كل فعل أو عمل أو حديث بدا أو صدر من رسول الله (ص) يسمى بالسنة النبوية الشريفة، وهذه السنة طالها التزييف والتحريف كغيرها من سنن الأرض إن كانت سماوية أو وضعية، وأسباب التحريف كثيرة وعديدة ومن اهمها نقل الأسرائيليات التي إنتشرت في الديانة اليهودية الى المسلمين من اليهود الذين أسلموا أو من الذين أظهروا إسلامهم بقصد أم بغير قصد ومن هذه الأسرائيليات مثلا قولهم: أن الله خلق الأنسان على شاكلته فلله رأس ويدين وصدر وبطن ثم الأطراف وهذا الجسم ضخم جدا لا يقاس بهيئة الأنسان الصغيرة، وهناك الكثير من هذه الأسرائيليات التي لا وسع لنا في ذكرها هنا والأسرائيليات هي مجموعة من التصورات الخرافية الخيالية تناقلت في أوساط بني إسرائيل وإنتقلت الى المسلمين ولم ينطق بها محمد (ص) بها قط. المذهب الوهابي يؤمن بهذا التجسيد الإلهي والمذاهب السنية الأخرى يقولون إن الله يتجلى يوم الحشر للمؤمنين فينبهرون بجماله وهو كصورة شمس مدورة منيرة. الشيعة ترفض فكرة التجسيد هذه جملة وتفصيلا لأنهم يؤمنون بقول الله تعالى ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) وأقوال الأمام علي (ع) في وصف الله تعالى في نهج البلاغة يمكن الرجوع إليها في نفي التجسيد وتحديد الله تحديدا ماديا.
اما سبب التحريف والتزييف الآخر هو هوى الحكام في تغيير الكلام ومعانيه والأضافات الأخرى التي رسمت وخططت لها بدقة لتزيين الكرسى لخلفاء الزور كي يسلطوا سيوفهم على رقاب الناس أبد الدهر .00000000000000000000000000000000000000000000000000 00
يقول رسول الله (ص) : صلوا وراء كل بر (بكسر الباء وشد الراء) وفاجر هذا الحديث أنتشر في العهد الأموي في أيام معاوية بن أبي سفيان لكي يضيعوا على السواد العامة من المسلمين في عدم الجواز الصلاة وراء أئمة الفسق والجور والحديث هنا يعطي الجواز بالصلاة وراء خلفاء وأمراء السوء لأن الخليفة وعماله في البقاع الأخرى كانوا يؤمون - بشد الميم - المسلمين في المساجد ويصلون بهم وكان اكثر الخلفاء والأمراء هم فاسدون وفاسقون يفعلون الكبائر من غير مراعاة المثل الأسلامية وهذا الحديث الذي نسب الى رسول الله من صناعة الأمويين وقاموا بنشر ودس الكثير من الأحاديث والأقاويل عن لسان محمد (ص) لأجل غايات في نفس أمراء السوء في تلك الحقبة من تاريخ المسلمين. حتى التجار دسوا الأحاديث في المسلمين من أجل الكسب المادي كقولهم :
قال رسول الله (ص)( من أكل بصل عكة في مكة دخل الجنة)، أحد التجار إشترى بصلا كثيرة من عكة وكادت تفسد لأنها لم تبتاعها الناس فدفع مالا لأحد وعاظين السوء كي يصنع له حديثا كي يشتري الناس بضاعته, وهذه الأحاديث والتي أغلبها كانت في خدمة الحاكم المستبد كانت تستحدث عن طريق وعاظ السوء حيث كانت تغدق عليهم الأموال بسخاء من أجل غاية في نفس الخليفة، والكلام المنحرف الصادر من وعاظ السلاطين وإلصاقها بلسان رسول الله اكثر وقعا وتصديقا في نفوس السواد العامة ، ولم يكن الوضع بأحسن في أيام العباسيين فقد جرى العمل بتلك الأحاديث في خدمة الحاكم وتضليل الناس بها .
بعد هذا السرد المختصر أرجع وأقول من هم أدعياء السنة من السنة الصحيحة؟ وهل قال رسول الله (ص) أقتلوا المسلمين وفجروا أنفسكم في أوساط النساء والأطفال؟ وهل قال لكم رسول الله إنصروا الظالمين من أمثال صدام وغيرهم؟ والمطالبة بعودة الظالم وإطلاق سراحه؟ وتدعون إنكم من سنة رسول الله ظلما وبهتانا ؟ ألم يقل لكم رسول الله (ص): من أعان ظالما سلطه الله عليه؟ أين أنتم من سنة رسول الله ؟ لما لا تقولوا أنتم على سنة معاوية ويزيد إن كنتم صادقين؟؟
00000000000000000000000000000000000000000000000000 0000000
قام علي بأرساء حكومة العدل ولم يفرق في العطاءات بين العرب والموالين وكان يوزع من بيت المال بالتساوي من غير تفضيل، فكبر هذا الرجل العظيم في نظر الموالين وزاد سخط قبائل العرب عليه لأنهم كانوا يرون أنفسهم اهلا على بلاد المسلمين دون غيرهم ويعتبرون أنفسهم فوق الموالين..
حكم علي بن ابي طالب عليه السلام بالعدل والحكمة والمساواة هي التي جعلت المسلمين ينعمو بالحياة في ضل الدولة الاسلامية وهي التي جعلت غير المسلمين يدخلون في دين الله أفواج ...
وليس السيف ولا المشانق ولا إراقة الدماء وقتل الضعفاء ولا الدكتاتورية ولا الاستعباد ولا الاضطهاد ولا حرق النسل والزرع وليس الثياب القصيرة ولا اللحي الطويلة وليس مرض العظمة والكبرياء.
المفضلات