السلام عليكم جميعا أتمنى من الجميع قرأة هذه القصة الحقيقية والغريبة والعجيبة

الجان أيضا تقيم مجالس العزاء

يقول أحد المسلمين : ذهبت أنا ومن معي في بعض الأيام إلى سفح جبل احد لزيارة قبور شهداء أحد وزيارة مولانا الحمزة سيد الشهداء عليه السلام فزرنا أنضار الإسلام أولئك وادينا الصلاة في المسجد.
لمحت في أحدى النواحي رجلا مقطوع اليدين من المرفقين والرجلين من الفخذين وهو يستعطي ومع ذلك كان سمينا وبدأ كالكرة تتدحرج على الأرض وكانت الناس ترق لحاله وتركي إله بدراهم كثيرة على منديل كان قد بسطه أمامه ووقفت جانبا منتظرا أن ينفض الناس من حوله لكي أخلوا به بضع دقائق فأستفسر عن حاله تنبه لوجودي فناداني بالعربية قائلا : أعلم ما يدور في خلدك أنت تتوق لمعرفة حالي وأنا لا أخبر أحدا بذلك أيا كان لو أصر لا أستثني أحدا لكني لا اعلم لما انتابني رغبة لأخبرك بقصتي.
في هذه الأثناء تنبه أدهم لحديثنا وعلم بالطبع أننا نتحدث عن علة بتر يدي ذلك المستعطي ورجليه فاقترب مصغيا فقال لي ذلك المستعطي: ليس بمقدورنا أن نتحدث هنا لأن الناس ستتجمع من حولنا تعلا نذهب إلى منزلي كي أخبرك بأمري فقبلت اقتراحه ولكني قلت له: الزوار الآن كثر وإذا غادرت تكون قد أضررت بمصالحك.
فقال لي: لا أنا آخذ من الناس ما يكفي لأتدبر أمري وأمر زوجتي وأولادي وخدامي كل يوم بيومه وحين يتأمن ذلك المقدار أعود على البيت وأستريح.
فقلت: هل جمعت اليوم من المال ما يكفي
قال: نعم
قلت: لكننا لم نزل في أول النهار.
قال: كل يوم يتأمن المبلغ المطلوب في غضون ساعتين.
قلت: هل لك أن خبرني كم هي حاجتك كل يوم وكم من المال ينبغي أن يتجمع عندك؟
فتبسم وقال: أتمنى عليك أن لا تسألني عن الأسرار التي لا يباح بها ومع ذلك قد أضطر في سياق سردي لقصتي ان أخبرك بذلك أيضا.
قلت: إذا أردت أن نذهب فسآتي معك.
فرمى بنفسه على منديل المال بحركة خفيفة وخاصة وطواه بمهارة حلت معها , بالنسبة لي معظلة ذهابه إلى البيت ثم وضع المنديل في جيب كان قد خاطه على قميصه وبحق كانت حركاته مدعاة للفرجة ثم أنطلق بكرسيه المتحرك فتبعته وكنت أتأخر عنه أحيانا لسرعته.
هذا وكان يراقبه شاب قوي البنية إتضح لاحقا انه غلامه وكان الشاب مستعدا أن يحمله على إذا تعب.
طبعا لم يكن لذلك من داع لأن سيارة كبيرة من طراز (شفروليه) كانت جاهزة فحمله الغلام وأجلسه في الجانب الأيمن من المقعد الخلفي وطلب مني الصعود إلى السيارة من جانبها الأيسر.
فقلت لمن معي: أنتم عودوا إلى المدينة المنورة وسألحق بكم بعد ساعة أو اثنتين ثم ركبت السيارة وذهبت مع المستعطي وغلامه.
كان بيت الرجل فخما وحياته مرهفة وكان أولاده وزوجته على شي من الأدب والتهذيب وكان الجميع يحسب له حسابا ويبالغ في احترامه.
أول ما فعلوا بعد دخول المنزل كان أن نزعت زوجته ثوبه وألبسته آخر نظيفا ثم حملوه لغرفة الاستقبال ودعوني إليها , كانت هذه الغرفة مفروشة بالسجاد الإيراني ومزدانة بالثريات وحينما جلست بقصته هكذا:
حتى السن العشرين أي قبل عشرين سنة كنت سليما معافى وكنت أعيش مع زوجتي في هذا البيت وكنا حديثي العهد.
في منتصف إحدى الليالي سمعت خارج المنزل صوت استغاثة امرأة كان واضحا أنها تتعرض للضرب المبرح نهضت ولبست ثوبي وخرجت من البيت لأرى المرأة مرمية على الأرض والدم يجري من جرح في رأسها عميق وحولها ثلاثة شبان يضربونها... حينما رآني الشبان هربوا ولم أرى في العتمة سوى أطيافهم .
عندها وعلى وجه السرعة أحضرت سيارتي وأوصلت المرأة إلى المستشفى عسى أن يتمكنوا من نجاتها.
لكنها كان مغمى عليها من حي خروجي من المنزل ولم افلح في التعرف إليها من مهما نظرت إلى وجهها تحت ضوء السيارة.
سلمتها إلى المستشفى وكالعادة طلبوا مني تقريرا مفصلا عما جرى فأخبرتهم بالقصة من أولها إلى آخرها ثم دونوا عنوان منزلي أسفل التقرير وخرجت بعدها من المستشفى حينما وصلت إلى البيت رأيت بابه مشرعا وزوجتي الشابة التي تركتها في المنزل لا أثر لها ...
يتبع..............