بسم الله الرحمن الرحيم
الهم صلي على محمد وآلة محمد
معلومات + صور + مقاطع صوتية + مقاطع مرئية + بوستر الصدارة
في صباحِ الطفولةْ "

الدُّرازُ ، مدينةٌ غريبة ، تفوحُ في أزقتها رائحةُ البحرِ المعتَّقةِ ، وتنتشر ألوانُ شجرِ السنديان في جدرانها ، التي تئِّطُّ بهدئةِ همسِ الأمسِ ، وفي طُرقاتِها التي اكتست برمال الشاطئ ، آثارُ أقدامٍ صغيرةٍ لطالما سارتْ على صفحاتِ ساحلِ أبو صُبحٍ ، واتخذت لها مكاناً قصّيا ، وبالقربِ من الأصدافِ الورديةِ المتناثرةِ بترتيبٍ ساحرٍ كحلّة العروسِ القديمةِ ، وقفَ طفلٌ صغيرٌ هناكْ ، يُحدِّقُ في النجوم ، ويتأملُّ السماء ، ليسألَ عن سرِّ تحليق الطيورِ بالقربِ من الشمسِ ، وكيف يبتلعُ الحوتُ الغامضُ قمراً أصفرَ ؟! ، لمْ يكُن يعلمُ إن كان يوماً سيعلمُ بسرِّ هذه الأوهام ! ، وعند هُطولِ مطرِ الربيعِ الدافئِ ، كانَ هذا الطفلُ الصغيرُ كغيرهِ ، يجري مع حبات الماءِ السائلةِ عبر الأرصفةِ المتصدِّعة ، وبعدَ هدوءِ السماءِ ، واكتفاءها بذوبان الزخاتِ فوقَ الوردِ النديّ في الحقول ، كانَ بعفويةٍ يقطفُ مع باقي رفاقِهِ ثمر شجرِ الجوزِ والتين ، والغريبُ في هذا الطفلِ أنّهُ كان ينصت لزقزقةِ البلابل وتغريدها ، ويُحِّبُ أن يصدحَ بنغماتها ، حتّى وهو يُنصتُ للأصوات الشَجيّةِ في الحسينيات ، كانَ يشعُرُ بانجذابٍ غريبٍ لهذا العالم ، أتخيلُ وجهَهُ ذا السمرةِ الحلوةِ ، مشدوداً للوقوفِ في مكانٍ قريبٍ من المنبر .!

كانَ الليلُ يتساقطُ في الأربعين ، عندما صحِبَ الحاجُ أحمدُ ابنهُ للحسينيةِ ، لم يكن مستغرباً للحاضرين تواجد هذا الطفلِ ، ولكن مالفت نظرهم تشوقهُ والدموعُ تشعُّ براءةً في عينيه ، للوقوفِ أمام النَّاس حاملاً بضعَ أوراقٍ ، بالقربِ من المكانِ الذي ينعى فيهِ الرادودُ والخطيبُ ، ومن كانَ يعلمُ بأنَّ هذا الطفلَ البسيطَ بهيئته والذكيُّ بملامحه ، سيكون يوماً راثياً وعالم دين ، أجل لقد أصبحَ هذا الطفلُ الشيخ حسين الأكرف.



" انتهى "


ولأنَّ المُبدعَ ظاهرةٌ لا تتكرر في حد ذاتها ، ولكن يمكنُ خلقُ صورٍ مشابهةٍ لها ، أو مختلفةٍ عنها ، عبر تتبعِ سيرِ الحياةِ ، كانَ لِزاماً على العديدِ ممّن أدهشوا الإنسانيةَ بإنتاجاتهم ، أن يؤرخوا ماضيهم ويوضحوا الجوانبَ الغامضةَ ، التي لا علمَ للنّاسِ بها ، وتعتبرُ الخطوةُ التي أقدم عليها المبدعُ في الفنِّ الصوتي ، والذي أسَّسَ وابتدعَ مدرسةَ تعددِ الأوزان في الموكب البحريني ، سماحةُ الشيخِ حسين الأكرف ، حَدثاً فنياً مهماً ، بفكرةٍ حديثةٍ عملياً وفريدةٍ جداً بالنظرِ لبنيتها التكوينية.

وقدْ كانَت بداياتي ، لشرحِ العلاقةِ الرحميّة والخلاقةَ بين الأكرف والموكب منذ الثمانينات ، في خطوةٍ تعتبرُ الأهم والأولى في تدوين تاريخ المواكب الحسينيةِ في البحرينِ علمياً وعالمياً.

فالفكرةُ لها أهميتها العلمية بالنظرِ لنُدرةِ تصدير المعلوماتِ الهامّة عن الموكب للعالمِ ، وشرحِ الخفايا عن هذا التعبير الحسيّ للحُزنِ لدى الشيعةِ خاصة.


بداياتي .. الجُزءُ الأول ، من السلسلة الثلاثية التي تقدم قراءة معاصرةً لسيرة سماحة الشيخ حسين الأكرف ، إذْ يتمُّ الكشفُ فيها عن العوامل التي صاحبت تكوين الرادود المبدعِ .. ( ظاهرةً ، صوتاً ، فكراً ).

بداياتي .. أولُ حواريةٍ صوتيةٍ مع الشيخ حسين الأكرف عن تجربته كأنموذجٍ يؤرخُ للمواكب في البحرين مطلع الثمانينات من القرن الماضي ، أجرى الحوارُ المذيعُ بقناة الرأي الفضائية الكويتية صادقُ الدبيس.

بداياتي .. إصدارٌ صوتيٌ تراثيٌ ، ضمَّ خمسَ عشرة قصيدةٍ من الفلكلور الشعبي ، لشعراء ماضيين !

في بداياتي .. أولُ قصيدةٍ ألقاها سماحةُ الشيخ بصوته في صغرهِ ، قبل ما يقرب العشرين عام.

بداياتي .. من إخراج المهندس الصوتي حسام يسري ، في استديو Five Levels ، وإنتاجِ مركز فداءِ الزهراء للتسجيلاتِ والهدايا الإسلامية.

بداياتي .. بين أيديكم بعد أيام العيد المبارك !

بداياتي .. من رحمِ الماضي ، وأطيافِ الحاضر ، وأفق الغد !

قدمنا لكم التقرير فإليكم الصور !



نبدأ بتصميم بوستر بداياتي للمُبدع محسن الخباز !

المهندس المُبدع حسام يسري .. يبدأ العمل مع الأكرف مستمعاً لألحانه وفكرة عمله !






الشاعرين عبد الله القرمزي ونادر التتان يتابعا العمل عن كثب !











مقاطع صوت :

المقطع الأول

المقطع الثاني

مقطع الفيديو