بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين المكرمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ )
كلما تمضي الايام والحقب, تشرق بين الحين والحين ادلة الاعجاز القراني لتمثل برهنة علمية وعملية لما جاء به القران.
فقد زخر القران الكريم والروايات الشريفة بانباء الدنيا واسرارها , حتى اذا دخل الانسان عصر الاكتشاف العلمي وامتلك افضل وادق الاجهزة , وتمكن من حشد جماعات من العلماء والباحثين ليجمعوا المقدمات , ويقدموا النتائج , فاذا بالمفاجئة التي يتجلى فيها النور الالهي قبل الف واربع مائة عام ذكرت كحقائق في ايات القران او في حديث للرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) .
وملخص لــ (بعض) البحوث العلمية التي قضى فيها العلم السنين الطوال لإكتشافها بينما هي مذكورة كحقيقة واضحة في القرآن الكريم:


1-اكد العلماء ان الارض تبطىء من سرعة دورانها حول نفسها جزءا من الثانية خلال كل مائة عام , فقبل حوالي 4000 مليون سنة كانت مدة كل من الليل والنهار اربع ساعات فحسب. واستمرت حركتها بالتباطؤ حتى تساوت فترتي الليل والنهار. وكنتيجة طبيعية لهذا التباطؤ سوف يأتي وقت تتوقف فيه الارض تماما عن الدوران . وعلميا بعد فترة توقف قصيرة تبدا الارض مرة اخرى بالدوران بشكل عكسي مما يحتم ظهور الشمس من المغرب .
هذا الاكتشاف العلمي الناتج من جهد جهيد , اخبرنا به رسول الله (ص) في وصية طويلة عن اشراط الساعة حتى قوله (......ثم تطلع الشمس من مغربها, معاشر الناس اني راحل عن قريب , ومنطلق الى المغيب , فاودعكم واوصيكم بوصية فاحفضوها اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ......) .
وعلى الرغم من معرفة نسبة التباطؤ , لا يمكن تحديد الوقت الدقيق الذي تتوقف فيه الارض تماما عن الدوران, لان عملية التباطؤ معرضة للازدياد بنسب معينة اذا حدثت امور خارجة عن المألوف, مثل استخدام القنابل الهيدروجينية او اصطدام نيزك او نجم بكوكب الارض وغيرها وكما أخبر الباري عز وجل عن عدم إمكانية معرفة يوم الساعة.



2-توصل العلماء ان حجم الارض سابقا كان آلاف الأضعاف من حجم الأرض الحالية ومنذ اللحظة الاولى بدأت الارض بالانكماش والتقلص على ذاتها لتحافظ على علاقتها الكتلية النسبية مع الشمس بسبب ان الشمس تفقد في الثانية الواحدة من وزنها الكثير الكثير من الاطنان نتيجة لعملية الاندماج النووي لغاز الهيدروجين داخلها, وذلك لاجل المحافظة على المسافة الثابتة بين الارض والشمس والتي لولاها لأختل نظام مجرتنا درب التبانة.
وقد ذكر الله عز وجل حقيقة نقصان الأرض منذ آلاف السنين حيث قال في الاية 41 من سورة الرعد (أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا )




3-(مَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء) الانعام اية 125. ان اول مشكلة واجهت الانسان عند غزو الفضاء الخارجي هي مسالة ضيق التنفس بسبب اختلاف الضغط بالابتعاد عن سطح الارض وتناقص نسبة الاوكسجين. فعندما يرتفع الانسان عن سطح الارض بسرعة يحصل تغيير هائل في الضغط الجوي لتناقص كثافة الهواء. فيشعر بصعوبة التنفس وكانه يختنق . هذا ما ياخذه العلماء بالاعتبار لدى استعداد رواد الفضاء لتخطي الغلاف الجوي, وحتى في حالة الطيران على ارتفاعات شاهقة جدا . وقد جاء العلم بانجازاته ليبرهن حقيقة موصوفة في كتاب الله لمن يضيق قلبه بالحق.




4- قال الحق تعالى في محكم كتابه العزيز(فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ) القيامة 7-9. اثبت العلماء ان القمر سنويا يبتعد بمعدل 3 سنتمتر عن الارض باتجاه الشمس. وسيؤدي هذا التباعد في وقت من الاوقات الى اقتراب القمر من الشمس حتى يدخل القمر في نطاق جاذبيتها التي تفوق جاذبية الارض , عندها ستبتلعه الشمس . ولم يستطع احد تحديد متى سيكون هذا الحدث . اضافة على ذلك فان القمر بابتعاده عن الارض مقتربا من الشمس يقل نوره تدريجيا وكانه يخسف حتى يجمع الشمس والقمر. وهذه من علامات الساعة باذن الرحمن كما ورد في بقية ايات السوره.




5- قال تعالى في سورة النساء اية 56 ( إنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً). كشف علم التشريح ان كل اعصاب الاحساس ومنها اعصاب الاحساس بالبرودة والحرارة موجودة فقط في جلد الانسان. فلو احترق الجلد تماما لنعدم الاحساس بالم الاحتراق لانعدام مستقبلات الالم التي زالت مع طبقة الادمة التالفة. فاذا تصور الكافر بان شعوره بالم نار جهنم ينتهي باحتراق جلده فقط, ياتيه الجواب من الحق جل وعلا في الاية الانفة الذكر ,كاشفا لاسرار الاحساس بالالم المتركز في الجلد ونذيرا للكافرين بابدال جلودهم غيرها لتستمر عقوبتهم الابدية....



6- لو تصفحنا كتاب نهج البلاغة في كلام لامير المؤمنين(ع) يتبرا فيه من الظلم نقرا قوله( والله لو اعطيت الاقاليم السبعة بما تحت افلاكها على ان اعصي الله في نملة اسلبها جلب شعيره ما فعلته). فمن اين لرجل عاش قبل 14 قرنا في صحراء الجزيرة العربية ان يحدد عدد قارات الكرة الارضية والتي كناها بمصطلح الاقاليم السبع؟ في زمن لم يعرف فيه سوى اجزاء من اوروبا واسيا وافريقيا؟ كيف له ان يحدد سعة البر في عهد ناءى عن التطور العلمي وعجز عن النهضة التكنلوجية ؟ ولا عجب في قول الامير (ع) وقد قال فيه رسول الله (ص) (انا مدينة العلم وعلي بابها).



7- تحتوي السماء الدنيا على بعض الاجرام التي تسمى بالثقوب السوداء, تمثل مرحلة الشيخوخة في حياة النجوم ما قبل انفجارها. تتميز بكثافتها الفائقة, واصدار موجات صوتية منتظمة اضافة الى امتلاكها مجالات جاذبية عالية الشدة فلا يمكن للمادة ولا مختلف صور الطاقة ان تفلت منها, حيث يحدها سطح يسمى بافق الحدث يمتاز بابتلاع كل ما يسقط فيه حتى الاشعاع لذلك سميت هذة الاجرام بالثقوب . ووصفت بالسوداء لشدة عتمتها وامتصاصها للضوء اثناء حركتها السريعة , فيبدو الجسم اسودا غير ظاهر. ونتيجة لشدة اختفاء هذا النوع من الاجرام السماوية عن المراصد دار جدل عميق بين علماء الفلك حول حقيقة وجوده في بدايات القرن الماضي , حتى اقروا بصحة وجوده مستدلين على ذلك من التيار الهائل ذي يسحبه النجم من الاشعة والالكترونيات اثناء دورانه في افلاك خاصة به, هذه الظاهرة التي اثارت جدل العلماء ذكرت كقسم في القران الكريم في سورة التكوير(فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ. الْجَوَارِ الْكُنَّسِ).
وقد قال الله تعالى (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا) إنـّّـا على وعد من بارئنا عز وجل بان يرينا اياته ودلائل قدرته واعجازه, في كل الكون , وفي كتابه الحكيم بشهادة الضمائر العاقلة المتبعة للحق لاتمام الحجة واظهار معجزة القران فالملتقى حتمي بين الدين والعلم, والمعجزة لا شك واقعة.

منقول من كتاب خاص بالعقائد مع الكثيييير من التلخيص
تحياتي