( 9 )
أصداء
شَدوُ الرَّحيقِ أتـى بالحُـزنِ يَستَتِـرُ
و الحَرفُ غَنَّى و نادتْ أمْسَها الصُّوَرُ
أضْرَمْتِ ناراً مَـدى الأيـامِ أُخْمِدُهـا
أَحييتِ حُبَّـاً بقلبـي كـانَ يُحتَضَـرُ
كيفَ الرُّجوعُ ونارُ الأمسِ في كَبِـدي
هلْ مِن لُحونٍ إذا ما قُطِّـعَ الوَتَـرُ ؟؟
يا أكْؤساً كُسِـرَتْ كانـتْ تُجَرِّعُنـي
خَمرَ الهوى و لها أشـدو و أعتَـذِرُ
هلِ الحروفُ تُعيدُ الوَصلَ فـي زَمَـنٍ
صارَ الكلامُ بِـهِ يَفنـى و يَندَثِـرُ ؟؟
قدْ تُخفقيـنَ بهـذا الجَمـعِ ملهمتي
فالشَّمسُ غابتْ و تاهَ الليلُ و السَّحَـرُ
قدْ نَلمحُ البَدرَ قربَ الشَّمسِ في وَضَحٍ
لنْ نَلمَحَ الشَّمسَ في الظَّلماءِ تَنْتَحِـرُ
هـذا أنـا قَمَـرٌ نــوري أُأَطِّــرُهُ
مِن وهجِ شَمسٍ بَدتْ في الأفقِ تَنصَهِرُ
هذي الحُروفُ التـي بَعثَرتِهـا أمَـلاً
بالوَصلِ صارتْ جَوَىً بالرُّوحِ تَسْتَعِـرُ
جُـنَّ اليراعُ وجُنَّ اللحـنُ و الوتـرُ
والحـرفُ أيقظني واحْتارتِ الصُّـوَرُ
و الحـبُّ أوقـد في قلـبي منارتَـهُ
والشّمسُ عادتْ وعاد النّجمُ و القَمرُ
هذا القَصيدُ لهُ فـي الرُّوحِ مَنزِلـةٌ
مُـرِي فـإنَّ الفُـؤادَ المُـرَّ يُؤتَمَـرُ
***
( 10 )
نداء
هلْ غادرَ الشعراءُ نحـو الأنجـمِ
أم أنّهـمْ رحلـوا بلـوم الـلـوَّمِ
إني سمعتُ صدى أنيـنِ قلوبهـم
متلثـمـاً بــالآهِ دون تـألـمِ
واللهِ قد حَسِبـوا بـأنَّ مياهَكـمْ
فيها الشفاء لهم كما فـي زمـزمِ
ذاكَ الفراتُ مياهُهُ مـن شِعرهِـمْ
وهنا على العاصي قريضي يرتمي
والنّيلُ يأبـى أنْ يكـونَ مدنَّسـاً
ما بالُ نَهرِكُمُ الـذي لـم يَرحَـمِ
نحن الذيـن إذا قـرأتَ حروفَنـا
لَعرفت أنَّ لها الفصاحة َ تنتمـي
فالعلم يأتي من عراقِ النورِ والش
شامِ التـي بعلومهـا لـمْ تُهـزَمِ
وكذا من النيلِ الذي يسقي عقـو
لَ العرْب عِلماً بالميـاهِ و بالـدَّمِ
يا سادتي عـودوا فـإنَّ غيابَكـم
كالنَّبتـةِ الحُبلـى بشهـدِ العلقـمِ
***
المفضلات