اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف
إن عظمة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وفضائلها ومزاياها ومصائبها وما رأت من الضغط والكبت والاضطهاد كانت كافية لتهييج العواطف الجيّاشة تجاهها، فلا عجب إذا طفق الشعراء ينثرون مدائحهم للسيدة فاطمة (بمختلف اللغات) ويعبّرون عن شعورهم وحبهم ومودتهم.
وذلك حينما اهتزت ضمائرهم، فتفتحت قرائحهم، وفاضت أحاسيسهم فطفقوا يثنون على السيدة فاطمة الزهراء أحسن الثناء، ويرثونها بأوجع الرثاء.
وأي شاعر يشعر بآلام السيدة فاطمة الزهراء ولا يهيج شعوره؟ وأي إنسان يدرك مواهب السيدة فاطمة الزهراء ومزاياها ولا يعبّر عن مشاعره؟
إلاّ أن يكون شعوره متحجراً، أو إدراكه معطلاّ أو أحاسيسه راكدة وجامدة.
إن جمال حياة السيدة فاطمة الزهراء يأخذ بمجامع قلب كل حرٍ، وكل قلبٍ حرٍ سليم.
إن قـــــيل حـــــوّاء قــلت: فاطم فخرها أو قيــــــل مـــــريم قـــلت: فاطم أفضل
أفـــــهل لـــــحوّا والــــــد كمـــــحــــمد؟ أم هــــــل لمــــــريم مــــثل فاطم أشبُلُ
كـــــلٌّ لهــــــا حـــــين الـــولادة حــــالة منها عــــــــقول ذوي البصــــائر تذهل
هــــــذي لنخــــــلتها التــجت فتساقطت رطباً جـــــــنــــــياً فــــــهي مـــنه تأكل
وضعــــت بعيـــسى وهـي غير مروعة أنّي وحـــــــارســـــــها السـرّي الأبسل
وإلــــى الجـــدار وصفحة الباب التجت بنـــــــت النــــــبي فــأسقطت ما تحمل
سقـــــطت وأسقـــــطت الجنين وحولها مــــــن كـــــــل ذي حــسب لئيم جحفل
هـــــذا يعــــــنّـــــفهـــــا وذاك يــــدعّها ويــــــردهـــــــا هـــــــذا وهــــذا يــركل
وأمـــــامـــــــها أســــــد الأسود، يقوده بالحبـــــــل قـــــــنفذ هـــل كهذا معضل
ولســـوف تـــــأْتي فــــي الـقيامة فاطم تشـــــــكو إلـــــى رب الســـماء وتعول
ولتـــــرفعنَّ جــــــنـــــيـــنها وحنـــيـنها بشـــــــكاية منها السماء تـــــتـــــزلزل
ربّـــــــاه! ميــــــراثي وبــــــعلي حـــقَّه غـــــــصبوا، وأبنـــــائي جـــميعاً قُتّلوا
فــــــرخـــــاي: ذا بالـــــسُمّ أمسى قلبه قــــــــطــــــعاً، وهـــذا بــالدماء مغسّل
المفضلات