* الجزء السادس *
، ، أعددت كل شيء ...... الخبز المحشو بالجبن و بعضا ً من قطع الشوكولاته و.... و ..... بعض العصائر الطازجة ......
ذهبت إلى المكتبة العامة ،،، لقد كانت ضخمة جدا ً من الخارج ، جعلت أنظر إليها بإعجاب شديد و خاصة ً ذالك الكتاب العملاق الموضوع أعلاها !!!!
و الكثير .. بل الآلاف من السكان هناك .... هنا من يقرأ .... و آخر من يناقش الموضوع مع تلامذته .... و الأطفال يلهون بالكتب الملّونة والقصص الخيالية ... كقصة ليلى و الذئب ..... و البعض منهم يقرؤون الروايات البوليسية لأشهر الكتّاب اجاتا كرستي و تشارلك هولمز .... و غيرهم من العمالقة ..... و الآخرون كانوا يقرؤون رواية لروميو و جولييت ... لقد كانت ميولهم مختلفة ً تماما ً ..... عن بعضهم ، حقا ً كان ذالك المنظر مذهلا ً .......
في وقتها توجهت نحوي فتاة صغير و في يدها قصة الأميرة و الوحش ..... انظري عندما أكبر أريد أن أصبح مثلها !!
أمسكت بالكتاب و نظرت إليها مبتسمة ، و قلت : حتما ً ستصبحين كذلك ، إن لم تعصي والديك .
ابتسمت الفتاة .... و ركضت باتجاه والديها تخبرهم بما سمعته ....
حقا ً ما أجمل براءة الأطفال ،،، و ما أوسع مخيلتهم
ــ ريم ... ألن تدخلي ؟؟
ــ بلى ... هيّا الآن .
دخلت المكتبة فعلا ً !!!!!!!!!!
يا الهي !! إنها كبيرة جدا ً لتكفي نصف القرية بأكملها !!
عندها فقط ،،،أحسست بأنني أبحر في عالم لا نهاية له .... الكثير من الكتب و العديد من الأقسام ،، قسم العلوم الإسلاميه ،،،، و الأخر علم الفلك ،،،،، و علم الكائنات الحية ،،،،، و الكثير .... الكثير
بحثت كثيرا ً ... إلى أن وجدت قسم الجغرافيا و التاريخ .... ذهبت إلى والدي فقد كان يجلس في أحد المقاعد المنتشرة في أرجاء المكتبة ....
ـ أبي ... لقد و جدت الكتاب الذي أبحث عنه .
ــ هذا رائع .
ــ هيّا الآن إلى والدتك .
اتجه والدي إلى ذلك الرجل المسؤول عن الاستعارات و أعطى له بعض القطع النقدية مقابل فترة معينة على أن نرجعها له حالما ننتهي .
أمسكت بالكتب .. و ذهبت إلى حيث أمي تقبع .... خلف شجرة الصنوبر طبعا ً .
ــ أمـــــــــــــــي .
ــ هل عدت ؟
ــ أجل .
ــ أين والدك ؟
ــ ها هو !
لقد كان أبي يسير ببطء شديد ،،، متكأ ً على العصا .
ــ هل وجدت ما تبحثين عنه ؟
ــ نعم ...... انظري ها هما .
حسنا ً سأبدأ في حل الأسئلة .
أخذت أقرأ الكتاب كلمة ً .... كلمة .... بحثا ً عن ما أريد .
ــ مرحبا ً سعاد .
ــ أهلا ً أحمد .
ــ انظري .... ما ذا جلبت !!
ــ كتاب للطبخ ... به أنواع شتى من ألون الطعام .
ــ حقا ً ... ... شكرا ً لك .
ــ هل لي ببعض الماء ؟؟
ــ بالطبع .
ــ أخرجت أمي من سلّة النزهة ... زجاجة الماء .
و أخذها أبي ..... شرب ،،، ثم رفع إحدى قدميه ... و تحديدا ً المصابة .
و من ثم أخرج كتّيب بحجم صغير من جيب بنطاله .... و أخذ يقرأ ،، و الشيء نفسه فعلته أمي !!
كل ذلك و أنا أنظر إليهم من طرف الكتاب !
و أركّز ناظري على قدم أبي ! ،،،،، ترى هل بقيت قدمه كما هي ؟؟ أم تغيرت ؟؟
ــ ريــــــــــــــــــــــــــــــــــم !
عندها فقط !! سقط الكتاب مني و ارتجفت و تغير لون وجهي .... إلى الأصفر ... فالأخضر .... إلى أن استقر على اللون الأحمر !!
بينما أبي و أمي أصابتهما نوبة الضحك .........
و أنا ........ أقول تقريبا ً ( غاضبة ) فلا شيء يدعوا للضحك بهذه الطريقة !!!
ـ ريم ما الذي أفزعك ...... لقد كان شكلك مضحكا ً جدا ً .
ــ نعم فعلا ً مضحكا ً جدا ً .....
و استمرا في الضحك .... بينما أنا .... أكاد أحترق ،،، و ملامح وجهي تكاد تكفي .
ــ ريم لم كل ذلك الغضب ،، إن الأمر لا يحتاج إلى ذلك كله !!
ــ حقا ً ..... ما تقول......
على كل ٍ ردة فعلك حتما ً ستتغيير إذا كنت في موقفي هذا .
ــ صغيرتي ... لم نقصد إزعاجك .. أُعذرينا حلوتي ،،،،،،،
و عندها ، أخرج أبي من داخل السلة ............ قطـــــــــــة شــــــــوكولاة
ــ و من أجلك ... خذي هذه قطعة الشوكولاة .
تقريبا ً تلاشت علامات الغضب و أخيرا ً ابتسمت ..... فقد كان ذلك الشيء هو نقطة ضعفي .
************************************************** *********
بعد تلك النزهة التي قضيناها ..... عدنا إلى المنزل ... و في يدي أوراق أسئلة المسابقة ....
كتبتها في الورق المخصص لها و من ثم وضعتها في الظرف .... آه ... نسيت الطابع !!!
ترى أين أجده ؟؟؟
ــ أبـــــــــــــــــي أريد طابعا ً !!
ــ ماذا ... ريم أنا لا أسمعك !!
عندها استنشقت كمية لا بأس بها من الهواء و صرخت بأعلى صوتي .... أريـــــــــــــــــــــــــــــد طابعــــــــــــــــــــــــــا ً !!
ــ ماذا طابعا َ ؟؟
يا الهي .... ، ذهبت إلى حيث كان والدي يجلس ....
كان يجلس على أحد المقاعد في غرفة التلفاز رافعا ً قدمه المصابة على الأريكة الصغيرة ... و رافعا ً أيضاً صوت التلفاز .....
خفض والدي الصوت ...... ريم هل قلتِ طابعا ً ؟؟
ــ نعم .. أريد ..طا..... ، أوه .... لحظة !!
ذهبت إلى غرفتي ... و نظرات أبي لا تكاد تفارق جسدي و تحركاتي ..
اتجهت نحو ذلك الصندوق الصغير ... فتحته ... فإذا بي أرى الطابع ...
ها قد وجدته .. ألصقته في الظرف ... و ذهبت لأعطيه لأبي ...
ــ أبي هل يمكنك إرساله ؟؟؟
ــ ريم .... كيف أحضرت الطابع ؟؟ ألم تقولي بأنك تريدين واحدا ً ؟؟
ــ نعم ... قلت ذلك ... ولكني تذكرت أين وضعته في اللحظة الأخيرة !
!!!!!!!!!!!!!!!
ــ على كل ٍ لا يهم هل يمكنك أن ترسله ؟؟
أريني إياه .... البيانات كاملة .... و صحيحة .... ، حلوتي هل يكمنك إرساله نيابتا ً عني ؟؟
ــ أجل ..... يمكنني ذالك .
سرت نحو الممر المؤدي للباب الخارجي ..... أخذت حجابي ارتديته ... و ما إن أدرت مقبض الباب ..
ــ ريم ......... إلى أين ؟؟؟
كان ذاك الصوت صوت أمي .........
استدرت ... رأيت أمي و شعرها المبتل الملتف بالمنشفة !!
ــ أنا ذاهبه لأضع هذا الظرف في صندوق البريد !
ــ بمفردك ؟؟
نظرت إليها بدهشة !! ، و من سيذهب معي ........ ليس لدي إخوه ؟؟!!
ــ أباك مثلا ً !!
( قالتها بلهجة توحي بأنها غاضبه !)
ــ لا يريد هو أمرني بأن أضعها في الصندوق !!
ــ لا بأس إذهبي و أنا سأنتظرت هنا عند النافذة !
أردرت المقبض و ذهبت إلى حيث الصندوق . لم يكن بعيدا ً فقد كان عند نهاية حديقة المنزل المطله على الشارع العام .
و ضعته ..... و نظرت إلى النافذه و أمي مازالت تراقبني ....






رد مع اقتباس
المفضلات