : و ماذا قال لك الأستاذ بشأن مقالك يارائد ؟؟
نظر عمار إلي ...
فإذا بي أحدق في تلك الرقيقة التي كانت و على ما يبدوا تنتظرني ,,,
عمار : رائد ......... ماذا ,,
أشرت باصبعي نحوها ,,, و أطلقت العنان لحنجرتي لتهتف باسمها ... إنها هي .... ريـــــــم !
أسرعت نحوها .. و كاد قلبي يتوقف عن نبضه ...
رائد : مرحبا ً ريم ..
التفتت ريم إلي ,,, أهلا ً رائد ,,
أنا آسفه لحضوري في مثل هذا الوقت ,, و لكني ضقت ذرعا ً إذ لا يمكنني الإنتظار أكثر ...
آه ... هل يمكننا الجلوس في مكان ما ؟؟
رائد : بالطبع ... هيّا فلنذهب إلى ذلك المقهى ,,
لم يكن يبعد المقهى عن الجامعه سوى بضعة أمتار ,,
سحبت لها الكرسي ,,, تفضلي ...
جلست أنا في الجهة المقابله لها ...
ريم : في الحقيقة لقد فكّرت في الموضوع الذي حدثتني عنه ,, و شاورت عددا ً من صديقاتي ... فلم يُبدوا أية معارضة .. بل إنهم رحبوا بالفكره ... و بك أنت !
لذا أنـ.....ا ,,,
و احمر وجهها الملف حول ذلك الحجاب ,,
و أومأت برأسها .. و لم تنطق بكلمة ...
ــ أنت موافقه ,, أليس كذلك ؟
مرت لحظة صمت بيننا ,, بينما كادت عيني أن تخترق قلبها لأعلم ما يحمل داخله ....
رائد : ريــــم أنت موافقه ؟؟
تكلمت ريم أخيرا ً ,,
ريم : أنــ......ا موافقه !
لم تكن الدنيا تسع رائد من الفرحه ,, فهاهي الكلمة التي لطالما كان يحلم أن يسمعها ,,, و ممن ,,, من معشوقته !
وقف رائد ,,, أنــــــــــــــــــت موافقــــــــــــــــه , و كأنه لم يصدق بعد !
ريم : ألم تصدق كلامي ؟؟ أم تريد أن أتراجع ؟!
رائد : لا ... افعلي أي شي غير هذا .!
و سأخبر أبي بالموضوع و سآتي لخطبتك رسميا ً ...
ودّعت ريم , و قلبي يكاد يطير من الفرحة ,, لم أتصور يوما ً أنني سأبقى سجين تلك الفتاه ,,, سجين حبــــــــها !
التفت لأبحث عن عمار ,,, لأراه مع شيماء ,,
عمار : رائد .... أنا هنا !
أسرعت شيماء حيث كنت ,,,
شيماء : يؤسفني يا رائد بأن أخبرك بأنني سأسافر هذا المساء إلى لندن ,, فكما تعلم بأن أبي لديه العديد من الأعمال هناك و سألتحق هناك بالجامعه !
رائد : أووووووووووووه أخيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــرا ً ,,,, صمت للحظة ليتأكد بأن الكلمه لم تصل إلى سمع شيماء ,, و تأكد أخيرا ً بأن تلك الكلمه ما كانت إلا صرخه داخل أعماقه !
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كانت سعادتها لا توصف و خصوصا ً أنها ستعيش مع من تحب ,,,
كانت تنتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر ,, يوم مجئ رائد و والده إلى منزلها !
كان الباب يُطرق !!
ذهبت ريم و فتحته لتفاااااااااااااااااااااااااجأ ................................
فهاهي مها صديقتها ,, مع هنادي و سمر و حنان و حلا وتامر .. و باقي الأصدقاء !
لم تصدق في بادئ الأمر كان بالنسبة لها حلما ً جميلا ً ,,, لا تريد أمن تصحوا منه !
دخل رائد إلى القصر و يكاد يطير من الفرحة !!
دخل رائد على خالته أمل ,, ليخبرها بما يحلم به !
طالت مدة بقاءه داخل الغرفه ,,, أخذا يتحدثان عن ريم فمن غيرها يحتل عقله و تفكيره !
سرّت أمل كثيرا ً بهذا الخبر ,, و بحسن اختيار رائد ,, فريم نعم الفتاه .. فطالما سمعت عنها الكثير ...
أبدت أمل سعادتها بالموضوع ,, و خصوصا ً أن رائد سيعمل في شركة والده ,,,
لذا صارحت سامي بالموضوع ,, و سر سرورا ً شديدا ً ,, و قرروا أن يذهبوا إلى منزل ريم الأسبوع المقبل ..
في المقابل ,, كانت شيماء تعد حقائبها استعداد ً لذهابها غدا ً إلى المطار ,, فقد تطول مدة غيابها هناك ,, لذلك كان عليها أن تودّع رائد ... فهي على الأقل لن تراه خلال هذه الفتره ..
أنا لا أنكر أن شيماء تحب رائد ,,,, و لكني لا أستطيع الجزم بأن رائد يحبــــــــــــــــــــها !
فهو لم يحب سوى فتاة واحده ... واحدةً فقـــــــــــط !!
و أنتم حتما ً تعرفون من هي !
كنت أجلس في غرفتي ... و تحديدا ً فوق السرير أتأمل سقف الغرفه و أتخيّل ريم و ابتسامتها العذبه !
دخلت رهف إلى غرفتي ...
رهف : أحقا ً ما سمعت ؟؟!
رائد : هههههههههههههه و ماذا سمعت ؟؟
رهف : موضوع زواجك من ريـــــــــــــم !
رائد : احم ... احم ... هذا صحيح !
رهف : يالك من ماكر ,,, فقد أحسنت الاختيار ,,,
و لهذا السبب كنت ترافقني دائما ً عندما أذهب إلى المخبز ,,, كيف لم أنتبه !
رائد : هههههههههههههه و مارأيك بها ؟؟
رهف : ريم فتاة طيبة ,, عفويه ,, و الأهم من ذلك أنها ملتزمة بحجابها ,, رغم أنها تعيش وحيدة !
أتتوقع أن توافق ؟؟
رائد : و لم لا ..... لا شئ ينقصني فأنا رائد !!
رهف : ههههههههههههههه ,,,
رهف : علي ّ الذهاب الآن ,,, و كم أنا سعيدة بذلك ,, و متلهفة للذهاب إلى منزل ريم ,,
خرجت رهف من غرفة رائد ,,
رائد كان سعيدا ً جدا ً فالجميع موافق ,, و لم يبقى سوى الذهاب إلى منزل معشوقته !
لم يُطل التفكير فيها حتى رن هاتفه المحمول ,,
و لم يكن سوى شيماء ,,
رائد : مرحبا ً شيماء ...
شيماء : أهلا ً رائد ,, سررت بسماع صوتك ,,
رائد : هل يمكنني مساعدتك ؟
شيماء : سأسافر غدا ً ,,, آمل أن أراك اليوم ..فقد تطول مدة بقائي هناك ,,
رائد: حسنا ً ,, أراك بعد ساعةً من الآن ..
خرجت من المنزل ... لأقابل شيماء ,,
ذهبت إلى المقهى الذي تررد علىه شيماء بين فترة و أخرى ,,,
انتظرت لبعض الوقت ,, إلى أن حضرت ...
جلست إلى جواري ,,, أخذنا نتحدّث في أمور شتى .. عن الدراسة و الجامعه ,,, و كيف أنها ستعيش في الخارج ,,
المهم أن الملل في ذالك الوقت لم يسيطر علينا ,,,
ودّعت شيماء ,, و بما أن رحلتها غدا ً في السادسة صباحا ً ,, لن أستطيع الحضور في المطار , فاكتفيت
بوداعها في هذا الوقت !
رجعت إلى المنزل .... و كلّي أمل بأن نذهب إلى منزل ريم في وقت قريب ,,
,,,,,,
أمضت ريم وقتا ً رائعا ً ... بصحبة أصدقائها ,,, لم تشأ أن يمضي الوقت فقد كانت سعيدة ً جدا ً بقدومهم . و خصوصا ً عندما جلبوا لها الخبز المحشو بالجبن ,,
كانوا يتحدثون عن معاملة تلك السيدة القاسية لهم .. و كيف أنهم يكرهونها ...
حدّثتهم ريم عن أن الإنسان مهما كان شريرا ً فإنه لابد من بذرة خير مزروعة ً داخله .. وكيف أنهم باستطاعتهم أن يغيروها .. بمعاملتهم الحسنة و أخلاقهم الطيبة ...
مها أخبرت ريم عن الشخص الجديد الذي عرض عليها شراء المنزل بسعر مغري ,,
إلا أن ريم رفضت ذلك معللة ً بأن هذا هو منزل والدها , و إن ما تحسن الوضع فستستقر هناك للأبد !
لذلك كان جوابها لا ...
ريم فتاة غنية عن التعريف ,, فتاة تعشق القراءة .. في كافة المجالات .. علم النفس و الأحياء و في الدين تهتم بكتابة الخواطر و القصص القصيرة ,,
أي أنها تتفق مع رائد في بعض جوانب الحياة و الإهتمام ,,,,
إنهما ثانئ رائـــــــــــــــــــــــــــــع !!
هذا ما كان يدور في خلد رهف ,,,
فكم كانت تتمنى أن تتقرب من ريم أكثر ... و يبدوا أنها ستفعل ذلك حتما ً ,,,
,,,,,,,,,,,,,,,
و في صباح اليوم التالي ,,
حزمت شيماء حقائبها استعداد ً لسفرها إلى لندن ...
سافرت بمفردها ,, فوالدها ينظرها هناك في مطار لندن ,,
الجو كان صحوا ً ... و الشمس التي تنشر أشعتها الدافئة فوق الأرض ,, كان ذلك المنظر لا يمكن نسيانه .. نظرت تظرة أخيره .. تودّع فيها أرضها ... و من يحتل قلــــــــــــبها !!
أرسلت إلى رائد رساله إلى محموله ,, تخبره بأنها الآن في المطار ,, و تتمنى سماع صوته في أقرب فرصه !
في الجانب الآخر .. كان رائد يغط في نوم عميق ... بعد أن سهر طوال الليل .. يذاكر دروسه ,,
استقيظ على نحو الساعه السابعه ,, ليراجع دروسه ...
و ينظر إلى جهازه ... ويقرأ رسالة شيماء ,,
كان الوقت مبكرا ً ,, قرأ الرساله .. و و ضع جهازه جانبا ً دون أن يعير ذلك اهتماما ً ,,
إنه يلاقي اهتماما ً من شيماء .. و لكنه صارحها مسبقا ً .. بأنه لا ينظر إليها إلا كزميلة فقط ....
و أظن أن ذلك كافيا ً ,,,
كانت أمل تجلس في الغرفة ... تقرأ كتابا ً ... و تحتسي كوبا ً من القهوة الساخنه ...
كان الملل يسيطر على أجزاء الغرفة .. لذا قررت أن تخرج قليلا ً إلى الحديقة لعل ذلك يزيل بعضا ً من الملل الذي يسود الجو ..
استدعت الخادمه .. لتجهّز لها الكراسي في الحديقة .. و لتجلب لها بعضا ً من البسكويت ...
خرجت أمل .. و جلست على إحدى الكراسي التي جهّزت .. بدأت بقراءة الكتاب ,,
كان المنظر رائعا ً .. حيث أشعة الشمس الدافئه التي بدأت تسلل إلى الأرض ... و تغريد العصافير الذي يملأ المكان ...
حقا ً كان منظرا ً لا يمكن نسيانه ,,,
أطبقت على الكتاب الذي كان بين يدي ... و استرخيت للوراء ... و بدأت تدريجيا ً بإغلاق عيني ... لأتخيل أشياء كثيره ...
و خاصة أشكال السحب التي ترسم طلاسم أحاول جاهدة ً أن أفكها ... و أتدبر قدرة الله في هذا الكون الشاسع ..
و ماذا تخفي هذه الطبقات من خلفها ... فضــــــــــــــــــــاء شاسع ... و ماذا يخفي هذا الفضاء ...؟؟
أتراه فضاء آخر ؟؟
أسئله كانت تدور في ذهني ... و لا أجد إجابة ً عليها !!
ــ صباح الخير ,,
فتحت عيناي بسرعه لأرى مما أتى ذلك الصوت ,,
فإذا به رائد ...
أمل : أهلا ً رائد ..
رائد : أتسمحين لي بالجلوس ..
أمل : تفضل ..
هل لديك اختبار اليوم ؟؟؟
رائد : آآه ... أجل ...
أمل : هههههههههههههههههه تمنياتي لك بالتوفيق ...
بعد لحظة صمت لم تدم طويلا ً ..
رائد : متى سنذهب ؟؟
أمل : إلى أين ؟؟
رائد : إلى بيت ريم طبعا ً ..
أمل : ريـــــــم ,,
لقد ناقشت والدك بخصوص هذا الموضوع .. و قال ,,
بأننا سنذهب في نهاية الأسبوع ....
قفز رائد من مكانه و كأنما نغزه أحد ...
حقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــا ً !
أمل : ههههههههههههههههه أجل ..
رائد : كم أنـــــــــــــــــا سعيـــــــــــــــد ... سنذهب أخيـــــــــرا ً ...
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
و في نهاية الأسبوع .. و كما خططوا .. أخبر رائد ريم .. بمجيئهم ....
و تحدثت أمل مع هنادي ,,
الجميع موافق ... و تمّت الخطبه كما تخيّلت ريم ....
خلعت ريم حجابها ... لينسدل من خلفه شعرها الأشقرالحريري ... لتزيدها جمالا ً ...
فرائد الآن خطيبها ...
جلست تتحدث مع رائد ...
و لكم أن تتخيلوا مدى سعادة رائد بأن ريم أصبحت الآن ملكا ً له ............ له وحده !
تلقوا التهاني من الجميع .. فلا شئ أجمل من وقوف رائد بجانب ريم ... و ما يحملاه الإثنان من الطيبه و الحب لبعضهما !
كانت تلك الليله من أجمل الليالي التي قضتها في حياتها .. و خاصة ً أنها كانت بصحبة حبيبها رائد !
*** 22 ***
فعلا ً لم تكن سعادة ريم أقل من سعادة رائد ..
فهاهو الآخر .. سعيد لدرجة أن الدنيا لا تسعه من الفرحة ,,,
و لكنه كان يتمنى أن تصبح الخطبه في أفخم الفنادق ,, إلا أن ريم رفضت .. و رشحت الفندق لعمل حفلة الزواج
كان يجلس في سريره ... واضعا ً كلتا يديه خلفه .. يفكر فيها و في صورتها العالقه في مخيّلته ,,,
يتخيّله بجانبه .. تتحدث إاليه ,,, و تبتسم له ....
يا له من حلــــــــــــــــــــــــم رائع !!
أفاق من على حلمه على صوت فتح الباب ,,,
لقد كانت رهف ,,,
رهف : أيمكنني الدخول ؟؟
رائد : بالطبع تفضلي ...
ليظهر من خلفها رويد ...
رويد : و ماذا عني ؟؟
رائد : هههههههههههههههههه تعال هنا !
دخلا الإثنان ليباركا على الخطبه ,, و يتمنوا له حياة سعيدة ,,,
رهف : رائد .......... قلّي كيف كانت ريم ؟؟
رائد : من أي ناحيه ؟.
رهف : أعني كيف كانت هيئتها ؟؟
رائد : هههههههههههههههه خجووله كعادتها !!
رهف : هههههههههههههههههههههههههه
رويد : هل ستتزوج غدا ً ؟؟
رائد و رهف : هههههههههههههههههههههههههههههههه
ليس بهذه السرعه ... فأنا أحتاج إلى بضع شهور على الأقل لأتفهم طبيعة ريم !
رهف : و يا ترى أين ستقيم حفلة الزواج ؟؟؟
رائد : امممممممممم لا أدري ,,, هذا الموضوع يخص ريم .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في المقابل كانت ريم في غاية السعادة ,, فهاهي ترى الدنيا و قد ابتسمت لها بعد كل تلك الظروف القاسية !
أوه .... نسيت أن أخبركم بأن ريم قد نجحت و حصلت كالعادة ........ على تقدير (((( امتيـــاز ))))
اتجهت نحو الخزانه ... و أخرجت الصندوق الزهري الذي جلبه له والدها ,, و أيضا ً قطعة القماش التي صنعتها لها أمها ....
مرّ الآن أكثر أربع سنوات و لم تعلم شيئا ً عن أمها ,,,
أمازالت حيه ؟؟؟ و أين هي ؟؟؟ و هل سأراها ؟؟؟؟
أسئلة كانت تدور في ذهنها .. و لم تجد لها اجابة ,,,
فتحت الصندوق ... واستمعت للموسيقى الصادرة منه .. و سمحت لدموعها بالهطول .. فهذه المره تذكرت والدها .
أما شيماء ,,, فقد كانت تفكر كثيرا ً برائد .. و بأنه لم يتصل عليها للآن ... و لا أخفي عليكم قلقها عليه .. و رغبتها في المجيء إلى أرض الوطن !
لذاك لم تجد بدا ً من الإتصال عليه ,,,
كان رائد يجلس مع صديقه عمار ,,, نظر إلى جهازه ليجد أنها شيماء ,,
رائد : أوووووووووه إنها شيماء !!
عمار : و ما ذا تريد هي الآخرى ؟؟
رائد : و ما أدراني أيها الذكي ؟!
رائد : مرحبا ً
شيماء : أهلا رائد ,, كيف حالك ؟؟
رائد : بخير ,,,
و بعد لحظة صمت لم تدم طويلا ً ,,,
شيماء : رائد لم لا تتصل علي ّ ؟
رائد : آسف كنت مشغولا ً .....
عمار : لقد كان مشغولا ً فعلا ً بــــ...........
و أسرع رائد ليغلق فم عمار ,,,
شيماء : رائد ..... رائد .... مالذي حدث ؟
رائد : لا شيء لا تكترثي .....
أنا آسف يجب أن أذهب الآن ... أراك ِ لاحقا ً ..
و أغلق الخط على وجه شيماء .....
في المقابل ... احمر وجه شيماء غضبا ً .... فمن هو هذا رائد ليغلق على وجهها الخط ؟؟
يله من أحمـــــــــــــــق ...... لن أتصل عليه و سأريه !
مضت أشهر الخطوبة على ما يرام ,, و تعرف كل ٌ منهما على الآخر ,,,,
واتفقوا على أنه سيتم الزواج في أفخم الفنادق .... ,,, و بعد حوالي شهر من الآن ...
قدّمت ريم استقالتها من العمل ,, و قررت أن تتفرغ لتجهّز حاجيّاتها ,, للإنتقال إلى المنزل الجديد !
و في العصر ,, يأتي رائد إليها ليذهبا معا ً لشراء أثاث المنزل ,,,
تناولت ريم الغداء في منزل خالتها أمل ,,, كان الجميع سعداء و خاصة رائد ... فكم هو سعيد و هو يرى تلك الجميلة تشاركه الحياة !
مضى الشهر على ما خير ,, و تم إعداد الشقة و تجهيزها بكافة الإعدادات ,,, و لم يبقى سوى يومين على حفلة الزواج !
دعوا كل معارفهم .. و أصدقائهم ... , فقد أرسلوبطاقات الدعوة التي تضم صورة رائد و ريم و ذلك لحضور الحفلة !
كانت ريم متوترة .... خائفة ! فهاهي الحياة الجديدة تنتظرها ,,, و أنها ستصبح أما ً في يوم من الأيام !
كم تمنت أن تشاركها أمها في مثل هذه المناسبة ,, و أت تقف بجانبها في ليلتها هذه .... ليلة عمرها !
في اليوم التالي ... استيقظ ريم من الصباح ...
تناولت افطارها ..... و جلست تقرأ في بعض الكتب ,,,
و على نحو الساعة الثانية عشر ,,, رن جرس الباب , لينبئها بأن أحدا ً قادما ً ,,,
فتحت ريم الباب .... لتجد أن الطارق ... لم تكن سوى رهف ..
رهف : ريم هيّا الأن فقد تأخرنا .. علينا الذهاب إلى الصالون ,, فعلينا عمل المكياج و التسريحة و من ثم علينا الذهاب للفندق ,, فقد رتبت خالتي أمل الأمر مع المصوّرة لتلتقط لك الصور أنت و رائد و علينا الذهاب إلى محل الورود لجلب ما يلزم وووووووووووو ...
ريم : ههههههههههههههههههههههههههههه و هل يسعنا الوقت لعمل كل هذا .؟.؟؟
رهف : هيّا ... أنا أنتظرك بالأسفل في السيارة .. لا تتأخري !
و اختفت رهف ... و تركت ريم في ذهول !
أسرعت ريم و غيّرت ملابسها .... و نزلت إلى حيث رهف ,,,
صعدت إلى السيارة ,,, و لا أخفيكم أن ريم قد لبست قلادتها التي تحمل صور عائلتها ,,
اتجهت للصالون .... و بينما هي في الطريق .. رن هاتفها المحمول !
و لم تكن سوى هنادي ,,
ريم : مرحبا ً ..
هنادي : أهلا بالعروس .. كيف حالك ؟
ريم : هههههههه بخير ,,, ماذا عنك ِ ؟
هنادي : أنا بخير ,,
أين أنت الآن ؟
ريم : أنا الآن في الطريق إلى الصالون ....
هنادي : هذا جيّد ..... سآتي إليك أنا و سمر بعد نحو ساعتين ,,
ريم : إذن أراك لاحقا ً ,,
هنادي : و هو كذلك !
توجهت ريم ورهف إلى حيث الصالون ,,,
جلست تنتظر إلى أن يحين دورها ,, فالمكان مكتظ بالزبائن ...
وبعد حوالي الساعة ,,,,
سمعت ريم اسمها ,, فتوجهت حيث استسلمت للمزيّنة التي بدأت تضع المكياج على وجهها ,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كان رائد ليس أقل توترا ً من ريم ,, جلس في غرفته ليراها لآخر مره ,, فهاهو اليوم سوف ينتقل إلى منزل ٍ آخر غير منزله الذي عاش و تربى فيه ,,, بعيدا ً عن إخوته و والديه !
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات