( 13 )

المرفأ المهجور
يا مرفأ الحزنِ يا مهداً لغُصّاتـي
فيكَ التقيتُ بها و الحبُّ مرساتي
تأتي ولا قمرٌ في الأفقِ يشبهُهـا
خرسـاءُ قبلتُهـا تحتـلُّ ذرّاتـي
خصرٌ كبحرٍ بـلا مـوجٍ يؤرّقُـهُ
كمْ أبحرتْ سُفُني فانْظرْ شِراعاتي
نهدانِ يعتليانِ الصدرَ فـي نَـزَقٍ
ما فوقَ نهديكِ كم أعْليتُ راياتـي

كم خُضِِّبتْ شفتي بالنّزفِ من شفةٍ
جوريةٍ عبقتْ في عطرها العاتـي
عقدٌ يئـنُّ وصوتُ القِـرطِ يؤلمني
فَتَـزاحَمتْ ألمـاً في الصّدرِ أنّاتي
من عتمةِ الفكرِ يأتي نورُها كذباً
كالحزن حين أتى يحكي مسـراتِ
وارتْ مفاتِنَها في لـيـلِ عفَّتِهـا
فاجتاحَنـي ألـمٌ يغتـالُ آهاتـي
الليـلُ يلثمُهـا كـالأمِّ يحضنُهـا
في أفقهِ سَطَعَتْ أنـوارُ نجماتـي

لمْ يبـقَ لـي أمـلٌ إلا مُخيِّلتـي
حُبْلى برسمِكِ يـا أمّـاً للوحاتـي
دنُّ الجمالِِ خلا من خَمرِ فتنتِهـا
وانْحلَّ من زورقي حَبلٌ لمرساتي
***
( 14 )
حب جديد
هبتْ رياحُ المستحيلِ على الأمَـلْ
وجعاً أتتْ تلك الثمارُ مـن المقَـلْ
وحقائبُ الذكـرى تـواري أنـة ً
خرساءَ من قلبٍ تجرَّح و اندمَـلْ
يغتالنـي ألـمٌ ويلدغنـي الحنيـ
ـنُ إذا أتى في خاطري نجمٌ أفَـلْ
ونزيفُ ذاكرتي يلطِّـخُ مـا أتـى
من أحرفٍ برسالةٍ كانـت غـزَلْ
ودخينتي ترنـو إلـيَّ وتشتكـي
ذاك الدخانَ بأحرفي وسْط َ الجمَلْ
كابـرتُ إلا أننـي لـم أستـطـعْ
فشربتُ خمرَ حروفِها حتى الثمَـلْ
سيلومني العشـاقُ أنـي عابـثٌ
بالحبِّ كالطفلِ الـذي ذاقَ الملَـلْ
ماذنبُ أرضِ العشقِ إنْ هي أقفرتْ
وزهتْ بمرجٍ بعد أن جـادَ الطلَـلْ
يا ويحَ قلبي مـن حبيـبٍ مقبـلٍ
يا قلبُ إن هجرتْ فذاك هو الأجَلْ

***