والآن مع الجزء السادس والأخير:
لكن عندما نظرت نحو الشخص وجدته رجلا قوية البنية يحمل حربة خاصة في يده يريد أن يضربني قلت لعله أحد أولئك الذين اعتدوا على النساء من قبل فنهضت وصرخت فيه : يا سيء الحظ لم تجرؤ على مهاجمتي من قبل خوفا من سلاحي وأتيت اليوم لأني غير مسلح أعلم ما سأفعل بك.
لكنه مد يده نحوي وكبرت يده باقترابها مني حتى أخذ كلتا قدمي بيده وضغط عليهما بشدة حتى غبت عن الوعي.
وفي الصباح إستيقضت لأجد قدماي تؤلمانني بشدة.
فسألتني زوجتي عما بي فحدثتها بما رأيت فقالت: لقد رأيت مناما مزعجا انهض لأبشرك فحاولت النهوض ولكني لم أستطع بسبب وجع قدماي.
فقلت لها: ما هي بشارتك قولي.
قالت: لقد عرفت سبب مرضي وهو أني في اليوم الذي سبق الحادثة جاءني سيد فقير وطلب مني مساعدته وكنت حينها أستمع للموسيقى من الإذاعة وفرحة جدا لدرجة أني كنت أرقص أحيانا فلم أعتن به فقال لي: اليوم هو عاشوراء والشيعة يقيمون العزاء على الإمام الحسين عليه السلام فلم أنت فرحه على هذا الحد؟
فقلت له: أخرس , ثم أطلقت عدة عبارات تجاسرت فيها على الحسين بن علي عليه السلام وعلى الشيعة فلعنني وذهب وفي الليل حصل ما حصل.
لكني عند غروب الأمس شاهدت ذلك السيد الفقير فاعتذرت منه فقال لي: إذا أعطيت شيعة النخاولة مالا لإقامة عزاء سيد الشهداء عليه السلام فسيشفيك الله.
ظننت أصدقائي قد خدعوا زوجتي واخترعوا تلك الكذبة لأعتقد بما قاله الأستاذ.
فصفعت زوجتي بقوة وقلت لها: لا تكرري علي تلك الكذبة.
لكني ندمت على ذلك خاصة أني كنت قد أخفيت عنها ما قاله أستاذ الجامعة.
وبسبب عصبيتي تلك أزداد ألم قدمي وكنت أصرخ وزوجتي تبكي بسبب الصفعة فلم أعد أحتمل الوضع.
فقلت لها: خذيني بسرعة إلى المستشفى فنقلتني إلى المستشفى.
فقال الطبيب: يبدو أنك قد تلقيت ضربة شديدة على رجلك وقد توقف الدم عن الجريان فيهما سنحاول تحريك الدم بالمساج.
واستمر المساج حتى الليل ولكن لا دم جرى ولا ألم توقف.
فقال الطبيب المعالج: لو تخبرني بما حدث لك ستساعدني في علاجك .
فسردت له ما جرى لي.
فقال: لقد خفت فتسبب ذلك بالأمر.
قلت له: إذًا ليس هناك شيئا لقد أرحتني لكن وجع رجلي لا يطاق ولم تنفعني الأقراص المسكنة.
وفي آخر الليل لا أدري إن كنت نائما أم كنت مستيقظا لكني رأيت باب الغرفة ينفتح ودخل ثلاثة أشخاص ملثمين وكانت الممرضة موجودة , لكن يبدو أنها لم تراهم .
فكشف الأول وجهه وكان نفس الشخص الذي رأيته بالأمس وضغط على قدمي.
قال لي: لم أتحدث حتى الآن معكم لأنه لا ينبغي التحدث إلى الناس جاهلين إلى هذا الحد لكني مجبر الآن أن أقول لك عدة أمور:
أولا: نحن نفس الأشخاص الثلاثة الذين قمنا بتأديب النسوة السبعة لأنهن تجاسرن على عاشوراء والإمام الحسين عليه السلام.
ثانيا: أعلم أن قدميك لن يشفيا من الألم حتى لو تبت وإذا لم تقطعها فسوف تهلك .
في تلك الإثناء رفع الآخران النقاب عن وجهمها وقال الذي يتحدث إلى أحدهما: لأنه صفع زوجته ولم يصدق الأمر أضغط على إحدى يديه وليضغط الآخر يده الأخرى ليفقد رجليه كيلا يتابع مثل هذه الأمور وليفقد يديه حتى لا يصفع زوجته بعد الآن.
وأخذوا بيدي وضغطا عليهما وصرخت من الألم.
يبدو أن الممرضة كأنها كانت في سبات وهي تقف أمامي طوال هذه المدة وكأنها صحت من سباتها على صراخي وسألتني : ماذا دهاك؟ وقبل أن تصل نحوي غبت عن الوعي.
وعندما عدت إلى وعي ودت الطبيب عند رأسي يمسح كتفي ويدي تؤلمني كقدمي فسردت للطبيب ما جرى فقالت الممرضة: لكني لم أرى أحدا .
فطلبت من الطبيب أن يقطع يدي ورجلي لأرتاح من الألم .
لكنه قال: علينا أن نعالج فإذا لم ينفع الأمر سنقوم بذلك.
وسعى الأطباء لعلاجي مدة عشرين يوما لم يتحسن وضعي بل كان يسوء أكثر فأكثر وكأنهم قطعوا شرايين أطرافي فاسودت فأمر الأطباء بقطعهما واحدة بعد أخرى فأصبحت بهذه الحال.
وقبل عدة أيام من خروجي من المستشفى التأم جرحي تقريبا وكنت قلقا جدا لكيفية لقائي مع الأخرين فزوجتي قالت لي: لم أكن أعلم أنك عنيد\ لهذه الدرجة تعال ندفع مبلغا لعزاء الإمام الحسين عليه السلام لئلا يسوء وضعك أكثر.
وافقتها الرأي وأرسلت مبلغا وطلبت منهم أن يقيموا مجلس العباس عليه السلام دون أن أعلم بذلك.
وفي منامي رأيت أبا الفضل العباس عليه السلام يزورني في فراشي ويخبرني أنه قد شفاني بتوسلهم به.
ومنذ تلك اليوم أعيش حياة هنيئة بحمد الله وتلك هي قضيتي وهذه حالتي.
عندها قلت له: فلماذا لم تتبع مذهب آل البيت عليهم السلام بعد أن رأيت كرامة عزاء الحسين عليه السلام؟
قال: لم تثبت لدي حتى الآن حقانية مذهب آل البيت ولكني شديد الاعتقاد بعزاء سيد الشهداء عليه السلام وأقيم في العشرة الأولى من محرم مجالس ذكر مصيبته وأدعو شيعة أهل البيت لحضور مجالسي وآمل أن استبصر من تلك المجالس إن كان مذهبهم أحق.
وقد سردت لك قصتي بسبب حبي للشيعة.
النهــــــــــاية
أرجو أن أكون قد وفقت في كتابة هذه القصة واتمنى من الجميع قرأتها لأنها تستحق القراءة فعلا
دعواتكم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
المفضلات