خامسا
بقيتُ لفلقةِ الصبحِ أُقلبُ فيكَ أوراقا
أغوصُ ببحركَ فوجدتُ عمقكَ صار أعماقا
قد أخفى فضائلك العِدى حقداً وإخفاقا
وقد أخفى المحبُ ذكركَ خوفاً وإشفاقا
وبين ذا وذا ها قد ملأتَ اليومَ آفاقا
يزيدُ الدهرُ إظلاماً وأنت تزيدُ إشراقا
وجفت أبحرُ لكنكَ مازلت دفاقا
فسالت منك أوديةٌ تُفجّرُ منك عُشاقا
سيدي
حرماني من قربك أصعب
وعذابي في حبك أعذبْ
ماذا فقد من وجدك
ماذا وجد من عنك رَغبْ
سأثور لله وأغضب
وأُعذب لكنْ لن أغلبْ
لا يغلب من ينصرهُ الرب
فمتى في مولاي سأصلبْ؟
تشتدُ النيرانُ وحبي يشتدُ ضراما
في دربكَ تغدو النيرانُ بردا وسلاما
عليٌ
ضمني عندك حتى لورفعتُ بالصليب
علني أصبحُ في الحشرِ قريبا للحبيب
ضاق بي من فرطِ شوقي العمرُ والكونُ الرحيب
عليٌ
ولائك مابعناه
ولن نرضى بسواه
نوالي من والاك
نعادي من عاداك
سادسا للإمام الحجه عليه السلام
من أنت يا أملاً له آمالُنا تتبسمُ
شمسٌ تضيء الدرب للمستوحشين وتلهمُ
أم زمزمُ الحبِ وبعضٌ من مياهِكَ زمزمُ
بل أنت وجهُ اللهِ كيفَ لِوجهِهِ لا نسلمُ
مولاي ها أنا واقفٌ خجلٌ ببابِكَ نادمُ
نفسي ظلمتُ وأنت سِرُ لو أنهم إذ ظلموا
فأتيتك والوجهُ من سودِ الخطايا مظلمُ
والقلبُ ماغربت بهِ شمسُ المودةِ لكمُ
لستُ بقلبي بل بمن فيهِ عليك أقسمُ
فيهِ البتولةُ فاطمٌ هل بعد ذلك أحرمُ
يامن بفيضِ وجــودهِ كـــلُ الخلائق تنعمُ
يارحمةً للناسِ من جحدوهُ أو من أسلموا
مولاي كيف بمن قضى عمراً بقربكَ يحلمُ
ولسانه لـــهــــجٌ بذكـــــرك والفؤادُ متيمُ
أنا وسطَ طوفانٍ وبي أمواجهُ تتلاطمُ
أبتاهُ خذ بيدي فليس سوى سفينُكَ عاصمُ
يا والد الأمةِ فخرٌ لم تنله الأممُ
وعلى بنيهِ يُشفقُ الأب أحسنوا أم أجرموا
يامن بأمتهِ من الأمِ الرحيمهِ أرحمُ
حتى إذا بعث الورى والسكرةُ غشيتهمُ
فهناك تنخلع القلوب وكل طفل يهرمُ
كل أمرئٍ في شأنه وبوجهه هو هائمُ
وإذا لشخصك تشخص الأبصارُ وهي تهمهمُ
بك تستغيثُ وأنت تصرخ أمتي أنا لكمُ
يانفس لاتتوهمي كم للنفوس توهمُ
لا تطمعي بلقا الرسولِ ومنك زلت قدمُ
فمشيتِ في دربٍ أولوا الألبابِ عنه تصرموا
من رام وصل أحبةٍ شد الرحال إليهمُ
سابعا :

قصيدة غالى يسار للشيخ الدكتور الوائلي رحمه الله في الحسين ابن علي ( عليهما السلام ):
غالى يسار واستخف يمين
بك يا لكهنـــــــــك لا يكاد يبين
تجفى وتعبد الضغــــــــــــــائن تغتلي
والدهر يقســــــــــو تارة ويلين
وتظل أنت كما عــــــــــــــهدتك نغمة
للآن لم يرقـــــــــــى لها تلحين
فرأيت أن ارويـــــــــــك محظ رواية
للناس لا صـــــــور ولا تلوين
فلا انت اروع اذ تكون مــــــــــجردا
ولقد يضر برائــــــــــــع تثمين
ولقد يضيق الشكل عن مـــــــضمونه
ويضيع داخل شكلــه المضمون
إني أتيتك أجتلـــــــــــــــــيك وأبتغي
وردا فعندك للعطـــــــاش معين
واغض عن طـــــــرفي امام شوامخ
وقع الزمان وأسهـــــــن متين
وأراك أكبر من حديـــــــــــث خلافة
يستامها مروان أو هــــــارون
لك بالنفوس أمامة فيــــــــــــــهون لو
عصفت بك الشورى أو التعيين
فدع المعاول تزبئر قســــــــــــــاوة
وضراوة إن البنـــــــــــاء متين
أأبا تراب وللتـــــــــــــــــراب تفاخر
إن كان من أمشاجــــه لك طين
والناس من هذا الـــــــــــتراب وكلهم
في أصله حمأ به مســــــــــنون
لكن من هذا التـــــــــــــــراب حوافر
ومن التراب حواجـــب وعيون
فإذا استطال بـــــــــــك التراب فعاذر
فلأنت من هذا التـــــراب جبين
ولئن رجعت إلــــــى التراب فلم تمت
فالجذر ليس يمـــوت وهو دفين
لكنه ينموا ويفــــــــــــــــــترع الثرى
وترف منه براعـــــم وغصون
بالأمس عدت وانــت أكبر ما احتوى
وعي وأضخم مـــا تخال ظنون
فسألت ذهنـــــــي عنك هل هو واهم
فيما روى أم أن ذاك يقيــــــــن
وهل الذي ربى أبــــي ورضعت من
أمي بكل تراثها مأمـــــــــــــون
أم أنه بعد المــــــــــــــدى فاتضخمت
صور وتخدع بالـبـــــعيد عيون
أم أن ذلك حاجــــــــــــــــة الدنيا إلى
متكامل يهفــــــــــــو له التكوين
فطلبت من ذهنــــــــــي يميط ستائرا
لعب الغلو بهـــــــــا أو التهوين
حتى أنتهى وعيـــــــــــي إليك مجردا
ما قاده المـــوروث والمخزون
فإذا المبالغ في عـــــــــــــلاك مقصر
وإذا المبــــــــذر في ثناك ظنين
وإذا بك العمــــــــــــــلاق دون عيانه
ما قد روى التاريــــخ والتدوين
وإذا الذي لك بالنفـــــوس من الصدى
نزر وإنك بالأشـــــــــــــد قمين
أأبا الحسين وتلـــــــــــــك أروع كنية
وكلاكما بالرائعـــــــــــات قمين
لك في خيال الدهــــــــر أي رؤى لها
يروي السنا ويترجـــم النسرين
هن السوابق شزبـــــــــــــا وبشوطها
ما نال منها الوهـــــن والتوهين
والشوط مملكة الأصيـــــــــــــل وإنما
يؤذي الأصائـل أن يسود هجين
فسما زمان أنت في أبعــــــــــــــــاده
وعلا مكـــــــــان أنت فيه مكين
آلاؤك البيضاء طوقـــــــــــــــت الدنا
فلها على ذمــــــــم الزمان ديون
فق من الأبكار كــــــــــــــــل نجومه
ما فيه حتى بـــــــالتصور عون
في الحرب أنت المستحـــــم من الدما
والسلم أن التـــــــــين والزيتون
والصبح أنت على المنـــــــــابر نغمة
والليل في المحـــراب أنت أنين
تكسوا وانت قطيفــــــــــــــة مرقوعة
وتموت من جــــوع وأنت بطين
وترق حتى قيل فيــــــــــــــــك دعابة
وتفح حتى يفـــــــــــــزع التنين
خلق أقل نعــــــــــــــــــــوته وصفاته
أن الجلال بمثــــــــــــله مقرون
ماعدت ألحو فـــــــــــــي هواك متيما
وصفاتك البيضاء حـــــور عين
فبحيث تجتمـــــــــــــع الورود فراشة
وبحيث ليلى يوجــــــد المجنون
وإذا سئلت العاشقيـــــــــــــن فعندهم
فيما رووه مبـــــــــرر موزون
قسما بسحــــــــــــر رؤاك وهي إلية
ما مثلها فيما أخــــــــــال يمين
لو رمت تحرق عاشقيك لما أرعووا
ولقد فعلت فما ارعـوى المفتون
وعذرتهم فلذى محـــــــــاريب الهوى
صرعى ودين مــغلق ورهون
والعيش دون العشــــق أو لذع الهوى
عيش يليق بمثـــــــــــله التأبين
ولقد عشقتك واحتـــــــفت بك أضلعي
جمرا وتاه بجــــــــمره الكانون
وفداء جمرك إن نفســــــــــي عندها
توق إلى لذعـــــــــاته وسكون
ورجعت اعذر شانئــــــــــــيك بفعلهم
فمتى التقى المذبــــوح والسكين
بدر وأحد والهــــــــــــــراس وخيبر
والنهروان ومثلهــــــــــا صفين
رأس يطيح بهــــــــــــــا ويندر كاهل
ويد تجذ ويجــــــــــذع العرنين
هذا رصيدك بالنفــــــــــوس فما ترى
أيحبك المذبــــــــوح والمطعون
ومن البداهة والديـــــــــــــــون ثقيلة
في أن يقاضـــــــى دائن ومدين
حقد إلى حسد وخســـــــــــــــة معدن
مطرت عليـــــــك وكلهن هتون
راموا بها أن يدفنــــــــــــــوك فهالهم
أن عاد سعيهـــــــم هو المدفون
وتوهموا أن يغرقـــــــــــــوك بشتمهم
أتخاف من غـــرق وأنت سفين
ستظل تحسبك الكواكـــــــــــب كوكبا
ويهز سمع الدهـــــر منك رنين
وتعيش من بعد الخلـــــــــــــود دلالة
في أن ما تهوى السمـــاء يكون
يتبع
المفضلات