صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 18

الموضوع: نهج أهل البيت عليهم السلام وثقافة التعايش

  1. #1
    عضو متميز الصورة الرمزية الباسل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    337
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    229

    نهج أهل البيت عليهم السلام وثقافة التعايش

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم: «كلكم لآدم وآدم من تراب».
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
    قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).
    خلق الله الكون وفق منهج التنوع بما في ذلك الإنسان والحيوان والنبات والجماد والملائكة والأفلاك والمجرات واللغات والألوان والألسن والأديان.
    وهذا الاختلاف والتنوع ـ سواء كان فطرياً كالأعراق والقوميات والشعوب والألوان (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) و (اختلاف ألسنتكم وألوانكم)، أو كان اختيارياً واكتسابياً كانتخاب الدين والفكر والثقافة والسلوك ـ ضروري لاعتبارات عدة.
    أولاً: الاختبار الإلهي، باعتباره يخدم حكمة الله سبحانه وتعالى في ابتلاء البشر بالنعم التي أسداها، أمثال نعمة العقل والقوة والمال.
    ثانياً: إدراك عظمة الخالق، فالإنسان عبر التنوع يدرك عظمة الخالق وجمالية الكون.
    ثالثاً: إثراء التجارب، فعبر هذا التنوع يستطيع الإنسان الاستفادة من نقاط قوة الآخرين واجتناب نقاط ضعفهم في بناء الصرح الحضاري.
    رابعاً: معرفة قيمة التعايش: فعبر التنوع يستطيع الإنسان أن يدرك معنى التعايش والتسالم وهو الفطرة والطبيعة البشرية المبنية على التفاعل لقضاء الحوائج وحل المشكلات، باعتبار أن منطق العقل والدين يدعوان إلى الانسجام والاحترام المتبادل، وإن حكمة الله تعلى اقتضت جعل الخيرات في الكون تحت تصرف الجميع (والأرض وضعها للأنام)، ومن العسير على الإنسان والتقوقع والإنزواء خاصة مع تلاشي الحدود وانتشار العولمة وجعل العالم قرية واحدة على حد تعبير عالم الاجتماع الكندي (مالك لوهان) الذي صاغ هذا الاصطلاح أثناء الحرب الأمريكية الفيتنامية، قال: ستخسر أمريكا الحرب، لأن هذه الحرب تحولت إلى حرب تلفزيونية، والتلفزيون بدوره قد حول العالم إلى قرية عالمية، وسكن هذه القرية لم يسمحوا للولايات المتحدة على مواصلة قصف فيتنام إلى ما لا نهاية.

    التقوقع لن يفيدنا:
    وكان نظر (مالك لوهان) إلى علاقات القرية وتقاليدها الإنسانية، ولكن (برجنسكي) مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق (جيمي كارز)، حول هذه الفكرة لصالح أمريكا، واعتبرها فرصة أمام أمريكا لتقدم للعالم نموذجاً كونياً للحداثة، معتمداً على قدرة أمريكا على التسويق، حيث أنها تسيطر على 60% من الإعلام العالمي.
    ومقصودنا من التعايش هو المفهوم الإسلامي، الذي يدل على وجود أرضية مشتركة بين الأطراف والبحث عن الحقيقة الموجودة في ثنايا الكليات. وقد أكدت روايات أهل البيت عليهم السلام على التعايش، يقول الإمام الباقر عليه السلام:(صلاح شأن الناس التعايش) وإن شخصاً دعا بحضور الإمام السجاد عليه السلام قائلاً: اللهم أغنني عن خلقك، فلما سمع الإمام كلامه رد عليه قائلاً: ليس هكذا الناس بالناس، ولكن قل: اللهم أغنني عن شرار خلقك، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قبل:(رأس العقل بعد الدين التودد إلى الناس، واصطناع الخير إلى كل أحد برز وفاجر).
    وليس مقصودنا من التعايش المفهوم الغربي الذي يدل على التعايش مع شيء رغم الاعتقاد أنه شر وخاطئ ويدل على التنازل من الضعيف للقوي.
    لقد أقر الدين الإسلامي الحنيف مبدأ التعايش لعالميته ورحمته (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، وسعة حرياته (يضع عنهم أصرهم والأغلال التي كانت عليهم)، وإقراره بحقوق الآخرين خصوصاً الدينية، والنهي عن مصادرة تلك الحقوق (لا إكراه في الدين)، وبطلبه من الناس تحري الحقيقة، وهذا التحري والبحث والتمحيص يقتضي التعايش ـ ولو بنسبة ما ـ ولحكمة الله سبحانه فقد علق الجزاء يقسميه ثواباً وعقاباً بالآخرة، واعتبار أن الدنيا دار بلاء وامتحان، فهذا التعليق والاعتبار يمنح الإنسان مساحة كبيرة من التسالم والتعايش والألفة والمحبة.
    والخلاصة: أن التعايش له موضوعية وطريقة، باعتباره حسن بذاته، وكونه وسيلة لتحقيق أمور أخرى صالحة بذاتها كالحرية والعدالة ومعرفة الحقيقة.

    الناس صنفان إما أخ لك أو نظير:
    على ضوء كلام أمير المؤمنين عليه السلام لمالك الأشتر:(الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)، كيف يمكن رسم خطة أو بناء أساس للتعامل بين الاثنين؟ ما هي حدود التعامل وأبعاده وملابساته؟
    كيف يمكن التوفيق بين الأصالة ـ الأنا ـ الموجودة في الدين وبين التبعية ـ الآخر ـ الموجودة في الخلق؟
    هل النظارة في الخلق إشارة إلى البعد الإنساني، والأخوة في الدين وإشارة البعد الإيماني؟ وعند الاختلاف في الاعتبارات الإنسانية لمن يكون المرجع؟ هل الاعتبار الإنساني يحدد الدين أو العقل؟
    فبعد انتشار العولمة سياسياً واقتصادياً وثقافياً وإعلامياً وتقنياً، وتنميط العالم وطمس هويات دوله وخصوصياتها وتقويض سيادتها واستقلالها، وبعد عزف الدول الغربية على وتر التعايش وحقوق الإنسان وإطلاق الحريات ونشر الديمقراطية، وبعد نشر الغرب قواعده العسكرية في كثير من البقاع، واحتلاله لبعض البلدان الإسلامية كأفغانستان والعراق، وبعد انتشار ظاهرة الإرهاب والهجمة الشرسة ضد أتباع أهل البيت عليهم السلام في الباكساتان والعراق ومن قبل في أفغانستان، والتنسيق بين بعض الحكام والتجار لمنع انتشار فكر أهل البيت عليهم السلام، وسياسة الإقصاء المبرمجة في الجانب السياسي والاقتصادي والإداري في بعض الدول الخليجية.

    الكل راع:
    هناك سؤال يطرح نفسه، ماذا يجب أن نعمل لنشر فكر أهل البيت عليهم السلام في هذه الظروف والتغيرات؟
    وفي الجواب نقول:
    أولاً: السعي لأن تكون لنا إرادة حقيقية وجدية لنشر فكر أهل البيت عليهم السلام ـ مراجع وعلماء ومفكرون وخطباء وتجار ـ من منطق (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، فالإرادة هي الأساس لكل حركة تغيير وإصلاح عبر التاريخ ولعامل الإرادة قوانينه وأنظمته الذاتية من الحس بتحمل المسؤولية نفسياً واجتماعياً ودينياً ومن إرادة التحدي.
    ثانياً: التركيز على العراق باعتباره مركز الانطلاق الفكري والإشعاع الحضاري والعمق الإستراتيجي لأهل البيت عليهم السلام، وبوابة الخليج بل الشرق الأوسط على حد تعبير الأمريكان، حينما أرادوا طرد البريطانيين والفرنسيين من المنطقة، ففي بداية الثلاثينات من القرن الماضي طلب الحكومة الأمريكية من مراكز الدراسات أن تقدم مقترحاتها عن سبل احتلال الخليج، وبعد سنتين قدمت مائتي دراسة، اختارت الحكومة إحدى الدراسات القائلة بأن العراق بوابة الخليج، ومنذ ذلك الوقت سعت الحكومة الأمريكية إلى تطوير علاقاتها مع بعض التجار وبعض المسؤولين من الدرجة الثانية في العهد الملكي، وتنامت هذه العلاقات في نهاية الستينيات.
    اذن من واجبنا نحن نصرة أهل البيت سلام الله عليهم وهذا بعدة امور هي:
    1- نشر فكر أهل البيت
    2- توعية كافة المسلمين لما يحاك في الخفاء لضرب ومحي سيرة وتاريخ أهل البيت
    3- التسلح بفكر أهل البيت وزيادة معلوماتنا ورفع المستوى الثقافي والفكري
    4-التصدي لاعداء أهل البيت كل فرد بحسب قدرته
    5- الرجوع الى المصادر الفكرية سواء سياسية,اقتصادية,اجتماعية,اخلاقية,عبادية. والتأكد من المصدر الحقيقي لفكر أهل البيت لكي لا نقع في الخطأ والابتعاد عن الصواب.
    حيث تعددت الوسائل والطرق لمحاربة فكر أهل البيت فهي الان اكثر مما كانت عليه لهذا يجب الرجوع لمصادر أهل البيت والنسه الشريفه الاصيلة الخاليه من التحريف كي نحمي عقولنا من دخول فيروس التحريف والسم المدسوس في العسل.
    اسف على الاطالة عليكم لكن الموضوع يستحق واملي فيكم القراءة بتمعن وفهم راقي يا ذوي الالباب.
    لكم خالص تحياتي واحترامي
    اخوكم
    الباســــــــل

  2. #2
    عضو سوبر محترف الصورة الرمزية ام باسم
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    3,548
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    298

    رد: نهج أهل البيت عليهم السلام وثقافة التعايش


    بسم الله الرحمن الرحيم .
    التعايش.....
    هذا الاصطلاح القديم الجديد... السهل الصعب: الذي يشمل:
    تعايش الانسان مع ذاته هو
    تعايش الفرد مع الفرد الآخرفي الجماعة الواحدة
    تعايش الفرد مع الفرد الآخر من غير أفراد جماعته
    تعايش الجماعة مع الفرد العضو في نفس الجماعة
    تعايش الجماعة مع الفرد من الجماعات الأخرى
    التعايش بين الجماعات الأفقية في المجتمع الواحد كالمؤسسات الانسانية و النقابات، وأكثر مؤسسات المجتمع المدني
    التعايش بين الجماعات العمودية في المجتمع الواحد كالأديان، والمذاهب والطوائف والقوميات
    التعايش بين الأكثرية والأقلية
    التعايش بين الأغلبية من جهة،والأقلية، أو الأقليات من جهة اخرى
    التعايش بين المجتمات المختلفة
    التعايش بين الشعوب المختلفة
    التعايش بين الأمم المختلفة
    التعايش بين الحضارات المختلفة
    التعايش بين الدول المختلفة
    التعايش مع البيئة الطبيعية
    التعايش مع البيئة الاجتماعية الداخلية ككتلة واحدة
    والتعايش.........
    فالحاجة إلى التعايش موجودة أينما وجدت علاقة بين طرفين،وهي مسؤولية مشتركة يتحملها الطرفان غالباً.
    أجلْ هذا الاصطلاح قديم قدم الانسان. فقصة قابيل وهابيل معروفة، لكنه جديد في الوقت نفسه لتداعيات سلبيات العولمة، والضرورات العالمية لإصلاح ثغرات العولمة، وإصلاح ما يسوق من صراع المصالح باسم الدين تارة، وباسم صراع الحضارات تارة أخرى.
    فالحاجة إلى إرساء ودعم وتشريب مفاهيم التعايش حاجة ماسة وضرورية، ولاسيما مع تحول العالم إلى قرية صغيرة.
    أما وصفنا للتعايش بالسهل الصعب، فيعود إلى سهولة التنظير والدعوة اليه، وصعوبة ممارسته ونشره وتكريسه، لا للصعوبة المألوفة في الانتقال من النظرية إلى الممارسة فحسب، بل لجملة من التعقيدات والتداخلات والأسس التي يجب ضمانها مستدامة لزرع التعايش وتأصيله وتكريسه على مختلف الأصعدة والمستويات والمجالات المتقدمة.
    إضافة إلى أن التعايش من صنف الأزهار بطيئة النمو، سريعة الزوال.
    وعملية التعايش تبدأ من نظرة الانسان إلى نفسه وتقييمها، ومدى نجاحه في إقرار حالة التعايش الداخلي مع ذاته، فالذي ينظر إلى نفسه نظرة إيجابية مطلقة أو سلبية مطلقة، بينما يقيّم الآخر بأنه سلبي أو إيجابي بصورة مطلقة، لايمكنه أن يتعايش مع الآخر، وكذلك المتعثر في التعايش مع ذاته في محاكاته وحوارته مع الذات للخروج بتوازن بين الارادات الداخلية المتباينة كالعقل والعاطفة والضمير والنفس وما إلى ذلك، فيكون ذا شخصية بعيدة عن التوازن والاعتدال والوسطية، وهذا مما يبعد الإنسان عن التعايش، فالتعايش يبدأ من دائرة الذات ويمتد ليؤثر، ويتأثر بجميع دوائر التعايش المذكورة في المقدمة.
    فيما تقدم مفردات لابد من التوقف عند كل منها بايجاز:
    النظرة إلى الذات
    النظرة إلى الآخر
    لاصلاح النظرة إلى الذات، وبالتالي إلى الاخر يقول سبحانه وتعالىيَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاًكَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِه وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا ًً) سورة النساء الآية: 1.
    فالكل مخلوق من نفس واحدة، أي وحدة في الأصل الانساني، والناس أبناء أسرة وعائلة انسانية واحدة، والله عزوجل هو الذي كرّم الانسان دون تمييز، كما في قولهوَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا) سورة الإسراء الآية: 70.
    وما هذا الاختلاف في اللغات والألوان ؟
    يقول سبحانه في محكم كتابه: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ) سورة الروم الآية: 22.
    فالأصل الانساني واحد، والجميع مكرمون، والاختلاف والتنوّع والتعدّد في اللغات والألوان من آياته ومعجزاته للعالم.
    إذا كانت التعددية من آياته سبحانه وتعالى، وهي الأصل في الحياة ؛ فما هو الطريق للتعامل بين مكونات التعددية ؟
    (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)سورة الحجرات: الآية: 13.
    بعد التأكيد مرة أخرى على التعددية يحدد الله عزوجل معيار التفاضل بالتقوى التي هو عليم وخبير بها، ويشير إلى مقدمة من مقدمات التعايش، وهو التعارف بين مكونات نسيج الأسرة العالمية الواحدة:
    هلْ التعارف يجلب العداوة والصراع ! ؟
    التعارف عادة يمهّد للتفهم، والتقارب فالتفاهم والتعاون والتعايش، والآثار الخطيرة للمعرفة الخاطئة أو الناقصة عن الآخر، باتت معروفة، ولذلك يؤكد المصلحون ضرورة تجاوزها، ومعالجتها لدعم التعايش، لدفعه نحو التعاون، كما في قوله تعالى: (وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).وفي الحديث الشريف عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآلهخير الناس من ينفع الناس).
    نعم التعددية هي الأصل، وهي آية، واختبار،وتنافس، واستباق الخيرات في وقت واحدلكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم قيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم فينبئكم فيما كنتم فيه تختلفون)
    فلا للتجانس القهري بضميمة قوله: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي...)و (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..).
    ونعم للتعددية، فالاختلاف والتمايز سيكون دائماً موجوداً، لكن بالإمكان تحويله إلى أداة ايجابية تنافسية فعّالة تغني الأطراف المختلفة المتمايزة، لتجييره في تخديم الأسرة البشرية الواحدة، وهذا ما يأمر به الاسلام كما في النصوص المتقدمة وغيرها، والوسائل عديدة ومتنوعة، منها ماتقدّم؛ مثل تأصيل:
    1. وحدة الأصل الانساني.
    2. تكريم الانسان بماهو إنسان.
    3. حرية الإنسان.
    4. التعددية.
    5. حظر التجانس القهري.
    6. متطلبات التعايش الأخرى بين الأطراف المختلفة.
    وبعبارة أخرى فالإسلام يصحّح النظرة إلى الذات أولاً، وإلى الآخر ثانياً، وإلى التعددية ثالثاً، ويزرع متطلّبات التعايش رابعاً، فيعالج التحجيم والتضخيم سواءً في النظرة إلى الذات أو إلى الأخر، بتأصيل وحدة الأصل الانساني،وتكريم الإنسان بماهو إنسان إلى جانب نفيه للغرور والتعصب وماشابه ذلك من معوّقات للاتصال والتعارف، كما يؤصّل الحرية للإنسان، ويرفض التجانس القهري، مما يصحّح النظرة إلى التعددية، لضمان التعامل الإيجابي البنّاء معها،وبكل صراحة وصدق وثقة، وبعيداً عن المراوغة أو النفاق أو الاضطرار وما نحو ذلك، فعند التدبّر في الآيات الكريمة التالية إلى جانب ماتقدّم يبدو ذلك جلياً:
    (وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين)
    (إن الدين عند اللّه الإسلام)
    (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي...)
    (لكم دينكم ولي دين)
    (لا أعبد ماتعبدون)
    (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..)
    أليس ذلك قمة التسامح المنشود لدعم وترسيخ التعايش ؟
    فالتسامح في معناه الاصطلاحي الحديث يدل على قبول اختلاف الآخرين – سواء في الدين أم العرق أم السياسة – أو عدم منع الآخرين من أن يكونوا آخرين أو إكراههم على التخلّي عن آخريتهم.
    بل أكثر من ذلك، فهو يطبّق ما يسمّونه مؤخّراً بأرقى أنواع التسامح والذي يدعو إلى تجاوز الموقف الذي يقتصر على التسامح بمعنى قبول اختلاف الآخرين، والتقدّم إلى موقف التقدير المناسب لخصائص الآخر واحترام "آخريتهم."
    فالاسلام لم يحترم آخرية الآخرين فحسب، بل يسمح للآخر بتطبيق قوانينه في بيئته وضمن المجتمع أو النظام الاسلامي وقاعدتي الالزام والإمضاء في الفقه الاسلامي خير دليل على ذلك، وفي الأحلاف والاتفاقيات التي عقدها وطبّقها الرسول الأكرم على الصعيدين الخارجي والداخلي ما هو أكبر وأرقى من أرقى أنواع التسامح المطروحة هذه الأيام مع بداية الألفية الثالثة.
    هذا من جهة، ومن جهة أخرى فالإسلام يكرّس كل متطلبات ودعائم التعايش وما ينعشه ويضمنه بصورة مستدامة مثل:القسط، العدل، الإنصاف، العفو، الصفح، إحقاق الحق، نفي الظلم، حسن الظن وما إلى ذلك؛ قال الله تعالى:‏ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) سورة المائدة الآية: 8.
    هذه بعض النصوص التي تشير إلى منطلقات وركائزنظرية التعايش في الاسلام، وقد زرعاها ورعاها الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله أيما رعاية، رعاية كاملة وعظيمة للغاية. فالعلامة الفرنسي جوستاف لوبون يقول: ( رأينا من آي القرآن التي ذكرناها آنفًا أن مسامحة محمد لليهود والنصارى كانت عظيمة للغاية ).
    ويضيف روبرتسن في كتابه ( تاريخ شارلكن ) إن المسلمين وحدهم الذين جمعوا بين الغيرة لدينهم وروح التسامح نحو أتباع الأديان الأخرى ) كما في: كتاب (حضارة العرب ) .
    أما عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه والتعايش فنستعرض بعض اللقطات:
    • يقول سلام الله عليه في عهده لمالك الأشتر لما ولاّه مصر:
    (.. وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبّة لهم واللطف بهم، ولا تكونّن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزّلل وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحبّ أن يعطيك الله من عفوه وصفحه).
    وكأنه لضمان التعايش بين الراعي والرعية لايكتفي بمجرد رعاية الوالي للرحمة والمحبة واللطف في التعامل مع الرعية وبجميع مكوناتها المختلفة، اذن:ما هو المطلوب ؟وماهو البديل ؟
    المطلوب هو الانطلاق من الذات، ومن المركز الستراتيجي للذات، الانطلاق من القلب، لتبدأ بزراعة الحب والرحمة واللطف، حتى يتحول ذلك الحب الذي يسع جميع مكونات النسيج الاجتماعي إلى ملكة، فتحب الرعية بتعدديتها حبّاً متواصلاً و نابعاً من القلب.
    وهلْ هناك مايضمن التعايش و التسامح أكثر من الحبّ الواقعي الصادق النابع من القلب ؟
    إنه الحديث الرائع عن خلق مقوّمات التعايش المستدام،طبعاً في النصّ المتقدّم أيضاً إشارة إلى اصالة التعددية، وواقعية، وعدالة وعقلانية التعامل معها، إضافة إلى معالجة وتصحيح النظرة إلى كل من الذات والآخر، بتأكيد وحدة الأصل الانساني في قوله: فإنهم - أي الناس - صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.
    • هل الحبّ والتلطف والكلام المعسول وحده يكفل التعايش ؟
    يشير عليه السلام إلى عدم جدوى كل ما تقدّم ما لم يعزّز بتكريس حقوق الرعية، وتحاشي الإضرار بها، و بمكوّناتها المختلفة بقوله:ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً - أي تضرهم - تغتنم أكلهم - أي تهضم حقوقهم -.
    ثم يؤصّل عليه السلام العفو والصفح لخلق الأرضية الخصبة للتسامح والتعايش بقوله:يفرط - أي يسبق - منهم - أي من الناس - الزّلل - وتعرض لهم العلل - أي علة الأعمال السيئة، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ - وهذا طبيعة الإنسان -، فأعطهم من عفوك وصفحك...و لاتندمن على عفو - إذ العفو أحسن عاقبة من الانتقام - ولاتبجحن بعقوبة - أي لا تفرحن بسبب ما عاقبيت به أحداً، فإن العقوبة شرّ عاقبة مهما كانت حقاً.
    • وماهي حدود العفو والصفح المطلوب ؟
    يقول - عليه السلام -: فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحبّ أن يعطيك الله من عفوه وصفحه.
    يا ترى ماهي حدود العفو والصفح الذي نطمع أن يمنحنا الله إيّاها ؟هلْ ثمة حدود ؟
    ويقول عليه السلام في خطبة أخرى بما يرتبط بمقوّمات التعايش وتحديداً بما يتعلّق بإنصاف الناس والصبر على حوائجهم ودون تمييزأنصفوا الناس من أنفسكم واصبروا لحوائجهم فإنكم خزّان الرعية ووكلاء الأمّة.... ولاتضربنّ أحداً سوطاً لمكان درهم ولا تمسّن مال أحد من الناس مصلّ ولا معاهد) والمعاهد هو غير المسلم من أهل الكتاب.
    وعن دور العدل المستدام في إرساء أسس التعايش، فالإمام - عليه السلام – يقول بأن استقامة العدل لا يحول دون اعتداء البعض الآخر، بل تعمل على حبّ وودّ الرعية للراعي، وهو أكثر تقدماً من التعايش:
    (وإن أفضل قرّة عين الولاة - الموجب لفرح واطمئنان الولاة - استقامة العدل في البلاد- فيأمن كلّ إنسان للعدالة المطبّقة فلا يتعدّى بعض الرعية على الآخر فينتعش التعايش - وظهور مودّة الرعية - أي حبّهم للدولة -، وإنهم لا تظهر مودّتهم إلا بسلامة صدورهم - بسبب تكريس العدل -..)
    فالإمام عليه السلام لم يكتف بمجرّد إرساء أسس التعايش، بل يدعو للتعامل والتعاطي على أساس الحبّ الصادق الذي يستند إلى العدالة.
    • أما عن المواطنة الكاملة ولجميع الشرائح فورد عن أمير المؤمنين(ع):
    مرّ به شيخ كبير مكفوف البصر يسأل الناس الصدقة فقال أمير المؤمنين(ع):
    ما هذا؟
    قالوا: نصراني.
    فقال(ع): استعملتموه حتى إذا كبر وعجز منعتموه؟ أنفقوا عليه من بيت المال.
    فالمواطنة كاملة وللجميع، دون تمييز، والضمان الاجتماعي ومن بيت المال عام يشمل الكل، فالحاجة لابدّ وأن تسدّ مع حفظ الكرامة الانسانية.
    أليس التمييز عدوّاً للتعايش ؟
    ألا يكون التعايش - إنْ وجد - هشّاً مع الحاجة والفقر والخوف من المستقبل وإهدار الكرامة الإنسانية لسدّ العوز ؟
    فالإمام - عليه السلام _ يوصي مالك بالضمان في قوله:...الله الله - يا مالك - في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم - أي لاسبيل لهم لإدارة أمورهم - من المساكين - المسكين هوالذي أسكنه الفقر من الحركة - ، والمحتاجين - المحتاج هو صاحب الحاجة - ، وأهل البؤسى - أي شديدي الفقر - والزمنى - أي ذوي الأمراض والعاهات التي تمنع عن العمل -، فإن في هذه الطبقة قانعاً - أي سائلاً - ومعترّاً - أي متعرّضاً للعطاء بلا سؤال - واحفظ لله ما استحفظك من حقّه فيهم ، واجعل لهم قسماً من بيت مالك ،وقسماً من غلاّت صوافي الإسلام في كلّ بلد، فإنّ للأقصى منهم مثل الذي للأدنى - أي دون تمييز في ذلك الضمان بين المركز والمحيط أو بين العاصمة والمحافظات أو بين المدينة والأرياف -، فلا يشغلنك عنهم بطر - أي طغيان الملك والنعمة - ، فإنك لا تعذر - أي لا يقبل الله ولا الناس عذرك -.
    في الاقتصاد والتنمية والتعايش:
    يوصي عليه السلام: (ثم اسبغ - أي أوسع - عليهم الأرزاق - بإعطائهم مقدار حاجاتهم في رفاه - فإن ذلك - الإسباغ - قوّة لهم على استصلاح أنفسهم - فمنْ صلح حاله لايفكّر إلا في عمله -، وغنىً لهم عن تناول ما تحت أيديهم - فلا يظلمون الناس بأخذ أموالهم، ولا المال العام -، وحجّة عليهم - أي سحباً للذرائع - إنْ خالفوا أمرك ، أو ثلموا - أي خانوا - أمانتك.)
    فالرفاه المتناسب مع الحاجة يساعد على إصلاح الفرد لحاله وذاته وتفعيل أدائه، ويحول دون ظلم الآخر وتفشّي الأحقاد.
    وهل يمكن إهمال دور الرفاه في إحياء التعايش وإنعاشه ؟
    ويضيف سلام الله عليه في هذا الاتجاه مايزيد الصورة وضوحاً... وإنما يوتى خراب الأرض من إعواز أهلها... )
    ولذلك يؤكّد - عليه السلام - أهمية التنمية مشدّداً على التنمية ورفع الإنتاج لدعم الميزانية العامة محذّراً من اللجوء إلى الضرائب المشروعة مشيراً إلى أخطار ذلك على البلاد والعباد بقوله.. وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج،لأن ذلك لا يدرك إلا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة أضر بالبلاد وأهلك العباد، ولم يستقم أمره إلا قليلاً … فإن العمران محتمل ما حملته...)
    فالرفاه ينعش التعايش، ولضمانها لابدّ من تنمية مستدامة، والحاجة والعوز تقودان إلى الخراب، والتعويل على الضرائب دون رفع الإنتاج والأرباح يضرّ بالبلاد ويهلك العباد، وكيف لا تكون النتائج كذلك ؟
    فحين تتوقّف التنمية، تتدنّى وتنعدم الأرباح، وتهبط فرص العمل، وترتفع البطالة، لكن دفع الضرائب المجازة متواصل، فيستمر الفقر والإفقار والبطالة، فيبدأ التذمّر بالنمو، فتختلّ التوزانات والعلاقات لتختفي فرص التعايش بين الرعية نفسها من جهة، وبين الحاكم والمحكوم.
    هذه بعض الفقرات من وصية امير المؤمنين - عليه السلام- لمالك الأشتر، والتي باتت معروفة عالمياً بالدستور العلوي، وقد أجاد حقاً المفكّر المسيحي جورج جرداق في تعليقه على هذا الدستور بقوله( فليس من أساس بوثيقة حقوق الإنسان التي نشرتها هيئة الأمم المتحدة إلا وتجد له مثيلاً في دستور ابن أبي طالب ثم تجد في دستوره ما يعلو ويزيد… ))
    أما الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان فقال قبل ثلاث سنوات( قول علي ابن أبي طالب:يا مالك إن الناس إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق..، هذه العبارة يجب أن تعلَّق على كلّ المنظمات، وهي عبارة يجب أن تنشدها البشرية )).
    وبعد أشهر اقترح عنان أن تكون هناك مداولة قانونية حول كتاب الإمام علي إلى مالك الأشتر. اللجنة القانونية في الأمم المتحدة، بعد مدارسات طويلة، طرحت هل هذا يرشح للتصويت ؟ وقد مرّت عليه مراحل ثم رُشِّح للتصويت، وصوتت عليه الدول بأنه أحد مصادر التشريع الدولي.
    هذه فقرة من وثيقة واحدة من وثائق الإمام علي بن أبي طالب تحفة الرسول الأكرم عليهما الصلاة والسلام لأمته، وللأسرة البشرية.
    ثلاث لقطات
    لنذكر ثلاث لقطات ترتبط بالتعايش خارج هذه الوصية، مما هو أكثر خصوصية،ويسلط الضوء على الممارسة والتطبيق في حياته عليه السلام:
    • الإمام (عليه السلام) يمشي مع النصراني إلى قاضيه،ليتحاكم كأحد الرعيه، وقاضيه يقضي عليه غير مصيب، فلا يرفض عليه السلام الحكم!
    روى ابن الأثير في التاريخ (الكامل) أن علياً (عليه السلام) وجد درعاً عند نصراني فأقبل إلى شريح قاضيه وجلس إلى جانبه يخاصم النصراني مخاصمة رجل من رعاياه، وقال: إن هذه درعي لم أبع ولم أهب، فقال للنصراني: ما يقول أمير المؤمنين؟ فقال النصراني: ما الدرع إلا درعي، وما أمير المؤمنين عندي إلا بكاذب، فالتفت شريح إلى علي (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين هل من بيّنة؟ قال: لا، فقضى شريح بها للنصراني، فمشى هنيئة ثم أقبل فقال: أما أنا فأشهد أن هذه أحكام النبيين، أمير المؤمنين يمشي بي إلى قاضيه، وقاضيه يقضي عليه! أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنّ محمداً عبده ورسوله، الدرع والله درعك يا أمير المؤمنين. كما في كتاب: بحار الأنوار ج 97 - ص 291.
    هذه القصة رويت أيضاً بشكل آخر، في الكتب الفقهية في باب القضاء.
    هلْ رأى الشرق و الغرب نموذجاً كهذا ؟
    إنها قمّة الخضوع لسيادة القانون، لاستقلال القضاء ولمساواة الجميع أمام القضاء دون تمييز بسبب الدين أو الموقع أو المسؤولية أو....
    وهلْ للتعايش طريق غير النمو والتجذّر والتأصّل في كنف ممارسات كهذه ؟
    يجيب شبلي شميلـو على السؤال المتقدم قائلاً:
    إن علي بن أبي طالب عليه السلام إمام بني الانسان ومقتداهم،و لم ير الشرق و الغرب نموذجاً يطابقه أبداً لا في ‏الغابر و لا في الحاضر. كتاب: الإمام علي صوت العدالة الانسانية،ج 1 - ص.7.
    • الإمام علي - عليه السلام - قائد الدولة يعدل عن طريقه ليشايع صاحبه الذمّي:
    ورد عن الإمام جعفر الصادق حكاية عن جده أمير المؤمنين عليهما السلام: حيث صاحب ذمياً في الطريق فقال له الذمّي: أين تريد يا عبدالله؟
    قال «ع»: أُريد الكوفة، فلما عدل عن الطريق، الذمّي، عدل معه أمير المؤمنين«ع».... فقال له الذمّي: لم عدلت معي؟
    فقال أمير المؤمنين(ع): هذا من تمام الصحبة أن يشيّع الرجل صاحبه هنيئة إذا فارقه وكذلك أمر نبينا، وفيه أن الذمّي أسلم بذلك. كما في كتاب: العلاقات الاجتماعية ص: 323
    • كيف يصف الإمام علي - عليه السلام - منْ رفع السلاح ومارس الإرهاب:
    يقول الإمام محمد الباقرعليه السلام أن جده علياً عليه السلام لم يكن ينسب أحداً من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق ولكنه كان يقول: ( هم أخواننا بغوا علينا)كما في كتاب: وسائل الشيعة ج11- ص 62.
    أجلْ لمْ يجتهد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في نشر ثقافة التعايش فحسب، بلْ ساهم في انشاء وبناء وصناعة وعي فردي وجمعي من أجل تعايش إيجابي مستدام ومسؤول، فكان في سلوكه الرسمي وغير الرسمي والفردي والاجتماعي وفي كلّ الظروف والأحوال آية وقدوة للتعايش ودعائمها، لينقل التعايش بمقوّماته من الرصيد المعلوماتي للبشرية إلى الرصيد المعرفي كي يترجم التعايش في السلوك والقرار.
    فأين نحن اليوم من ثقافة التعايش مع هذا الرصيد الهائل ؟
    لماذا نسقط المطلقية على الدين ؟ في الوقت الذي لايسمح الدين بالمطلقية حتى في أهم الأمور العقائدية، وأعني تحديداً:
    الإيمان، فالتعددية هي الأصل حتى في الإيمان.
    كـيـفْ ! ؟
    ورد عن عبد العزيز القراطيسي قال: قال لي أبو عبد اللّه الصادق عليه السلام: (( يا عبد العزيز إن الإيمان عشر درجات بمنزلة السلم، يصعد منه مرقاة بعد مرقاة، فلا يقولن صاحب الاثنين لصاحب الواحد: لست على شيء.. حتى ينتهي إلى العاشرة، فلا تسقط من هو دونك، فيسقطك من هو فوقك، وإذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه إليك برفق، ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره، فإن من كسر مؤمناً فعليه جبره )).كما في كتاب: بحار الانوار ج - 66- ص- 165.
    فمنطق حصر الألوان في الأسود والأبيض مرفوض حتى فيما يرتبط بالإيمان،كما هو الإقصاء والتسقيط كذلك، حتى لو برز بعباءة الإيمان، فللتسقيط بداية بلا نهاية، ومنْ أسقَط سيُسقَط بعد حين.
    وختاماً:
    لقد عمل الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام لتكريس التعايش بزرع مقوماتها مفهوماً وممارسة كالتعددية والتسامح واللاعنف والعدالة كما تقدم، فالمفاهيم هذه بلا عدالة، تبقى مفاهيم نظرية، عصية على التطبيق، ولا تتعدى عن كونها معلومة من المعلومات، وحلماً من الأحلام، لذلك نرى الإمام عليه السلام نذر نفسه الطاهرة لتكريس وتأصيل مقومات التعايش، وعلى رأس تلك المقومات العدالة، في كل خطوة، وفي جميع الاحوال والمراحل، فحوّل التعايش إلى أصل معرفي، فعبر به من دائرة الفكر، إلى دائرة القرار، ومن غربة النظرية إلى واحة الممارسة، فأمست بعدالته قادرة وفاعلة على رفد التعايش بسرّ الحياة والخلود حتى أستشهد لعدالته كما يقول الكاتب المسيحي جبران خليل جبرانقتل علي في محراب عبادته لشدّة عدله).
    إن اليونسكو قد تنبّهت لأهمية التعايش، ومنذ عشر سنوات فاعتبرت شعار «تعلّم للعيش مع الآخرين» أحد الأعمدة الأربعة المطلوبة في أي نظام تربوي إلى جانب الأعمدة الثلاثة الأخرى: «تعلّم لتعرف»، «تعلّم لتعمل»، «تعلّم لتكون»، فإني أتمنى ومن مؤتمركم المبارك هذا، وفي هذه الأمسية المباركة التقدّم إلى اليونسكو بأقتراح لجعل شعار: « تعلّم العدالة لتسعد بانتعاش التعايش» أحد الأعمدة المطلوبة في أي نظام تربوي،واعتباركتاب نهج البلاغة مصدراً من مصادر النظام التربوي الدولي. والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته، وسأتطرق الى باقي النقاط مره اخرى

    الله يعطيك الف عافيه


  3. #3
    عضو متميز الصورة الرمزية الباسل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    337
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    229

    رد: نهج أهل البيت عليهم السلام وثقافة التعايش

    مشكورة اختي الكريمه ام باسم على ما تفضلتي به من معلومات وفكر في التعايش ويجب ان لا ننسى التعايش لا يعني اسقاط الحق وتبديله بالباطل بل التعايش هو التقارب والتعارف لاحقاق الحق وابطال الباطل وبالرجوع الى مصادرنا علوم أهل البيت عليهم السلام يحمينا من المغالاطات الفكرية.
    اختي الكريمه ام باسم لك خالص تحياتي واحترامي على ما تفضلتي به من اضافات معلوماتيه الله يحفظك بعينه التي لا تنام.
    تقبلي تحيات اخوك
    الباســـــــل

  4. #4
    عضو فيروزي الصورة الرمزية نور الهدى
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    البحرين
    المشاركات
    11,187
    شكراً
    103
    تم شكره 88 مرة في 63 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1417

    رد: نهج أهل البيت عليهم السلام وثقافة التعايش

    الله يعطيك العافية اخي الباسل

    وعساك على القوة

    ولا حاجة للرد اكثر ما شاء الله ام باسم ما قصرت يعطيها الف عافية

    وتسلمون الاثنين منكم


    والله يبارك فيكما


    تحياتي لك

    اختك ام محمد
    مشكورة روح وريحان على التوقيع
    سلمت يمناك عزيزتي

  5. #5
    عضو متميز الصورة الرمزية الباسل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    337
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    229

    رد: نهج أهل البيت عليهم السلام وثقافة التعايش

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام محمد مشاهدة المشاركة
    الله يعطيك العافية اخي الباسل


    وعساك على القوة

    ولا حاجة للرد اكثر ما شاء الله ام باسم ما قصرت يعطيها الف عافية

    وتسلمون الاثنين منكم


    والله يبارك فيكما


    تحياتي لك


    اختك ام محمد
    مشكوره اختي الكريمه ام محمد على مرورك ومشاركتك واعطاك الله الصحه والعافيه يارب الله لا يحرمنا منك ولا من مشاركاتك الحلوه.
    لك خالص تحياتي واحترامي
    اخوك
    الباســـــــــــــــــــل

  6. #6
    موقف
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    الدولة
    القطيف- العوامية
    المشاركات
    2,004
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: نهج أهل البيت عليهم السلام وثقافة التعايش

    الف الف شكرلك اخي الحبيب والعزيز(الباسل) والله يعطيك والعافيه ويبارك فيك ربي على ماسطرتة اناملك
    مع تمنياتي لك بكل التوفيق والنجاح وربي يسعدك
    أخوك: القلب الحنون(أبوحسين)

  7. #7
    عضو نشط
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    148
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    227

    رد: نهج أهل البيت عليهم السلام وثقافة التعايش

    اخي وحبيبي الباسل ماشاء الله عليك عيني عليك بارده مثل ما يقولون في المثل اسعدني تواجدك معنا هنا وكلي شوق لقراءة ما يخطه قلم الذهبي فهلا وسهلا بك عزيز وحبيب وغالي
    نعم يجب أن نتعايش مع الكل بمفهوم منهج أهل البيت عليهم السلام وهذا لا يمنع مع حفظ التاريخ لاحقاق الحق وابطال الباطل بل ترسيخ المفاهيم والمناهج الاسلامية السمواية التي لم يطالها التحريف والتزيف.
    لك جزيل الشكر والتقدير والاحترام اخي الحبيب الباسل
    اخوك
    hiclas
    إذا كان حب علي بن أبي طالب ذنب اللهم لا تغفره لي

  8. #8
    مشرفه سابقه تستحق التقدير الصورة الرمزية نور الولاية
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    الدولة
    سنابس
    المشاركات
    2,662
    شكراً
    0
    تم شكره 11 مرة في 10 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    284

    رد: نهج أهل البيت عليهم السلام وثقافة التعايش

    الله يعطيكم العافيه يارب
    ع المجهود الرائع
    سلمت يمناكم يارب


  9. #9
    مشرف سابق يستحق التقدير الصورة الرمزية عماد علي
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    الدولة
    القطيف/ الشويكة
    المشاركات
    6,411
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    358

    رد: نهج أهل البيت عليهم السلام وثقافة التعايش

    مشاركة ممتازة أخي الباسل ورد رائع من أم باسم الله يعطيكم ألف عافية وتسلم الايادي...

  10. #10
    عضو متميز الصورة الرمزية الباسل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    337
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    229

    رد: نهج أهل البيت عليهم السلام وثقافة التعايش

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القلب_الحنون مشاهدة المشاركة
    الف الف شكرلك اخي الحبيب والعزيز(الباسل) والله يعطيك والعافيه ويبارك فيك ربي على ماسطرتة اناملك

    مع تمنياتي لك بكل التوفيق والنجاح وربي يسعدك

    أخوك: القلب الحنون(أبوحسين)
    لا شكر على واجب اخي الحبيب الغالي القلب الحنون الله لا يحرمنا منك يا غالي والله يوفقكم لما يحبه ويرضاه
    لك خالص تحياتي وتمنياتي لك بالتوفيق
    اخوك
    الباســــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
    القمر لو يشتكي ليك شكى .... ... ماكان بعد شوفك ظهر
    الزهور لو تبكي ليك بكت .......غيرته من طلعتك يدبل قهر

  11. #11
    عضو متميز الصورة الرمزية الباسل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    337
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    229

    رد: نهج أهل البيت عليهم السلام وثقافة التعايش

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hiclas مشاهدة المشاركة
    اخي وحبيبي الباسل ماشاء الله عليك عيني عليك بارده مثل ما يقولون في المثل اسعدني تواجدك معنا هنا وكلي شوق لقراءة ما يخطه قلم الذهبي فهلا وسهلا بك عزيز وحبيب وغالي
    نعم يجب أن نتعايش مع الكل بمفهوم منهج أهل البيت عليهم السلام وهذا لا يمنع مع حفظ التاريخ لاحقاق الحق وابطال الباطل بل ترسيخ المفاهيم والمناهج الاسلامية السمواية التي لم يطالها التحريف والتزيف.
    لك جزيل الشكر والتقدير والاحترام اخي الحبيب الباسل
    اخوك
    hiclas
    يا هلا بالحبيب الغالي صاحب الروح النقيه العزيز hiclas
    كم يسعدني تواجدنا معا في هذا المنتدى الغالي في الحقيقة دعوتكم لي كانت صائبة وانا اشكركم كل الشكر ولكم مني فائق التقدير والاحترام ولي الشرف في الانتماء لكم
    تقبل جزيل شكري وخالص تمنياتي وفائق احترامي
    اخوك
    الباســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
    القمر لو يشتكي ليك شكى .... ... ماكان بعد شوفك ظهر
    الزهور لو تبكي ليك بكت .......غيرته من طلعتك يدبل قهر

  12. #12
    عضو متميز الصورة الرمزية الباسل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    337
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    229

    رد: نهج أهل البيت عليهم السلام وثقافة التعايش

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألم الفراق مشاهدة المشاركة
    الله يعطيكم العافيه يارب

    ع المجهود الرائع

    سلمت يمناكم يارب
    ان شاء الله العافيه ما تفارق جسدك ولا اجساد احبائك ولا تشوف يوم شر في حياتك والله يسعدك في الدنيا وفي الخرة يارب يا كريم
    شاكر لك مرورك ولك خالص تحياتي وتمنياتي لك بالتوفيق الدائم
    اخوك
    الباســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــل
    القمر لو يشتكي ليك شكى .... ... ماكان بعد شوفك ظهر
    الزهور لو تبكي ليك بكت .......غيرته من طلعتك يدبل قهر

  13. #13
    عضو متميز الصورة الرمزية الباسل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    337
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    229

    رد: نهج أهل البيت عليهم السلام وثقافة التعايش

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد علي مشاهدة المشاركة
    مشاركة ممتازة أخي الباسل ورد رائع من أم باسم الله يعطيكم ألف عافية وتسلم الايادي...
    اخي العزيز الغالي عماد الممتاز هو طلتك علينا بنورك الساطع يا عسل
    الله لا يحرمنا منك ولا من عطائك ولا من جهودك القيمة والله يخلي لك ام باسم وباسم وان شاء الله اراكم في اعلى المراتب ونفرح لفرحكم يارب يا كريم بحق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم اجمعين
    تقبل خالص تحيات اخوك
    الباســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
    القمر لو يشتكي ليك شكى .... ... ماكان بعد شوفك ظهر
    الزهور لو تبكي ليك بكت .......غيرته من طلعتك يدبل قهر

  14. #14
    عضو ذهبي الصورة الرمزية الفاقدات
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    الدولة
    العوامية
    المشاركات
    1,326
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    253

    رد: نهج أهل البيت عليهم السلام وثقافة التعايش

    الله يعطيك العافية اخي الباسل
    الحلم غطاء ساتر والعقل حسام قاطع فاستر خلل خلقك بحلمك
    وقاتل هواك بعقلك

  15. #15
    عضو متميز الصورة الرمزية الباسل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    337
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    229

    رد: نهج أهل البيت عليهم السلام وثقافة التعايش

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفاقدات مشاهدة المشاركة
    الله يعطيك العافية اخي الباسل
    الله يعطيكم الصحه والعافيه وشاكر لكم مروركم الكريم
    لكم خالص تحيات اخوكم
    الباســـــــــــــل
    القمر لو يشتكي ليك شكى .... ... ماكان بعد شوفك ظهر
    الزهور لو تبكي ليك بكت .......غيرته من طلعتك يدبل قهر

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. في حق أهل البيت { عليهم السلام }
    بواسطة موالية حيدر في المنتدى المكتبة الصوتية الإسلامية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-15-2009, 11:15 PM
  2. سير أهل البيت عليهم السلام
    بواسطة ياكر في المنتدى كربلائيات ( كربلاء " الطف " )
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-18-2008, 01:55 AM
  3. سير أهل البيت عليهم السلام
    بواسطة ياكر في المنتدى منتدى المواضيع المكررة والمحذوفة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-27-2008, 12:32 AM
  4. سير أهل البيت عليهم السلام
    بواسطة ياكر في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-27-2008, 12:32 AM
  5. شعر في حب آهل البيت عليهم السلام..
    بواسطة دلوعة الكون في المنتدى منتدى الشعر والنثر
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 11-16-2004, 10:29 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •