( 27 )
أزِفَ الرحيل
إلى طبيب الأطفال ( طارقالحزواني ) قبل هجرته
أزِفَ الرّحيلُ فهل سألتَ الأدمُعـا
ما ذنبُ خدّي أن يكـونَ المرتَعـا
أزِفَ الرّحيلُ و طفلُ قلبيَ يشتكي
وطبيبُهُ كَسَـرَ الـدّواءَ و أوجَعـا
لدمشقَ تشكو صَمتَ زَهرِالياسميـ
ـنِ و صمتُهُ من طبعِـهِ إن ودَّعا
وَدِّعْ دمشـقَ وَدَعْ ثَراهـا باكيـاً
واتْركْ لقلبيَ بابَ عَـوْدٍ مُشْرَعـا
إرحلْ فذا بردى سيبكـي صاحبـاً
كمْ زارَهُ فـي حُزنِـهِ مُتَضَرِّعـا
كلُّ النّواعيـر التـي غَنَّـتْ لنـا
جَفَّتْ وعاصيهـا بـدا مُتَصَدِّعـا
السّهدُ غازلَ مُقلتـي فـي ليلهـا
أتُراهُ يَرحلُ إنْ أقـضَّ المضجعـا
تهذي بمحرابِ الفِراقِ مشاعـري
تَبكي حروفُ الشِّعرِ قلبـاً شُيِّعـا
خذْ ما تشاءُ وَ دَعْ دمشقَ فإنّهـا
تبقى لقلبيَ بعدَ هجـرِكَ مَهجَعـا
يـا خمـرةً خبأتُهـا ماذُقتُـهـا
ما كنتُ أتركُ كأسَ خمرٍ مُترعـا
أزِفَ الرّحيلُ و خَمرُ حُبِّكَ هاجسي
وشَربتُهُ وسَكبْتَ فيـه المَصرَعـا
***
( 28 )
لم تنتهِ الدموعُ بعد , ولكن أحببت أن تكون النهاية ابتسامة :
حافلة الجمال
ركبت بحافلة النقل الداخلي , فكانت هذه القصيدة :
يـا جنّـةً تَكتَـظُّ فيهـا حُـورُ
فيها النُّجومُ و(غيمـةٌ) وبُـدورُ
فيها تَفَتَّـحَ نَرجِـسٌ و قَرَنفُـلٌ
وغفا الـدَّلالُ و دثّـرَتْهُ عُطـورُ
في المقعـدِ الخلفـيِّ تَرقُـدُ دُرَّةٌ
وبخَدِّهـا وَرْدُ الرَّبيـعِ أسـيـرُ
في لحظِها سِحْرٌ يُبعثـرُ حَيْرَتـي
فأرى الظلامَ يَشِـعُّ فيـه النّـورُ
يا سائقَ الرَّكبِ المُحمَّلِ بالهـوى
مَهـلاً بربِّـكَ فالوشـاحُ حَريـرُ
وبقربِها حَسنـاءُ جَمَّـلَ عينَهـا
هَمْسُ الكرى و أنا بها مَسحـورُ
ترنـو إلـيَّ بخِلسـةٍ فكأنَّـهـا
تهوى سماعَ الآهِ وهْـي تَمـورُ
وقُبالتي , كحمامةٍ حَطَّـتْ علـى
غصنِ الفؤادِ فَهل تُرى ستطيـرُ
مابينَ نهديهـا وحُمـرةِ خَدِّهـا
عيني وروحـي خـادِمٌ و أجيـرُ
وشكوتُ للخَدِّ المضمَّـخِ حُرقتـي
أتُـراهُ يعـدلُ أم تُـراهُ يَجـورُ
وبجانبي وَشّـى الرَّبيـعُ ظلالَـهُ
فكأنَّهـا فـوقَ الرُّبـوعِ أميـرُ
هِيَ نارُ حُبٍّ في الفؤادِ ضِرامُهـا
لافرقَ إنْ خَمدتْ وحيـنَ تَثـورُ
يا سائقَ الرَّكبِ المُحمَّلِ بالغِـوى
لا تُسرِعَنْ إنَّ الطَّريـقَ خَطيـرُ
وعجوزُ قربَ البابِ نادتْ أمسَها
في حُرقَـةٍ , و يَحفُّهـا دَيْجـورُ
أنَّتْ و حَنَّـتْ للصِّبـا وتَنَهَّـدَتْ
لا يَملكـنْ ذاكَ الجمـالَ كَبـيـرُ
يا ويلتي إنّـي نَزَلـتُ بمفـرَدي
عُمري بحافلـةِ الجمـالِ سَفيـرُ
ما كنتُ أدري أنَّ جنَّـةَ خالقـي
في الأرضِ يكسوها الحلا و تَسيرُ
بمدينتي بعـضُ الجمـالِ رأيتُـهُ
ومدينتـي فيهـا الجمـالُ كَثيـرُ
*******
انتهى
..........
طُبعَ الكتاب ورقياً بمركز قرطبة للطباعة و الدعاية و الإعلان
حماة – شارع ابن رشد
تحياتي واحترامي





رد مع اقتباس
المفضلات