التضحية متى يأتي دورها ؟ ومتى أتى دورها ؟؟
ويكون هذا عادة في المجتمع الذي يخيم عليه الخمود والرقود , والخلود إلى المسكنة والذلة .. في المجتمع الذي يفقد روح الجهاد من أجل الكرامة والعزة , والذي ينطوي على روح النضال من أجل المصير الإنساني السعيد .
- إن التضحية لا تأتي إلا إذا فشلت كل الوسائل والأساليب العنيفة في مجال التغيير الاجتماعي .. أي أن دورها هو الدور الأخير والنهائي .
وفي أمثال هذا المجتمع تكون التضحية هي الوسيلة فحسب , وهي العلاج الحاسم وحدها .. لتبقى الأشلاء الكريمة مشعل الحرية , وليظل الدم الطاهر منار المصير المفضل , يضيء للثائرين دروب الكرامة والعزة والشرف .
ونلمس تضحية الإمام الحسين " عليه السلام " من أقواله حولها ومثال ذلك ما جاء في خطبته بمكة " وخيّر لي مصرع أنا لاقيه , كأن بأوصالي تقطعها عسلان الفلاة بين النواويس وكربلاء .. ألا من كان باذلاً فينا مهجته موطناً على لقاء الله نفسه قليرحل معنا " .
ونلمس صورة لخمود مجتمعه واستكانته إلى الراحة وانخذاله أمام الحكام الجائرين نتيجة فقده روح الجهاد . نلمسها في كثير من الحوادث ومثال ذلك كلمة الفرزدق للإمام الحسين " عليه السلام " حينما سأله الإمام "ع" عن خبر الناس خلفه : " قلوبهم معك وسيوفهم عليك "
إلى هنا حيث عرفنا أن طبيعة المجتمع الذي عاشه الإمام الحسين "ع" في خموده وخنوعه هي التي فرضت التضحية على الإمام "ع" كوسيلة أخيرة في سبيل التغيير الاجتماعي الذي كان ينشده عليه السلام .
المصدر : ثورة الحسين "ع" في ظلال نصوصها ووثائقها .وكان الإمام الحسين "ع" هو الشخص الوحيد الذي يملك رصيداً كبيراً من المحبة والإجلال في قلوب المسلمين جميعاً . ولهذا كانت ثورته خطاً فاصلاً بين الإسلام والحكم الأموي .
- 1- تحطيم الإطار الديني المزيف : الذي كان الأمويون وأعوانهم يحيطون به سلطانهم , بعد أن شاعت هذه الروح اللا دينية في جميع طبقات المجتمع دون أن تكافح .
2- الشعور بالأثم : لقد كان لاستشهاد الحسين الفاجع في كربلاء أن أثار في ضمير كل مسلم يستطيع نصره فلم ينصره بعد أن عاهدوه على الثورة .
3- الأخلاق الجديدة : كان لابد لثورة الحسين من أن تدعو إلى نموذج من الأخلاق , أسمى مما يمارسه المجتمع , ولابد من تغيير نظرة الإنسان إلى نفسه وإلى الآخرين , وإلى الحياة ليمكن إصلاح المجتمع .
ولقد قدم الإمام الحسين "ع" وآله وأصحابه في ثورته على الأمويين الأخلاق الإسلامية العالية بكل صفاتها ونقائها .
المصدر : صحيفة القائم .
المفضلات