* الجزء الخامس *

ــ أحمد أنت هنا !
ــ أهلا ً سعاد .
ــ أ صحيح بأنك ستذهب مع ريم إلى المكتبة العامة ؟
ــ أجل سأذهب معها بعد حوالي ساعة و نصف ، أتودين الذهاب معنا ؟؟
ــ حسنا ً لا مانع ........... بالمناسبة أ صحيح أنها تقع أمام الحديقة العامة ؟
ــ نعم ..... على ما أعتقد ، فأنا لم أذهب إلى هناك من قبل .
ــ إذا ً سأجلس في الحديقة و أتسلى بقراءة بعض الكتب .
ــ لا بأس فكرة رائعة .

كنت سعيدة جدا ً عندما سمح لي والدي بأن أذهب .
أتمنى أن أربح في المسابقة ........ و إذا ربحت سأعد مفاجئة لأبي ، و أمي أيضا ً فهما اللذان شجعاني على ذلك .
جلست فوق الكرسي الواقع بجانب سريري ..
ــ طق طق ...... أ أدخل ؟؟
ــ أمي !!!!!!!!
ــ بالطبع ...تفضلي !
ــ هناك مكالمة لك عزيزتي .
ــ مكالمة !! ممن !!
ــ لم أسألها ما اسمها ، و لكنها على ما يبدو على عجلة من أمرها .
ذهبت إلى غرفة التلفاز و تحديدا ً هناك ، حيث يقبع الهاتف .
ــ مرحبا ً .....
ــ أهلا ً ريم ...... كيف حالك ؟؟
ــ أنا بخير ..... و لكن من المتحدث ؟؟
ــ أم تعرفيني بعد ؟؟
ــ غير معقول !!!!!!!
ـــ مهااااااااااااااااااااا
ــ أجل .
ــ يا الهي اشتقت لك ِ .
ــ و أنا كذلك يا ريم ، لقد فوجئت بخبر رحيلكما إلى المدينة الكبيرة .
ــ اعذريني لم أستطع إخبارك بالتفاصيل .
ــ لا عليك ِ ، ترى هل ستطول مدة بقائك .
ــ لا ...... سنعود ريثما يشفى والدي .
ــ ولكن أين أنت الآن يا مها ؟؟؟ في القرية ؟
ــ لا أنا في المدينة الآن و سنرحل بعد غد إن شاء الله .
ــ في المدينة !!! هذا رائع إذا ً عليكِ أن تأتي إلى غدا ً ، آمل ألا تكوني مشغولة .
ــ غدا ً ....... إنه وقت مناسب .
ــ إذا ً .. أنتظرك .
ــ و هو كذلك .
ــ إلى اللقاء ، تمنياتي لك ِ بيوم سعيد .
ــ لك ِ أيضا ً .

ــ أهي مها ؟؟
ــ أجل ، و ستأتي غدا ً لزيارتي .
ــ على الرحب و السعة .


كم كانت ريم سعيدة ً بتلك المكالمة ، و أكثر سعادة ً بقدوم مها إليها .
ــ سعاد أنا ذاهب الآن لصلاة العصر ، عندما أعود سنذهب للمكتبة .
ــ أحمد .... انتظر ؟؟
ــ ماذا ؟؟
ــ لم تخبرني ماذا قال الطبيب لك .
ــ كل خير إن شاء الله ، لا تشغلي بالك .
ــ حقا ً ....... كل خير !!!!!!!!
اقترب مني و أمسك بكلتي يدي ّ و جعل عينه متجهة ٌ نحو عيني و أنا أنظر إليه بعين الغضب ....... و بصوت ُ .... حنون .. قال :
ــ أجل ...... و هل أجرؤ على كتمان شيء ( لحبي الأكبر ) !!

نظرت إلى الأرض و احمر ّ وجهي ........ لا أدري أ خجلا ً ..... أم غضبا ً !!!!

لم أستطع أن أخبرها بالحقيقة المرة و هي أن تكاليفها باهظة ، سعاد سامحيني ..... لطالما شاركتني أفراحي و أحزاني .......
و لكني لا أريدك ِ أن تشاركيني في حزني هذا ......... أرجوك ِ سامحيني ..




أُحس بأن أحمد تغيّر .... نظراته لي وكأنه يريد إخباري بشيء ما و لكنه لا يستطيع
أخشى أن يكون إحساسي في محلّه ............. يا رب إذا كان يشكو من شئ فأزله عنه يا رب ........ و أعدنا إلى قريتنا سالمين غانمين .
ــ أمي ........ هل أعددت الفطائر للنزهة ؟
ــ أمي .......أمي !!!!!!
ــ ريم ؟ أ أنت هنا ؟
ــ يبدو أنك ِ في عالم آخر ، أهناك ما يشغل بالك ؟
ــ لا شئ ريم .
ــ أمي !
ــ صدقيني ..... لا شئ فقط متعبة قليلا ً .
ــ أهذا كل شئ .
ــ نعم فقط هذا كل شئ .
ــ حسنا ً ،،،،،،،،
ــ بالمناسبة أين أبي ؟؟
ــ ذهب لتّوه للصلاة .
ــ إذا ً سأذهب إلى غرفتي للصلاة ، و من ثم أتجهّز للذهاب مع أبي ، أ أنت ذاهبة ً معنا ؟
ــ أجل !
ــ هذا رائع .


ــ ريم ........ سعاد .. هل أنتما مستعدتان ؟
رأيت ريم فتاتي الصغيرة راكضة ً نحوي ....
ــ أنا في أتم الاستعداد .
ــ و أين أمك ِ ؟
ــ ها أنا ذا !
ــ رائع ، هيّا الآن .

ركبنا العربة و اتجهنا نحو المكتبة العامة ، كان الجو رائعا ً حيث السحب التي تحجب بعضا ً من ضوء الشمس .............. في ذلك الحين تذكرت قريتي
ياااااااااااااااه كم أنا متلهفة للجلوس بين احضانك و مداعبة أزهارك ......


ترى هل ذهب أبي للطبيب ..... ؟ ،،،، أخشى أن أسأله هذا السؤال فهو على الأقل لم يحدثنا بالموضوع .
ولكن ....... هل ستطول مدة غيابنا ؟؟؟ ، و هل حاله والدي خطيرة ؟؟؟ ، و هل حقا ً سيجري العملية ؟؟؟
ترى هل هي بسيطة ؟؟؟؟ ،،، و هل ......... و هل ........؟؟؟؟؟؟؟
عندها فقط ، أمسكت برأسي ، يا الهي الكثير من الأسئلة تدور في رأسي ، و أفتقر إلى الإجابة عليها

ــ ريم هيّا ها قد وصلنا .
ــ بهذه السرعـــــــــة !!!!!!
ــ بهذه السرعة !!!!! لنا أكثر من نصف ساعة ،،،، يبدو أنك كنت تفكرين بشيء ما استحوذ على كل عقلك .

ــ هيّا يا أيتها الملكة ..... تفضلي اخرجي .
ــ خرجت من السيارة
ــ هيّا عزيزتي حان دورك .
حيينها أمسك ابي بيد امي و أنزلها من السيارة و بدت و كأنها >> سندريلا <<

اتجهنا إلى الحديقة العامة ، بينما جلست أمي في إحدى الطاولات التي تقبع في الحديقة و تحديدا ً خلف تلك الشجرة ............... شجرة الصنوبر ***************************