( 11 )

قصيدةُ حب
لحناً بـلا وتـرٍ غنَّيـتُ أحزانـي
كم يعْذُبُ اللحنُ من آهاتِ أشجانـي
لو كان من فرحٍ ما مسَّ عاطِفتـي
ولا بـكـى قلمي دمـعاً بـألـوانِ
سِكينُها زُرِعَتْ في الصدرِ تقتلُنـي
وَنَزعُهـا ألـمٌ و النَّـزفُ أفنانـي
يا شِعرُ إرحلْ فما أخبرتَها شَغَفـي
يا نثر أُغرب فما أظهرتَ كِتمانـي

هـذي القصـيدة للأحبـابِ أكتُبها
لعـلَّ أحرفَهـا تقـتاتُ حِرمـانـي
أنتِ الربيعُ بحرّ الصيـفِ ممتـزجٌ
أنتِ الخريفُ أتى في شهرِ نيسـانِ
أنتِ النّسـائمُ تحلـو حيـنَ تغمُرني
أنتِ الجنانُ غَزَتْ صحراءَ وجدانـي
أنتِ الحياةُ و أنتِ الشّـوقُ في خَلَدي
كم خِلْتُ أنّكِ من أجـزاءِ شريانـي
هذي النـجومُ بحضنِ اللـيلِ نَعرفُها
هـلْ أنـجمٌ سطعتْ أم تلكَ أحزاني ؟
يا حب إنْ كنتَ بالأرواحِ مُمتزجـاً
فخذْ لها عبقاً مـن وردِ بُسـتانـي
***
( 12 )
رحـيـل
إلى الأخ والصديق الطبيب طارق الحزواني بعد أن أزمع السفر
إرحلْ فإنّ القلبَ لا لـن يتبعَـكْ
إرحلْ فقد ضاعَ الفؤادُ وضيَّعَـكْ
بحقيبةِ السّفرِ التي حَملَتْ أسـىً
أحَزَمتَ ذِكْري حينَ قلبي ودَّعَكْ ؟
قد قُطعتْ أسلاكُ هاتـفِ مهجتـي
فبأي سلكٍ ترتضي أنْ أسمعَـكْ ؟
ثكِلتْ عيوني دمعَها فـي لحظـةٍ
عجزتْ حروفُ قصيدتي أنْ تجمعَكْ
أتَرَكتني وحدي وجمرَ دخينتـي ؟
ودخـانُ تَبغـي همُهُ أنْ يتبعَكْ
وبسرعةٍ قلت( الوداع ) كومضةٍ
خطفتْ عيونَ بصيرتي ما أسرعَكْ
أتُراكَ تتركُ لي زهيـرةَ حبِّنـا ؟
فواحةً أم هـل ستأخذُهـا معَـكْ
حتى نواعيـرُ المدينـةِ هاجـرتْ
فاتْركْ رذاذةَ مائِهـا مـا أطمعَـكْ

رَحَلَ الربيعُ وحـلَّ ثلـجُ شتائنـا
يا صاحبي إرحلْ ولَمْلِـمْ أدمُعَـكْ