بسم الله الرحمن الرحيم
السلامعليكم ورحمة الله وبركاته ..
ما رأي علماءالشيعة الإمامية في أن حوّاء خلقت من ضلعٍ أعوج من أضلاع آدم (عليهالسَّلام)؟
لا شك و أنالمادة التي خلق الله عَزَّ و جَلَّ منها الإنسان و كوَّنه منها هي الطين، فأبوناآدم (عليه السَّلام) خُلق من مادة الطين، وبذلك تشهد آيات قرآنية كثيرة،منها:
1. قول الله عَزَّ و جَلَّ : {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ}
2. قول الله تعالى : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ}
3. قول الله سبحانه : {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَالْإِنسَانِ مِن طِينٍ}
4. قول الله جَلَّ جَلالُه : {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْأَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍلَّازِبٍ}
5. قول الله عَزَّ و جَلَّ : {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِإِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ}
6. وقول الله تعالى عن لسان إبليس : {قَالَأَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنطِينٍ}
فيتبيَّن أن خلق الإنسان بصورة عامة و النبي آدم (عليه السَّلام) بصورة خاصة كان من مادة الطين من غير شك و ريب.
من أي شيء خُلقتحواء؟
أما بالنسبة إلى أمنا حواء فنقول أن العموم الوارد في الآيات السابقة يشملهاأيضا كما يشمل جميع أفراد البشر، فهي خلقت من نفس المادة التي خلق منها النبي آدم (عليه السَّلام)، و بذلك تشهد الآيات القرآنية أيضا وكذلك الأحاديث الواردة عن أهلالبيت (عليهم السَّلام).
أما ما يفيد من القرآن الكريم بأن المادة التي تمخلق حواء منها هي الطين، تماماً كآدم (عليه السَّلام) فهو قول الله عَزَّ و جَلَّ : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍوَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًاوَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَكَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}.
والمقصود من النفس الواحدة هو الجنس البشريالواحد بدليل قوله الله عَزَّ و جَلَّ : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْأَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةًوَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، وقوله تعالىأيضاً : {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْأَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِيُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ}.
فالمقصود من كل هذهالآيات هو أن الله تعالى خلق الأزواج من جنس واحد، و ليس المقصود أنه تعالى خلقالنساء من أبدان الرجال كما هو واضح.
وأما الدليل من الأحاديث فما رَوىالشيخ الصدوق (قدس الله سره) في كتابه "علل الشرايع " أن النبي محمد (صلَّى اللهعليه وآله) قال : "خلق اللهُ تعالى آدمَ من طين، ومن فضلته وبقيَّته خُلقت حواء ...".
فالصحيح أن الله عَزَّ و جَلَّ خلق النبي آدم (عليه السَّلام) أولاًمن مادة الطين، ثم خلق من فاضل تلك المادة الطينية زوجته حواء، وهذا ما تؤكدهالروايات الصحيحة المروية عن أهل البيت (عليهمالسَّلام).
هل خُلقت حواءمن ضلع أعوج؟
أما القول الذي يقول بأن حواء قد خُلقت من ضلع أعوج من أضلاع آدم (عليهالسَّلام) فهو قول غير صحيح ويخالف الواقع حتى لو استند إلى أحاديث دونتها بعضالصحاح، كالحديث الذي ذكره سمرة بن جندب حيث نسب إلى رسول الله (صلَّى الله عليهوآله ) أنه قال : "ألا إن المرأة خُلقت من ضلع، وانك إن تُرِد إقامتها تَكسرها،فدارِها تعش بها ثلاث مرات".
و كذلك ما نسبه أبو هريرة للرسول (صلَّى اللهعليه و آله) أنه قال : "المرأة خُلقت من ضلع اعوج وانك إن أقمتها كسرتها وان تركتهاتعش بها و فيها عوج".
التوراة وخلقحواء:
ولدى مراجعة الفصل الثاني من سفر التكوين من التوراة نجد أن ما جاء فيه بهذاالشأن يطابق ما جاءت به الأحاديث القائلة بأن حواء خلقت من ضلع من أضلاع آدمتماماً، وهذا الأمر مما يدعم فكرة تسرب هذه الإسرائيليات من التوراة إلى بعض كتبالحديث ومن ثم أخذت طريقها إلى الشعر و الأدب، فهناك من الأدباء والشعراء من وجد فيهذه الأحاديث مبرراً كافياً للتهجم على المرأة واتهامها بالاعوجاج، فقال بعضهم :
هي الضلع العوجاء لست تقيمها * ألا إن تقويم الضلوع انكسارها
أتجمعضعفا واقتدارا على الفتى * أليس عجيبا ضعفها واقتدارها
إلى غير ذلك منالآثار السلبية التي لا تزال موجودة في المجتمعات والقائمة على أساس هذهالإسرائيليات.
رأي الإمامالباقر (عليه السَّلام) في هذا القول:
لقد كذَّب الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام) ما يقال عنحواء أنها خُلقت من ضلع من أضلاع النبي آدم (عليه السَّلام)، وردَّ على هذا القولبشدَّة عندما سئل عنه.
قال الراوي : سُئل ـ أي الإمام الباقر (عليهالسَّلام) ـ من أي شئ خلق الله حواء؟
فقال : "أي شئ يقولون هذاالخلق"؟
قلت : يقولون : إن الله خلقها من ضلع من أضلاع آدم.
فقال : "كذبوا، يعجز أن يخلقها من غير ضلعه"؟
ثم قال : "أخبرني أبي عن آبائه ، قال : قال رسول الله (صلَّى الله عليه و آله) : إن الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين،فخلطها بيمينه، وكلتا يديه يمين، فخلق منها آدم فَفضَل فضلة من الطين فخلق منهاحواء".
اتمنى أن لا يكون ردي ضايقك اختي الكريمة شهد لكن التكليف الشرعي وتصحيح الخطأ هو الذي جعلني ارد هنا
يجب علينا اختي الكريمة استسقاء معلوماتنا من مصادرنا مذهب أهل البيت سلام الله عليهم.
تقبلي خالص تحياتي واحترامي واعتذاري
اخوك
الباســـــــــــــــل
المفضلات