تابع
اقتباس:
الأمر السابع: بدعهم الكثيرة التي تدل على ضعف العقول، ومن أشهرها مايقيمونه من المآتم والحزن سنويًا في يوم عاشوراء، حيث يضربون صدورهم وخدودهم،ويطعنون أنفسهم بالأسلحة، حتى يسيلوا الدماء، وينوحون ويصيحون، مما يدل على سخافةوخفة العقول، وكذا ما ابتدعوه من عيد يسمونه "عيد الغدير"، مما لا أصل له عن الأئمةالاثنى عشر ولا عن غيرهم، إلى غير ذلك من بدعهم وأكاذيبهم.
"الرد"
1 – الشيعة يقيمون مآتم الحزن والعزاء على سيد الشهداء عليه السلام امتثالاً لأوامر الأئمة المعصومين عليهم السلام، فقد وردت أحاديث كثيرة جداً تأمر بذلك، ففي وسائل الشيعة ج 14 ص 500 عقد الحر العاملي قدس الله سره باباً بعنوان: "باب استحباب البكاء لقتل الحسين وما أصاب أهل البيت عليهم السلام وخصوصا يوم عاشوراء واتخاذه يوم مصيبة، وتحريم التبرك به" نقل فيه عدة روايات منها:
- أحمد بن محمد البرقي في (المحاسن) عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن بكر بن محمد، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.
- عبد الله بن جعفر في (قرب الإسناد) عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال للفضيل: تجلسون وتتحدثون ؟ فقال: نعم، فقال: إن تلك المجالس أحبها، فأحيوا أمرنا، فرحم الله من أحيى أمرنا، يا فضيل من ذكرنا أو ذكرنا عنده ثم ذكر مثله.
محمد بن علي بن الحسين في (ثواب الأعمال) عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن إسحاق مثله.
- وفي (المجالس وعيون الأخبار) عن أحمد بن الحسن القطان ومحمد بن بكران النقاش ومحمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني كلهم عن أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني عن على بن الحسن بن علي ابن فضال، عن أبيه، قال: قال الرضا عليه السلام: من تذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم يموت القلوب... الحديث.
- وعن جعفر بن محمد بن مسرور، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قال الرضا عليه السلام (في حديث) فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام.
ثم قال عليه السلام: كان أبي عليه السلام إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام.
- وعن حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسن ابن علي، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين عليه السلام دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا.
- وعنه، عن سلمة، عن علي بن سيف، عن بكر بن محمد، عن فضيل وفضالة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من ذكرنا عنده ففاضت عيناه حرم الله وجهه على النار.
وقد بكاه رسول الله صلى الله عليه وآله كما روى الشيعة والسنة، قال أحمد بن حنبل: ثنا محمد بن عبيد ثنا شرحبيل بن مدرك عن عبد الله بن نجى عن أبيه أنه سار مع علي رضي الله عنه وكان صاحب مطهرته فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي رضي الله عنه: اصبر أبا عبد الله! اصبر أبا عبد الله بشط الفرات!
قلت: وماذا؟
قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم (وعيناه تفيضان) قلت يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان؟
قال: بل قام من عندي جبريل قبلُ فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات.
قال فقال: هل لك إلى أن أشمك من تربته؟
قال: قلت نعم.
فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها (فلم أملك عيني أن فاضتا).
مسند أحمد ج 1 ص 85
وقال ابن أبي شيبة الكوفي: حدثنا يعلى بن عبيد عن موسى الجهني عن صالح بن أربد النخعي قال: قالت أم سلمة: دخل الحسين على النبي (ص) وأنا جالسة على الباب، فتطلعت فرأيت في كف النبي (ص) شيئاً يقلبه وهو نائم على بطنه، فقلت: يا رسول الله! تطلعت فرأيتك تقلب شيئا في كفك والصبي نائم على بطنك (ودموعك تسيل) فقال: إن جبريل أتاني بالتربة التي يقتل عليها، وأخبرني أن أمتي يقتلونه.
المصنف ج 8 ص 632
2 – وأما عيد الغدير فقد كان الأئمة عليهم السلام يتخذونه عيداً لأنه اليوم الذي نزل فيه قول الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} (3) سورة المائدة، روى ثقة الإسلام الكليني قدس الله سره عن: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك للمسلمين عيد غير العيدين؟ قال: نعم يا حسن أعظمهما وأشرفهما، قلت: وأي يوم هو؟ قال: هو يوم نصب أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه فيه علما للناس، قلت: جعلت فداك وما ينبغي لنا أن نصنع فيه؟ قال: تصومه يا حسن وتكثر الصلاة على محمد وآله وتبرء إلى الله ممن ظلمهم فإن الأنبياء صلوات الله عليهم كانت تأمر الأوصياء باليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا، قال: قلت: فما لمن صامه؟ قال: صيام ستين شهرا، ولا تدع صيام يوم سبع و عشرين من رجب فإنه هو اليوم الذي نزلت فيه النبوة على محمد صلى الله عليه وآله وثوابه مثل ستين شهرا لكم.
الكافي ج 4 ص 148
وفضل هذا اليوم معروف حتى في كتب أهل السنة فقد قال الخطيب البغدادي:
أنبأنا عبد الله بن علي بن محمد بن بشران أنبأنا علي بن عمر الحافظ حدثنا ضمرة بن ربيعة القرشي عن بن شوذب عن مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي بن أبي طالب فقال: ألست ولي المؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم، فأنزل الله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب له صيام ستين شهرا وهو أول يوم نزل جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة.
اشتهر هذا الحديث من رواية حبشون وكان يقال إنه تفرد به وقد تابعه عليه أحمد بن عبد الله بن النيري فرواه عن علي بن سعيد.
تاريخ بغداد ج 8 ص 284
وقد استوفى العلماء والكتاب جميع الشبهات التي ذكرها وغيرها مما لم يذكره، وإنما كان القصد من الرد عليه بيان عدم دقة هذا الرجل فتراه يخلط الأمور بشكل عجيب، فلا يفرق بين ما يوجب الشرك وبين ما لا يوجب الشرك! ومع ذلك يستخف بدماء الملايين فيستبيح دمائهم بكل سهولة!
فالعجب من اتباعه كيف يثقون به ويأخذون عنه دينهم!
نقول للاطلاع والفائدة.
مع تحيات اخوكم
الباســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـل






رد مع اقتباس
المفضلات