ماذا أقول له ؟
ماذا أقول له لو جاء يسألني
إن كنت أكرهه أو كنت أهواه ؟
ماذا أقول إذا راحت أصابعه
تلملم الليل عن شعري وترعاه ؟
وكيف أسمح أن يدنو بمقعده ؟
وأن تنام على خصري ذراعاه ؟
غداً إذا جاء .. أعطيه رسائله
ونطعم النار أحلى ما كتبناه
حبيبتي ! هل أنا حقاً حبيبته ؟
وهل أصدق بعد الهجر دعواه ؟
أما انتهت من سنين قصتي معه ؟
ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه ؟
أما كسرنا كؤوس الحب من زمن
فكيف نبكي على كأس كسرناه ؟
رباه .. أشياؤه الصغرى تعذبني
فكيف أنجو من الأشياء رباه ؟
هنا جريدته في الركن مهملة
هنا كتاب معاً .. كنا قرأناه
على المقاعد بعض من سجائره
وفي الزوايا .. بقايا من بقاياه
مالي أحدق في المرآة .. أسألها
بأي ثوب من الأثواب ألقاه
أ أدعي أنني أصبحت أكرهه؟
وكيف أكره من في الجفن سكناه ؟
وكيف أهرب منه ؟ إنه قدري
هل يملك النهر تغييراً لمجراه ؟
أحبه .. لست أدري ما أحب به
حتى خطاياه ما عادت خطاياه
الحب في الأرض .. بعض من تخيلنا
لو لم نجده عليها .. لأ خترعناه
ماذا أقول له لو جاء يسألني
إن كنت أهواه .. إني ألف أهواه




نهر الأحزان

عيناكِ كنهري أحـزانِ
نهري موسيقى.. حملاني
لوراءِ، وراءِ الأزمـانِ

نهرَي موسيقى قد ضاعا
سيّدتي.. ثمَّ أضاعـاني

الدمعُ الأسودُ فوقهما
يتساقطُ أنغامَ بيـانِ

عيناكِ وتبغي وكحولي
والقدحُ العاشرُ أعماني

وأنا في المقعدِ محتـرقٌ
نيراني تأكـلُ نيـراني

أأقول أحبّكِ يا قمري؟
آهٍ لـو كانَ بإمكـاني

فأنا لا أملكُ في الدنيـا
إلا عينيـكِ وأحـزاني

سفني في المرفأ باكيـةٌ
تتمزّقُ فوقَ الخلجـانِ

ومصيري الأصفرُ حطّمني
حطّـمَ في صدري إيماني

أأسافرُ دونكِ ليلكـتي؟
يا ظـلَّ الله بأجفـاني

يا صيفي الأخضرَ ياشمسي
يا أجمـلَ.. أجمـلَ ألواني

هل أرحلُ عنكِ وقصّتنا
أحلى من عودةِ نيسانِ؟

أحلى من زهرةِ غاردينيا
في عُتمةِ شعـرٍ إسبـاني

يا حبّي الأوحدَ.. لا تبكي
فدموعُكِ تحفرُ وجـداني

إني لا أملكُ في الدنيـا
إلا عينيـكِ ..و أحزاني

أأقـولُ أحبكِ يا قمـري؟
آهٍ لـو كـان بإمكـاني

فأنـا إنسـانٌ مفقـودٌ
لا أعرفُ في الأرضِ مكاني

ضيّعـني دربي.. ضيّعَـني
إسمي.. ضيَّعَـني عنـواني

تاريخـي! ما ليَ تاريـخٌ
إنـي نسيـانُ النسيـانِ

إنـي مرسـاةٌ لا ترسـو
جـرحٌ بملامـحِ إنسـانِ

ماذا أعطيـكِ؟ أجيبيـني
قلقـي؟ إلحادي؟ غثيـاني

ماذا أعطيـكِ سـوى قدرٍ
يرقـصُ في كفِّ الشيطانِ

أنا ألـفُ أحبّكِ.. فابتعدي
عنّي.. عن نـاري ودُخاني

فأنا لا أمـلكُ في الدنيـا
إلا عينيـكِ... وأحـزاني




التلميذ
تورطت في الحب،خمسين عاما..ولا زلت أجهل ماذا يدوربرأس النساء..وكيف
يفكرن، كيف يخططن، كيف يرتبن أشياءهن، وكيف يدربن أثداءهن، على الكر والفر..والغزو والسلب..والسلم والحرب..والموت في ساحة الكبرياء
قرأت كتاب الانوثة، حرف حرفا..ولم أتعلم-إلىالان-شيئا من الأبجدية.
ولا زلت أشعر أني أحبك، في زمن الجاهلية..وألثم حناء شعرك بالطرق الجاهلية
ولا زلت أشعر أن الهوى في بلاد العروبه، ليس سوى غزوة جاهلية
قضيت بشارع نهديك، نصف حياتي..ومازلت أجهل من أين باب الخروج؟؟
وأين نهايات هذا الفضاء؟؟.. ومازلت أجهل كيف يهدد نهد،بسن الطفولة أمن الرجال وأمن السماء
تنقلت بين قوارير عطرك خمسين عاما..وبين بساتين شعرك خمسين عاما..
وبين تقاسيم خصرك خمسين عاما..ومازلت أجهل كيف أفك حروف الهجاء؟؟
وكيف أفك الضفائر، كيف أشيل الدبابيس منها، إذا ساعة الحسم دقت..وفاضت دموع الشتاء
تورطت فيك عميقا،عميقا..إلى
أن وصلت لحال التجلي، وحال التماهي، وحال الحلول، وحال الفناء..ومازلت أجهل ما الفرق ما بين رائحة الجسد الأنثوي ورائحة الجسد الكستناء
دخلت لمدرسة العشق خمسين عاما، ومنها خرجت بخفي حنين..أخذت بدرس التصوف صفرا، ودرس التقشف صفرا، ودرس الغرام الرومنسي صفرا..ولكني ماتفوقت إلا بدرس الجنون......
لبست النساء عليّ قميصا وكنت أظن قميصي حرير
وحين أتى البرد والزمهرير تأكدت أني لبست ثوب العراء





همجية الشفتين
لفي تحارير الهوى .. وامضي
أنا في السماء و أنت في الأرض..
غوري مع الشيطان .. لا أسف ٌ
ولتبتلعك زوابعُ البغض..
همجية الشفتين .. بئس هوىً
يقتات من عصبي .. ومن نبضي
عطلتُ صدري عند تاجرة ٍ
كالدود , من روض ٍ إلى روض
حاولت أن أدنيك من قممي
فهزئتِ من عطري .. ومن ومضي
ما أنت من بعدي .. سوى طلل ٍ
أنقاضه تبكي على بعض..
عودي حقارة طينة ٍ .. وغداً
تبكين زهر الموسم الغض




عند واحدة
قلنا .. ونافقنا .. ودخنا
لم يجدنا كل الذي قلنا
الساعة الكبرى .. تطاردنا
دقاتها .. كم نحن ثرثرنا
حسناء , إن شفاهنا حطب ٌ
فلنعترف أنّا تغيرنا..
ما قيمة التاريخ , ننبشه
ولقد دفنا الأمس وارتحنا..
هذي الرطوبة في أصابعنا
هي من عويل الريح أم منا؟
أتلو رسائلنا .. فتضحكني
أبمثل هذا السخف قد كنا؟
هذي ثيابك في مشاجبها
بهتت , فلست أعيرها شأنا..
فالأخضر المضنى أضيق به
و متى يُمل الأخضر المضنى؟
اللون مات .. أم ان أعيننا
هي وحدها لا تُبصر اللونا
يبس الحنو .. على محاجرنا
فعيوننا حُفرٌ بلا معنى
ما بال أيدينا مشنجة ً
فالثلج غمر ٌ إن تصافحنا
ممشى البنفسج في حديقتنا
قفر ٌ .. فما أحدٌ به يعنى
مر الربيع على نوافذنا
ومضى ليخبر أننا متنا
ما للمقاعد لا تحس بنا
أهي التي اعتادت أم اعتدنا
أين الحرائق؟ أين أنفسنا
لما أضعنا نارنا ضعنا
كنا و أصبح حبنا خبراً
فليرحم الرحمن من كنا
يتنفس الوادي و زنبقه
وشقيقه إما تنفسنا
نبني المساء بجر إصبعةٍ
فنجومه من بعض ما عفنا
كتبي .. ومعزفك القديم هنا
كم رفهت أضلاعه عنا
و صحائف ٌ للعزف شاحبة ٌ
غبراء .. لا نلقي لها أذنا
هذا سجلُ رسومنا .. تَرب ٌ
العنكبوت بنى له سجنا
هدا الغلام أنا .. وأنت معي
ممدودة ٌ في جانبي .. لحنا
لا ليس يُعقل أن صورتنا
هذي .. ولسنا من حوت لسنا
قلنا .. ونافقنا .. ودخنا
لم يجدنا كل الذي قلنا
حسناء .. إن شفاهنا حطب ٌ
فلنعترف أنا تغيرنا




عند الجدار
عند جدار البيت ذات يوم
أقبلتِ نحوي تسألين ما اسمي؟
كنت بعمر البراعم ِ المندّى
أعوامك العشرة لم تتمي
جدائل ٌ رعوشةٌ .. وصدر ٌ..
كقطعة الحرير لم يشمِّ
و كنتُ تحت الشمس مستريحاً
أنقش في التراب ألف رسم
أعدو مع العبير .. دون هم ٍ
و جئتني أنت ِ .. وجاء همي
سألتني اللعب معي.. ورحنا
نقطر الضوء بكل نجم
وندرز الصباح و شوشاتٍ
منطرحين في جوار كرم ِ
طعامنا اللثم فلو نهينا عنه
إذن متنا بغير لثم
وكان .. أن عدت إلى فراشي
فضاع أمني و استحال نومي
و احترقت مخدتي بناري
و أقبلت , على الدموع , أمي
تقول : يا شقيُ .. كيف تغشى؟
زاوية الجدار دون علمي
يا رحمة الله .. على جدار ٍ
لدنا به طفلين ذات يوم





لا تحبيني
هذا الهوى .. ماعاد يغريني !
فلتستريحي.. ولتريحيني
إن كان حبك .. في تقلبه
ما قد رأيت .. فلا تحبيني
حبي .. هو الدنيا بأجمعها
أما هواك فليس يعنيني
أحزاني الصغرى .. تعانقني
و تزورني .. إن لم تزوريني
ما همني .. ما تشعرين به
إن افتكاري فيك يكفيني
فالحب وهم في خواطرنا
كالعطر , في بال البساتين
عيناك .. من حزني خلقتهما
ما أنت ؟ ما عيناك ؟ من دوني
فمك الصغير.. أدرته بيدي
و زرعته أزهار ليمون
حتى جمالك ليس يذهلني
إن غاب من حين إلى حين
فالشوق يفتح ألف نافذةٍ
خضراء.. عن عينيك تغنيني
لا فرق عندي يا معذبتي
أحببتني , أم لم تحبيني
أنت استريحي .. من هواي أنا
لكن سألتك .. لا تريحيني




لماذا ؟

لماذا تخليت عني ؟
إذا كنتَ تعرف أني
أحبك أكير مني
لماذا؟

لماذا؟
بعينكَ هذا الوجوم
و أمس بحضن الكروم
فرطت ألوف النجوم
بدربي
وأخبرتني أن حبي
يدوم
لماذا؟

لماذا؟
تُغرر قلبي الصبي
لماذا كذبت علي
و قلت تعود إلي
مع الأخضر الطالع
مع الموسم الراجع
مع الحقل و الزارع
لماذا؟

لماذا؟
منحت لقلبي الهواء
فلما أضاء
بحب كعرض السماء
ذهبت بركب المساء
و خلفت هذي الصديقه
هنا .. عند سور الحديقه
على مقعدٍ من بكاء
لماذا؟

لماذا؟
تعود السنونو إلى سقفنا
و ينمو البنفسج في حوضنا
و ترقص في الضيعة الميجنا
و تضحك كل الدُنا
مع الصيف , إلا أنا..
لماذا؟





لن تطفيء مجدي
ثرثرت جداً فاتركينـــــــــي
شيء يمزق لي جبينـــــي
أنا في الجحيم وأنت لا
تدرين ماذا يعترينــــــي
لن تفهمي معنى العـــــــــــذاب
بريشتي لن تفهمينــــــي
عمياء أنت ألم تري
قلبي تجمع في عيونـــي
لأخاف تأكلك الحـروف
بجبهتي فتجنبينـــــــي
مات الحنين أتسمعيــــن
ومت أنت مع الحنيــــــن
لا تسأليني كيف قصـتنا
إنتهت لا تسألينـــــي
هي قصة الأعصاب والأفيون
والدم والجــــــــنون
مرت فلا تتذكـــــــري
وجهي ولا تتذكرينــــي
إن تنكريها فأقـــــــــــرأي
تاريخ سخفك في غضونـــي
أمريضة الأفكار يأبـــى
الليل أن تستضعفينــــي
لن تطفىء مجدي علــــــــــى
قدح وضمة ياسميـــــن
إن كان حبك أن أعيش
على هرائك فأكرهينــــي
حاولت حرقي فإحترقـــــــــت
بنار نفسك فأعذرينــــي
لا تطلبي دمعي أنــــــا
رجل يعيش بلا جفــــون
مزقت أجمل ماكتبــــــــــت
وغرت حتى من ظنونـــــي
وكسرت لوحاتي وأضرمـت
الحرائق في سكونــــــي
وكرهتني وكرهت فنــــــــاً
كنت أطعمه عيونـــــــي
ورأيتني أهب النجــــــــوم
محبتي فوقفت دونـــــي
حاولت أن أعطيك مـــــــن
نفسي ومن نور اليقيـــــن
فسخرت من جهدي ومـن
ضربات مطرقتي الحنـون
وبقيت رغم أناملـــــــــــي
طيناً تراكم فوق طيــــــن
لا كنت شيئاً في حســـاب
الذكـــــريات ولن تكوني
شفتي سأتبرها ولـــــــــن
أمشي إليك على جبينـــي





تعود شَعري عليك
تعود شعري الطويل عليك
تعودت أرخيه كل مساءٍ
سنابل قمحٍ على راحتيك
تعودت أتركه يا حبيبي..
كنجمة صيفٍ على كتفيك..
فكيف تملُّ صداقة شعري؟
و شعري ترعرع بين يديك..

ثلاث سنين..
ثلاث سنين..
تُخدرني بالشؤون الصغيره
وتصنع ثوبي كأي أميره..
من الأرجوان .. من الياسمين
وتكتب إسمك فوق الضفائر
وفوق المصابيح .. فوق الستائر..
ثلاث سنين..
و أنت تردد في مسمعيا..
كلاماً حنوناً .. كلاماً شهيا
و تزرع حبك في رئتيا..
وها أنت .. بعد ثلاث سنين
تبيع الهوى .. وتبيع الحنين
وتترك شعري..
شقياً.. شقياً
كطير جريح ٍ.. على كتفيا

حبيبي أخاف إ عتياد المرايا عليك.
و عطري , و زينة و جهي عليك..
أخاف اهتمامي بشكل يديك ..
أخاف اعتياد شفاهي..
مع السنوات , على شفتيك
أخاف أموت , أخاف أذوب
كقطعة شمع على ساعديك..
فكيف ستنسى الحرير؟
وتنسى .. صلاة الحرير على ركبتيك؟

لأني أحبك , أصبحت أجمل
وبعثرت شعري على كتفي..
طويلاً .. طويلاً..كما تتخيل..
فكيف تمل سنابل شعري؟
و تتركه للخريف وترحل
وكنت تريح الجبين عليه
وتغزله باليدين فيغزل..
و كيف سأخبر مشطي الحزين؟
إذا جاءني عن حنانك يسأل..
أجبني , ولو مرة يا حبيبي
إذا رحت ..
ماذا بشعري سأفعل؟؟





تلفون
صوتك القادم من خلف الغيوم
سكب النار على الجرح القديم
مد لي أرجوحة ً من نغم ٍ
و رماني نجمة ً بين النجوم
من ترى يطلبني ؟ مخطئة ٌ!
فاتركيني لدخاني وهمومي
أنا جرح ٌ مطبق ٌ أجفانه
فلماذا جئت تُحيين هشيمي؟
رقمي من أين قد جئت به
تحت عصف الريح في الليل البهيم
بعد أن عاش غربياً مهملاً
بين أوراقك كالطفل اليتيم
كيف.. من بعد شهور ٍ خمسة ٍ
عدت يا صاحبة الصوت الرخيم
حُبنا .. كان عظيماً مرة ً
و طوينا قصة الحب العظيم
أتقولين : ( أنا آسفة ٌ)
بعدما ألقيت حبي في الجحيم
لم أعد أُخدع يا سيدتي
بالحديث الحلو .. والصوت النغوم
صوتك العائد .. لا أعرفه
كان يوماً جنتي.. كان نعيمي

حلوتي ! بالرغم مما قلته
فأنا , بعد , على حبي القديم
داعبي كل مساءٍ رقمي
و اصدحي مثل عصافير الكروم
كلمة ٌ منك .. ولو كاذبة ٌ
عمرت لي منزلاً فوق النجوم





يوميات رجل مهزوم
لم يحدث أبداً أن أحببت بهذا العمق
لم يحدث .. لم يحدث أبداً
أني سافرت مع امرأة .. لبلاد الشوق
وضربت شواطئ نهديها
كالرعد الغاضب أو كالبرق
فأنا في الماضي لم أعشق
بل كنت أمثل دور العشق
لم يحدث أبداً
أن أوصلني حب امرأة حتى الشنق
لم أعرف قبلك واحدة
غلبتني ..أخذت أسلحتي
هزمتني.. داخل مملكتي
نزعت عن وجهي أقنعتي
لم يحدث أبداً سيدتي
أن ذقت النار.. وذقت الحرق
كوني واثقة سيدتي
سيحبك الآف غيري
وستستلمين بريد الشوق
لكنك .. لن تجدي بعدي
رجلاً يهواك بهذا الصدق
لن تجدي أبداً
لا في الغرب..و لا في الشرق




بعد العاصفة
أتحبني بعد الذي كانا ؟
إني أحبك رغم ماكانا
ماضيك لا أنوي إثارته
حسبي بأنك هاهنا الآنا
تتبسمين وتمسكين يدي
فيعود شكي فيك إيمانا
عن أمس لا تتكلمي أبداً
وتألقي شعراً وأجفانا
أخطاؤك الصغرى أمر بها
وأحول الأشواك ريحانا
لولا المحبة في جوانحه
ما أصبح الإنسان إنسانا
عام مضى وبقيت غالية
لاهنت أنت ولا الهوى هانا
إني أحبك كيف يمكنني ؟
أن أشعل التاريخ نيرانا
وبه معابدنا جرائدنا
أقداح قهوتنا زوايانا
طفلين كنا في تصرفنا
وغرورنا وضلال دعوانا
كلماتنا الرعناء مضحكة
ما كان أغباها وأغبانا
فلكم ذهبت وأنت غاضبة
ولكم قسوت عليك أحيانا
ولربما انقطعت رسائلنا
ولربما انقطعت هدايانا
مهما غلونا في عداوتنا
فالحب أكبر من خطايانا
عيناك نيسانان كيف أنا
أغتال في عينيك نيسانا ؟
قدر علينا أن نكون معاً
يا حلوتي رغم الذي كانا
إن الحديقة لا خيار لها
إن أطلعت ورقاً وأغصانا
هذا الهوى ضوء بداخلنا
ورفيقنا ورفيق نجوانا
طفل نداريه ونعبده
مهما بكى معنا وأبكانا
أحزاننا منه ونسأله
لو زادنا دمعاً وأحزانا
هاتي يديك فأنت زنبقتي
وحبيبتي رغم الذي كانــــــــا




بالأحمر فقط....
في كل مكان في الدفتر
اسمك مكتوب بالأحمر
حبك تلميذ شيطان
يتسلى بالقلم الأحمر
يرسم أسماكاً من ذهب
ونساءاً من قصب السكر
وهنوداً حمراً وقطاراً
ويحرك الآف العسكر
يرسم طاحوناً وحصاناً
يرسم طاووساً يتبختر
وأمرأةً يرسم عارية ً
ولها ثديان من المرمر
يرسم عصفوراً من نار
مشتعل الريش ولا يحذر
وقوارب صيد وطيوراً
وغروباً وردي المئزر
يرسم بالورد وبالياقوت
ويترك جرحا ً في الدفتر
حبك رسام مجنون
لا يرسم إلا بالأحمر
ويخربش فوق جدار الشمس
ولا يرتاح ولا يضجر
ويصور عنترة العبسي
يصور عرش الإسكندر
ما كل قياصرة الدنيا ؟
مادمتي معي فأنا القيصر




النقاط على الحروف
لا تكوني عصبية
لن تثيريني بتلك الكلمات البربرية
ناقشيني بهدوء وروية
من بنا كان غبياً ؟ يا غبية
إنزعي عنك الثياب المسرحية
وأجيبي
من بنا كان الجبانا ؟
من هو المسئول عن موت هوانا ؟
من بنا قد باع للثاني .. القصور الورقية ؟
من هو القاتل فينا و الضحية ؟
من ترى أصبح منا بهلوانا ً ؟
بين يوم و عشيه ؟
امسحي دمع التماسيح
وكوني منطقية
أزمة الشك التي تجتازها
ليس تنهيها الحلول العاطفية
أنت نافقت كثيراً
وتجبرت كثيراً
ووضعت النار في كل الجسور الذهبية
أنت منذ البدء ، يا سيدتي
لم تعيشي الحب يوماً .. كقضيه
دائماً كنت على هامشه
نقطة حائرة في أبجدية
قشة تطفو .. على وجه المياه الساحلية
كائناً .. من غير تاريخ .. ومن غير هوية

لا تكوني عصبيه
كل ما أرغب أن أسأله
من بنا كان غبياً
يا غبية ؟.





أوعية الصديد
لا.. لا أريد ..
المرة الخمسون .. إني لا أريد
ودفنت رأسك في المخدة يا بليد ..
وأدرت وجهك للجدار ..
أيا جداراً من جليد ..
وأنا وراءك ..
يا صغير النفس .. نابحة الوريد
شعري على كتفي بديد
والريح تفتل مقبض الباب الو صيد
ونباح كلب من بعيد
والحارس الليلي .. والمز راب متصل النشيد
حتى الغطاء سرقته
وطعنت لي الأمل الوحيد
أملي الذي مزقته .. أملي الوحيد
ماذا أريد ؟
وقبيل ثانيتين كنت تجول كالثور الطريد
وا لآن أنت بجانبي
قفص من اللحم القديد
ما أشنع اللحم القديد
ماذا أريد ؟
يا وارثاً عبد الحميد
والمتكى التركي
والنرجيلة الكسلى تئن وتستعيد
والشركسيات السبايا حول مضجعة الرغيد
يقطن فوق بساطه .. جيداً فجيد
وخليفة الإسلام والملك السعيد
يرمي .. ويأخذ ما يريد
لا .. لم يمت عبد الحميد
فلقد تقمص فيكم عبد الحميد
حتى هنا ..
حتى على السرر المقوسة الحديد
نحن النساء لكم عبيد
وأحط أنواع العبيد
كم مات تحت سياطكم نهد شهيد
وبكى من استئثاركم
خصر عميد
ماذا أريد ؟
لاشيء
يا سفاح .. يا قرصان .. يا قبو الجليد
فأنا وعاء للصديد
يا ويل أوعية الصديد
هي ليس تمللك أن تريد و لا تريد




إمرأة من دخان
كيف فكرت في الزيارة ؟ قولي
بعد أن أطفأت هوانا السنينُ
إجمعي شعرك الطويل .. يخيف
الليل .. هذا المبعثر المجنون
لا تدقي بابي .. وظلي بعمري
مستحيلاً ما عانقته الظنون
أنت أحلى ممنوعة الطيف , خجلى
يتمنى مرورك .. الياسمين
لا أريد الوضوح .. كوني وشاحاً
من دخان ٍ .. وموعداً لا يحين
و لتعيشي تخيلاً في جبيني
و لتكوني خرافة ً لا تكون
إتركيني أبنيك شعراً .. و صدراً
أنت لولاي يا ضعيفة ُ .. طين
و دعي لي .. تلوين عينيك إني
تتمنى ألوان وهمي العيون..
لا تجيئي لموعدي .. واتركيني
في ضلال ٍ يبكي عليه اليقين
و احرقيني إذا أردت فإني
لا أطيق الجمال حين يلين
أنا ما دمت في عروقي همساً
فإذا كنت واقعاً لا أكون





الحب في الجاهلية
شاءت الأقدار، يا سيدتي،
أن نلتقي في الجاهليه
حيث تمتد السماوات خطوطا أفقيه
والنباتات، خطوطا أفقيه..
والكتابات، الديانات، المواويل، عروض الشعر،
والأنهار، والأفكار، والأشجار،
والأيام، والساعات،
تجري في خطوط أفقيه..
شاءت الأقدار..
أن أهواك في مجتمع الكبريت والملح..
وأن أكتب الشعر على هذي السماء المعدنيه
حيث شمس الصيف فأس حجريه
والنهارات قطارات كآبه..
شاءت الأقدار أن تعرف عيناك الكتابه
في صحارى ليس فيها..
نخله..
أو قمر ..
أو أبجديه ...
شاءت الأقدار، يا سيدتي،
أن تمطري مثل السحابه
فوق أرض ما بها قطرة ماء
وتكوني زهرة مزروعة عند خط الاستواء..
وتكوني صورة شعريه
في زمان قطعوا فيه رءوس الشعراء
وتكوني امرأة نادره
في بلاد طردت من أرضها كل النساء...
***
أو يا سيدتي..
يا زواج الضوء والعتمة في ليل العيون الشركسيه..
يا ملايين العصافير التي تنقر الرمان..
من تنورة أندلسيه..
شاءت الأقدار أن نعشق بالسر..
وأن نتعاطى الجنس بالسر..
وأن تنجبي الأطفال بالسر..
وأن أنتمي - من أجل عينيك -
لكل الحركات الباطنيه..
***
شاءت الأقدار يا سيدتي..
أن تسقطي كالمجدليه..
تحت أقدام المماليك..
وأسنان الصعاليك..
ودقات الطبول الوثنيه..
وتكوني فرسا رائعه..
فوق أرض يقتلون الحب فيها..
والخيول العربيه..
***
شاءت الأقدار أن نذبح يا سيدتي
مثل آلاف الخيول العربيه..





القبلة الأولى
عامان .. مرا عليها يا مقبلتي
و عطرها لم يزل يجري على شفتي
كأنها الآن .. لم تذهب حلاوتها
و لا يزال شذاها ملءَ صومعتي
إذ كان شعرك في كفي زوبعة ً
وكان ثغرك أحطابي .. وموقدتي
قولي أأفرغتِ في ثغري الجحيم وهل
من الهوى أن تكوني أنت محرقتي
لما تصالب ثغرانا بدافئةٍ
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
تروي الحكايات أن الثغر معصية ٌ
حمراءُ .. إنك قد حببت معصيتي
و يزعم الناس أن الثغر ملعبها
فما لها التهمت عظمي و أوردتي؟
يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها
شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوردتي
و يا نبيذية الثغر الصبي .. إذا
ذكرته غرقت بالماء حنجرتي
ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل
طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟
لم يبق لي منك .. إلا خيط رائحة ٍ
يدعوك أن ترجعي للوكر .. سيدتي
ذهبت أنتِ لغيري .. وهي باقية ٌ
نبعاً من الوهج .. لم ينشف .. ولم يمت
تركتني جائع الأعصاب .. منفرداً
أنا على نهم الميعاد .. فالتفتي..